ومن هذا التعريف المقترح الذي يبين الأدوار الرئيسية التي يقوم بها التنظيم الإداري في الإسلام. وإضافة إلى قيامه بتوضيح طرق الأداء [إجراءات العمل، وإبراز حجم الوحدات العاملة

ومراكز القوى في الهيكل التنظيمي [المستويات الإدارية]، وكذلك توضيح: الداخلية والخارجية في المنشأة خطوط الاتصال، فإنه من الممكن تلخيص أهـم الأدوار الأخرى التي يؤديها بصورة تميزه عن التنظيم الإداري الحديث، وهي على النحو التالي:

<!--الحرص على إشاعة التعاون بين الأفراد والتغلب على أي نوع من أنواع الصراعات الطبقية بينهم، والمولى جلت قدرته يقول: ﴿ إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إخوة ﴾. [الحجرات : ١٠].

 

<!--قصر التعامل على النشاطات المشروعة التي تتفق ومقاصد الشرع الخمسة التي حددها الفقهاء وهي كالتالي:

<!--حفظ الدين: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾. [آل عمران : 85].

<!-- حفظ النفس: ﴿ وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴾. [سورة النساء : 93].

<!-- حفظ العقل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عمل الشيطان ﴾. [المائدة : 90].

<!-- حفظ النسل: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً ﴾. [الإسراء : 32].

<!-- حفظ المال: ﴿ وَلاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾. [البقرة : 188].

<!--تحديد النشاطات اللازمة في المنشأة وتجميع مهامها ثم تقسيم هذه المهام إلى وظائف معينة وتوزيعها على الأفراد كل فيما يخصه من أجل تحقيق أهداف مباحة تميز الخبيث مـن الـطـيـب والحــام مـن الحلال، والله تعالى يقول: ﴿ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّب ﴾. [النساء : 2]. ويقول تعالى أيضا: ﴿ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبات ﴾. [المائدة : 4].

<!--تسيير العملية الإدارية بجوانبها الثلاثة البشرية والمالية والفنية [الإمكانات] تحت مظلة عبادة الله وحده والتي هي سرّ وجود الإنسان على وجه الأرض. والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾. [الذاريات : 56].

<!--تحديد الواجبات والالتزامات المطلوبة من الموظف أثناء العمل وكذلك مـا لـه مـن حقـوق.

والمولى عز وجل يقول: ﴿ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَأْتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ﴾. [الطلاق : 6].

<!--تحديد الصلاحيات الضرورية لكل موظف على حدة ويقصد بها السلطة والمسئولية، والله تبارك وتعالى يقول: ﴿ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهين ﴾. [الطور : 21].

<!--استغلال الإمكانات المالية والبشرية والفنّية المتاحة الاستغلال الأمثل محاربة للتبذير والتقتير.. والمولى يقول: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ﴾. [الفرقان : 67].

<!--الحرص على العامل الزمني لأهميته القصوى في حياة الإنسان... والخالق جل وعلا يقول: ﴿ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾. [النحل : 12].

<!--توظيف كل هذه الأدوار وفقًا لأحكام وأنظمة إسلامية المصدر أو على الأقل، لا تتعارض مع روح التشريع الإسلامي وفحواه. والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ﴾. [الأحزاب : 36].

وردا على الفرض الأول: فإن مفهوم التنظيم الإداري في الإسلام يختلف فكرا ومضمونا عــن التنظيم الإداري الحديث، ويبرز مدى مقدرة الأول على تفـهـم نفسية العامـل، وتميـزه عـن النـوع الثاني في تفاعله مع الفرد والجماعة مسئولين [موظفين] وجمهورًا [منتفعين] في إطار من النشاط يجمع بين العبادة والعمل وحدة واحدة.

 

 

ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 70 مشاهدة

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,756,490

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters