مشروع قومي لإدارة السيول
دكتور جيولوجي عبدالعاطي سالمان
رئيس هيئة المواد النووية الأسبق
كثيرا ما تم مطالبة الجهات المسئولة بالدولة بتبني مشروع لإدارة السيول ودرئ أخطارها والاستفادة من مياهها في مشروعات التنمية المختلفة في سيناء والصحراء الشرقية أساسا،،، وقد ورد جزء مفصل عن ذلك في كتابي : الصراع علي المياه في المنطقة العربية الذي نشر عام 2005م الذي تم نشره في دار الكتاب الحديث.
<!--<!-- |
<!--<!-- |
شكل 1: صور توضح آثار السيول التدميرية التي ضربت منطقة البحر الأحمر
يوم الخميس 27 أكتوبر 2016
في كل عام في مثل هذه الأيام تضرب السيول مناطق كثيرة في محافظات الصعيد والبحر الأحمر وسيناء وتتسبب في تدمير الكثير من المنشآت وخاصة الطرق الرئيسية والمباني والزراعات وتتسبب في وقف حركة المواصلات وتعطيل شبكة الاتصالات وغيرها، بل والأدهي من ذلك أنها تتسبب في مقتل العديد من المواطنين البسطاء، مما يكبد الدولة ملايين الجنيهات خسائر في كل عام، ولم تتخذ الدولة أي إجراء فعال غير صيانة بعض البرابخ والممرات الخاصة بتسريب مياه السيول من تحت الطرق الرئيسية أو إقامة بعض السدود البسيطة هنا وهناك.
لذلك فقد وجدت اليوم أنه من المهم أن تبدأ الدولة في تبني مشروعا فوميا للسيول مثل المشروع القومي للطرق، وأن يشتمل هذا المشروع علي النحوالتالي:
1- تحديد الوديان الرئيسية وأحواضها في كل من سيناء (شكل 2، المصدر: دكتور فاروق الباز) والصحراء الشرقية وبعض مناطق الصحراء الغربية وترتيبها من ناحية درجة خطورة السيول وتكرارها في هذه الوديان, وهذا يمكن عمله ببساطة باستخدام الصور الفضائية والخرائط الطبوغرافية المتاحة.
<!--<!-- |
شكل 2: وادي العريش والوديان الفرعية المتصلة به وهو من أخطر وديان سيناء تهديدا بأخطار السيول |
2- يلي ذلك تحديد المناطق المناسبة لإقامة السدود علي تلك الوديان لإيقاف أخطار السيول وتخزين مياهها أو تقليل درجة اندفاعها، وسوف يتم الإستفادة من تلك المياه المخزنة في أغراض التنمية المختلفة سواء تنمية زراعية أو صناعية أو للإستخدامات اليومية بعد معالجتها.
3- يتم إقامة السدود في المواقع التي يتم تحديدها وأن يتم البدأ بالوديان الخطيرة مثل وادي العريش بسيناء ووادي قنا بالصحراء الشرقية وغيرها من الوديان الهامة والخطيرة التي تم تحديدها.
من الجدير بالذكر أن هذا المشروع سوف يجنب الدولة فقد العديد من المواطنين البسطاء الذين يموتون بسبب هذه السيول، كما أنه يوفر علي الدولة ملايين الجنيهات التي تمثل الخسائر التي تتكبدها بسبب الأضرار الناتجة عن السيول سنويا، كذلك سوف يوفر ما يقرب من عشرة مليارات متر مكعبا من المياه يمكن استخدامها في أغراض التنمية المختلفة في الصحاري المصرية.
هذا وأتمني أن يتبني متخذي القرار في مصر هذا المشروع وأن يدفعوه بقوة نحو التنفيذ لأنه لا يقل أهمية عن مشروع شبكة الطرق القومية وغيرها من المشروعات القومية الأخري،،، اللهم قد بلغت،،، اللهم فاشهد.
ساحة النقاش