انفراد بالحصول علي الخرائط وملخص المشروع من الدكتور عبد العاطي بدر سالمان الخبير الجيولوجي ورئيس هيئة المواد النووية الأسبق
مشروع العصر لتنمية مصر .. يتكون من 9 محاور للتنمية والاستثمار التعديني ليبعث الحياة في الصحاري المصرية
اكبر مشروع علمي لتغيير خريطة مصر السكانية وتشجيع ملايين المصريين للعمل والإقامة في الصحاري المصرية للاسثمار التعديني والصناعي ينتظر عرضة علي رئيس الوزراء
كتب / محمد عبد السلام
عندما قال العالم المصري عاشق الصحراء الدكتور فاروق الباز رئيس مركز الاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء بجامعة هيوستين الأمريكية أن انطلاقة مصر الحقيقة ستبدأ من بين رمال الصحاري التي تشكل 95% من مساحة مصر، لم يدرك أن هناك عالما بهيئة المواد النووية سيلتقط هذا العبارة ليقوم بأكبر دراسة لتغيير خريطة مصر وذلك رغبة منه في المساهمة في مشروع يساهم في تنمية المجتمع المصري.
يري الدكتور الجيولوجي عبد العاطي بدر سالمان رئيس هيئة المواد النووية الأسبق أنه يجدر بعلماء مصر وخاصة الجيولوجيون وخبراء الاستثمار والتنمية إعمال العقل والفكر للمساهمة في ابتكار مشروعات تنمية استثمارية تعتمد علي المصادر الطبيعية المنتشرة في صحاري مصر لتعظيم المردود الاقتصادي وزيادة موارد مصر بما يعم بالخير علي هذا الشعب العظيم. ويعتبر هذا المشروع تعبيرا عن ما يمكن أن يقدمه الجيولوجيون المصريون لخدمة المجتمع المصري.
والحقيقة ان هذا المشروع الضخم – الذي يقترحه - يمثل نوعية خاصة من التخطيط الإقليمي المستقبلي لاستغلال الثروات الطبيعية في مصر بما يتماشى مع التوسع العمراني والمشروعات الاستثمارية التنموية في المجال التعديني مع الأخذ في الاعتبار التوزيع الجغرافي والبنية التحتية المتاحة.
فمن المعروف أن أرض مصر تغطيها ثلاثة مناطق رئيسية هي الصحراء الشرقية والصحراء الغربية وشبه جزيرة سيناء ، والمشروع يعتمد علي مراجعة أنواع المصادر الطبيعية وخاصة التعدينية والصخور الاقتصادية وحقول البترول حسب البيانات المتاحة في البحوث والتقارير، ومواقع وجودها في تلك المناطق ومحاولة ربطها بمحاور الطرق الرئيسية واقتراح إنشاء مراكز للاستثمار التعديني والصناعي علي تلك المحاور حسب توافر البنية التحتية بها ونوعية المصادر الطبيعية القريبة من تلك المحاور.
يقترح الدكتور عبدالعاطي سالمان، الخبير الجيولوجي ، اكبر مشروع في تاريخ مصر لتغيير الخريطة السكانية بعيدا عن الوادي الضيق يعتمد علي مد محاور للتنمية داخل الصحاري المصرية مستخدما في ذلك البنية التحتية المتاحة، يغطي هذا المشروع شبه جزيرة سيناء والصحراء الغربية والصحراء الشرقية، أي حوالي 95% من مساحة الأراضي المصرية.
أما عن سيناء فإن هذا المشروع سوف يغير بحق صحراء سيناء لاستيعاب الملايين من المصريين للعمل والإقامة المستديمة بها، وتعادل شبه جزيرة سيناء سدس مساحة مصر ويقترح المشروع إقامة أربع محاور تتوزع فيها مراكز تنمية تعدينية علي الطرق الرئيسة في سيناء والتي تمتد من الغرب إلي الشرق. تغطي هذه المحاور الرئيسية لتنمية سيناء: 1- الطريق الشمـالي الساحـلي، 2- طريق القنطرة شرق - بئر جفجافة – العريش ، 3- الشط - نخل – طابا، 4- طريق أبو زنيمة - وادي فيران – نويبع .
وقد اكد الدكتور عبد العاطي علي ان المحاور الأربعة لسيناء من أهم المحاور علي الاطلاق، حيث أنها ستخلق مجتمع متكامل يستطيع استقبال الملايين من المصريين حيث تغطي المحاور المقترحة معظم أرض سيناء، مشيرا الي ان الهدف منه اقامة العديد من مراكز التنمية الصناعية الجديدة لتتحول تدريجيا الي مدن صناعية ومجتمعات عمرانية ترتبط انشطتها بنوعية الخامات التعدينية وانواع الصخور والحقول البترولية القريبة من تلك المحاور والأنشطة المرتبطة بها.
اما عن المحاور الاربع التي يراها مناسبة في سيناء، فقد فرد الدكتور عبد العاطي الخريطة قائلا: إن المحاور الأربعة تعتمد في المقام الاول علي المواقع الغنية بالثروات المعدنية والحجرية والبرترول والغاز وفي نفس الوقت قريبة من مسارات المحاور المقترحة، مشيرا الي ان اولي هذه المحاور سيسير بمحازاه الساحل الشمالي لسيناء والذي اطلق عليه محور الطريق الساحلي الشمالي وينطلق من شرق محافظة بورسعيد الي رفح مرورا ببئر العبد والعريش ، اما ثاني المحاور فيقع جنوب الساحل ويسمي محور طريق القنطرة شرق – بئر جفجافة – العريش، والثالث محور يربط بين نفق الشهيد أحمد حلمي حتي طابا مرورا بمنطقة نخل ثم منطقة تاماد ، ورابع المحاور يمر بالجنوب من ابو زنيمة حتي ابو رديس وصولا الي وادي فيران حتي نويبع ، وهذه المحاور ترتبط بشبكة متكاملة من الطرق السريعة .
وقد اكد أن خريطة المحاور بسيناء تتبعها حزمة من الارشادات التي تبين أهمية كل محور علي حده ، فالمحور الشمالي يتميز بكثرة الاملاح والمعادن الاقتصادية بالرمال السوداء التي يتركز جزء منها بالقرب من ساحل العريش ، اما المحور الثاني فيتميز بكميات هائلة من مواد البناء مثل الزلط والرمل والحجر الجيري والدولوميت والفحم بالاضافة الي الرمال البيضاء التي تصلح لصناعة الزجاج والرخام ، والمحور الثالث يحتوي علي كميات هائلة من خامات الجبس والحجر الجيري والرخام والدولوميت والطفلة ، والمحور الرابع غني بالمنجنيز والحديد والمنتجات البترولية لوجود ابار البترول بالاضافة الي الفوسفات وكربونات الكالسيوم والجرانيت والدايوريت والرخام .
المشروع حدد بالفعل نوعية الصناعات التي ستقام بالمراكز الصناعية المقترحة علي هذه المحاور مثل صناعات الاسمدة والاسمنت ومجاير لانتاج الجير بمختلف انواعه ومصانع لتجهيز احجار الزينة مثل الرخام والالابستر ومصانع لتجهيز خامات مواد البناء مثل كسر الدولوميت والزلط والحجر الجيري ورمال الزجاج ، بالاضافة الي صناعات انتاج كربونات الكالسيوم المعجلة والنشيطة.
أما الصحراء الشرقية فيشمل مقترح الدكتور عبد العاطي سالمان أربع محاور رئيسية للتنمية، اما الصحراء الغربية ورغم اتساعها ستشمل محور ريئسي نصف دائري ومحور فرعي.
المشروع من فكر وإعداد الدكتور عبد العاطى بدر سالمان عالم الجيولوجيا الكبير ورئيس هيئة المواد النووية الأسبق وخبير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في طرق استكشاف اليورانيوم وتقدير احتياطيات خامات اليورانيوم وطرق اختيار مواقع المحطات النووية، ويري أن هذا واجب يفرضه عليه اقتناعي بأنه لا بد أن يكون لخبراء الجيولوجيا دورا أساسيا في تنمية مصر بناءا علي توافر المصادر الطبيعية من معدنية وحجرية وبترولية حول محاور ذات بنيىة تحتية جيدة يمكن إقامة مراكز صناعية استثمارية حول تلك المحاور التي يراها سيادته مناسبة.
تجدر الإشارة أن السيد الدكتور عبدالعاطي سالمان قد ساهم في إنجاز العديد من الخدمات القومية الخاصة بإجراء الاستشارات الجيولوجية للمساهمة في تنمية المشاريع القومية للقطاع العام والخاص في مجالات جيولوجيا استكشاف البترول وتطبيقات الاستشعار من البعد في الدراسات الجيولوجية، ودراسة مواقع المشروعات الهندسية من النواحي الجيولوجية والبيئية ومخاطر الزلزال والدراسات الهيدروجيولوجية ، بالإضافة إلي إعداد العديد من الدراسات البيئية لمواقع بعض القرى السياحية بمناطق خليج السويس وخليج العقبة والبحر الأحمر بمصر.
وبين يدي نسخة كاملة من ملخص المشروع والذي أطلق عليه الدكتور عبد العاطى بدر سالمان " مشروع العصر لتنمية مصر" من خلال الاستفادة من ثروات مصر ومعادنها ورسم خريطة لها لإنشاء تجمعات صناعية متكاملة كاستنساخ راقي لمدينة السادس من أكتوبر والعاشر من رمضان .
بالنسبة للصحراء الشرقية فيقترح مشروع الدكتور عبدالعاطي سالمان إقامة أربعه محاور تسير بالعرض بين النيل والبحر الاحمر، أول هذه المحاور يقع جنوب القاهرة وهو محور بني سويف – الزعفرانة ويطلق عليه سيادته محور مواد البناء لامكانية اقامه عدة مراكز صناعية متخصصة في صناعة الاسمنت والجير الحي واحجار الزينة و الدولوميت والزلط ورمال الزجاج والكاولين ، أما المحور الثاني محور قنا – سفاجا والذي يبلغ طوله 164 كيلومترا فينقسم الي 3 قطاعات متساوية، الاول يتميز بوجود غطاء من الطبقات الرسوبية وطبقات البريشيا والتي يصنع منها افضل احجار الزينة في العالم بالاضافة الي حزام رواسب فوسفات وادي النيل في وادي حمامة والسراي وجبل ابو حد، والقطاع الثاني غني بالصخور النارية التي تشتمل علي صخور الجرانيت والديوريت، والخامات الغير فلزية مثل التللك والاسبستوس ، بالاضافة الي الذهب في وادي فطيرة والجدامي والتنجستن في وادي الدب وابو خريف والنحاس في وادي بارود وام تاجر، والرصاص في منطقة الورا ، والقطاع الثالث غني بالفوسفات والجبس في مناطق جبل وصيف وام الحويطات وجاسوس وهي امتداد لخامات فوسفات القصير الذي يتمثل بتكوين جبل الضوي الشهير.
والي الجنوب بمسافة قصيرة يوجد المحور الثالث قفط – القصير والذي يبلغ طولة 180 كيلو مترا ومليئ بأقدم مناجم الفوسفات الشهيرة والتي تم إغلاق بعضها مثل منجم ابو تنضب ورباح والحمراويين وغيرها ، هذا المحور تم تقسيمه هو الاخر الي 3 قطاعات، القطاع الغربي منه غني بالطبقات الرسوبية والحجر الرملي وغطاء من الفوسفات في وادي المشاش وام خريط، والقطاع الاوسط الغني بصخور الديوريت والسربنتين والجرانيت بأنواعه المختلفة والرخام والبريشيا فرد انتيكا بالاضافة الي الخامات اللافلزية مثل التلك بوادي الحرامية والفواخير والحماضات، والاسبستوس في وادي صدمين والماجنيزيت والذهب بوادي ام عش الزرقا والفواخير، والنيوبيوم والتنتالوم بمنطقة كب عميري وجبل ابو زيران، أما القطاع الشرقي الغني بالحديد والبازلت والذهب والفوسفات والاوكر (أكاسيد الحديد).
اما المحور الرابع والأخير فهو محور ادفو – مرسي علم بجنوب الصحراء الشرقية فينقسم هو الاخر الي 3 قطاعات هامة، وكل قطاع يتمير بوفرة عدة معادن وصخور إقتصادية تاتي علي رأسها الذهب الذي يوجد بالبرامية وعتود والسكري وحمش، والزمرد في دادي سكيت والتانتالوم والنيوبيوم في وادي الشرم والبازلت والفرمكيوليت والمجنيزيت والرصاص والزنك في جبل الرصاص وام خاريجا، والكروميوم في وادي حافيا وام نحاسيلا وزبارا.
اما عن تنمية الصحراء الغربية فيقترح الدكتور عبد العاطي سالمان إقامة محور رئيسي مبدئيا وأطلق عليه محور الواحات الاستثماري ومحور فرعي أطلق عليه محور توشكي، ويبدأ المحور الرئيسي من الجيزة مارا بالواحات البحرية فواحة الفرافرة ثم الواحات الداخلة والخارجة حتي يصل الي اسيوط بوادي النيل، وهذا المحور غني بكثير من خامات الحديد والفوسفات والاحجار الجيرية و البترول والغاز الطبيعي، ويقترح أن يقام علي هذا المحور 6 مراكز استثمارية: مركز جنوب مدينة السادس من اكتوبر والغني بكميات هائلة من خامات مواد البناء مثل الزلط والرمال والبازلت والحجر الجيري بالاضافة الي رواسب اليورانيوم السطحية المحتملة بمنطقة القطراني بالقرب من منخفض القطارة، ومركز الواحات البحرية الغني بالحديد والبترول والغاز الطبيعي ، ومركز واحة الفرافرة الغني بالحجر الجيري وكربونات الكالسيوم، ومركز ابو طرطور الغني بالفوسفات حيث يمكن إقامة مصنع لإنتاج حامض الفوسفوريك والمواد الفوسفاتية، ومركز الخارجة الغني بالرمال البيضاء والحجر الجيري والطفلة الصحراوية. أما المحور الفرعي والمعروف باسم توشكي، فيمكن أن يقام به مركز توشكي للتنمية التعدينية حيث أن هذا المحورغني بالكاولين والشب والرمال والصخور الاقتصادية مثل الجزانيت والبازلت وغيرها من الصخور.
ويري الدكتور عبد العاطي علي ان هذا المشروع سيساهم بحق في تعمير جزء كبير من الصحراء المصرية، مشيرا الي ان تلك المحاور لن تكلف الدولة كثيرا لوجود الكثير من البني التحتية حيث ان معظم تلك المحاور تمثل مسارات لطرق جيدة وبعضها يمتد به خطوط قوي كهربائية ومياه.
وقد أكد لي الدكتور عبد العاطى بدر سالمان أن هناك فوائد عديدة لهذا المشروع وهي: أولا إن إقامة العديد من مـراكز التنمية الصناعية التي ترتبط بنوعيـــة الخامات المعـدنيـة والمصادر البترولية والصخور الاقتصـادية سيجذب المستثمرين لإقامة المشروعات الاستثماريـة المناسبة في تلك المراكــز، وقال ان العديد من المستثمرين يرغبون بالفعل في اقامة مشروعات استثمارية في مصر ولكنهم لا يعرفون المجالات التي يمكن الاستثمار فيها، كما إنها ثانيا ستساهم في تعمير جزءا كبيرا من الأراضي الصحراوية المصرية مع أقل تكلفة تصرف علي البنية التحتية وإحداث نشاطا هائلا في محافظات الصعيد والبحر الأحمر والصحراء الغربية وسيناء، أما ثالث الفوائد فستعمل علي تصحيح الخريطة السكانيـة لمصر وذلك بتخفيف الضغـط علـي المناطق المكتظة بالسكان مثل القاهرة والإسكندرية ومناطق الدلتا وبعض مدن الصعيد، وأخيرا ستعمل علي استيعاب عدد هائل من العمالة المعطلة وخلق فرص عمل متنوعة وإدخال تقنيات متقدمة، كما أنها سوف تسهم في فتح مجالات استثمارية هائلة للصناعات التي سوف تقام وزيادة مجالات التصدير، مما يدعم الاقتصاد المصري والمساهمة في رفع معدلات النمو الاقتصادي مما يساعد في رفع مستوي معيشة المجتمع المصري.
وأشار الدكتور عبد العاطى سالمان إلي أن هذا المشروع الذي يمثل مخططا إقليميا – إذا ما تم تنفيذه - سوف يساعد علي تخفيض معدلات التـلوث في البيئة المصرية وخاصة في المدن الكبرى مثل عواصم المحافظات وزيادة مناطق الجذب السياحي. كما يعتبر هذا المشروع ملاذا ومأوي آمنا لبعض السكان في مناطق الدلتا التي يحتمل أن تتعرض بعض الأماكن المنخفضة بها – لا قدر الله - للإغراق نتيجة ارتفاع مستوي سطح البحر الأبيض المتوسط بسبب ذوبان كميات كبيرة من الجليد في المناطق القطبية من كوكب الأرض نتيجة لزيادة حرارته سنة تلو الأخرى، كما يمثل هذا المشروع أيضا أهمية بالغة للأمن القومي المصري، حيث أن تعمير هذا الجزء الشاسع من الصحاري المصرية سيجعلها مأهولة أكثر بالسكان والأنشطة المتنوعة، ولذا سوف تكون عائقا لأي تسلل أو عدوان خارجي علي أرض مصر.
وتجدر الإشارة إلي أن الدكتور عبدالعاطي سالمان يؤكد أهمية هذا المشروع لمصر ويري أنه يستحق دراسة جدواه وتحديد أولويات المحاور التي يمكن البدأ في تنفيذها مع الأخذ في الاعتبار أن سيناء تمثل أولوية أولي، ويمكن أن يتم البدأ بتنفيذ محاور التنمية المقترحة بها.
ساحة النقاش