أختلف المصلببن اليوم في سجود التلاوة في صلاة الفجر هل هي فرض ام هي سنه وهنا توضيح ذلك كيفية سجود التلاوة ورد عن الفقهاء أكثر من كيفيةٍ لسجود التلاوة، وهي فيما يأتي: عند الحنفية قالوا إن كان القارئ في صلاةٍ فتلزمه النية، ويستطيع القارئ إما أن يركع بعد قراءة آية السجدة مباشرة فتجزئ عن السجود، أو أن يُكمل آية السجدة فيسجد بعدها مباشرة، ثم يقوم ويكمل القراءة، ثم يركع ركوع الصلاة وهو الأكمل، وإن تُلِيت أكثر من سجدةٍ في الصلاة الواحدة فتجزِئ سجدة واحدة؛ وذلك من باب رفع الحرج، وإن كانت السجدة خارج الصلاة فيُكبّر ثم يسجد، ثم يُكبّر حتى يرفع رأسه من السجود.[١] عند الحنابلة قالوا إن سجدة التلاوة سواء كانت في الصلاة أو خارجها فكيفيتها أن يكبر من أراد السجود تكبيرتين؛ الأولى إذا سجد والثانية إذا رفع، وإن كان خارج الصلاة فيكون السجود كما أورده الحنفية ولكن بإضافة التسليم وجوباً.[٢] عند الشافعية يكون سجود التلاوة أولاً بالنية ثم بالتكبير ويُباح رفع اليدين لذلك، ثم السجود وبعد ذلك التكبير للرفع منه، ثم التسليم إن كان خارج الصلاة، أما في الصلاة فالكيفية تكون بالنِيَّة ثم السجود ثم القيام للركوع، وإن قرأ قبل الركوع شيئاً من القرآن أفضل.[٣] عند المالكية تكون الكيفية بالتكبير للخفض للسجود مع رفع اليدين إن كان خارج الصلاة، ثم التكبير عند الرفع منه، مع النية سواء كان ذلك في الصلاة أو خارجها، ولا يوجد تسليم لسجود التلاوة كما الحال عند الحنفية.[٤] تم ذكر كيفية سجود التلاوة عند المذاهب الأربعة بالتفصيل. دعاء سجود التلاوة إنّ سجود التلاوة كأي سجودٍ يكون فيه ذكرٌ ودعاء، فيستحبَُ أن يُقال فيه ما يُقال في السجود في الصلاة المفروضة، وقد وَرد أيضاً بعض الأدعية عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يُذكر منها:[٥] (اللَّهُمَّ لكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ).[٦] (اللَّهمَّ اكتب لي بها عندَكَ أجرًا وضع عنِّي بها وزرًا واجعلْها لي عندَكَ ذخرًا وتقبَّلْها منِّي كما تقبَّلتَها من عبدِكَ داودَ). [٧] يستحب أن يدعو المسلم في سجود التلاوة ويدعو بما دعا به النبي -صلى الله عليه وسلم-. تعريف سجود التلاوة سجود التلاوة هو السجود الذي يسجده المسلم عند قراءة آية سجدة إن كان في الصلاة أو خارجها، وسمّي بذلك لأنه سجودٌ خاصٌّ بتلاوة القرآن شُرع فعله عند الوصول إلى موضع السجدة أثناء تلاوة القرآن أو استماعه اقتداءً بسنة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وأجمع الفقهاء على مشروعية سجود التلاوة مستدلّين بما رُوي عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه قال: (كانَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلم يقرأ علينا السورة، فيها السجدة فيسجد ونسجد، حتَّى ما يَجِدُ أحدنا موْضع جبهته).[٨][٩] سجود التلاوة هو السجود الذي يسجده المسلم عند قراءة آية سجدة من القرآن إن كان في الصلاة أو خارجها، وهو سجود خاص بتلاوة القرآن، وقد فعله النبي -صلى الله عليه وسلم-. حكم سجود التلاوة إن سجود التلاوة عند جمهور الفقهاء سنة ما عدا الأحناف فهو واجب عندهم، وفيما يأتي تفصيلٌ لأقوالهم: جمهور الفقهاء من الشافعية والحنابلة والمالكية قالوا إن سجود التلاوة سنةٌ للقارئ والمستمع، وقد استدلوا بذلك الحكم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: (إذا قرأ ابنُ آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي، يقول: يا ويْلَهُ، وفي رواية أبي كُرَيْب: يا ويلي، أُمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت بالسجود فأبيت فليَ النار. وفي رواية: فَعَصَيْتُ فَلِيَ النَّارُ)،[١٠] واستدلوا أيضاً بحديث ابن عمر -رضي الله عنهما- الذي تم ذكره سابقاً،[٣] واستدل الحنابلة بدليل عن ابن عمر رضي الله عنهما: (إن الله لم يفرض علينا السجود إلا أن نشاء)،[١١][٢] وقال المالكية بذلك أيضاً لقوله تعالى: (وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ)،[١٢] واستدلوا أيضاً بما استدل به الشافعية والحنابلة من أحاديثٍ نبوية كحديث ابن عمر وحديث أبي هريرة رضي الله عنهما.[٤] الحنفية إذ ذهبوا إلى وجوبه وذلك لوجود الأمر بالسجود في بعض آيات السجود، ولوجود الذمّ على عدم السجود في بعضها الآخر، وكلاهما يقتضي وجوب الحكم.[١٣] قال جمهور الفقهاء أنّ حكم سجود التلاوة أنّه سنّة، بينما أوجب الحنفية سجود التلاوة. أسباب سجود التلاوة وردت عدة أسباب لسجود التلاوة عند جمهور الفقهاء، فقد اتفق الجمهور على سببين لسجود التلاوة وهما:[١٤] التلاوة: أي قارئ القرآن داخل صلاته أو خارجها. الاستماع والسماع: أي السامع أو المنصت لآية سجدة التلاوة داخل الصلاة أو خارجها. أما الحنفية فقالوا إن أسباب السجود ثلاثة وهي:[١٤] التلاوة: أي من يتلو القرآن كذلك سواء كان في صلاة أو خارج الصلاة. سماع التلاوة: أي سماع آية فيها سجدة داخل أو خارج الصلاة. الاقتداء: أي إن كان مأموماً ولم يسمع آية السجدة بأن كانت الصلاة سرية، فيسجد للتلاوة. اتفق الجمهور أنّ لسجود التلاوة سببان هما: التلاوة والسماع، بينما قال الحنفية أنّ لسجود التلاوة ثلاة أسباب: التلاوة والسماع والاقتداء. شروط سجود التلاوة تختلف شروط سجود التلاوة تبعًا للعبادة التي يؤديها المسلم، وبيان ذلك كالآتي: شروط سجود التلاوة للقارئ إن شروط سجود التلاوة كشروط الصلاة المفروضة،[١٥] وهي كما يأتي:[١٦] النية: وهي إرادة وقصد الشيء عند فعله. الإسلام: فلا تجب على غير المسلم ولا تصح منه عند من قال بالوجوب. البلوغ والعقل: فالصبي الذي لم يبلغ غير ملزمٍ بها، لكن تصح منه إن فعلها، وكذلك المجنون لا تصح منه إذ إنه غير مكلّف. الوقت: بألا تكون السجدة في الأوقات المكروهة، وإلا فلا يسجدها عند الجمهور، بخلاف الشافعية إلا إن تعمّد قراءتها للسجود في وقت النهي فلا يجوز. استقبال القبلة. الطهارة: وفي اشتراطها تفصيل بين العلماء:[١٧] القول الأول (باتفاق الفقهاء الأربعة): تجب الطهارة في سجود التلاوة ولا يصح السجود إلا بها، لأنهم اعتبروها صلاةً وقاسوها على الركوع وسجود السهو، واستدلوا بذلك بما ورد عن النبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أنه قال: (لا يَقْبَل اللهُ صَلاةً بغَيرِ طُهورٍ).[١٨] القول الثاني (السلف ومجموعة من العلماء): تجوز سجدة التلاوة من دون طهارة، وقد ورد ذلك عن السلف الصالح وعدد من العلماء كابن حزم، وابن تيمية، والصنعاني، والبخاري، والشوكاني، وقد استدلوا بعدم ورود أي نصٍّ صريح يشترط الطهارة عند سماع السجدة، كما لم يرد أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يأمر أحداً بالوضوء عندما كان يتلو السجدة ويسجد معه الناس. ستر المرأة لشعرها: تعددت أقوال الفقهاء في مسألة تغطية المرأة لرأسها في سجود التلاوة على قولين، واختلافهم من باب اعتبار سجود التلاوة صلاة أو عدم اعتبارها صلاة:[١٩] القول الأول (اتفاق الفقهاء): يُشترط في سجود التلاوة ما يُشترط في الصلاة التامّة من ستر للعورة وغيرها؛ فوجب على المرأة تغطية شعرها فيه. القول الثاني: سجود التلاوة ليس بصلاةٍ، فلا وجوب في تغطية المرأة لشعرها فيه. شروط سجود التلاوة للمستمع إن شروط سجود التلاوة للمستمع كما يأتي: قصد السماع: اشترط الحنابلة والمالكية في سجود التلاوة للمستمع أن يكون قاصداً للاستماع، واستدل الحنابلة بذلك بما رُوي أن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - مرّ بقارئٍ يقرأ سجدةً ليسجد معه عثمان، فلم يسجد وقال: (إنما السجدة على من استمع)،[٢٠][٤] وأما الشافعية[٣] والحنفية [٢١] ذلك فلم يشترطوا الاستماع -أي قصده- واكتفوا بمجرد السماع -أي حتى مجرّد السماع ولو بدون إنصات- للسجود، وأضاف المالكية شروطاً لسجود المستمع كأن يجلس السامع لتعلّم القرآن لا لابتغاء الثواب فقط، وألا تكون قراءة القارىء ليظهر للناس حسن قراءته فحسب.[٤] صحّة إمامة القارئ: ذهب المالكية[٤] والحنابلة [٢] إلى اشتراط صلاحية القارئ للإمامة في سجود التلاوة، وذلك بكونه ذكراً بالغاً عاقلاً، وعليه فلا يصح السجود لتلاوة الصبي والمرأة، بحيث يسجد القارىء منهم وحده، وأما الشافعية[٣] والحنفية [٢١] فتصح عندهم لكل قراءة. سجود القارئ: إذا لم يسجد قارئ آية السجدة فلا يُندب للمستمع السجود لوحده.[٢٢] انفرد الشافعية بشروط أخرى منها: أن تكون قراءة مشروعة؛ فلا يجوز السجود لقراءة جنب سواء كان رجلاً أم امرأة، ولا لقراءة الصبي كذلك، وأن تكون قراءة مقصودة وليست قراءة نائم أو غير مميز، وأضافوا أن يكون السماع لجميع آية السجدة من دون أي نقصان.[٣] شروط سجود التلاوة للمصلي المصلي المنفرد ذهب الفقهاء إلى جواز سجود المصلي للتلاوة، واشترطوا ألا يتعمّد قراءة آية السجدة لأجل السجود وإلا بطلت صلاته، وكون المصلي هو القارىء فلا يسجد المصلي المنفرد لقراءة غيره، وأن لا تكون في صلاة الجنازة إذ لا سجود فيها.[٢٣] المصلي المأموم إن من أحكام سجود المأموم للتلاوة ما يأتي: حكم قراءة الإمام لآية السجدة: كره الحنابلة قراءة آية السجدة في الصلاة السرية كالظهر والعصر والسجود لها؛ لأنه إن قرأها وترك السجود فقد ترك السنة،[٤] وإن سجد أدّى سجوده إلى اللّبس على المأمومين، وكره المالكية للإمام تعمّده تلاوة آية السجدة في الفريضة دون النافلة، ولو قرأها الإمام في صلاة سرية يجهر بها عندهم.[٢] سجود المأموم للتلاوة: يسجد إن سجد إمامه وإلا بطلت صلاته؛ لأن المأموم يتبع الإمام في كل شيء من سجودٍ وركوعٍ وغيرها، فإن لم يسجد الإمام للتلاوة لا يسجد المأموم لأنه لا يجوز له مخالفة الإمام، ولكن تُسَن للمأموم السجدة بعد الانتهاء من الصلاة.[٢٤] إنّ شروط سجود التلاوة تنقسم إلى شروط خاصة بالقارئ؛ كالبلوغ والعقل، وشروط خاصة بالمستمع؛ كقصد السماع، وشروط خاصة بالمصلّي سواء كان منفرداً أو مأموماً. مواضع سجود التلاوة يرى الجمهور أن عدد آيات السجود أربع عشرة آية، بينما اعتبرها المالكية إحدى عشرة آية، واختلفوا في بعض مواضع السجود للتلاوة وأجمعوا على عشرة منها، وهي كالآتي:[٢٣] السجدات المُتفّق عليها قال تعالى: (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ).[٢٥] قال تعالى: (إِنَّ الَّذينَ عِندَ رَبِّكَ لا يَستَكبِرونَ عَن عِبادَتِهِ وَيُسَبِّحونَهُ وَلَهُ يَسجُدونَ). [٢٦] قال تعالى: (وَلِلَّـهِ يَسجُدُ مَن فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ طَوعًا وَكَرهًا وَظِلالُهُم بِالغُدُوِّ وَالآصالِ).[٢٧] قال تعالى: (وَلِلَّـهِ يَسجُدُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ مِن دابَّةٍ وَالمَلائِكَةُ وَهُم لا يَستَكبِرونَ).[٢٨] قال تعالى: (وَيَخِرّونَ لِلأَذقانِ يَبكونَ وَيَزيدُهُم خُشوعًا).[٢٩] قال تعالى: (أُولـئِكَ الَّذينَ أَنعَمَ اللَّـهُ عَلَيهِم مِنَ النَّبِيّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّن حَمَلنا مَعَ نوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبراهيمَ وَإِسرائيلَ وَمِمَّن هَدَينا وَاجتَبَينا إِذا تُتلى عَلَيهِم آياتُ الرَّحمـنِ خَرّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا).[٣٠] قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّـهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّـهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ).[٣١] قال تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَـنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَـنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا).[٣٢] قال تعالى: (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّـهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ *اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ).[٣٣] قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّـهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ * فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ ).[٣٤] السجدات المُختلف عليها أما الآيات الأربعة الآتية فقد اعتمدها الجمهور بينما لم يعتبرها المالكية من مواضع السجود،[٣٥] وهي في النجم والانشقاق والعلق وثانية الحج، ووافقهم الحنفية في عدم اعتبار ثانية الحج:[٢٣] قال تعالى: (فَاسْجُدُوا لِلَّـهِ وَاعْبُدُوا).[٣٦] قال تعالى: (وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ).[٣٧] قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).[٣٨] قال تعالى: (كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب).[٣٩] أما آية السجدة الواردة في سورة ص فقد اعتبرها الشافعية والحنابلة سجدة شكر لا سجدة تلاوة،[٢٣] وهي قوله تعالى: (قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ)،[٤٠] بينما اعتبرها المالكية والحنفية سجدة تلاوة.[٣٥] مواضع سجود التلاوة عند جمهور الفقهاء أربع عشرة سجدة، أما المالكية فاتفقوا على عشرة منها، واختلفوا في أربعة.المراجع ↑ عبد الله الموصلي (2009م)، الاختيار لتعليل المختار (الطبعة الأولى)، بيروت: شركة الرسالة العالمية، صفحة 257-258، جزء الجزء الأول. بتصرّف. ^ أ ب ت ث منصور البهوتى، الروض المربع شرح زاد المستقنع، بيروت: دار المؤيد - مؤسسة الرسالة، صفحة 119-120. بتصرّف. ^ أ ب ت ث ج سعيد الحضرمي (2004م)، شرح المقدمة الحضرمية (الطبعة الاولى)، لبنان-بيروت: دار المنهاج، صفحة 304-307. بتصرّف. ^ أ ب ت ث ج ح أحمد المالكي (1997)، الفواكه الدواني على رسالة أبي زيد القيرواني (الطبعة الأولى)، بيروت-لبنان: دار الكتب العالمية، صفحة 387-391، جزء الجزء الأول. بتصرّف. ↑ محي الدين النووي (2004)، الأذكار، بيروت : دار ابن حزم للطباعة والنشر، صفحة 129-130. بتصرّف. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 771، صحيح. ↑ رواه أحمد شاكر، في شرح سنن الترمذي، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2/473، صحيح. ↑ رواه البخاري، في صحيح بخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1075، صحيح. ↑ صالح الفوزان (1423هـ)، الملخص الفقهي (الطبعة الأولى)، الرياض-المملكة العربية السعودية: دار العاصمة، صفحة 180، جزء 1. بتصرّف. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 81، صحيح. ↑ رواه البخاري ، في صحيح بخاري، عن ربيعة بن عبدالله بن الهدير، الصفحة أو الرقم: 1077، صحيح. ↑ سورة الانشقاق، آية: 21. ↑ عبدالله الموصلي (2009م)، الاختيار لتعليل المختار (الطبعة الاولى)، دمشق: دار الرسالة العالمية، صفحة 254، جزء الجزء الأول. بتصرّف. ^ أ ب عبدالرحمن الجزيري (2003)، الفقه على المذاهب الأربعة (الطبعة الثانية )، بيروت-لبنان : دار الكتب العلمية ، صفحة 423، جزء الجزء الأول. بتصرّف. ↑ عبد الله بن محمود الموصلي (2009)، الاختيار لتعليل المختار (الطبعة الأولى)، دمشق: دار الرسالة العالمية، صفحة 256، جزء 1. بتصرّف. ↑ سعيد بن محمد الشافعي (2004)، شرح المقدمة الحضرمية (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المنهاج للنشر والتوزيع، صفحة 307. بتصرّف. ↑ "صفة أداء سَجْدة التِّلاوة خارجَ الصَّلاة"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-12-2019. بتصرّف. ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أسامة بن عمير الهذلي، الصفحة أو الرقم: 1705. ↑ "هل يجب على المرأة تغطية رأسها عند السجود في غير الفريضة ؟"، www.islamqa.info، 23-9-2014. بتصرّف. ↑ رواه ابن حجر العسقلاني، في فتح الباري لابن حجر، عن سعيد بن المسيب، الصفحة أو الرقم: 2/649، إسناده صحيح. ^ أ ب ابن عابدين (1992)، الدر المختار وحاشية ابن عابدين (رد المحتار) (الطبعة الثانية)، بيروت: دار الفكر، صفحة 107، جزء 2. ↑ وهبة الزحيلي، كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي (الطبعة الرابعة)، سوريا: دار الفكر، صفحة 1130-1134، جزء 2. بتصرّف. ^ أ ب ت ث وهبة الزحيلي (1992)، الفقه الإسلامي وأدلته (الطبعة الثانية)، سوريَّة - دمشق: دار الفكر ، صفحة 1133-1138، جزء 2. ↑ غير معروف ، حاشية البجيرمي على شرح منهج الطلاب ، صفحة -. بتصرّف. ↑ سورة السجدة، آية: 15. ↑ سورة الأعراف، آية: 206. ↑ سورة الرعد، آية: 15. ↑ سورة النحل، آية: 49. ↑ سورة الإسراء، آية: 109. ↑ سورة مريم، آية: 58. ↑ سورة الحج، آية: 18. ↑ سورة الفرقان، آية: 60. ↑ سورة النمل، آية: 25-26. ↑ سورة فصلت، آية: 37-38. ^ أ ب أحمد النفراوي (1997)، الفواكه الدواني شرح رسالة أبي زيد القيرواني (الطبعة الأولى)، بيروت : دار الكتب العلمية، صفحة 389-388، جزء 1. ↑ سورة النجم، آية: 62. ↑ سورة الانشقاق، آية: 21. ↑ سورة الحج، آية: 77. ↑ سورة العلق، آية: 19. ↑ سورة ص، آية: 24.MAWDOO3.COMكيف تؤدى سجدة التلاوة - موضوع. كيفية سجود التلاوة . عند الحنفية . عند الحنابلة . عند الشافعية . عند المالكية .
حمل كتاب : تفسير ابن عباس ومروياته في التفسير من كتب السنة : تأليف الدكتور / عبدالعزيز بن عبدالله الحميدي
** الفرق بين زيت اللوز الحلو و زيت اللوز المر**
******************************
إن اللوز شجرة كبيرة معمرة، الجزء المستخدم منها بذوره ويعرف علمياً باسم Prunus dulcis ويحتوي اللوز على زيت ثابت وهو غني بفيتامين أ، ب وبمقادير عالية من السكر والصمغ ومعادن مثل الفسفور والبوتاسيوم والمغنيسيوم والكالسيوم والكبريت والصوديوم والحديد ويستخدم زيت اللوز لتدليك المناطق المتجعدة وهو يبطئ عملية التجعيد.
***************************
زيت اللوز الحلو
***********
أفضل زيت يدهن فيه الشعر بعد غسله من أي زيت آخر لأن الزيوت
الأخرى تتأثر بسرعة عندما يتعرض الشعر لأشعة الشمس و لايضر الشعر إذا تركناه إلى الغسلة الثاتية للشعر ..
إن لزيت اللوز الحلو خصائص رائعة تفيد في تنظيف البشرة، ويمكن استخدامه لتنظيف البشرة والعناية بها عبر العديد من الطرق ولمختلف أنواع البشرة.
*************************
ويمكن استخدام زيت اللوز الحلو لتركيب الزيت المناسب لبشرتك أو عمل قناع من زيت اللوز بإحدى الطرق الآتية:
******************
(1)- زيت معطر بالورد للبشرة الحساسة :
****************
أحضري 80 جرامًا من زيت الزيتون أو 80 جرامًا من زيت الخروع و80 جرامًا من زيت اللوز الحلو، ثم امزجيها كلها جيدًا.. عطري المزيج بإضافة 5 جرامات من عطر الورد، ثم ضعي هذا المحلول على وجهك وأنت تدلكينه بحركات دائرية، وبعد ذلك أزيلي الزائد من الزيوت بواسطة قطعة من القطن مبللة بالمياة المعدنية.
************************
(2)زيت معطر بالبنفسج للبشرة الحساسة:
*****************
امزجي 75 جرامًا من زيت اللوز الحلو مع 25 جرامًا من الجلسرين، ثم ضعي قدرًا مملوءًا بالماء على النار حتى تغلي، وضعي في داخل هذا القدر قدرًا أصغر بقليل، وضعي داخل هذا القدر 10 جرامات من شمع العسل الأبيض، ثم أطفئي النار وعطريها بـ 5 نقاط من عطر البنفسج.
استعملي هذا الزيت باردًا على وجهك بأطراف أصابعك، ثم أزيلي ما يزيد بواسطة قطعة من القطن، وأخيرًا اغسلي وجهك بالماء البارد.
***********************
(3)حليب من اللوز الحلو للبشرة الدهنية:
********************
قومي بطحن 50 جرامًا من اللوز الحلو مع قليل من ماء الورد لتحصلي على عجينة طرية، ثم أضيفي إليها لترًا كاملاً من ماء الورد، وقومي بتصفية المزيج، ثم أضيفي إلى المزيج 50 جرامًا من السكر الأبيض البودرة.
استعملي هذا المزيج مساء قبل النوم مع تدليك وجهك بأطراف أصابعك، ثم اغسلي وجهك بالماء البارد.
*******************
(4)قناع ضد حب الشباب باستخدام زيت اللوز الحلو:
************************
ضعي بعض الماء في إناء على النار، وعندما يبدأ الماء في الغليان ضعي فيه ملعقتين كبيرتين من الطين الناعم مع ماء الزهر وامزجيها جيدا لتحصلي على عجينة سميكة، ثم أضيفي إلى المزيج عدة نقاط من زيت اللوز الحلو، بعدها ضعي منشفة على رأسك وانحني فوق الوعاء الذي غليت فيه الماء كما لو كنت تقومين بعملية استنشاق لمدة 10 دقائق، وذلك حتى تتفتح مسام البشرة، بعدها ضعي المزيج الذي حضرته مباشرة على وجهك بأطراف أصابعك، وتفادي وضع القناع حول العينين، اتركي القناع لمدة 15 دقيقة ثم أزيليه بماء فاتر باستخدام قطعة من القطن النظيف.
********************
(5)مرهم زيت اللوز هذا المرهم مناسب تمامًا للبشرة العادية
*********************
ضعي إناء مملوءًا بالماء على النار حتى تغلي، ثم ضعي بداخله إناء آخر أصغر منه وضعي به 40 جرامًا من الشمع الطبيعي مع 300 جرام من زيت اللوز الحلو، أطفئي النار بعد أن يذوب المزيج، ثم أضيفي 25 جرامًا من الجلسرين و5 نقاط من ماء الورد و40 جرامًا من المياه المقطرة.. دعي المزيج يبرد ثم دلكي وجهك به جيدًا حتى تتشربه البشرة تمامًا.
*********************
(6)لحمام منعش:
*************
اخلطي 20 نقطة من زيت عطر مع نصف فنجان من زيت اللوز الحلو.
ضعي الخلطة على ماء الحمام واستمتعي بحمام ناعم على بشر
*****************
(2) زيت اللوز المر.
**************
فهو مفيد لإزالة التصبغات والبقع من البشرة وهو جدا رائع لو استخدمناه قبل النوم فقط وذلك بغسل الوجه بماء بارد أو ممكن نمرر علي الوجه ثلجه ثم نمسح الوجه والرقبة بهذا الزيت ولا نستخدم الصابونة حتى لما نقوم من النوم نكتفي بغسل الوجه بماء البارد فقط ..والنتيجة توحد لون البشرة ويساعد على إزالة الهالات السوداء وغير ذلك النعومة
دهن اللوز ينفع من الصداع وضربان الأذن والطنين والصفير في الأذن
دهن اللوز المر كثير النفع لطيف وأكبر نفعه في الأذن وسددها وطنينها ***********************
اللوز المر فأنه يستعمل في الطب ولا يصلح للغذاء - وأنما يستعمل على شكل كمادات توضع على مكان آلام الصداع والمغص (المعده - الكبد - الكلى...) - ويستعمل معجون اللوز المر لغسل الأكزيما وأزالة النمش الجلدي ورائحة الرجلين (القدمين) وتحت الأبط.
***********************
(1)تشقق الشفتين :
***************
تدهن الشفاة مدة ثلاثة ايام , بزيت اللوز الحار
**********************
وصفة اخرى :
**********
تدهن الشفاة بدهن اللوز المر يوميا مضافا الية دهن الورد
دهن اللوز المريجلو الآثار من البشرةلإزالة السواد أسفل العين
يدهن السواد اسفل العين بزيت الورد لمدة ساعة ثم يغسل بالماء الدافىء ويدهن بزيت اللوز المر
************************
لعلاج النمش والكلف
***************
زيت اللوز المر يطلى به الوجه لعلاج الكلف والنمش.
جيد لنمو الشعر و يدمر القمله في الشعر
ولتشقق الجلد
************************
خلطة للجسم بعد الإستحمام لنعومة وتفتيح وترطيب البشرة
*************************
فازلين وزيت لوز المر وزيت الجلسرين .
***********************
الصرع :: يطبخ الحرمل مقدار ربع كيلو في لتر ونصف من الماء , ويطبخ جيدا حتى يبقى لتر ماء تقريبا , يفطر به المصاب بالصرع مدة ثلاثين يوما مقدار ملعقتين كبيرتين في ملعقة , عسل كبيرة , فان الصرع يزول عنة ولو كان مزمنا باذن الله ************************* وصفه أخري:: اذا اكل المصاب كل يوم في الصباح قشرة متوسطة من القرفة زال عنة الصرع باذن الله ************************* وصفة اخرى :: اذا شرب المصاب عصير التفاح من غير طبخ ثلاث مرات في اليوم مقدار كوب لمدة 15 يوما او اكثر حسب مايلمسة المصاب , فان ذلك يساعد على الشفاء ايضا باذن الله **************************** الاكزيما :: تغلى الحلبة وتوضع لبائخ على اماكن الاكزيما او يدلك بمائها المطبوخ .*************************** وصفة اخرى :: خمسين جراما من اوراق العرعر يغلى في لتر ماء مدة دقيقتين , وتحلى بالعسل او السكر , ويشرب منها فنجانين في اليوم *************************** دوالي الساق :: • يدلك بالخل مكان دوالي الساق من الاسفل الى الاعلى مرتين في اليوم مدة 20 يوما او اكثر , فانة مفيد وجيد *************************** النقرس :: اكل راسين من الكرفس كل يوم مدة اشهر كافية للقضاء على داء النقرس نهائيا وتسكين الامة في الاصابع **************** الم الرجلين :: تؤخذ ثلاث حفنات من زهر البابونج في ثلاث لترات من الماء وتغلى , ثم بعد ذلك يضع المصاب رجلية في الصحن , ويفركهما بالماء , ويتركهما حتى يبرد ويجففهما ويلبس جوربا او يلفهما بشيء دافيء وقت النوم , فان ذلك يعمل على تسكين الم الرجلين والصداع وانتعاش الجسم ************************* وصفه لتخفيف الم الدورة الشهريه :: في الصباح اشربى مغلى الشيح بمقدار 5 جم على كوب مياه صغير + اكل 2 اصابع من الموز الطازج. فى وقت الغذاء اشربى كوب دافئ من الكاكاو+ اكل 2 اصابع موز طازج فى وقت العصر اشربى كوب يانسون دافئ بمقدار 5 جم على مياه مغليه فى المساء اشربى كوب مغلى النعناع 5 جم . الموز والكاكاو يوثر علي المزاج والحالة النفسيه ويمنع الاكتئاب المصاحب للدوره -الشيح والنعناع تقلل من الام الدوره الشهريه. وصفة أمنه ان شاء الله ********************** دود البطن :: اذا شرب الشيح مقدار نصف ملعقة كبيرة , مطبوخة في كأس ماء كل يوم في الصباح من به دود البطن ازالة ان شاء الله تعالى ***************************** وصفة اخرى :: اذا أضيف خل الى مسحوق الحبة السوداء , وواظب على الافطار بها المصاب بدود البطن , شفي من ذلك بخروج الدود *************************** وصفة اخرى :: اذا أكل المصاب بذور اليقطين ( القرع ) خرجت من دود البطن ***************** وقف الاسهال :: تأخذ قشور الرمان وتطبخها وتشرب ماءها ثلاث مرات في اليوم , فانها توقف الاسهال , وتستمر في هذا الشرب الى ان يتوقف الاسهال *************************** الاسهال المزمن :: المواظبة على أكل النبق يقطع الاسهال المزمن ********************************** الاعشاب الطبيعية ...لعلاج تورم القدمين **************************** وصفة من شجر النخيل لعلاج اورام اطراف الرجل :
تتكون من مقادير متساوية من :
(1) بلح رطب
(2) نوي بلح
(3) مر جاف
(4) شمع
طريقة الاستخدام : تخلط المكونات حتي تتعجن ويستخدم المعجون في عمل ضمادة لمدة اربعة ايام.
وصفة لعلاج الورم والالم في القدمين :
تتكون من مقادير متساوية من
(1) نطرون احمر
(2)عصارة البلح المتخمر
طريقة الاستخدام : يضمد بها القدمان
وصفة لعلاج الورم
************
(1) حبوب فول- اس- رواسب ماء شعير - ثمرة البخ - شمع
طريقة الاستخدام : يجمع المخلوط ويحول الي عجينة تستخدم كضمادة لمدة اربعة ايام
***************************
وصفة لعلاج انتفاخ وتورم القدمين
تتكون من :
اوراق السنط - اوراق شجر السدر -مغرة - عسل
طريقة الاستخدام : يجمع المخلوط ويعجن بالعسل ويستخدم كضمادة
وصفة لعلاج اورام الاطراف
يطحن الكرفس و يخلط بزيت الزيتون ويدهن به الاوعية المقصودة
*****************************
وصفة اخري ***************************
قد يكون انتفاخ القدمين والساقين ناتجا عن احتباس المياة لذا قد يكون لتغيير نظامك الغذائي تاثير كبير ويعتبر الجرجير والكرفس من الاعشاب الطبيعية المدرة للبول وتساعد علي تنظيف جسمك
وتتكون من :
زيت النعناع - ماء دافئ - لوشن
قومي بملء حوض بالماء الدافئ وضعي 10 نقط من زيت النعناع ثم قومي بنقع قدميك في المزيج لمدة 10 دقائق وعند الانتهاء من النقع قومي بوضع اللوشن مع نقط من زيت النعناع ثم دلكي القدمين بحركات دائرية
لا تنسى:
1- قومي بنقع قدميك في الماء لمدة 10 دقائق.
2- قومي بتجفيفهما برفق.
3- إذا كنت ستقومين بصقل أظافر قدمك يجب أن تنتظري حتى تجف تماماً
4- قومي بتدليك القدم بزيت أو مرطب مع التركيز على أصابع القدمين وحول الأظافرو يكون التدليك برفق باتجاه الخلف.
الوصفة الاخيرة
ملعقة خردل البني أو الأسود الغامق ويفضل الأسود الغامق تطحن ونضعها مع 3 لترات ماء دافي وتوضع به القدمان لمدة نص ساعة يوميا
حيث ان للخردل فوائد كثيرة
و ذكر الحق سبحانه وتعالى الخردل في سورة لقمان حيث قال:
بسم الله الرحمن الرحيم
[ يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله،إن الله لطيف خبير ] (16)،
صدق الله العظيم
وكذلك ذكره جل وعلا كمعيار للدقة في الموازين الربانية حيث قال في سـورة الأنبياء:
بسم الله الرحمن الرحيم
[ ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا، وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها، وكفى بنا حاسبين ] (47)
صدق الله العظيم
التين لصفاء البشرة :: فاكهة التين تساعد على تقليل الدهون وإزالة الحبوب وصفاء البشرة ، وذلك بوضع قليل من التين على الوجه لمدة دقائق ثم يغسل بالماء الفاتر ********************** السعال المزمن :: تأخذ كمية من التين المجفف , وتنقعة في زيت زيتون مدة اسبوع , فيفطر المريض كل صباح ثلاث تينات , فانة يشفى *************************** خراج اللثة:: نصف تينة تنقع في الماء المغلي ثم توضع على الخراج ********************* تضخم الغدة الدرقية :: يمنع المصاب بتضخم الغدة الدرقية عن المبردات والمقليات , يأخذ مغلي الجعدة مقدار نصف كوب , ويواظب على شربها فانة يشفى باذن الله تعالى *************************** تقرحات الفم والاسنان:: تؤخذ ملعقة من زهر البابونج وتطبخ في كوب , ويمضمض بها المصاب ************* .......... شفاكم الله وعفاكم .........
السابع عشر من شهر رمضان المُبارك في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك الموافق للثالث عشر من شهر مارس للعام الميلادي 624، كان يوم جمعة، كانت موقعة بدر الكبرى، بدر هو موضع على طريق القوافل، يقع على مبعدة نحو 32 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من المدينة المنّورة، كانت معركة حاسمة إنتصر فيها جيش المسلمين بقيادة الرسول مُحَمّد (عليه الصلاة والسلام) على المشركين من قريش، وعلى رأسهم أبو سفيان، قُتل منهم سبعين مشركاً. ومن أشرافهم أميّة بن خلف، أبي جهل بن هشام، زمعة بن الأسود، أبو البختري العاص بن هشام، تحقق النصر بالرغم من قلة عدد المسلمين المقاتلين، وكثرة عدد المقاتلين المشركين. وقد أعُتبر هذا النصر معجزة وتأييداً من الله عزّ وجّل للدين الجديد، بعد هذه المعركة قال رسول الله مُحَمّد الأمين (صلى الله عليه وسلّم) : {{ الله أكبر، الحمد لله الذي صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده }}. مكث النبي صلى الله عليه وسلم في أرض المعركة في بدر 3 أيام، لتحقيق عدة أهداف عسكرية ونفسية، منها مواجهة أي محاولة من المشركين لإعادة تجميع الصفوف والثأر للهزيمة، وهو ما يفرض استمرار بقاء الجيش المسلم في حالة تأهب واستعداد لأي معركة محتملة؛ لأن من الأسباب التي تصيب الجيوش المنتصرة بانتكاسات هو أن يسري بين الجنود أن العمليات العسكرية والحرب قد توقفت، فتهبط الروح المعنوية إلى أدنى مستوياتها، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يتجنب المخاطرة بانتصاره، إضافة إلى أن البقاء في أرض المعركة هذه الفترة يتيح للجيش المسلم القيام بإحصاءات دقيقة عن خسائره وخسائر عدوه، وبعث رسالة نفسية إلى الجيش المهزوم أن النصر لم يكن وليد المصادفة. كان من أهم الأمور التي أثيرت بعد بدر قضيتان مهمتان، هما "الأنفال" و"الأسرى"، وقد سأل الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم في الأنفال التي ساءت فيها أخلاقهم كما يقول "عبادة بن الصامت"، إذ تنازع الناس في الغنائم من يكون أحق بها؟! فنزعها الله تعالى منهم وجعلها له تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ثم عاتبهم بغير عتاب كما جاء في بدايات سورة الأنفال بأن ذكرهم بضرورة إصلاح ذات بينهم، وذكّرهم بصفات المؤمن الحق التي يجب أن يتحلوا بها وينشغلوا بتحقيقها في أنفسهم قبل السؤال عن الغنائم، ثم مضت 40 آية من الأنفال، قبل أن يبين الله حكم تقسيمها، والمشهور أن النبي صلى الله عليه وسلم قسمها بالتساوي بين الصحابة، وأعطى بعض الذين لم يشهدوا القتال لبعض الأعذار مثل عثمان بن عفان الذي كان مع زوجته رقية في مرضها الذي ماتت فيه، وأعطى أسر الشهداء نصيبهم من الغنائم. أما الأسرى، فلم يسأل الصحابة فيهم النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن الغالبية العظمى كانت تميل إلى أخذ الفداء باستثناء "عمر بن الخطاب" و"سعد بن معاذ" اللذين كانا يحبذان الإثخان في القتل، لكسر شوكة الكفر فلا يقوى على محاربة الإيمان. استشار النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة في أمر الأسرى، فأيدوا الفداء، إلا أن القرآن الكريم أيد الإثخان في القتل، لكن روعة الإسلام أن القرآن لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالرجوع عن القرار الذي اتخذ بعد الشورى حتى لا يصير الإعراض عن الشورى سنة في الإسلام، وأن يكون من قواعد التشريع الإسلامي أن ما نفذه الإمام من الأعمال السياسية والحربية بعد الشورى لا يُنقض، وإن ظهر أنه كان خطأ. ومن روعة الإسلام أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل فداء بعض الأسرى أن يقوموا بتعليم المسلمين القراءة والكتابة، وهو إدراك لأهمية العلم الذي يساوي الحرية والحياة. في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك الموافق للثامن والعشرين من شهر كانون الثاني للعام الميلادي 661، قُتل بمسجد الكوفة الإمام عليّ، هو أبو الحسن عليّ بن أبي طالب إبن عمّ الرسول (عليه الصلاة والسلام)، أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم، وُلد قبل البعثة بعشر سنين وتربى في حجر النبيّ (عليه أفضل الصلاة والسلام) في بيته، أول من أسلم بعد السيدة خديجة {رضي الله عنها}، أخفى إسلامه مدة خوفاً من أبيه، أصفاه الني مُحَمّد (عليه الصلاة والسلام) صهراً له وزوجّه إبنته فاطمة الزهراء {رضي الله عنها}، ضربه بالسيف إبن ملجم أثناء خروجه إلى صلاة الصبح، كانت خلافته أربع سنين وتسعة أشهر، قبل موته دعا إبنيه الحسن والحسين ووصّاهما بقوله/ {أُصيكما بتقوى الله ولا تبغيا الدنيا وإن بَغَتْكما ولا تأسفا على شيء ذوى منها عنكما وقولا الحق وأرحما اليتيم وكونا للظالم خصماً وللمظلوم ناصراً ولا تأخُذُكما في الله ملامة}، تولى غسله الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر، صلى عليه الحسن {عليه السلام} ودُفن سَحَراً، قيل قبلة مسجد الكوفة، وقيل عند قصر الإمارة، وقيل بالنجف، والصحيح أنهم غيبوا قبره الشريف {كرّم الله وجهه} خوفاً عليه من الخوارج.
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك سجّل إستسلام مدينة عموريّة، أغار الأمبراطور البيزنطي تيوفيل على منطقة أعالي الفرات في عهد الخليفة المعتصم عام 838 للميلاد، فأستولى في طريقه على زبرطه مسقط رأس والده الخليفة المعتصم أسر من فيها من المسلمين ومثّل بهم، أعتبر الخليفة المعتصم هذه الغارة تحدياً شخصياً له، فخرج الخليفة من سمراء وأستهدف مدينة أنقرة أولاً وكتب على ألوية الجيش كلمة عموريّة، وقرر دخول الأراضي البيزنطيّة من ثلاثة محاور، جيشٌ بقيادة الأفشين، جيشٌ بقيادة أشناس، جيش بقيادة الخليفة نفسه، على أن تجمع هذه الجيوش عند سهل أنقرة، وأستطاع جيش الخليفة وجيش أشناس من فتح أنقرة، بينما التقى جيش الأفشين الذي توغل كثيراً داخل الأراضي البيزنطيّة يجيش الأمبراطور تيوفيل، فهزم البيزنطيين شر هزيمة، بعدها شاع خبر مصرع الأمبراطور، غير أن حقيقة الأمر أنه فرّ من المعركة، وطلب مصافحة المعتصم، مبدياً إعتذاره عن مذابح زبرطه وتعهد ببنائها، فرفط الخليفة المعتصم، ووصل إلى عموريّة وحاصرها، فاستسلمت بعد أسبوعين في مثل هذا اليوم، هدم المعتصم أسوارها وأمر بترميم زبرطه وتحسينها. في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك وكان يصادف يوم الإثنين أبصر النور في بلدة مرسيّة في الجنوب الشرقي من الأندلس محيى الدين بن عربي المُلقب بالشيخ الكبير، والذي كان من أئمة المتكلمين في كل علم، وهو كما قيل عنه {قدوة القائلين بوحدة الوجود}، وقد وضع أكثر من 251 كتاباً ورسالة، كان مبدعاً في تفكيره مجدداً فيآرائه، جريئاً في نظراته رقيقاً في شعره، هو أبو بكر الحاتمي الطائي الأندلسي الذي عُرف في المشرق بإبن عربي، تلقى مبادىء العلوم الدينية في بستونة ثم في أشبيلية التي كانت آنذاك من أكبر مراكز التصوف في الأندلس في عهده، وقضى نحو ثلاثين عاماً، وضع كتابيه {رسالة القدس} و{الفتوحات المكيّة} بكثير من التقدير والإكبار، قام لإبن عربي برحلات عديدة إلى بلاد أخرى في الأندلس لملاقاة العلماء فيها، ولقي بها الفيلسوف الكبير إبن رشد، الذي كان قاضي المدينة آنذاك، في عام 588 للهجرة ترك الأندلس وبلاد المغرب وذهب إلى المشرق ليقضي فريضة الحج، وربما كانت رحلته فراراً من الأندلس والمغرب، وجوهما الصاخب دينياً وسياسياً الذي كان يسودهما من تزمت من جانب الفقهاء، وإضطهاد للمفكرين الأحرار من جانب الحكّام، زار مصر في العام الهجري 598 ولكن لم تطب إقامته فيها، لأن أهل مصر أنكروا عليه {شطحات} صدرت منه، فلم يحسنوا وفادته، بل حاول بعضهم إغتياله، وكان إبن عربي كلما هبط إلى بلد، لقيه أهاليها بالتجلي والإعظام، عدا مصر، وخلع عليه كبراءها الهدايا، ولكن نفسه كانت تعفاها ويمنحها للفقراء، لا تكفي المراجع التي ذكرت سيرة محيي الدين إبن عربي على وفرة مادتها في تصوير شخصيته الفذّة تصويراً كاملاً، ولا بد من الإستعانة بكتبه التي كثيراً ما يشير فيها إلى نفسه، شخصيته شخصية معقّدة، متعددة الجوانب بل هي شخصية تبدو لمن لا يفهمها متناقضة أشد التناقض، أقام بدمشق مدة طويلة قبل وفاته، توفي بها في الثامن والعشرين من شهر ربيع الثاني للعام الهجري 638، دُفن بمقبرة القاضي محيي الدين بن الزنكي في جبل قاسيون، قال عنه إبن البسط: {كان يقول إنه يحفظ الأسم الأعظم، ويقول إنه يعرف الكيمياء بطريقة المتازلة لا بطريق الكسب، وكان محيي الدين إبن عربي فاضلاً في علم التصّوف}.
|
القلب
" ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله, ألا وهي القلب " (البخاري).
رواه البخاري في صحيحه كتاب الإيمان حديث رقم 50 :
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ عَنْ عَامِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَقُولُ: " الْحَلَالُ بَيِّنٌ، وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لَا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ . فَمَنْ اتَّقَى الْمُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِى الشُّبُهَاتِ كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ. أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلا إِنَّ حِمَى اللَّهِ فِى أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ. أَلا وَإِنَّ فِى الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلا وَهِى الْقَلْبُ ".
أيضًا رواه مسلم في صحيحه كتاب المساقاة حديث رقم 2996 :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَقُولُ وَأَهْوَى النُّعْمَانُ بِإِصْبَعَيْهِ إِلَى أُذُنَيْهِ : " إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ. أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلَا وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ. أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مضغة، إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ ". وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ح وحَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ قَالَا حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ و حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ مُطَرِّفٍ وَأَبِي فَرْوَةَ الْهَمْدَانِيِّ ح و حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سعيد حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَارِيَّ عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدٍ كُلُّهُمْ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ عَنِ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ بِهَذَا الْحَدِيثِ غَيْرَ أَنَّ حَدِيثَ زَكَرِيَّاءَ أَتَمُّ مِنْ حَدِيثِهِمْ وَأَكْثَرُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلَالٍ عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ نُعْمَانَ بْنَ بَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ بِحِمْصَ وَهُوَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَقُولُ: " الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، فَذَكَرَ بِمِثْلِ حَدِيثِ زَكَرِيَّاءَ عَنِ الشَّعْبِيِّ إِلَى قَوْلِهِ يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيهِ ".
أيضًا رواه ابن ماجه في سننه كتاب الفتن حديث رقم 3974:
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ سَمِعْتُ النُّعْمَانَ ابْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ وَأَهْوَى بِإِصْبَعَيْهِ إِلَى أُذُنَيْهِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَقُولُ: " الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ كَالرَّاعِي حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ. أَلا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمَى أَلا وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ، أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلُحَتْ صَلُحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ ".
أيضًا رواه أحمد في مسنده حديث رقم 17649:
وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـيَقُولُ: " إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ وَالْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ فِيهِ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَاقَعَهَا وَاقَعَ الْحَرَامَ كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ. أَلا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَا حَرَّمَ. أَلا وَإِنَّ فِي الْإِنْسَانِ مُضْغَةً إِذَا صَلُحَتْ صَلُحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ "حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا قَالَ سَمِعْتُ عَامِرًا يَقُولُ سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
وأيضًا حديث رقم 17686:
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُجَالِدٍ حَدَّثَنَا الشَّعْبِيُّ سَمِعَهُ مِنَ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وَكُنْتُ إِذَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ ظَنَنْتُ أَنْ لَا أَسْمَعَ أَحَدًا عَلَى الْمِنْبَرِ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَقُولُ: " إِنَّ فِي الإِنْسَانِ مُضْغَةً، إِذَا سَلِمَتْ وَصَحَّتْ سَلِمَ سَائِرُ الْجَسَدِ وَصَحَّ، وَإِذَا سَقِمَتْ سَقِمَ سَائِرُ الْجَسَدِ وَفَسَدَ، أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ ".
أيضًا رواه الدارمي في سننه في كتاب البيوع حديث رقم 2419:
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَقُولُ: " الْحَلالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُتَشَابِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِعِرْضِهِ وَدِينِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى فَيُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ، وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى أَلا وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ، أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ ".
في هذا الحديث الشريف لمحة من لمحات الإعجاز العلمي؛ إذ إن أي مرض يصيب القلب فيفسده يؤثر على سائر الجسد فيفسد؛ وذلك لأن القلب يقوم بضخ الدم غير النقي ـ غير المؤكسد ـ من البطين الأيمن إلى الرئتين حيث يُنَقَّى بأكسدته, ويعود الدم المؤكسد النقي من الرئتين إلى البطين الأيسر الذي يضخه إلى كل أجزاء الجسم, فيمد تريليونات الخلايا المكونة لجسم الإنسان بغاز الأوكسجين والغذاء, وإذا اضطربت هذه الوظيفة أو اختلت وفسدت وصل هذا الفساد إلى سائر خلايا الجسد.
ويعجب القارئ لحديث رسول الله الذي يصف هذه الحقيقة بدقة فائقة فيقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " ألا إن في الجسد مضغة, إذا صلحت صلح الجسد كله, وإذا فسدت فسد الجسد كله, ألا وهي القلب ". وهي حقيقة طبية لم يدركها علم الإنسان المكتسب حتى قام ابن النفيس باكتشاف الدورة الدموية الصغرى في القرن الهجري السابع (الثالث عشر الميلادي), وظلت فكرته مطمورة منسية لأكثر من ثلاثة قرون حين حاول بعض الغربيين نسبتها لأنفسهم فأحيوها, وطوروها, وأضافوا إليها, وأصبح من الثابت علمياً أن القلب إذا صلح استقامت الدورة الدموية وصلح الجسد كله, وإذا فسد القلب فسد الجسد كله, يفيد بكل هذا الحديث الشريف.
وهنا نتساءل: من علَّم هذا النبي الأمي ذلك غيرُ الله الخالق ؟، ومن كان يستطيع في الجزيرة العربية أن يلم بالدورة الدموية في جسم الإنسان ودور القلب فيها قبل أربعة عشر قرناً من الزمان لو لم يكن مصدر ذلك وحي السماء؟، وما الذي كان يضطر سيدنا محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى الخوض في مثل هذه الأمور الغيبية في زمانه لو لم يكن واثقًا من صحة المعلومة الموحى بها إليه, وواثقًا من مصدرها؟.
هذا بالنسبة للقلب العضوي, تلك العضلة الكمثرية الشكل الموجودة في القفص الصدري والتي لا يزيد حجمها عن حجم قبضة اليد, ولا يزيد وزنها في الفرد البالغ عن ثلث كيلو جرام, وتقوم بحوالي سبعين نبضة في الدقيقة ـ أي حوالي مائة ألف نبضة في اليوم الواحد ـ لتضخ خمسة لترات من الدم في كل دقيقة ـ 7200 لتراً في اليوم الواحد ـ عبر شبكة معقدة من الشرايين والأوردة والشعيرات الدموية يبلغ طولها آلاف الكيلو مترات لتوصل الدم المؤكسد إلى كل خلية حية في الجسم, وتنزع منها الدم غير المؤكسد.
ومعروف لنا اليوم أنه طالما كان القلب صالحاً استقامت الدورة الدموية, ونالت كل خلية حية في الجسم حظها من الدم الذي يحمل لها الغذاء والأوكسجين, وبه يتم احتراق المواد الغذائية وانطلاق الطاقة, وإذا فسد القلب اختلت الدورة الدموية, واختل وصول الغذاء والأوكسجين إلى خلايا الجسم فيفسد.
ولكن للقلب في كتاب الله وفي سنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفي مفاهيم كثير من الناس مدلول غير تلك الكتلة من اللحم الرابضة في القفص الصدري تضخ الدم إلى كافة خلايا الجسم, وهو مدلول يتعلق بالعواطف والمفاهيم, والأفكار والعقائد والفهم، وركائز الأخلاق وضوابط السلوك, وهي قضايا ليس مقرها القلب العضلي وإن ارتبطت به بصورة لم يدركها الإنسان بعد, ويراه المفكرون من أمثال الإمام الغزالي في كيان معنوي, أو لطيفة ربانية روحانية لها بهذا القلب العضوي تعلق لا تدرك كنهه, ويرى الغزالي أن هذا القلب المعنوي هو حقيقة الإنسان, وهو الكيان المدرك العالم العارف من الإنسان,وهو المخاطب والمعاقب, والمعاتب, والمطالب ..., والقلب المعنوي أو اللطيفة الربانية مرتبطة بمعنى الروح وهو سر مغلق.
وبهذا المعنى أيضًا نرى لمحة إعجازية في حديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي نحن بصدده, فإذا صلح مركز العواطف والمفاهيم والأفكار والعقائد وركائز الأخلاق وضوابط السلوك, إذا صلحت حقيقة الإنسان المدرك العالم العارف, صلح أمره كله, وإذا فسدت فسد أمره كله.
وهنا تتضح لمحة من لمحات الإعجاز في هذا الحديث النبوي الشريف إذا أخذ على جانبه المادي العضوي الملموس وإذا أخذ على جانبه المعنوي الروحاني الغيبي فإننا نجده صحيحًا دقيقًا شاملاً؛ فالقلب بمدلوله المادي هو قوام حياة الجسد، إذا صلح صلح الجسد كله, وإذا فسد فسد الجسد كله, والقلب بمدلوله المعنوي قوام العواطف والعقائد, والمفاهيم والأفكار, وركائز الأخلاق وضوابط السلوك، فإذا صلح صلحت كل هذه الزوايا, وبصلاحها ينصلح الجسد كله.
وهنا أيضًا يتكرر السؤال: من الذي علَّم هذا النبي الأمي كل هذه الحقائق غير الله الخالق؟
وما الذي كان يضطره إلى الخوض في مثل هذه القضايا الغيبية لو لم يكن واثقًا من مصادره, مؤيداً من قبل خالقه الذي يعلم بعلمه اللامحدود أن الإنسان سيصل في يوم من الأيام إلى إدراك شيء من تلك الحقائق فتكون هذه الإشارات العلمية إلى عدد من حقائق الأنفس والآفاق شهادة صدق على نبوة هذا النبي الخاتم والرسول الخاتم ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى لا يبقى للناس على الله حجة من بعده ؟.
فصلى الله وسلم وبارك عليه, وعلى آله وصحبه أجمعين, وعلى من تبع هداه, ودعا بدعوته إلى يوم الدين. والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
التمر/ البلح
بقلم : د زغلول النجار - التاريخ : 2001-12-07
" لا يجوع أهل بيت عندهم التمر "
روى الإمام مسلم في صحيحه عن أمّ المؤمنين السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا يجوع أهل بيت عندهم التمر " .
الحديث الأول : رواه مسلم في صحيحه في كتاب الأشربة حديث رقم 3811 : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ " .
الحديث الثاني : رواه مسلم أيضًا في صحيحه في كتاب الأشربة حديث رقم 3812 بلفظ آخر : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَحْلاءَ عَنْ أَبِي الرِّجَالِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أُمِّهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" يَا عَائِشَةُ بَيْتٌ لا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ، يَا عَائِشَةُ بَيْتٌ لا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ أَوْ جَاعَ أَهْلُهُ " قَالَهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا . والتمر هو تمر النخيل من حينِ الانعقاد إلى حين الإدراك , ثم النضج , وهو تعبيرٌ عامٌ ؛ لأن كلاً من البُسْر والرُطَب لا يبقى فترةً طويلةً بعدَ موسم الثمار, والتمر هو الثمرة المُجَفَّفة التي تعيش على مدار السنة , والبُسْر هو الغُصْن من التّمر .
وقد ذُكِرَ النخل والنخيل في القرآن الكريم في عشرين موضعًا, ويَتْبَع نخيل التمر فصيلة (النخيليات) التي تضمُّ عددًا من الرُتَب , أهمُّها نخيل التمر, ونخيل الزيت, وجنس نخيل التمر يضمُّ حواليْ خمسةَ عَشَرَ نوعًا, ويضمُّ نخيل التمر أكثرَ من ألفِ نوعٍ , منها حواليْ أربعمائةِ صنفٍ في الجزيرة العربية وحدَهَا, وحواليْ ستمائة صنف في العراق .
والنخيل من الأشجار الدائمة الخضرة, التي تنمو في المناطق الحارَّة أساسًا, ولكنها تأقْلَمَت مع كلٍّ من المناطق المعتدلة والجافة, وشجرة النخيل هي من أكثر النباتات المُنْزَرِعَة احتمالاً لكلٍّ من الجفاف والملوحة؛ ولذا تنجح زراعتها حتى في المناطق القاحِلة . ومنتجات النخيل تُعْتَبَر من أهمِّ المصادر النباتيّة التي اعتمد عليها الإنسان منذُ القِدَم , خاصّةً في الحِزِام الصحراويّ الممتدِّ من موريتانيا غربًا إلى أواسط آسيا شرقًا .
وينتمي النخيل إلى النباتات ذوات الفَلْقَة الواحدة ، حيثُ تتمايز أشجارُه إلى ذكرٍ وأنثى, يبدأُ كلٌّ منهما في الإزهار في سنته الخامسة, ويستمرُّ في الإنتاج الجيِّد إلى عُمْرٍ يتراوح بين الثلاثين والأربعين سنة .
ونخيل التمر قد أعطاه الله تعالى القدرة على مقاومة الحرارة الشديدة ، والتي قد تصل إلى خمسينَ درجةٍ مئويةٍ في الصَيْف كما أعطاه القدرة على تَحَمُّل كلٍ من الجفافالشّديد والملوحة العالية, فالطول الباسقلجذوع النخل وسُمْكُها وخشونتُها, وتغطيتُها بقواعدِ الأوراقِ القديمةِ يعينُه على تخزينِ الماءِ بكميَّاتٍ كبيرةٍ وعدمِ فقدِه بسهولةٍ, والأوراقُ الرمحيةُ السميكةُ ذاتُ القمِّةِ الشوْكيِّةِ , والموجودةُ في قمةِ الشجرةِ بأعدادٍ قليلةٍ لا تزيدُ عن 20 إلى 40 ورقةٍ والّتي تتجدَّدُ باستمرارٍ يعينُ على تقليلِ النتحِ ومِن ثمَّ تقليلِ فَقْدِ الماءِ .
والتمرُ وهو مِن ثمراتِ النَّخيلِ يُعَدُّ غذاءً كاملاً تقريبًا؛ لاحتوائِهِ على أغلبِ العناصرِ التي يحتاجُهَا جسمُ إنسانِ, ولذا يصفُه الحقُّ تباركَ وتعالَى بقولِهِ : "وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ "(النحل: 67) .
فالتمرُ يحتوِي على موادٍ سكريَّةٍ, وكربوهيدراتيَّةٍ, وبروتينيَّةٍ, ودُهنيَّةٍ, وعلى عددٍ من العناصرِ المهمِّةِ, والفيتامينات الضروريِّةِ لحياةِ الإنسانِ, وقدْ أثبتت التَّحاليلُ الكيميائيَّةُ أنَّ التمرَ الجافَّ يحتوي على 70.6% من الكربوهيدرات 2.5% من الدُهونِ 1.32% من الأملاحِ المعدنيَّةِ التي تَشْمَلُ مُرَكْبَاتِ كلٍ مِن الكالسيوم, والحديد, والفوسفات, والمغنسيوم, والبوتاسيوم, والنحاس, والمنجنيز, والكوبلت, والزنك, وغيرها , 10% من الأليافِ, بالإضافةِ إلى فيتامينات تَشْمَلُ فيتامين أ , ب1 , ب2, ج وإلى نسبٍ متفاوتةٍ من السكرياتِ والبروتينات .
وللتمرِ فوائدٌ طبيَّةٌ كثيرةٌ؛ فهوَ غذاءٌ مهمٌ للخلايا العصبيَّةِ, وطاردٌ للسمومِ , ومفيدٌ في حالاتِ الفشلِ الكلويِّ, والمرارةِ, وارتفاعِ ضغطِ الدَّم, والبواسير, والنقرس, وهو ملينٌ طبيعيٌ, ومقوٍ للسمع, ومنبهٌ لحركة الرَّحم, ومقوٍ لعضلاته , مما يُيَسِّر عملية الولادة الطبيعيَّة, ومن هنا كانت الإشارة القرآنيَّة إلى السيدة / مريم البتول, وهي تضع نبيَّ الله عيسى (عليه السلام) بقولِ الحقِّ تبارك وتعالى لها : " وَهُزِّيإليك بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِياًّ . فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً "(مريم:26,25).
ومن هنا أيضًا كانت وصيِّةُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقوله الشريف : " أطعموا نساءكم في نفاسهن التمر ؛ فإنه من كان طعامها في نفاسها التمر خرج وليدها حليمًا , فإنه كان طعام مريم ؛ حيث ولدت , ولو علم طعامًا خيرًا من التمر لأطعمها إياه " رواه الترمذي في سننه , في كتاب الزكاة حديث رقم 594 .
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ عَنِ الرَّبَابِ عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : "إِذَا أَفْطَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى تَمْرٍ ؛ فَإِنَّهُ بَرَكَةٌ فَإِن لَّمْ يَجِدْ تَمْرًا فَالْمَاءُ؛ فَإِنَّهُ طَهُورٌ ". وقال : " الصَّدَقَةُ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ , وَهِيَ عَلَى ذِي الرَّحِمِ ثِنْتَانِ؛ صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ " .
قَالَ وَفِي الْبَاب عَنْ زَيْنَبَ امْرَأةِ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ وَجَابِرٍ وأبِي هُرَيْرَةَ قَالَ أبُو عِيسَى : حَدِيثُ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَالرَّبَابُ هِيَ أُمُّ الرَّائِحِ بِنْتُ صُلَيْعٍ . وَهَكَذَا رَوَى سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ عَاصِمٍِ عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ عَنِ الرَّبَابِ عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ , ولَمْ يَذْكُرْ فِيهِ عَن الرَّبَابِ, وَحَدِيثُ سُفْيَانِ الثَّوْرِيِّ وابْنِ عُيَينَةَ أصَحُّ . وَهَكَذَا رَوَى ابْنُ عَوْنٍ وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانَ عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ عَنِ الرَّبَابِ عَن سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ .
ورواه أيضًا في كتاب الصوم حديث رقم 631 بلفظ : حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ ح وحَدَّثَنَا هَنَّادٌ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ و حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ عَنِ الرَّبَابِ عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِذَا أَفْطَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى تَمْرٍ زَادَ ابْنُ عُيَيْنَةَ فَإِنَّهُ بَرَكَةٌ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى مَاءٍ فَإِنَّهُ طَهُورٌ " قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
وكان قوله أيضًا : " إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر ؛ فإن لم يجد فليفطر على ماء ؛ فإنه طهور ".وكانت وصيته : "لا يجوع أهل بيت عندهم التمر ".
ويعجَب كلُّ قارئٍ لهذه الأحاديث الشريفة لما تحتويه من عِلمٍ صحيحٍ لم تصل إليه مَدَارِكُ الإنسان إلا منذُ سنواتٍ قليلةٍ , ونَطَقَ به المصطفى صلى الله عليه وسلم من قبل ألفِ وأربعمائةٍ من السنين مُؤَكِّدًا على صدق نبوته , وصدق رسالته , وصدق اتصاله بوحي السماء الذي وصفه بقول الحق (تبارك وتعالى ) : " وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى . إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى " (النجم:4,3) .
"دايلي ميل" تتساءل ..
كيف تحول مائة ألف بريطاني للإسلام معظمهن من السيدات ؟
محيط - صافيناز محمد
أفردت صحيفة "دايلي ميل" البريطانية تقريرا موسعاً عن أعداد معتنقي الإسلام في بريطانيا، مشيرة إلى زيادة العدد لحوالي مائة ألف حتى الآن، موضحة في الوقت ذاته تضاعف الرقم خلال السنوات العشر الأخيرة، لافتة إلى أن متوسط عمر معتنقي الإسلام تم تسجيله عند 27 عاماً معظمهم من السيدات البيض.
وأضافت الصحيفة التي دعمت تقرير بصورة للورين بوث شقيقة زوجة تونى بلير رئيس وزراء بريطانيا الاسبق التي اعتنقت الإسلام أن تلك الأرقام، التي كشفت عنها دراسة قام بها فريق متعدد الأديان توحي بخضوع البلاد لعملية "أسلمة"، مشيرة إلى أن أعداد الذين اعتنقوا الإسلام العام الماضي بلغ حوالي 5200 من النساء والرجال من ضمنهم 1400 في لندن، وأن ثلثي العدد كان تقريباً من النساء اللاتي تبلغ متوسط أعمارهن 27 عاماً، حيث شكلن نسبة 70 %.
وزعمت الصحيفة في تقريرها عن وجود علاقة بين التطرف والإرهاب واعتناق الدين الحنيف، حيث كشفت أن عام 2001 شهد اعتناق 60000 بريطاني الإسلام، موضحة أنه منذ ذلك الحين، شهدت البلاد انتشارا للتطرف الإسلامي العنيف والمؤامرات الإرهابية، بما في ذلك حادث 7 يوليو التي اتهم فيها المهاجم جيرمين ليندساي بتفجير لندن، ومحاولة نيكي رايلي تفجير مطعم في بريستول، إضافة ريتشارد ريد الذي كان سيفجر حذاء بإحدى الطائرات.
لورين بوث شقيقة زوجة تونى بلير
ورغم ذلك فقد كشفت الصحيفة أن الذين انزلقت أقدامهم إلي التطرف ممن قاموا بتلك العمليات ما هم إلا قلة قليلة جداً.
وفى دراسة مبسطة قام بها كيفين بروس من جامعة سوناسي عن نظرة معتنقي الإسلام للثقافة البريطانية فقد حددها من خضع للدراسة في شرب الخمر والافتقار إلى الأخلاق إضافة للإباحية الجنسية والتبذير.
وأضافت الدراسة أن واحداً من ضمن أربعة أبدى قبوله في التعايش مع "الصراعات الطبيعة" بين كونه سيصبح مسلم ملتزم يعيش في المملكة المتحدة، بينما رأت تسع سيدات من ضمن عشر أن اعتناق الإسلام سيقودهن لارتداء ملابس أكثر حشمة، كما رأت الدراسة أن أكثر من نصف السيدات بدأوا في ارتداء غطاء للرأس، بينما ارتدت ما نسبته 5 % النقاب.
معجزة النبوة في شفاء المرضى | ||||
|
||||
من المعجزات التي أكرم الله بها نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم ، حصول الشفاء على يديه للكثير من أصحابه ببركته ودعائه، مما كان له كبير الأثر في تثبيت نفوسهم، وزيادة إيمانهم. فمن تلك المواقف ما حصل مع الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم خيبر، حين قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( لأعطين هذه الراية رجلاً يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله ) ، فبات الناس تلك الليلة يتساءلون عن صاحب الراية، وفي الصباح انطلقوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم – لمعرفة الفائز بهذا الفضل، فإذا بالنبي – صلى الله عليه وسلم – يسأل عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فذكروا له أنه مصاب بالرَّمد، فأرسل – صلى الله عليه وسلم – في طلبه، ولما حضر عنده بصق في عينيه ودعا له، فشفاه الله ببركة النبي صلى الله عليه وسلم، واستلم الراية، ثم قاتل حتى فتح الله على يديه، والحديث بتمامه في الصحيحين . والأعجب من ذلك ما رواه الإمام الطبراني عن قتادة بن النعمان رضي الله عنه أنه قاتل يوم أحد، فأصابه سهمٌ أخرج إحدى عينيه من مكانها، فسعى إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو يحملها في يده، فأخذها – صلى الله عليه وسلم – وأعادها إلى موضعها ودعا له، فعادت إلى طبيعتها، وكانت أجمل عينيه وأقواهما إبصاراً. ومن معجزاته - صلى الله عليه وسلم - شفاء المصاب ببركة نفثه عليه، كما حدث مع الصحابي سلمة بن الأكوع رضي الله عنه، فعن يزيد بن أبي عبيد قال : " رأيت أثر ضربة في ساق سلمة ، فقلت : يا أبا مسلم ما هذه الضربة؟ فقال: هذه ضربة أصابتني يوم خيبر، فقال الناس: أصيب سلمة ، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فنفث فيه ثلاث نفثات، فما اشتكيتها حتى الساعة " رواه البخاري . ولم تقف معجزاته – صلى الله عليه وسلم – عند هذا الحد، بل كان يمسح على الكسر فيجبر، كما حصل مع الصحابي عبد الله بن عتيك رضي الله عنه حينما أرسله النبي - صلى الله عليه وسلم – لقتل أبي رافع اليهودي، فانكسرت ساقه أثناء تلك المهمّة، فطلب منه النبي - صلى الله عليه وسلم – أن يبسط قدمه، فمسح عليها، فجبر الكسر الذي أصابه واستطاع أن يمشي عليها من لحظته، والقصة رواها الإمام البخاري . ومن بركاته - صلى الله عليه وسلم -، ما رواه البخاري أن السائب بن يزيد رضي الله عنه كان يشكو من وجع، فمسح النبي - صلى الله عليه وسلم – على رأسه ودعا له بالبركة، ثم توضّأ فشرب السائب من وضوئه، فزال عنه الألم، ويذكر المؤرّخون أن السائب بن يزيد طال عمره حتى زاد عن التسعين عاماً وهو محتفظ بصحّته ولم تظهر عليه آثار الشيخوخة، وذلك ببركة دعاء النبي – صلى الله عليه وسلم - . وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أنه مرض مرضاً شديداً ألزمه الفراش حتى لم يعد يميز من حوله، فزاره النبي – صلى الله عليه وسلم – بصحبة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ودعا عليه الصلاة والسلام بماء فتوضأ منه ثم رش عليه، فأفاق من مرضه، رواه البخاري و مسلم . وإلى جانب علاج الأمراض الحسّية، كان للنبي – صلى الله عليه وسلم – تأثيرٌ في علاج الأمراض المعنوية، ومن ذلك قصة الشاب الذي أتى النبي - صلى الله عليه وسلم – يستأذنه في الزنا، فوضع النبي – عليه الصلاة والسلام – يده على صدره وقال : ( وقال اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه ) رواه أحمد ، فأزال الله من قلبه طغيان الشهوة فلم يعد يلتفت إلى النساء . تلك المواقف وغيرها تدل على ما أكرم الله عزوجل به رسوله صلى الله عليه وسلم من الكرامات العظيمة، والمنح الكثيرة، تأييداً لدعوته، وتصديقا لنبوته. |
تجليات رحمة الله لعباده في رحمة الأم برضيعها | ||||
|
||||
الحمد لله على نعمة التفكير والتدبير في شؤون خلقه، الحمد لله على نعمة العقل وعلى نعم كثيرة تعددت واختلفت، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد المصطفى الأمين وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين. إن من أوائل أسماء الله الحسنى وصفاته صفة " الرحمة " فوصف الله جلّ وعلا نفسه بالرحمن والرحيم، كما خصّ إحدى سور كتابه العزيز وهي عروس القرآن باسم" الرحمـن" لتبتدئ بقوله سبحانه: (الرحمـن، علّم القرآن، خلق الإنسان، علّمه البيان)(1) وفي آية أخرى يقول عزّ وجلّ: (هو الله الذي لا اله إلا هو، عالم الغيب والشهادة،هو الرحمان الرحيم) (2) وإذا وصف الله نفسه سبحانه بصفة "الرحمة" فلأن هذه الصفة لها معاني جليلة رفيعة فهي تعني عند بني البشر الانفعال الخاص الذي يعرض على القلب عند مشاهدة النقص أو الحاجة، فيندفع المتصف بهذه الصفة اندفاعا نحو رفع ذلك النقص أو الحاجة. وإذا أطلقت هذه الكلمة على الله سبحانه أريد بها العطاء والإفاضة لرفع الحاجة. وقد ذهب بعض المفسرين إلى أن صفة "الرحمـن" هو ذو الرحمة الشاملة والتي عمّ بها المولى سبحانه المؤمنين والكافرين والمحسنين والمسيئين، وكل موجود في هذه الحياة الدنيا، بينما صفة " الرحيم" هو ذو الرحمة الدائمة، وذلك ما يختص بالمؤمنين وحدهم. ومن هنا قسّموا الرحمة إلى رحمة "رحمانية" تعم الجميع ورحمة "رحيمية" تختص بالمؤمنين فقط. ولعلنا نجد في بعض الآيات تلميحا إلى هذه الحقيقة عند قوله تعالى: (وكان بالمؤمنين رحيما)(3) وقوله جلّ وعلا (إنّه بهم رؤوف رحيم)(4) وقوله تعالى في موضع آخر:( قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمـن مدّا)(5) وقوله (الرحمـن على العرش استوى) (6) |
وما نود تسليط الضوء عليه في هذا البحث هو إقامة مقاربة بينة أقامها صلى الله عليه وسلم في باب الرحمة يظهر بها مقدارية وعلو وسمو هذه الصفة عند الله اتجاه عباده وذلك حين قدم على النبي (صلى الله عليه وسلم) بسبي، فإذا في السبي امرأة تطوف وهي في حالة ذهول، تبحث عن فلذة كبدها تبحث عن رضيعها، وكان هذا التطواف منها بمرأى النبي (صلى الله عليه وسلم) وبعض من صحابته، فما هو إلا أن وجدت ولدها ذاك فلتزمته، وألصقته بصدرها، وألقمته ثديها تطعمه وتضمه، فنظر النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى عاطفة الأمومة ورحمة الأم وتعجب الصحابة من ذلك فسألهم: أترون هذه المرأة ملقية ولدها في النار؟ قالوا : لا يا رسول الله، فقال: "الله أرحم بعباده من هذه بولدها"(7). |
فهذا الحديث يصور لنا مشهدا في غاية الرقة والرحمة والحنان بين أم فاقدة لرضيع لها وهي في حالة ذعر وحزن تبحث وما إن وجدت ولدها بين السبي إلا وتحولت كلها حنان ورحمة وشفقة ودموع تنهمر على الخدود، والصحابة ونبي الرحمة ينظرون إليها وقد رقّت مشاعرهم أمام هذا المشهد حينها اخبرهم البشير عليه الصلاة والسلام أن الله سبحانه وتعالى أرحم بعباده من رحمة هذه الأم برضيعها. فالأمومة هي عاطفة ركزت في الأنثى السوية تدفعها إلى بذل المزيد من الرحمة والشفقة والعطف والحنان، لذلك أوصى القرآن الكريم والنبي العظيم بالأم لفضلها ومكانتها التي ميّزتها عن الأب بالحمل والرضاع والرعاية. صورة لأنثى البط وحولها فراخها قال الشاعر أبو القاسم الشابي عن الأم: الأمُّ تلثـم طفلـها وتضُـمُّـهُ حَرَمٌ سمــاويّ ُ الجمــالِ مُقـدَّسُ وإذا ما فتحنا وجه المقارنة والمقاربة بين رحمة الله التي تجاوزت كل حد وتسامت وبين رحمة الأم برضيعها، هذه المقاربة التي أقامها رسول الله في حديثه مع الصحابة، لا يسعنا إلا أن نتوسع ونغوص في تجليات هذه المقارنة/المقاربة التي نعيشها بيننا كلما وقعت أعيننا على أم ترضع طفلها وحين يهفو فؤادها توجعا وهي تسمع صراخ مولودها. ولتجليات هذه الرحمة الأرضية المعاشة أوجه عديدة كان أنبلها وأصدقها وأسماها رحمة الأم، لكن هل هذه الرحمة دائمة وشاملة؟ هذا السؤال نطرحه حين نتذكر حالات استثنائية لأمهات لم يرغبن في الإنجاب وسعين جاهدات لإجهاض ما في أرحامهن من أجنة، أو لحالات من الأمهات اضطررن إلى التخلي عن فلذات أكبادهن بدور الأيتام أو على الطرقات إن كان أمر الاحتفاظ بأولادهن يقتضي تهديدا صريحا لحياتهن أو لسمعتهن. لكن أين وجه الرحمة في هذه الحالات؟ إذا عدنا إلى الصورة التشبيهية التي طرحها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وبحثنا عن أوجه الاقتراب بين رحمة الله ورحمة الأم سنجد الصورة لا تحمل تناقضات فالأم المنعوت بها هنا هي أم مرضعة، ومقدار الرحمة عند الأم يسمو ويزداد في حالة الرضاع، فالأم في هذه المرحلة تكون في أكثر حالات الإشفاق والرحمة وتخرج عن إحساسات وقدرات الأم العادية وعن طبيعة المرأة. تكون الأم المرضعة في استعداد فطري جبله الله في قلبها بقيمة مضافة ترتفع عن القدر العادي، إذ تستجيب تلقائيا مثلا لصراخ الرضيع ويتجلى هذا المشهد من كمية ذر الحليب التي يتزايد تلقائيا عند سماع صراخ الوليد ليصل في بعض الأحيان إلى الاندفاع والخروج من الحلمة قبل أن يضع الرضيع فمه على الثدي، فلا يكون للأم مدخلة في ذر الحليب اللهم ذاك الإحساس الدفين والسلوك الطبيعي التي زرعه الله فيها نحو رضيعها. لنقدم صورة شاهدة نراها على الدوام تتمثل في أم تحتضن طفلها وهو في حالة الصراخ الناتج عن الجوع، نلاحظ أن الأم المرضعة تسارع وبكل لهفة وحنان كي تخرج ثديها وتمد الحلمة نحو فم رضيعها وكثيرا ما نلاحظ تدفق الحليب بدفعات قوية قبل عملية الإرضاع. أليست هذه صورة حقيقية تمثل أبهى وأسمى آيات الرحمة المتجلية بين الأم ورضيعها؟ هناك صورة أخرى أكثر تجلي وشرح وتقريب لصورة الرحمة التي أبى رسول الله إلا أن يضرب بها مثل المقاربة /المقارنة، تتمثل في بدايات مرحلة الرضاع عند الأم ونحن نعلم جميعا أن الأم في أيامها الأولى بعد الوضع وفي الساعات الأولى لتكوُنِ الحليب تعاني الأم آلاما شديدة في الرحم والثدي ما يجعل أمر الإرضاع صعب ومؤلم، غير أن هذه الآلام لا تثني المرضعة عن إرضاع وليدها بل وتجدها تتحمل الألم بمرارة، غير أن دافع الرحمة المدفون في قلبها يكون لها المحرك والدافع وراء هذا العطاء وبجرعات زائدة في قلبها فنراها تمد حلمة ثديها إلى فم رضيعها وتصطبر على الألم الذي يزداد بعد عملية مص الرضيع للحلمة إلى درجة أن الأم تتصبب عرقا ويجف حلقها . وأوج درجات الرحمة تكون وتتمثل حين يطلب من الأم بعد ذلك الألم والمعاناة أن تبعد رضيعها عنها أو أن تزيل عنه الثدي أو ما شابه ذلك. أليس هذا التجلي يمثل قمة الرحمة على وجه الأرض؟ وقد قدم لنا القرآن صورة فريدة ومتميزة عن رحمة الأم المرضعة بوليدها وردت في سورة القصص عن قصة أم موسى حين أوحى إليها ربها أن تلقي رضيعها في اليم يقول تعالى: ( وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه، فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني، إنّا رادّوه إليك وجاعلوه من المرسلين )(8) وقوله سبحانه في نفس السورة : ( وأصبح فؤاد أم موسى فارغا، إن كادت لتبدي به لولا أن رّبطنا على قلبها لتكون من المؤمنين )(9) انظروا إلى هذه الآية واحتوائها على التصوير الصحيح والحقيقي لما تحس به الأم اتجاه رضيعها وفيه أيضا تتمثل رحمة الأم بولدها تلك الرحمة التي تمثل جزءا يسيرا من رحمة الله بعباده لكنها – رحمة الأم- تظل هي قمة وأكبر مقدار للرحمة على وجه البسيطة. وفي نفس السورة يقص علينا ربنا أمر أم موسى فيقول: ( وحرّمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون، فرددناه إلى أمه كي تقرّ عينها ولا تحزن ولتعلم أنّ وعد الله حقًّ ولكن أكثرهم لا يعلمون.)10 كما ورد في الأحاديث النبوية قصة سردها رسول الله على صحابته كانت لهم مدرسة عظة وإرشاد غير أنها تمثل بالنسبة لنا وفي موضعنا هنا إثباتا كبيرا على طرحنا لفرضية أن رحمة الأم برضيعها هي امثل وأعلى مقدار للرحمة الأرضية إنها قصة ماشطة بنت فرعون والتي ثبتت على وحدانية الله وعلى إيمانها في وجه فرعون رغم تنكيله بها وزج أبنائها الخمسة في زيت مقلي كما أوردت الروايات وأمام ناظريها لكن المثير في الحكاية هي معجزة إنطاق الله سبحانه لرضيعها الذي تكلم ليقول :(يــا أمــاه اصـبـري فانـك على الحـــق ) . وان تساءلنا عن سبب إنطاق الله تعالى لهذا الرضيع سنجد ولا محالة من أجل تثبيت فؤاد الأم الذي استطاعت الصبر والثبات أمام رؤيتها لأطفالها الأربعة يلقون في الزيت المقلي أمام أعينها لكن وبسبب إحساس يفوق قدرتها يعلم الله ما زرع مقدرا للرحمة بداخل قلبها لم تستطع الأم الاصطبار على الرضيع وربما كانت ستهفو وتضعف لذلك ثبت فؤادها بنطق وليدها قبل الأوان وكي لا يحمِّلها ما لا طاقة لها به ومن اجل إثبات معجزاته الكونية أمام أنظار فرعون. إنها والله لصورة حقة تثبت مدى رحمة الأم برضيعها وتذكرنا بأن رحمة الله أعظم وأكبر وأسمى من هذا المقدار. فما أعظم رحمة الله يغمرنا بها أحياء وأموات على الأرض وتحت الأرض ويوم العرض مذنبين كنا أو تائبين فما أجدر بنا أمام هذا الرحيم الرحمـن الذي ثبّت رحمته على المؤمنين دون شك أو نقصان من أن نستغفره ونثوب إليه عن طواعية ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: قال الله تبارك وتعالى: (يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة) . (11). |
دارسة: قرءاة القرآن تحسن وظائف الرئة وتعالج الحساسية | ||||
|
||||
القاهرة: اكد طبيب مصري أن تلاوة القرآن بصوت عال وتجويده تحسن من وظائف الرئة عند بعض مرضى الربو، وسماع الأطفال المصابين بحساسية الصدر للموسيقي الهادئة خصوصا على تليفوناتهم المحمولة تجعلهم اكثر التزاما بمواعيد اخذ أدوية حساسية الصدر مما ينعكس على تقليل الاصابة بنوبات الربو. وبحسب جريدة "الجمهورية"، اكد الدكتور سمير خضر رئيس جمعية الحساسية بالاسكندرية في المؤتمر الخريفي للحساسية والمناعة الذي عقد مؤخرا أن الراحة النفسية هامة لمرضى الحساسية فالصلاة والموسيقي الهادئة ختفيد مرضى الحساسية وترفع المناعة في مرضى الحساسية . واشار خضر إلى ان الصلاة والسجود والقعود تجعل الجهاز العصبي الااردي واللااردي في حالة ثبات وتجعل الغدة الكظرية المسئولة عن افراز الكورتيزون في الجسم في وضع توازن، وهو ما يكسب الفرد خلال الصلاة الهدوء والسكينة والطمأنينة. |
فوائد الخل بين العلم والايمان | ||||
|
||||
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" نِعم الإدامُ الخلُّ " الحديث رواه مسلم (4/16) و أحمد (3/301) . و قال : " اللهم بارك في الخلِّ فإنَّه كان إدام الأنبياء قبلي " رواه ابن ماجة (3318) ،و ضعيف الجامع (5973) . ثبت علمياً أن للخل فوائد عظيمة ، فهو يقلل دهون الدم ، و ذلك إذا أخذ بواقع ملعقة على ماء السلاطة الخضراء مع الأكل ، فهو يذيب الدهون ، و ذلك لأن الخل هو حمض الأستيك و الذي له علاقة بالبروتين ، و الدهون و الكربوهيدرات ، يسمى أسيتوأسيتات Acetoacetate ـ أي أن تناول الخل بصفة منتظمة في مكونات الطعام ، أي في السلاطة الخضراء أو ملعقة صغيرة على كوب ماء ، و بخاصة إذا كان خل التفاح ، فإنه يحافظ على مستوى دهون الجسم ، كما يقلل من فرصة تصلب الشرايين أو تنعدم تماماً ، لأنه يحول الزائد منها إلى المركب الوسطي و هو الأسيتوأسيتات الذي يدخل في التمثيل الغذائي . و الثابت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه كان يأكل الخل مع الزيت . , في عام الرماد كان سيدنا عمر لا يأكل إلا الزيت و الخل ، و ما أكل لحماً إلا بعد أن أكل فقراء المسلمين . و خل التفاح أفضل أنواع الخل ، لأنه بجانب حمض الأستيك المكون الأساسي له ، فإنه يحتوي على عديد من الأحماض العضوية اللازمة للجسم في التمثيل الغذائي ، إلى جانب العديد من المعادن اللازمة للجسم . و قد جاء في كتاب الطب الشعبي للدكتور جارفيس أن الخل مطهر للأمعاء من الجراثيم ، كما أنه مطهر لالتهابات حوض الكلى و المثانة ن حيث ذكر أن الخل يقضي على الصديد الموجود بالبول المصدر: موقع الاعجاز العلمي للدكتور زغلول النجار |
فضائل ليلة النصف من شعبان
السؤال: نرجو ذكر الأحاديث الواردة في فضل ليلة النصف من شعبان ، وما هي العبادات التي يشرع للمسلمين فعلها في هذه الليلة ؟
أجابت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على سؤال مشابه لسؤالك نعرضه عليك مع جوابه
السـؤال: يقول بعض العلماء إنه وردت أحاديث في فضيلة نصف شعبان وصيامه، وإحياء ليلة النصف منه، فهل هذه الأحاديث صحيحة أو لا ؟ إن كان هناك صحيح فبينوه لنا بياناً شافياً، وإن كان غير ذلك فأرجو منكم الإيضاح، أثابكم الله ؟
الجواب :
وردت أحاديث صحيحة في فضيلة صوم أيام كثيرة عن شعبان، إلا أنها لم تخص بعضاً من أيامه دون بعض، فمنها ما في الصحيحين أن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صياماً منه في شعبان، فكان يصوم شعبان كله إلا قليلاً )، وفي حديث أسامة بن زيد أنه قال للنبي - صلى الله عليه سلم -: لم أرك تصوم من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: " ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع الأعمال فيه إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم " رواه الإمام أحمد، والنسائي .
ولم يصح حديث أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يتحرى صيام يوم بعينه من شعبان، أو كان يخص أياماً منه بالصوم، لكن وردت أحاديث ضعيفة في قيام ليلة النصف من شعبان وصيام نهارها، منها ما رواه ابن ماجة في سننه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " إذا كان ليلة نصف شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها، فإن الله تعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا، فيقول : ألا مستغفر فأغفر له، ألا مسترزق فأرزقه، ألا مبتلى فأعافيه ألا كذا حتى يطلع الفجر " ، وقد صحح ابن حبان بعض ما ورد من الأحاديث في فضل إحياء ليلة النصف من شعبان، من ذلك ما رواه في صحيحه، عن عائشة أنها قالت: فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرجت فإذا هو في البقيع رافع رأسه، فقال: " أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله ؟" فقلت: يا رسول الله ، ظننت أنك أتيت بعض نسائك، فقال " إن الله تبارك وتعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب" ، وقد ضعّف البخاري وغيره هذا الحديث، وأكثر العلماء يرون ضعف ما ورد في فضل ليلة النصف من شعبان وصوم يومها، وقد عرف عند علماء الحديث تساهل ابن حبان في تصحيح الأحاديث .
وبالجملة فإنه لم يصح شيء من الأحاديث التي وردت في فضيلة إحياء ليلة النصف من شعبان، وصوم يومها عند المحققين من علماء الحديث؛ ولذا أنكروا قيامها وتخصيص يومها بالصيام، وقالوا : إن ذلك بدعة، وعظّم جماعة من العّباد تلك الليلة اعتماداً على ما ورد من الأحاديث الضعيفة، واشتهر عنهم ذلك فتابعهم عليه الناس، تحسيناً للظن بهم، بل قال بعضهم لفرط تعظيمه لليلة النصف من شعبان: إنها الليلة المباركة التي أنزل فيها القرآن، وأنها يفرق فيها كل أمر حكيم، وجعل ذلك تفسيراً لقوله تعالى: ( إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمرٍ حكيمٍ )[الدخان : 3-4]. وهذا من الخطأ البيّن ، ومن تحريف القرآن عن مواضعه، فإن المراد بالليلة المباركة في الآية ليلة القدر ، لقوله تعالى : ( إنا أنزلنه في ليلة القدر ).[القدر : 1]. وليلة القدر في شهر رمضان للأحاديث الواردة في ذلك؛ لقوله تعالى : ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرءان هدى للناس وبيناتٍ من الهدى والفرقان ) [ البقرة : 185]
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم .
ولمزيد من الفائدة نعرض لك رسالة حول هذا الموضوع لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، هذا نصها:
"الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وأتم علينا النعمة ، والصلاة والسلام على نبيه ورسوله محمد نبي التوبة والرحمة .
أما بعد : فقد قال الله –تعالى– " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً " الآية [المائدة : 3]. وقال تعالى " أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله " الآية . [الشورى : 21] وفي الصحيحين عن عائشة - رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" وفي صحيح مسلم عن جابر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في خطبة الجمعة " أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة" . والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وهي تدل دلالة صريحة على أن الله - سبحانه وتعالى - قد أكمل لهذه الأمة دينها، وأتم عليها نعمته، ولم يتوفَّ نبيَّه - عليه الصلاة والسلام - إلا بعدما بلّغ البلاغ المبين، وبيّن للأمة كل ما شرعه الله لها من أقوال وأعمال، وأوضح - صلى الله عليه وسلم - أن كل ما يحدثه الناس بعده وينسبونه إلى دين الإسلام من أقوال أو أعمال فكله بدعة مردود على من أحدثه، ولو حسن قصده، وقد عرف أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأمر، وهكذا علماء الإسلام بعدهم ، فأنكروا البدع وحذروا منها، كما ذكر ذلك كل من صنف في تعظيم السنة وإنكار البدعة، كابن وضّاح، والطرطوشي، وأبي شامة وغيرهم، ومن البدع التي أحدثها بعض الناس: بدعة الاحتفال بليلة النصف من شعبان ، وتخصيص يومها بالصيام، وليس على ذلك دليل يجوز الاعتماد عليه، وقد ورد في فضلها أحاديث ضعيفة لا يجوز الاعتماد عليها، أما ما ورد في فضل الصلاة فيها . فكلها موضوع، كما نبَّه على ذلك كثير من أهل العلم، وسيأتي ذكر بعض كلامهم - إن شاء الله - وورد فيها - أيضاً -آثار عن بعض السلف من أهل الشام وغيرهم، والذي أجمع عليه جمهور العلماء: أن الاحتفال بها بدعة، وأن الأحاديث الواردة في فضلها كلها ضعيفة، وبعضها موضوع، وممن نبَّه على ذلك الحافظ ابن رجب في كتابه: ( لطائف المعارف ) وغيره، والأحاديث الضعيفة إنما يعمل بها في العبادات التي قد ثبت أصلها بأدلة صحيحة، أما الاحتفال بليلة النصف من شعبان فليس له أصل صحيح حتى يستأنس له بالأحاديث الضعيفة .
وقد ذكر هذه القاعدة الجليلة الإمام : أبو العباس شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - وأنا أنقل لك - أيها القارئ - ما قاله بعض أهل العلم في هذه المسألة حتى تكون على بينّة في ذلك، وقد أجمع العلماء - رحمهم الله - على أن الواجب: رد ما تنازع فيه الناس من المسائل إلى كتاب الله - عز وجل - ، وإلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما حكما به أو أحدهما فهو الشرع الواجب الاتباع، وما خلفهما وجب اطِّراحه، وما لم يرد فيهما من العبادات فهو بدعة لا يجوز فعله، فضلاً عن الدعوة إليه وتحبيذه، كما قال – سبحانه - في سورة النساء " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيرٌ وأحسن تأويلاً " [النساء : 59] وقال تعالى :" وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله " [الشورى : 10] الآية من سورة الشورى، وقال تعالى :" قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم " [ آل عمران : 31]، وقال - عز وجل – " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً " [النساء : 65] والآيات في هذا المعنى كثيرة، وهي نصٌّ في وجوب رد مسائل الخلاف إلى الكتاب والسنة، ووجوب الرضا بحكمهما، وأن ذلك هو مقتضى الإيمان، وخير للعباد في العاجل والآجل، وأحسن تأويلاً: أي عاقبة ، قال الحافظ ابن رجب – رحمه الله – في كتابه: ( لطائف المعارف ) في هذه المسألة – بعد كلام سبق – ما نصه :
" وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام، كخالد بن معدان، ومكحول، ولقمان بن عامر وغيرهم، يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة، وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها، وقد قيل: إنه بلغهم في ذلك آثار إسرائيلية، فلما اشتهر ذلك عنهم في البلدان، اختلف الناس في ذلك، فمنهم من قبله منهم، ووافقهم على تعظيمها، منهم طائفة من عباد أهل البصرة وغيرهم، وأنكر ذلك أكثر علماء الحجاز، منهم : عطاء، وابن أبي مليكة، ونقله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن فقهاء أهل المدينة ، وهو قول أصحاب مالك وغيرهم، وقالوا: ذلك كله بدعة. واختلف علماء أهل الشام في صفة إحيائها على قولين :
أحدهما: أنه يستحب إحياؤها جماعة في المساجد، كان خالد بن معدان ولقمان بن عامر وغيرهما يلبسون فيها أحسن ثيابهم، ويتبخرون ويتكحلون، ويقومون في المسجد ليلتهم تلك، ووافقهم إسحاق بن راهويه على ذلك، وقال في قيامها في المساجد جماعة: ليس ذلك ببدعة، نقله حرب الكرماني في مسائله .
والثاني : أنه يكره الاجتماع فيها في المساجد للصلاة والقصص والدعاء ، ولا يكره أن يصلي الرجل فيها لخاصة نفسه، وهذا قول الأوزاعي إمام أهل الشام وفقيههم وعالمهم، وهذا هو الأقرب - إن شاء الله تعالى - على أن قال: ولا يعرف للإمام أحمد كلام في ليلة نصف شعبان، ويتخرج في استحباب قيامها عنه روايتان: من الروايتين عنه في قيام ليلتي العيد، فإنه ( في رواية ) لم يستحب قيامها جماعة، لأنه لم ينقل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، واستحبها ( في رواية ) لفعل عبدالرحمن بن يزيد بن الأسود لذلك، وهو من التابعين، فكذلك قيام ليلة النصف، لم يثبت فيها شيء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا عن أصحابه، وثبت فيها عن طائفة من التابعين من أعيان فقهاء أهل الشام.
انتهى المقصود من كلام الحافظ ابن رجب - رحمه الله - وفيه التصريح منه بأنه لم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا عن أصحابه - رضي الله عنهم -شيء في ليلة النصف من شعبان وأما ما أختاره الأوزعي - رحمه الله - من استحباب قيامها للأفراد، واختيار الحافظ ابن رجب لهذا القول، فهو غريب وضعيف؛ لأن كل شيء لم يثبت بالأدلة الشرعية كونه مشروعاً، لم يجز للمسلم أن يحدثه في دين الله، سواء فعله مفرداً أو في جماعة، وسواء أسره أو أعلنه؛ لعموم قول النبي - صلى الله عليه وسلم - "من علم عمل ليس عليه أمرنا فهو رد" وغيره من الأدلة الدالة على إنكار البدع والتحذير منها .
وقال الإمام أبو بكر الطرطوشي - رحمه الله - في كتابه: ( الحوادث والبدع ) ما نصه :
( وروى ابن وضَّاح عن زيد بن أسلم، قال: ما أدركنا أحداً من مشيختنا ولا فقهائنا يلتفتون إلى النصف من شعبان، ولا يلتفتون إلى حديث مكحول، ولا يرون لها فضلاً على ما سواها )، وقيل لابن أبي مليكة : إن زياداً النميري يقول: ( إن أجر ليلة النصف من شعبان كأجر ليلة القدر ) فقال :
( لو سمعته وبيدي عصا لضربته ) ، وكان زياد قاصاً، انتهى المقصود. وقال العلامة : الشوكاني رحمه الله في : ( الفوائد المجموعة ) ما نصه:
( حديث " يا علي من صلى مئة ركعة ليلة النصف من شعبان يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب، وقل هو الله أحد، عشر مرات قضى الله له كل حاجة" ... إلخ هو موضوع، وفي ألفاظه المصرحة بما يناله فاعلها من الثواب ما لا يمتري إنسان له تمييز في وضعه، ورجاله مجهولون، وقد روي من طريق ثانية وثالثة كلها موضوعة وروايتها مجاهيل، وقال في ( المختصر ) : حديث صلاة نصف شعبان باطل، ولابن حبان من حديث علي: ( إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها، وصوموا نهارها ) ضعيف وقال في ( اللآلىء ): ( مئة ركعة في نصف شعبان بالإخلاص عشر مرات ) مع طول فضله، للديلمي وغيره موضوع، وجمهور رواته في الطرق الثلاث مجاهيل ضعفاء، قال: ( واثنتا عشرة ركعة بالإخلاص ثلاثين مرة، موضوع، وأربع عشرة ركعة موضوع ) وقد اغتَّر بهذا الحديث جماعة من الفقهاء كصاحب ( الإحياء ) وغيره، وكذا من المفسرين، وقد رويت صلاة هذه الليلة – أعني : ليلة النصف من شعبان – على أنحاء مختلفة كلها باطلة موضوعة، ولا ينافي هذا رواية الترمذي من حديث عائشة لذهابه - صلى الله عليه وسلم - إلى البقيع، ونزول الرب ليلة النصف إلى سماء الدنيا، وأنه يغفر لأكثر من عدة شعر غنم كلب، فإن الكلام إنما هو في هذه الصلاة الموضوعة في هذه الليلة، على أن حديث عائشة هذا فيه ضعف وانقطاع، كما أن حديث علي الذي تقدم ذكره في قيام ليلها، لا ينافي كون هذه الصلاة موضوعة، على ما فيه من الضعف حسبما ذكرناه ) انتهى المقصود .
وقال الحافظ العراقي : ( حديث صلاة ليلة النصف موضوع على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكذب عليه، وقال الإمام النووي في كتاب : ( المجموع ): ( الصلاة المعروفة بصلاة الرغائب، وهي اثنتا عشرة ركعة بين المغرب والعشاء، ليلة أول جمعة من رجب، وصلاة ليلة النصف من شعبان مئة ركعة، هاتان الصلاتان بدعتان منكرتان، ولا يغترّ بذكرهما في كتاب ( قوت القلوب ) و( إحياء علوم الدين ) ولا بالحديث المذكور فيهما، فإن كل ذلك باطل، ولا يغتر ببعض من اشتبه عليه حكمهما من الأئمة فصنف ورقات في استحبابهما، فإنه غالط في ذلك ).
وقد صنف الشيخ الإمام أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي كتاباً نفيساً في إبطالهما، فأحسن فيه وأجاد، وكلام أهل العلم في هذه المسألة كثير جداً، ولو ذهبنا ننقل كل ما اطلعنا عليه من كلام في هذه المسألة لطال بنا الكلام، ولعل فيما ذكرنا كفاية ومقنعا لطالب الحق. ومما تقدم من الآيات والأحاديث وكلام أهل العلم ، يتضح لطالب الحق أن الاحتفال بليلة النصف من شعبان بالصلاة أو غيرها، وتخصيص يومها بالصيام بدعة منكرة عند أكثر أهل العلم، وليس له أصل في الشرع المطهر، بل هو مما حدث في الإسلام بعد عصر الصحابة - رضي الله عنهم - ويكفي طالب الحق في هذا الباب وغيره قول الله - عز وجل – " اليوم أكملت لكم دينكم " [المائدة : 3].
وما جاء في معناها من الآيات، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " وما جاء في معناه من الأحاديث، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي ولا تخصوا يومها بالصيام من بين الأيام، إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم" فلو كان تخصيص شيء من الليالي، بشيء من العبادة جائزاً لكانت ليلة الجمعة أولى من غيرها؛ لأن يومها هو خير يوم طلعت عليه الشمس، بنص الأحاديث الصحيحة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما حذر النبي - صلى الله عليه وسلم - من تخصيصها بقيام من بين الليالي، دلَّ ذلك على أن غيرها من الليالي من باب أولى، لا يجوز تخصيص شيء منها بشيء من العبادة، إلا بدليل صحيح يدل على التخصص، ولما كانت ليلة القدر وليالي رمضان يشرع قيامها والاجتهاد فيها، نبَّه النبي - صلى الله عليه وسلم - على ذلك، وحث الأمة على قيامها، وفعل ذلك بنفسه، كما في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:" من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" فلو كانت ليلة النصف من شعبان، أو ليلة أول جمعة من رجب أو ليلة الإسراء والمعراج يشرع تخصيصها باحتفال أو شيء من العبادة ، لأرشد النبي - صلى الله عليه وسلم - الأمة إليه، أو فعله بنفسه، ولو وقع شيء من ذلك لنقله الصحابة - رضي الله عنهم - إلى الأمة، ولم يكتموه عنهم، وهم خير الناس، وأنصح الناس بعد الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - ورضي الله عن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأرضاهم ، وقد عرفت آنفا من كلام العلماء أنه لم يثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا عن أصحابه - رضي الله عنهم - شيء في فضل ليلة أول جمعة من رجب، ولا في ليلة النصف من شعبان، فعلم أن الاحتفال بهما بدعة محدثة في الإسلام، وهكذا تخصيصها بشيء من العبادة، بدعة منكرة، وهكذا ليلة سبع وعشرين من رجب، التي يعتقد بعض الناس أنها ليلة الإسراء والمعراج، لا يجوز تخصيصها بشيء من العبادة، كما لا يجوز الاحتفال بها، للأدلة السابقة، هذا لو عُلِمت، فكيف - والصحيح من أقوال العلماء - أنها لا تعرف ، وقول من قال: إنها ليلة سبع وعشرين من رجب قول باطل لا أساس له في الأحاديث الصحيح، ولقد أحسن من قال :
وخير الأمور السالفات على الهدى |
وشر الأمور المحدثات البدائع |
أيهما أصح // اللهم صل على محمد أم // اللهم صلى على محمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
إخوتي الكرام هذا تنبيه في غاية الأهمية
**عندما تصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم قل:
"
"اللهم صلِّ على سيدنا محمد"
ولا تقل (ولا تكتب) :
"
"اللهم صلّـــي على سيدنا محمد"
فهذه الياء للتأنيث!!!
(
(تعالى الله علواً كبيراً)
إذ إن فعل الأمر يُبنى على حذف حرف العلِّة(ا،و،ي) من آخره وتبقى حركةٌ تدل عليه.( َا ، ُو ، ِي )
مثال:
(
(ينسى، يمحو،يمشي) مضارع
(اِنسَ،اِمحُ، اِمشِ) أمر
أما إذا كان المخاطب مؤنثاً نضيف الياء لفعل الأمر.
مثال: اِمشي يا سعاد.
فانتبهوا إخواتي الفضليات إلى كلامكم وإلى مواضيعكم وإلى تواقيعكم!
فقد استفحل هذا الخطأ في كثير من المواقع و المنتديات الإسلامية!
عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه أنه قال:" أتانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله أن نصلي عليك فكيف نصلي عليك؟ قال: فسكت رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- حتى تمنينا أنه لم يسأله، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:(قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلي آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد والسلام كما علمتم )[ أخرجه أحمد والبخاري ومسلم والنسائي والترمذي والبيهقي وابن أبي شيبة :-
وفي الصحيحين عن كعب بن عجرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما سألوه عن كيفية الصلاة عليه قال: ( قولوا اللهم صل على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد،
اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلي آل إبراهيم إنك
حميد مجيد)
منقول
والله أعلى وأعلم
وهذا حوار أخر علي جوجل -- ايهم صح/اللهم صل /ام اللهم صلي/ام اللهم صلى/ مع الدليل اذا امكن وشكرآ - / من الأخطاء الشائعة كتابة "اللهم صلى على محمد"
والصحيح :"اللهم صل على محمد".
السبب:
لأن ماضي الفعل هو( صلى ) وهو منتهي بالألف ، والألف حرف علة.
والقاعدة النحوية تقول :
الفعل المعتل الآخر يُبنى على حذف حرف العلة ، لذلك فعند فعل الأمر منه ( والمراد من الأمر هنا الدعاء ) يجب حذف حرف العلة
فنقول : صلِّ بالتشديد والكسر ، وإنما قلت أنه خطأ فاحش لأنه بإثبات الياء يكون للمخاطبة المؤنثة - حاشا لله - -هذا جواب أخر -اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك
صلى الله عليه وآله وسلم
واللهاعلم = وقد جمع بين الاثنين في جوابه = وهذا جواب أخر- صلى خاطئة املائياً لانها تدل على صلى وصلى فعل ماضي . اما الاخرتين :- فلا اعلم :----- وهذا جواب أخر :--- إن شاء الله الصح : (صل ) ويكون يوجد كسرة تحت أللأم .ومن أجل عدم وجود تشكيل للحروف . فاننى أكتبها :- صلى :- بدلتها صلي :- المهم أن المعنى مفهوم . !!! اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد النبى الامى وعلى ال واصحابه اجمعين .
وهذا جواب أخر:- بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل علي سيدنا محمد كما صليت علي سيدنا ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد وبارك علي سيدنا محمد كما باركت علي سيدنا ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد
صلي الله علي سيدنا محمد كما صليت علي سيدنا ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد وبارك علي سيدنا محمد كما باركت علي سيدنا ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته -وهذا جواب أخر اللهم صلِّ على نبينا محمد "
صلى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف منع من ظهوره التعذر ( يتعذر أن تلفظ فتحة فوق الألف )
صلّ : فعل أمر مبني على حذف حرف العلة ( تفيد هنا الدعاء )
صلي : فعل أمر مبني على حذف النون لأنه ملحق بالأفعال الخمسة و الياء هي ضمير متصل في محل رفع فاعل و تسمى ياء المخاطبة ( للأنثى ) -هذة هي جميع الاجوبة المتاحةالآن :-أين رأي علماء الدين من ذلك حتي ينتهي الجدل الدائر يوميآ علي النت والفس بوك من هذا الموضوع :- ( طه جبه )
من أخلاق سيدنا محمد وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ مَا كَانَ أَحَدٌ أَحْسَنَ خُلُقًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وأما أخلاقه الظاهرة فقد قال الله سبحانه ن والقلم وما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون وإن لك لأجرا غير ممنون وإنك لعلى خلق عظيم وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن ومعنى هذا أنه صلى الله عليه وسلم قد ألزم نفسه ألا يفعل إلا ما أمره به القرآن ولا يترك إلا ما نهاه القرآن فصار امتثال أمر ربه خلقا له وسجية صلوات الله وسلامه عليه الى يوم الدين وقد قال الله تعالى إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم فكانت أخلاقه صلى الله عليه وسلم أشرف الأخلاق وأكرمها وأبرها وأعظمها فكان أشجع الناس وأشجع ما يكون عند شدة الحروب وكان أكرم الناس وأكرم ما يكون في رمضان وكان أعلم الخلق بالله وأفصح الخلق نطقا وأنصح الخلق للخلق وأحلم الناس وكان صلى الله عليه وسلم أشد الناس تواضعا في وقار صلوات الله وسلامه عليه الى يوم الدين قالت قيلة بنت مخرمة في حديثها عند أبي داود فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم المتخشع في جلسته ارتعدت من الفرق وفي السيرة أنه صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة يوم الفتح جعل يطأطىء رأسه من التواضع حتى إن مقدم رحله ليصيب عثنونه وهو من شعر اللحية وكان أشد حياء من العذراء في خدرها ومع ذلك فأشد الناس بأسا في أمر الله وروي عنه أنه قال صلى الله عليه وسلم أنا الضحوك القتال وهكذا مدح الله عز وجل أصحابه حيث قال تبارك وتعالى محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم وستأتي إن شاء الله تعالى بقية أوصافه الجميلة مستقصاة فيما نورده من الأحاديث بعد هذا إن شاء الله تعالى وبه المستعان فصل
الأزهر: إقالة الجمل لتفوهه بعبارات لا تليق بالذات الإلهية | ||||
1/4/2011 | ||||
|
أصدرت جبهة علماء الأزهر الشريف، بيانا تطالب فيه بإقالة الدكتور يحيي الجمل، نائب رئيس مجلس الوزراء، من منصبه، وذلك على خلفية تصريحاته ببرنامج (مصر النهاردة) منذ أسبوعين، الذي قال فيها، (إن الله لو أخذ 70 %، يحمد ربنا)، وهو ما اعتبرته جبهة علماء الأزهر عبارات لا تليق في حق الذات الإلهية. واستهل بيان الجبهة بالآية الكريمة (ما غرك بربك الكريم)، مؤكدا أن الجمل، في مرحلة هزلية من عمره، تجعله يصل لمرحلة (التخاريف) في تصريحاته. ويوم غد الخميس، يعقد مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، اجتماعه الشهري، برئاسة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، الدكتور أحمد الطيب، رئيس المجمع، وبحضور وزير الأوقاف د.عبد الله الحسيني، ومفتى الجمهورية، د.على جمعة، ورئيس جامعة الأزهر، د.أسامة العبد. وأوضح الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، الشيخ على عبد الباقي، أن المجمع سيناقش مقترحا بنظام جديد لابتعاث علماء الأزهر إلى الخارج، يواكب المتغيرات الراهنة والآراء والمقترحات التي طرحها المجمع والمتخصصون، بما يضمن حسن اختيار مبعوثي الأزهر إلى مختلف دول العالم، نظرا لدورهم الهام في نشر المنهج الأزهري المعتدل والوسطى وتصحيح صورة الإسلام المغلوطة لدى الغرب، والتركيز على المعاني الصحيحة للإسلام وتشجيع جهود الحوار بين المسلمين وغيرهم مع الحفاظ على الثقافة والهوية الإسلامية. ومن المقرر أن يستعرض مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، العديد من القضايا الراهنة وموقف المجمع بصددها وعددا من الكتب لإجازتها شرعيا للتداول لتناولها قضايا تتعلق بالدين. وكان قد تم تأجيل المسابقة الأخيرة التي أعلن عنها مجمع البحوث الإسلامية قبل شهرين لاختيار مبعوثي الأزهر للخارج، بعد الاعتراض على نظام المسابقة لاختيار المبعوثين والمطالبة بأن تكون بالأقدمية المطلقة. |
أميركا تؤكد حكمة إعجاز القرآن في (عدة المرأة) | ||||||||
27/6/2011 | ||||||||
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، عن الدكتور جمال الدين إبراهيم أستاذ علم التسمُّم بجامعة كاليفورنيا ومدير معامل أبحاث الحياة بالولايات المتحدة الأميركية قوله: إنَّ دراسة بحثية للجهاز المناعي للمرأة كشفت عن وجود خلايا مناعية متخصصة لها (ذاكرة وراثية) تتعرف على الأجسام التي تدخل جسم المرأة وتحافظ على صفاتها الوراثية، لافتًا إلى أن تلك الخلايا تعيش لمدة 120 يوما في الجهاز التناسلي للمرأة. وأضاف أن الدراسة أكّدت كذلك أنه إذا تغيّرت أي أجسام دخيلة للمرأة مثل (السائل المنوي) قبل هذه المدة يحدث خلل في جهازها المناعي ويتسبب في تعرُّضها للأورام السرطانية، موضحا أن هذا يفسر علميا زيادة نسبة الإصابة بأورام الرحم والثدي للسيدات متعددة العلاقات الجنسية وبالتالِي حكمة الشريعة في تحريم تعدُّد الأزواج للمرأة. وكشف أنّ الدراسة أثبتت أيضا أنّ تلك الخلايا المتخصصة تحتفظ بالمادة الوراثية للجسم الدخيل الأول لمدة (120 يوما) وبالتالي إذا حدث علاقة زواج قبل هذه الفترة ونتج عنها حدوث حمل فإنّ الجنين يحمل جزءا من الصفات الوراثية للجسم الدخيل الأول والجسم الدخيل الثاني. ومن ناحية أخرى، أشار الدكتور جمال الدين إبراهيم الذي يزور مصر حاليًا إلى أنّ الدراسة للجهاز المناعي للمرأة كشفت أن لبن الأم يتكون من خلايا جذعية تحمل الصفات الوراثية المشتركة للأب والأم، وبالتالِي تنتقل تلك الصفات للطفل الذي تقوم الأم بإرضاعه مما يعلل حكمة التشريع في تحريم زواج الأشقاء بالرضاعة والذي يترتب عليه حدوث خلل في الجهاز المناعي للأطفال الناتجة عن تلك الزيجات بالإضافة إلى الأمراض الوراثية الأخرى الخطيرة. وذكر أن تلك الدراسة استمرت لمدة عام كامل وأجراها فريق بحثي مكون من 7 متخصصين من الولايات المتحدة الأميركية من بينهم مصريون، مشيرا إلى أنه عرض نتائج تلك الدراسة التي أذهلت العلماء المتخصصين في المؤتمر الدولي للإعجاز العلمي في القرآن الكريم والشريعة الذي عُقِد في تركيا مؤخرا. وأكد أن الشريعة الإسلامية تتسم أحكامها بالشمولية في تنظيم حياة الإنسان فهي شريعة شاملة ودستور حياة كامل، ووضعت أحكاما لتحرر المجتمعات من الأمراض والانحلال الأخلاقي، وتحرص على سلامة أفراد الأسرة جميعًا صحيًا ونفسيًا وجسديًا وعقليًا. |
ولد القارىء الشيخ الشحات محمد أنور قارىء مسجد الإمام الرفاعي, يوم 1 يوليو, عام 1950م في قرية كفر الوزير – مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية في أسرة صغيرة العدد .. وبعد ثلاثة أشهر من ولادته, مات أبوه فلم يتمكن الطفل من تمييز ملامح أبيه الذي ترك طفلاً يتيماً يواجه أمواج الحياة وتقلبات الأيام بحلوها ومرها. ولأن حنان الأم لا يعادله حنان, احتضنت الأم وليدها وانتقلت به للإقامة بمنزل جده ليعيش مع أخواله حيث الرعاية الطيبة التي قد تعوضه بعض الشيء وتضمد جراح اليتيم التي أصابته قبل أن تنبت له الأسنان.
قام خاله برعايته, وتبناه فكان خير أمين عليه لأنه قام بتحفيظه القرآن. كان لنشأته في بيت قرآن الأثر الكبير في إتمامه لحفظ القرآن وهو في الثامنة من عمره, وبواسطة خاله الشيخ حلمي محمد مصطفى رحمه الله راجع القرآن أكثر من مرة.. ولما بلغ العاشرة ذهب به خاله إلى إحدى القرى المجاورة وهي قرية (( كفر المقدام )) ليجود القرآن على يد المرحوم الشيخ علي سيد أحمد ((الفرارجي)) الذي أولاه رعاية واهتماماً خاصاً, لأنه لديه الموهبة التي تؤهله لأن يكون واحداً من أشهر قراء القرآن في مصر والعالم كله.
يقول الشيخ الشحات مسترجعاً أيام الطفولة :
(( ... في تلك الفترة كنت سعيداً بحفظ القرآن سعادة لا توصف, وخاصة أثناء تجويدي للقرآن بعد ما أتممت حفظه .. ولأن صوتي كان جميلاً , وأدائي للقرآن يشبه أداء كبار القراء, تميزت على أقراني وعرفت بينهم بالشيخ الصغير, وهذا كان يسعدهم جميعاً وكان زملائي بالكتّاب ينتهزون أي فرصة ينشغل فيها الشيخ عنا ويطلبون مني أن أتلو عليهم بعض الآيات بالتجويد ويشجعونني وكأنني قارىء كبير. وذات مرة سمعني الشيخ من بعيد فوقف ينصت إليّ حتى انتهيت من التلاوة فزاد اهتمامه بي فكان يركز عليّ دون الزملاء لأنه توقع لي أن أكون ذا مستقبل كبير على حد قوله رحمه الله ... واذكر أنني أثناء تجويدي للقرآن كنت كثيراً ما أتلو على زملائي ففكر أحدهم أن يحضر علبة كبريت (( درج )) ويأخذ منها الصندوق ويضع به خيطاً طويلاً ويوصله بالعلبة فأضع أحد أجزاء العلبة على فمي وأقرأ به كأنه ميكرفون وكل واحد من الزملاء يضع الجزء الآخر من العلبة على أذنه حتى يسمع رنيناً للصوت فيزداد جمالاً وقوة.. كل هذا حدد هدفي وطريقي وأنا طفل صغير وجعلني أبحث جاهداً عن كل السبل والوسائل التي من خلالها أثقل موهبتي وأتمكن من القرآن حتى لا يفر مني وخاصة بعد ماصرت شاباً مطالباً بأن أعول نفسي ووالدتي وجدتي بعد وفاة خالي الذي كان يعول الأسرة, فكنت لما أسمع أن أحد كبار العائلات توفي وتم استدعاء أحد مشاهير القراء لإحياء ليلة المأتم كنت أذهب وأنا طفل في الثانية عشرة وحتى الخامسة عشرة. إلى مكان العزاء لأستمع إلى القرآن وأتعلم من القارىء وأعيش جو المناسبة حتى أكون مثل هؤلاء المشاهير إذا ما دعيت لمثل هذه المناسبة.
المنافسة :
الشيخ جوده أبوالسعود والسعيد عبدالصمد الزناتي والشيخ حمدي الزامل الذين أشعلوا المنافسة في المنطقة بظهورهم دفعة واحدة ولكن والحق يقال – ظهرت موهبة الفتى الموهوب فجأة لتدفعه بين عشية أو ضحاها ليكون نداً للجميع واحتل مكانة لا تنكر بينهم رغم صغر سنه فتألق كقارىء كبير يشار إليه بالبنان وهو دون العشرين عاماً.
كانت بداية الشيخ الشحات بداية قاسية بكل معايير القسوة لم ترحم تقلبات الحياة المرة طفلاً يحتاج إلى من يأخذ بيده وينشر له من رحمته ويحيطه بسياج من العطف والحنان وبدلاً من هذا عرف الأرق طريق الوصول إليه فكيف ينام أو تقر له عين ويسكن له جفن أو يهدأ له بال وهو مطالب بالإنفاق علىأسرة كاملة فبدأ بتلبية الدعوات التي انهالت عليه من كل مكان وهو ابن الخامسة عشرة فقرأ القرآن في كل قرى الوجه البحري بأجر بسيط آنذاك لا يتعدى ثلاثة أرباع الجنيه إذ كانت السهرة بمركز ميت غمر تحتاج إلى سيارة وقد تصل إلى 7 جنيهات إذا لزم تأجير سيارة مهما يكن نوعها. فكان يعود من السهرة بما تبقى معه من الأجر ليسلمه إلى جدته ووالدته فتنهال عليه الدعوات مما يشجعه على تحمل الصعاب في سبيل التطلع إلى إلى حياة كريمة شريفة يتوجها بتاج العزة والكرامة وهو تلاوة كتاب الله عز وجل .
استطاع الشيخ الشحات في فترة وجيزة أن يكّون لنفسه شخصية قوية ساعده على ذلك ما أودعه الله إيّاه من عزة النفس وبعد النظر واتساع الأفق والذكاء الحاد والحفاظ على مظهره والتمسك بقيم وأصالة الريف مع التطلع بعض الشيء إلى الشياكة في المعاملة التي تغلفها رقة تجعل المتعامل معه يفكر ثم يفكر أبها تكلف أم أنها طبيعية وهذا ما سنجيب عنه قادماً. في تلك الفترة لم يكن الشيخ الشحات قد ارتدى زياً رسمياً للقراء ولكنه كان يلبس جلباباً أبيض والطاقية البيضاء وذات يوم ذهب ليقرأ مجاملة بمأتم خال القارىء الشيخ محمد أحمد شبيب بقرية دنديط المجاورة لكفر الوزير مباشرة, ولم يكن يتوقع أن ينال إعجاب الجمهور من الحاضرين بصورة لافتة للأنظار وخاصة الحاج محمد أبوإسماعيل معلم القرآن بالمنطقة وكان التوفيق حليفه والفتوح الرباني ملازمه بقوة وكان أحد الحاضرين خاله المرحوم الشيخ محمد عبدالباقي والذي كان مقيماً بمدينة بورسعيد وأبناؤه موجودون بها حتى الآن. فلما رأى المرحوم الشيخ محمد عبدالباقي إعجاب الناس الشديد بالشيخ الشحات فرح جداً وأحضر للشيخ الشحات زياً كاملاً من جملة ما عنده وقام بضبط الزي على مقاس الشيخ الشحات لأنه كان أطول منه قليلاً , وقام بلف العمامة البيضاء (( الشال )) على الطربوش وقال له بحنان الخال العامر قلبه بالقرآن .. مبسوط يا شحات أنت كده أصبحت شيخاً كبيراً وضحك الجميع سروراً وتمنى الموجودون للشيخ الشحات أن يكون أحد كبار ومشاهير القراء.
الموهبة وبداية الشهرة :
وبعد أن تخطى العشرين عاماً بقليل صار للشيخ الشحات اسماً يتردد في كل مكان وانهالت عليه الدعوات من كل محافظات مصر وأصبح القارىء المفضل لمناطق كثيرة ظلت آمنة ساكنة لم يستطع أحد غزوها بسهولة لوجود المرحوم الشيخ حمدي الزامل والشيخ شكري البرعي وتربعهما على عرش التلاوة بها لدرجة أنها عرفت بأنها مناطق الشيخ حمدي الزامل رحمه الله. ولكن الموهبة القديرة لا تعرف حدوداً ولا قوانين حتى ولو كانت القوانين قوانين قلبية مغلقة.. فكانت الموهبة لدى الشيخ الشحات هي المفتاح السحري الذي يتطاير أمامه كل باب.
وبعد عام 1970م انتشرت أجهزة التسجيل في كل المدن والقرى بطريقة ملحوظة وخاصة بعد الإنفتاح وكثرة السفر للعمل خارج مصر. لدرجة أن كثيرين تمنوا السفر ليس لجمع المال ولكن ليكون لديهم جهاز تسجيل يسجلوا ويسمعوا عليه المشاهير أمثال الشيخ الشحات. وكان ذلك سبباً في شهرة الشيخ الشحات عن طريق تسجيلاته التي انتشرت بسرعة البرق, ولو تم حصر تسجيلاته في تلك الفترة لزادت على عشرة آلاف ساعة من التلاوات الباهرة الفريدة التي جعلت الملايين من الناس يتوقعون لهذا القارىء الموهوب أنه سيكون أحد النجوم المضيئة في الإذاعة لأنه كان يتمتع بمزايا شخصية وإمكانات صوتية لا تقل عن إمكانات عمالقة القراء من الرعيل الأول لقراء الإذاعة.
واقعة طريفة :
حدثت عام 1978م بقرية (( التمد الحجر )) مركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية وكان طرفاها الشيخ الشحات والمرحوم الشيخ حمدي الزامل وفي الحقيقة كان الشيخ حمدي الزامل هو القارىء الأول والأخير لهذه القرية إلى أن ظهر الفتى الموهوب الشيخ الشحات على حد تعبير أهل القرية فتقاسم النصيب من الحب مع الشيخ حمدي وتفوق بذكائه فتملك القلوب وحدث أن توفي اثنان من أهل القرية في يوم واحد بينهما ساعات.. فالذي توفي أولا ارتبط أهله مع الشيخ الشحات والثاني مع الشيخ حمدي الزامل وكان الشيخ الزامل وقتها مخضرم وقديم من حيث الشهرة وكان سنه 47 سنة والشيخ الشحات كان سنه 28 سنة والأول إذاعي والثاني غير إذاعي في زهرة شبابه ولكنه أظهر موقفاً لن ينسى حكّم عقله رغم أن القرية يومها كانت بمثابة مقر لمؤتمر عالمي كبير جاءتها الوفود من كل مكان لتستمع إلى قطبين في مجال التلاوة ولكن الشيخ الشحات كان حكيماً فالسرادقان متجاوران والصوت يدخل إليهما بسهولة فلم يستخدم الشيخ الشحات قوة صوته وصغر سنه ليجهد الشيخ حمدي لكنه كان يكتفي بأن يقرأ عندما يصدّق الشيخ حمدي الزامل تقديراً للزمالة وحفاظاًَ على جلال القرآن واحتراماً للموقف العظيم .
الإلتحاق بالإذاعة :
كان لا بد لهذا الفتى المتألق دائماً الذي كان يتدفق القرآن من حنجرته كجدول الماء الجاري العذب أن يشق طريقه نحو الإذاعة, ولأن شهرته سبقت سنه بكثير وجّه إليه رئيس مركز مدينة ميت غمر في السبعينات المستشار حسن الحفناوي دعوة في إحدى المناسبات الدينية التي كان سيحضرها المرحوم د. كامل البوهي أول رئيس لإذاعة القرآن الكريم وذلك عام 1975 – 1976م يقول الشيخ الشحات : (( ... وكان لي صديق موظف بمجلس مدينة ميت غمر فقال لي رئيس المركز يدعوك لافتتاح احتفال ديني سيحضره كبار المسئولين ورئيس إذاعة القرآن والحفل سيقام بمسجد الزنفلي بمدينة ميت غمر فقبلت الدعوة وذهبت لافتتاح الحفل وسمعني المرحوم د. البوهي وقال لي لماذا لم تتقدم لتكون قارئاً بالإذاعة وأنت صاحب مثل هذه الموهبة والإمكانات وشجعني على الإلتحاق بالإذاعة فتقدمت بطلب وجائني خطاب للإختبار عام 1976م ولكن اللجنة رغم شدة إعجاب أعضائها بأدائي قالوا لي أنت محتاج إلى مهلة لدارسة التلوين النغمي فسألت الأستاذ محمود كامل والأستاذ أحمد صدقي عن كيفية الدراسة فدلني الأستاذ محمود كامل على الإلتحاق بالمعهد الحر للموسيقى فالتحقت به ودرست لمدة عامين حتى صرت متمكناً من كل المقامات الموسيقية بكفاءة عالية. وفي عام 1979م تقدمت بطلب.. للإختبار مرة ثانية أمام لجنة اختبار القراء بالإذاعة.. طلب مني أحد أعضاء اللجنة أن أقرأ 10 دقائق أنتقل خلالها من مقام إلى مقام آخر مع الحفاظ على الأحكام ومخارج الألفاظ والتجويد والإلتزام في كل شيء خاصة التلوين النغمي وبعدها أثنى أعضاء اللجنة على أدائي وقدموا لي بعض النصائح التي بها أحافظ على صوتي وانهالت عليّ عبارات الثناء والتهاني من الأعضاء وتم اعتمادي كقارىء بالإذاعة عام 1979م.
وتم تحديد موعد لي لتسجيل بعض التلاوات القصيرة حتى تذاع على موجات إذاعة القرآن الكريم بالإضافة إلى الأذان وعدة تلاوات منها خمس دقائق وعشر دقائق وخمس عشرة دقيقة وبعد اعتمادي كقارىء بالإذاعة بحوالي شهر فقط كنت موجوداً باستوديو ((41)) إذاعة للتسجيل يوم 16/12/1979م اتصل بي الأستاذ أحمد الملاح المسئول عن الإذاعات الخارجية والتخطيط الديني آنذاك وقال لي: أنت جاهز لقراءة قرآن الفجر لأن القارىء اعتذر لظروف خاصة؟ فقلت طبعاً أنا جاهز وكانت مفاجاة لي وفرحتي لا توصف فاسرعت إلى القرية وقطعت المسافة بين ميت غمر والقاهرة في أقل من ساعة لكي أخبر الأسرة وأهل القرية بأنني سأقرأ الفجر الليلة فعمّت الفرحة أرجاء القرية ولم ينم أحد من أبناء قريتي حتى قرأت الفجر وعدت فوجدت مئات من المحبين والأهل والأقارب والأصدقاء في انتظاري لتهنئتي ليس على قراءة الفجر على الهواء فحسب وإنما على التوفيق كذلك لأن الله وفقني جداّ وبعدها جاءتني وفود من جميع محافظات مصر لتهنئتي لأنني كنت مشهوراً جداً في جميع المحافظات قبل الإلتحاق بالإذاعة وكانت دائرة علاقاتي كبيرة على مستوى الجمهورية.
نجح الشيخ الشحات في الاستقلال بنفسه وجعل له مدرسة في فن التلاوة وحسن الأداء. وأصبح يوم 16/12/1979م يوماً لا ينسى في حياة الشيخ الشحات وفي ذكريات عشاق صوته وفن أدائه إذ كان اليوم التاريخي الذي وصل فيه صوته إلى كل أقطار الدنيا عن طريق الإذاعة أثناء قراءة قرآن الفجر على الهواء, وبعد ذلك اليوم أصبح الشيخ الشحات حديث الناس جميعاً وخاصة مشاهير القراء .. وذات يوم قابله المرحوم الشيخ محمود علي البنا وهنأه على حسن أدائه وجمال صوته ونصحه بالحفاظ صوته لأنه سيكون أحد مشاهير القراء البارزين .. وقبل وفاته بأيام قال الشيخ البنا للأستاذ عصمت الهواري وهو يسمعه في قراءة الجمعة على الهواء: (( الشيخ الشحات سيكون من أعلام مصر في التلاوة )).
في الفترة من 1980م إلى 1984م تربع الشيخ الشحات على الساحة مع أعلام القراء واستطاع أن يحقق إنجازاً كبيراً وشهرة واسعة في فترة عزّ فيها العمالقة واختلطت فيها الأمور وماجت الساحة بكثير من الأصوات القرآنية التي تشابهت واختلطت لدرجة أن السامع تاه وفكر في الإنصراف إلى كل ما هو قديم. كان قرآن الفجر عبر موجات الإذاعة هو البوابة الرئيسية التي دخل منها الشيخ الشحات إلى قلوب الملايين من المستمعين بلا اقتحام وبلا تسلق ساعده على ذلك بقاؤه بمصر خلال شهر رمضان لمدة خمس سنوات بعد التحاقه بالإذاعة ولأن قرآن الفجر آنذاك كان مسموعاً جداً لأن شهر رمضان كان يأتي في فصل الصيف خلال تلك الفترة وكان الناس جميعاً يسهرون حتى مطلع الفجر, نجد أن هذا كان عاملاً مهماً من العوامل التي ساعدت الشيخ الشحات على الانتشار والشهرة التي كان مقابلها جهد وعرق وكفاح والتزام من جانب الشيخ الشحات. وكان هذا القارىء الموهوب يقرأ أربع مرات في شهر رمضان على الهواء في الفجر وأربع مرات في سرادق قصر عابدين بانتظام مما جعل جماهيره وعشاق صوته يتوافدون من كل المحافظات ليستمعوا إليه ثقة منهم في قدراته وإمكاناته التي تمكنه وتساعده على إشباع شوقهم بما لا يقل عن ثلاثين جواباً أثناء التلاوة الواحدة وأحيانا يصل جواب الجواب إلى أكثر من عشر مرات باتقان وتجديد والتزام شهد به المتخصصون في علوم القرآن.
في عام 1984م قرأ الشيخ الشحات في الفجر :
أول (( غافر )) ثم قرأ في الفجر الذي يليه بعد أسبوع من سورة (( فاطر )) { يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله } ووفق لدرجة جعلت شهرته تزداد أضعافاً مضاعفة على المستويين المحلي والعالمي .. وخاصة تلاوة سورة فاطر التي لما سمعها الشيخ فرج الله الشاذلي وهو يمشي في مدينة إيتاي البارود يجري في الشارع مسرعاً ليتمكن من تسجيل بقيتها (( وهذا ما قاله الشيخ فرج الله للشيخ الشحات )) .. وهذه شهادة من قارىء عالم لقارىء موهوب .. وهكذا فرض الشيخ الشحات موهبته على الساحة ليكون أحد القراء الموهوبين الذين دوّن التاريخ أسماءهم على صفحة المشاهير. وكان أهم ما يميز الشيخ الشحات في تلك الفترة, الحيوية .. والرشاقة في الأداء والقدرة على التلوين أسفر ذلك كله عن أكثر من ثلاثمائة قارىء بمحافظات مصر يدعون إلى مآتم ومناسبات كبرى لأنهم يقلدون هذا القارىء الموهوب.
مدرسة الشيخ الشحات: أشهرهم على سبيل المثال. القارىء الشيخ ناصر الزيات, والشيخ (( شعبان الحداد )) والشيخ عبداللطيف وهدان (( بكفر طنبول القديم )) السنبلاوين , والشيخ محمود بدران بالشرقية, والشيخ إسماعيل الطنطاوي المنصورة والشيخ ((محمد المريجي )) حدائق القبة والمحامي (( علاء الدين أحمد علي )) شبرا الخيمة وغيرهم من القراء الذين يقدر عددهم بحوالي ألف قارىء بمصر والدول الأخرى الذين قلدوا طريقته بخلاف ما لا يقل عن خمسة من قراء الإذاعة يأخذون كثيراً من (( النغم )) الذي ابتكره هذا القارىء الموهوب.. وأقرب الأصوات إلى خامة صوت الشيخ الشحات صوت نجله (( أنور الشحات )) الذي حباه الله صوتاً جميلاً وأداءً , قوياً متأثراً بأبيه الذي دائماً يقدم له النصائح الغالية.. أهمها تقوى الله في القراءة.. ولقد ظهرت موهبته جلية واضحة عندما قرأ في احتفال المولد النبي الشريف عام 1994م بالإسكندرية وكرّمه السيد الرئيس محمد حسني مبارك. والذي يشغل القارىء الصغير أنور الشحات عن التلاوة في الحفلات.. حرصه الشديد على التركيز في دراسته بجامعة الأزهر الشريف .. ويلي أنور في التلاوة الجيدة أخوه محمد الشحات والذي يتمنى أن يكون داعية – وإن كان يحتاج إلى التدريب على مواجهة الجمهور . . وأما محمود فصوته أكثر جمالاً إلا أنه يشعر بأنه صغير جداً ولكن والده يقول له دائماً : (( يا شيخ محمود كلنا كنا أصغر منك سناّ وبكره الصغير يكبر يا بني .. )) ودائماً يوجه الشيخ الشحات النصائح إلى أبنائه بالمحافظة على القرآن ليشار إلى العائلة بأنها عائلة قرآنية .. ولكنه يعطي الحرية الكاملة لبناته في الحفظ مما يساعدهم على المنافسة فيما بينهم .. فالكبرى نجلاء الشحات تحفظ أكثر من نصف القرآن .. وهي حاصلة على بكالوريوس زراعة وهي متزوجة من (( د. هاني الدّوّه )) . بكلية الزراعة جامعة الزقازيق. وأمينة التي تدرس بكلية التجارة جامعة الأزهر وحسنات بالثانوية وكريمة وأسماء وضحى يحفظن ما تيسر من القرآن الكريم .. ما شاء الله.
السفر إلى دول العالم :
وللشيخ الشحات كثير من المجبين بصوته وأدائه في كل محافظات مصر, أشهرهم الرابطة التي كونها الحاج مصطفى غباشي بمحافظة الغربية.
وبعد ذلك كله كان لا بد من نقلة إلى آفاق عالية في عالم التلاوة تنبأ الناس له بمستقبل أكبر مما هو فيه, ولأنه يتمتع بذكاء وطموح ودبلوماسية في المعاملة استطاع أن يرتل القرآن ويفتح باباً لجملة من القراء ليرتلوا القرآن فأصبحوا كالمسبحة في عالم الترتيل.
بعد ما بنى الشيخ الشحات قاعدة شهرته العريضة اطمأن على أساسها المتين أراد أن ينطلق ليتم البناء ويشيده بالإنتشار والبحث عن المزيد من المجد والتاريخ في كل قارات الدنيا فلم يترك قارة إلا وذهب إليها قارئاً في شهر رمضان منذ 1985م وحتى عام 1996م فكان يسافر مرات مكلفاً ومبعوثاً من قبل وزارة الأوقاف المصرية ومرات بدعوات خاصة .. فتعلق به الملايين من محبي سماع القرآن خارج مصر المستمعين بالمركز الإسلامي بلندن ولوس أنجلوس والأرجنتين واسبانيا والنمسا وفرنسا والبرازيل ودول الخليج العربي ونيجيريا وتنزانيا والمالديف وجزر القمر وزائير والكاميرون وكثير من دول آسيا وخاصة إيران.
وعلى حد قوله لم يبغ من وراء كل هذه الأسفار إلا وجه الله وإسعاد المسلمين بسماع كتاب الله العظيم
رحم الله شيخنا الجليل / الشحات محمد أنور
-------- الاسراء والمعراج
للحافظ
ابن حجر العسقلاني
وهو شرحه لهذا الباب في البخاري
رتبه حسب المعاني والموضوعات
أبو عبدالله القاضي
دار الحديث
القاهرة
سياقة الأحاديث
أحاديث البخاري مختصرة الاسناد
زيادات الحافظ عن غير البخاري
بسم الله الرحمن الرحيم
روى البخاري رضي الله عنه بسنده:
<!--عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول:" لماذ كذبتني قريش قمت في الحجر فجلى الله لي بيت المقدس، فطفقت أخبرهم عن آياته وانا أنظر اليه".
<!--زاد في رواية: " لما كذبتني قريش حين أسري بي الى بيت المقدس.." نحوه.
<!--وعن أبي هريرة: ( أتى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ليلة أسري به بإيلياء بقدحين من خمر ولبن، فنظر اليهما، فأخذ اللبن. قال جبريل: الحمد لله الذي هداك للفطرة، لو أخذت الخمر غوت أمتك).
<!--عن أنس بن مالك بن صعصعة رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حدثه عن ليلة أسري به قال: " بينما انا في الحطيم ـوربما قال في الحجر ـ مضطجعا، إذ أتاني آت فقد ـ قال: وسمعته يقول: فشق ـ ما بين هذه الى هذه ـ فقلت للجارود وهو الى جنبي: ما يعني به؟ قال: من ثغرة نحره الى شعرته. وسمعته يقول: من قصه الى شعرته ـ فاستخرج قلبي، ثم أتيت بطست من ذهب ملؤه إيمانا، فغسل قلبي ثم، حشى، ثم أعيد. ثم أتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار، أبيض فقال له الجارود، وهو البراق يا أبا حمزة؟ قال أنس: نعم ـ يضع خطوه عند أقصى طرفه، فحملت عليه.
فانطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا فاستفتح، فقيل: من هذا؟ قال جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد أرسل اليه؟ قال: نعم. قيل: مرحبا به، فنعم المجيء جاء، ففتح. فلما خلصت، فإذا فيها آدم. فقال: هذا أبوك آدم، فسلم عليه، فسلمت عليه، فرد السلام ثم قال: مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح.
ثم صعد بي حتى أتى السماء الثانية، فاستفتح. قيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: و قد أرسل اليه؟ قال: نعم. قيل: مرحبا به، فنعم المجيء جاء. ففتح، فلما خلصت إذا بيحيى وعيسى وهما ابنا خالة. قال: هذا يحيى وعيسى فسلم عليهما. فسلمت فردا. ثم قالا: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح.
ثم صعد بي الى السماء الثالثة، فاستفتح. قيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد أرسل اليه؟ قال: نعم قيل: مرحبا به، فنعم المجيء جاء، ففتح. فلما خلصت إذا يوسف. قال: هذا يوسف فسلم عليه فسلمت عليه، فرد ثم قال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح.
ثم صعد بي حتى أتى السماء الرابعة، فاستفتح. قيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: أوقد أرسل اليه؟ قال: نعم. قيل: مرحبا به، فنعم المجيء جاء. ففتح، فلما خلصت فإذا إدريس، قال: هذا إدريس فسلم عليه. فسلمت عليه، فرد ثم قال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح.
ثم صعد بي حتى أتى السماء الخامسة، فاستفتح. قيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم. قيل: وقد أرسل اليه؟ قال: نعم. قيل: مرحبا به، فنعم المجيء جاء. فلما خلصت، فإذا هارون. قال: هذا هارون فسلم عليه. فسلمت عليه، فرد ثم قال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح.
ثم صعد بي حتى أتى السماء السادسة، فاستفتح قيل من هذا؟ قال: جبريل قيل: من معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل اليه؟ قال: نعم. قال: مرحبا به فنعم المجيء جاء. فلما خلصت فإذا موسى. قال: هذا موسى فسلم عليه. فسلمت عليه، فرد ثم قال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح. فلما تجاوزت بكى، قيل: ما يبكيك؟ قال: أبكي لأن غلاما بعث بعدي، يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي.
ثم صعد بي الى السماء السابعة، فاستفتح جبريل. قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد بعث اليه؟ قال: نعم، قال: مرحبا به ونعم المجيء جاء. فلما خلصت، فإذا إبراهيم. قال: هذا أبوك فسلم عليه. قال: فسلمت عليه، فرد السلام، ثم قال: مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح.
ثم رفعت الى سدرة المنتهى، وإذا أربعة أنهار: نهران باطنان ونهران ظاهران فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: أما الباطنان، فنهران في الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات.
ثم رفع لي البيت المعمور ثم أتيت بإناء من خمر وإناء من لبن وإناء من عسل، فأخذت اللبن، فقال: هي الفطرة التي أنت عليها وأمتك.
ثم فرضت عليّ الصلاة: حمسين صلاة كل يوم، فرجعت، فمررت على موسى، فقال: بما أمرت؟ قلت: أمرت بخمسين صلاة كل يوم. قال: إن أمتك لا تستطيع خمسين صلاة كل يوم، وإني والله قد جربت الناس قبلك. وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع الى ربك فاسأله التخفيف لأمتك. فرجعت، فوضع عني عشرا. فرجعت الى موسى، فقال مثله. فرجعت فوضع عني عشرا. فرجعت الى موسى فقال مثله. فرجعت فأمرت بخمس صلوات كل يوم فرجعت الى موسى فقال: بما أمرت؟ قلت بخمس صلوات كل يوم. قال: إن أمتك لا تستطيع خمس صلوات كل يوم، وإني قد جربت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائل أشد المعالجة، فارجع الى ربك، فاسأله التخفيف لأمتك. قال: سألت ربي حتى استحييت، ولكن أرضى وأسلم قال: فلما جاوزت، نادى مناد: أمضيت فريضتي، وخففت عن عبادي.
<!--وفي رواية:" بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان ـ وذكر، يعني رجلا بين الرجلين ـ فأتيت بطست من ذهب ملآن حكمة وإيمانا. فشق من النحر الى مراق البطن ثم غسل البطن بماء زمزم، ثم ملئ حكمة وإيمانا.."
ثم ساق نحوه. وحين ذكر البيت المعمور قال:" فسألت جبريل فقال: يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك، إذا خرجوا لم يعودوا اليه آخر ما عليهم. ورفعت لي سدرة المنتهى، فإذا نبقها كأنه قلال هجر، وورقها كأنه آذان الفيول.." وقال في آخره:" فنودي: إني قد أمضيت فريضتي، وخففت عن عبادي، وأجزي الحسنة عشرا".
<!--وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى:{ وما جعلنا الرؤيا التي أريناك الا فتنة للناس}. قال: هي رؤيا عين، أريها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليلة أسري به الى بيت المقدس. قال: والشجرة الملعونة في القرآن هي شجرة الزقوم.
<!--وعن أنس بن مالك قال: كان أبو ذر يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال:
" فرج عن سقف بيتي وأنا بمكة، فنزل جبريل، ففرج صدري، ثم غسله بماء زمزم، ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا، فأفرغه في صدري ثم أطبقه، ثم أخذ بيدي فعرج بي الى السماء الدنيا. فلما جئت الى السماء الدنيا قال جبريل لخازن السماء: افتح. قال: من هذا؟ قال: هذا جبريل. قال: هل معك احد؟ قال: نعم، معي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم. فقال: أرسل اليه؟ قال: نعم. فلما فتح علونا السماء الدنيا، فإذا رجل قاعد، على يمينه أسودة وعلى يساره أسودة؛ إذا نظر قبل يمينه ضحك، وإذا نظر قبل يساره بكى. فقال: مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح. قلت لجبريل: من هذا؟ قال: هذا آدم، وهذه الأسودة عن يمينه وشماله نسم بينه، فاهل اليمين منهم اهل الجنة، والأسودة التي عن شماله اهل النار فإذا نظر عن يمينه ضحك، وإذا نظر قبل شماله بكى.
حتى عرج بي الى السماء الثانية، فقال لخازنها: افتح. فقال له خازنها مثل ما قال الأول. ففتح".
قال أنس: فذكر أنه وجد في السماوات آدم وإدريس وموسى وعيسى وإبراهيم صلوات الله عليهم. ولم يثبت [ ـ يعني أبا ذر ـ] كيف منازلهم. غير أنه ذكر أنه وجد آدم في السماء الدنيا، وإبراهيم في السادسة.
قال أنس: فلما مر جبريل بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: " مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح. فقلت: من هذا؟ قال: هذا إدريس. ثم مررت بموسى فقال: مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح. قلت: من هذا؟ قال: هذا موسى. ثم مررت بعيسى فقال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح قلت: من هذا؟ قال: هذا عيسى. ثم مررت بإبراهيم فقال: مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح قلت: من هذا؟ قال: هذا إبراهيم عليه السلام".
قال ابن شهاب: فأخبرني ابن حزم أن ابن عباس وأبا حبة الأنصاري كانا يقولان: قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:" ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام".
قال ابن حزم وأنس بن مالك: قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "ففرض الله على امتي خمسين صلاة. فرجعت بذلك حتى مررت على موسى، فقال: ما فرض الله لك على أمتك؟ قلت: فرض خمسين صلاة. قال: فارجع الى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك. فراجعني، فوضع شطرها. فرجعت الى موسى. قلت: وضع شطرها. فقال: راجع ربك، فإن أمتك لا تطيق ذلك. فراجعت، فوضع شطرها فرجعت اليه فقال: ارجع الى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك. فراجعته فقال: هي خمس وهي خمسون، لا يبدل القول لدي. فرجعت الى موسى فقال: راجع ربك. فقلت: استحييت من ربي، ثم انطلق بي حتى انتهى بي الى سدرة المنتهى وغشيها ألوان لا أدري ما هي، ثم ادخلت الجنة، فإذا فيها حبايل اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك".
<!--وعن شريك بن عبدالله انه قال: سمعت ابن مالك يقول: ليلة أسري برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من مسجد الكعبة، أنه جاءه ثلاثة نفر قبل أن يوحى اليه وهو نائم في المسجد الحرام. فقال أولهم: أيهم هو؟ فقال أوسطهم: هو خيرهم. فقال أحدهم: خذوا خيرهم، فكانت تلك الليلة. فلم يرهم حتى أتوه ليلة أخرى، فيما يرى قلبه وتنام عينه ولا ينام قلبه، وكذلك الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم. فلم يكلموه، حتى احتملوه، فوضعوه عند بئر زمزم، فتولاه منهم جبريل، فشق ما بين نحره الى لبته، حتى فرغ من صدره وجوفه، فغسله من ماء زمزم بيده، حتى أنقى جوفه، ثم أتى بطست من ذهب، فيه نور من ذهب، محشوا إيمانا وحكمة، فحشا به صدره ولغاديده ـ يعني عروق حلقه ـ ثم أطبقه، ثم عرج به الى السماء الدنيا.
فضرب بابا من أبوابها، فناداه اهل السماء: من هذا؟ فقال: جبريل. قالوا: ومن معك؟ قال: محمد. قال: وقد بعث؟ قال: نعم. قالوا: فمرحبا به وأهلا، فيستبشر به أهل السماء، لا يعلم أهل السماء بما يريد الله به في الأرض حتى يعلمهم. فوجد في السماء الدنيا آدم، فقال له جبريل هذا أبوك، فسلم عليه، فسلم عليه، ورد عليه آدم وقال: مرحبا وأهلا بابني، نعم الابن أنت. فإذا هو في السماء الدنيا بنهرين يطردان. فقال: ما هذان النهران يا جبريل؟ قال: هذان النيل والفرات عنصرهما ثم مضى به في السماء، فإذا هو بنهر آخر عليه قصر من لؤلؤ وذبرجد، فضرب يده، فإذا هو مسك أذفر. قال: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر الذي خبأ لك ربك ثم عرج الى السماء الثانية، فقالت الملائكة له مثل ما قالت الأولى. من هذا؟ قال: جبريل. قالوا: ومن معك؟ قال: محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم قالوا: وقد بعث اليه؟ قال: نعم. قالوا: مرحبا به وأهلا.
ثم عرج بي الى السماء الثالثة، وقالوا له مثل ما قالت الأولى والثانية، ثم عرج به الى الرابعة، فقالوا له مثل ذلك. ثم عرج به الى السماء السادسة، فقالوا له مثل ذلك. ثم عرج به الى السماء السابعة فقالوا له مثل ذلك. كل سماء فيها أنبياء قد سماهم، فوعيت منهم: إدريس في الثانية، وهارون في الرابعة، وآخر في الخامسة لم أحفظ اسمه، وإبراهيم في السادسة، وموسى في السابعة بفضل كلامه لله. فقال موسى: رب لم أظن أن ترفع عليّ أحدا.
ثم علا به فوق ذلك بما لا يعلمه الا الله، حتى جاء سدرة المنتهى، ودنا الجبار رب العزة فتدلى، حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى، فأوحى الله فيما أوحى: خمسين صلاة على أمتك كل يوم وليلة. ثم هبط حتى بلغ موسى فاحتبسه موسى، فقال: يا محمد، ماذا عهد اليك ربك؟ قال: عهد اليّ خمسين صلاة كل يوم وليلة. قال: إن أمتك لا تستطيع ذلك، فارجع ، فليخفف عنك ربك وعنهم فالتفت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الى جبريل، وكأنه يستشيره في ذلك، فأشار اليه جبريل: أن نعم إن شئت فعلا به الى الجبار، فقال وهو مكانه: يا رب: خفف عنا، فإن أمتي لا تستطيع هذا، فوضع عنه عشر صلوات، ثم رجع الى موسى، فاحتسبه، فلم يزل يردده موسى الى ربه حتى صارت الى خمس صلوات.
ثم احتبسه موسى عند الخمس، فقال: يا محمد، والله لقد راودت بني إسرائل قومي على أدنى من هذا فضعفوا، فتركوه، فأمتك أضعف أجسادا وقلوبا وأبانا وأبصار وأسماعا، فارجع فليخفف عنك ربك. كل ذلك يلتفت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الى جبريل ليشير عليه، ولا يكره ذلك جبريل. فرفعه عند الخامسة، فقال: يا رب إن أمتي ضعفاء أجسادهم وقلوبهم وأسماعهم وأبدانهم، فخفف عنا. فقال الجبار: يا محمد. قال: لبيك وسعديك. قال: إنه لا يبدل القول لدي. كما فرضت عليك في أم الكتاب. قال: فكل حسنة عشر أمثالها، فهي خمسون في أم الكتاب، وهي خمس عليك. فرجع الى موسى فقال: كيف فعلت؟ فقال: خفف عنا، أعطانا بكل حسنة عشر أمثالها. قال موسى: قد والله راودت بني إسرائيل على أدنى من ذلك فتركوه، ارجع الى ربك فليخفف عنك أيضا. قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: يا موسى، قد والله استحييت من ربي مما اختلفت اليه. قال: فاهبط بسم الله. قال: واستيقظ وهو في المسجد الحرام.
زيادات ليست عند البخاري:
قال الحافظ رحمه الله:
(وقع من الزيادات في قصة المعراج) عند مسلم من طريق همام عن قتادة عن أنس رفعه:" بينا أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب الدر المجوف، وإذا طينه مسك أذفر. فقال جبريل: هذا الكوثر" وله من طريق شيبان عن قتادة عن أنس: لما عرج بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.. فذكر نحوه.
وعند أبي حاتم وابن عائذ من طريق يزيد بن أبي مالك عن أنس:" ثم انطلق حتى انتهى بي الى الشجرة، فغشيني من كل سحابة فيها من كل لون، فتأخر جبريل، وخررت ساجدا" وفي حديث ابن مسعود عند مسلم: ( وأعطي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الصلوات الخمس وخواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته المقحمات)، يعني الكبائر.وفي هذه الرواية من الزيادة: " ثم انجلت عني السحابة وأخذ بيدي جبريل، فانصرفت سريعا، فأتيت على ابراهم، فلم يقل شيئا، ثم أتيت على موسى فقال: ما صنعت؟.." الحديث.
وفي أيضا:" فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:" مالي لم آت أهل سماء إلا رحبوا بي وضحكوا اليّ، غير رجل واحد، فسلمت عليه، فرد عليّ السلام، ورحب بي، ولم يضحك اليّ؟ قال: يا محمد، ذلك مالك خازن جهنم، لم يضحك منذ خلق، ولو ضحك الى أحد لضحك اليك".
وفي حديث حذيفة عند أحمد والترمذي، ( حتى فتحت لهما أبواب السماء، فرأيا الجنة والنار، ووعد الآخرة أجمع) وفي حديث أبي سعيد: أنه عرض عليه الجنة، وأن رمانها، كأنه الدلاء، وإذا طيرها، كأنه البخت، وأنه عرضت عليه النار، فإذا هي لو طرح فيها الحجارة والحديد لأكلتها. وفي حديث شداد بن أوس:" فإذا جهنم تكشف عن مثل الزرابي، ووجدتها مثل الحمة السخنة". وزاد فيه: أنه رآها في وادي بيت المقدس. وفي رواية يزيد بن مالك عن أنس عند أبي حاتم، أن جبريل قال: يا محمد هل سألت ربك أن يريك الحور العين؟ قال: نعم. قال: فانطلق الى أولئك النسوة فسلم عليهن. قال: فأتيت اليهن، فسلمت، فرددن، فقلت: من أنتن؟ فقلن: خيرات حسان.." الحديث.
وفي رواية أبي عبيدة الله بن عبدالله بن مسعود عن أبيه: ( أن إبراهيم الخليل عليه السلام قال للنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: يا بني إنك لاق ربك الليلة، وإن أمتك آخر الأمم وأضعفها، فإن استطعت أن تكون حاجتك أوجلها في أمتك فافعل).
وفي رواية الواقدي بأسانيده في أول حديث الاسراء: ( كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يسأل ربه أن يريه الجنة والنار، فلما كانت ليلة السبت لسبع عشرة خلت من رمضان، قبل الهجرة بثمانية عشر شهرا، وهو نائم في بيته ظهرا، أتاه جبريل وميكائيل فقالا: انطلق الى ما سألت: فانطلقا به الى ما بين المقام وزمزم، فأتى بالمعراج، فإذا هو أحسن شيء منظرا، فعرجا به الى السماوات، فلقي الأنبياء، وانتهى الى سدرة المنتهى، ورأى الجنة والنار، وفرض عليه الخمس). فلو ثبت هذا لكان ظاهرا في أنه معراج آخر، لقوله: إنه كان ظهرا وأن المعراج كان من مكة، هو مخالف لما في الروايات الصحيحة في الأمرين معا. ويعكر على التعدد قوله: إن الصلوات فرضت حينئذ، إلا إن حمل على أنه أعيد ذكره تأكيدا، أو فرغ على أن الأول كان مناما، وهذا يقظة أو بالعكس، والله أعلم.
لماذا بيت المقدس:
قال الحافظ رحمه الله: روى كعب الأحبار أن باب السماء الذي يقال له:
" مصعد الملائكة" يقابل بيت المقدس فأخذ منه العلماء أن الحكمة من الاسراء الى بيت المقدس قبل العروج، ليحصل العروج مستويا من غير تعويج. وفيه نظر لورود أن في كل سماء بيتا معمورا، وأن الذي في السماء الدنيا حيال الكعبة وكان المناسب أن يصعد من مكة ليصل الى البيت المعمور بغير تعويج، لأنه صعد من سماء الى سماء الى البيت المعمور.
وقد ذكر غيره في مناسبات أخرى ضعيفة. فقيل: الحكمة في ذلك أن يجمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في تلك الليلة بين رؤية القبلتني. أو لأن بيت المقدس كان هجرة غالب الأنبياء قبله، فحصل له الرحيل اليه في الجملة، ليجمع بين أشتات الفضائل. أو لأنه محشر وغالب ما اتفق له في تلك الليلة يناسب الأحوال الأخروية، فكان المعراج منه أليق بذلك. أو للتفاؤل بحصول أنواع التقديس له حسا ومعنى. أو ليجتمع بالأنبياء جملة، والعلم عند الله.
هل كان الاسراء والمعراج مناما أو يقظة:
قد اختلف السلف بحسب اختلاف الأخبار الواردة: فمنهم من ذهب الى ان الاسراء والمعراج وقعا في ليلة واحدة في اليقظة، بجسد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وروحه بعد المبعث. والى هذا ذهب جمهور من علماء المحدثين والفقهاء والمتكلمين، وتواردت عليه ظواهر الأخبار الصحيحة. ولا ينبغي العدول عن ذلك: إذ ليس في العقل ما يحيله، حتى يحتاج الى تأويل.
نعم، جاء في بعض الأخبار ما يخالف بعض ذلك، فجنح لأجل لك بعض أهل العلم منهم الى أن ذلك كله وقع مرتين، مرة في المنام توطئة وتمهيدا ومرة ثانية في اليقظة، كما وقع نظير ذلك في ابتداء مجيء الملك بالوحي.
فقد [ذكر] ابن ميسرة التابعي الكبير وغيره، ان ذلك وقع في المنام وأنهم جمعوا بينه وبين حديث عائشة بأن ذلك وقع مرتين. والى هذا ذهب المهلب شارح البخاري، وحكاه عن طائفة، وأبو نصر ابن القشيري، ومن قبلهم أبو سعيد في " شرف المصطفى" قال: كان للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم معارج، منها ما كان في اليقظة ومنها ما كان في المنام. وحكاه السهيلي عن ابن العربي واختاره.
وجوز بعض قائلي ذلك أن تكون قصة المنام وقعت قبل المبعث لأجل قول شريك في روايته عن أنس: ( وذلك قبل أن يوحى اليه..) وقوله: "قبل أو يوحى اليه". أنكرها الخطابي وابن حزم وعبدالحق والقاضي عياض والنووي وعبارة النووي: وقع في رواية شريك ـ يعني هذه ـ أوهام أنكرها العلماء أحدها: قوله:" قبل أن يوحى اليه" وهو غلط لم يوافق عليه. وأجمع العلماء أن فرض الصلاة كان ليلة الاسراء، فكيف يكون قبل الوحي. انتهى. وصرح المذكورون بأن سريكا تفرد بذلك، وفي دعوى التفرد نظر، فقد وافقه كثير بن خنيس ـ بمعجمه ونون مصغر ـ عن أنس، كما أخرجه سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي في كتاب " المغازي" من طريقه وقال بعض المتأخرين: كانت قصة الاسراء في ليلة والمعراج في ليلة، متمسكا بما ورد في حديث أنس من رواية شريك، من ترك ذكر الاسراء. وكذا في ظاهر. حديث مالك بن صعصعة. ولكن ذلك لا يستلزم التعدد. بل هو محمول على أن بعض الرواة، وذكر ما لم يذكره الآخر كما سنبينه.
وذهب بعضهم الى أن الاسراء كان في اليقظة، والمعراج كان في المنام. أو أن الاختلاف في كونه يقظة أو مناما خاص بالمعراج لا الاسراء. ولذلك لما أخبر به قريشا كذبوه في الاسراء واستبعدوا وقوعه، ولم يتعرضوا للمعراج. وأيضا فإن الله سبحانه وتعالى قال:
{ سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى}.
فلو وقع المعراج في اليقظة لكان ذلك أبلغ في الذكر، فلما لم يقع ذكره في هذا الموضع، مع كون شأنه أعجب من الاسراء وأمره أغرب من الاسراء بكثير، دل على أنه كان مناما، وأما الاسراء فلو كان مناما لما كذبوه ولا استنكروه، لجواز وقوع مثل ذلك وأبعد منه لآحاد الناس.
هل كان الاسراء والمعراج معا في ليلة واحدة؟
وقيل: كان الاسراء مرتين في القظة: فالأولى: رجع من بيت المقدس وفي صبيحته أخبر قريشا بما وقع. والثانية أسري به الى بيت المقدس، ثم عرج به من ليلته الى السماء: الى آخر ما وقع، ولم يقع لقريش في ذلك اعتراض، لأن ذلك عندهم من جنس قوله: إن الملك يأتيه من السماء في أسرع من طرفة عين، وكانوا يعتقدون استحالة ذلك، مع قيام الحجة على صدقه بالمعجزات الباهرة، لمنهم عاندوا في ذلك واستمروا على تكذيبه فيه. بخلاف إخباره أنه جاء بيت المقدس في ليلة واحدة ورجع فإنهم صرحوا بتكذيبه فيه، وطلبوا منه نعت بيت المقدس لمعرفتهم به، وعلمهم بأنه ما كان رآه قبل ذلك، فأمكنهم استعلام صدقه في ذلك بخلاف المعراج.
ويؤيد وقوع المعراج عقب الاسراء في ليلة واحدة، رواية ثابت عن أنس عند مسلم، ففي أوله:" أتيت بالبراق، فركبت حتى أتيت بيت المقدس" فذكر القصة الى أن قال:" ثم عرج بنا الى السماء الدنيا"ز وفي حديث أبي سعيد الخدري عند ابن اسحاق:" فلما فرغت مما كان في بيت المقدس، أتى بالمعراج فذكر الحديث. ووقع في أول حديث مالك بن صعصعة: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حدثهم عن ليلة أسري به. فذكر الحديث، فهو وإن لم يذكر فيه الاسراء الى بيت المقدس، فقد أشار اليه، وصرح به في روايته، فهو المعتمد.
واحتج من زعم أن الاسراء وقع مفردا، بما أخرجه البزار والطبراني، وصححه البيهقي في " الدلائل" من حديث شداد بن أوس قال: قلنا: يا رسول الله كيف أسري بك؟ قال:" صليت صلاة العتمة بمكة فأتاني جبريل بدابة.." فذكر الحديث في مجيئه بيت المقدس وما وقع له فيه، قال: "ثم انصرف بي، فمررنا بعير لقريش بمكان كذا.. " فذكرهقال: " ثم أتيا أصحابي قبل الصبح بمكة".
وفي حديث أم هانئ عند ابن اسحاق وأبي يعلى نحو ما في حديث أبي سعيد هذا: فإن ثبت أن المعراج كان مناما، على ظاهر رواية شريك عند أنس، فينتظم من ذلك أن الاسراء وقع مرتين: مرة في المنام على انفراده توطئة وتمهيدا، ومرة في اليقظة مضموما الى الاسراء. وأما كونه قبل البعث فلا يثبت.
وجنح الامام أبو شامة الى وقوع المعراج مرارا، واستند الى ما أخرجه البزار وسعيد بن منصور من طريق أبي عمران الجوني عن أنس رفعه قال: "بينا أنا جالس، إذ جاء جبريل، فوكز بين كتفي، فقمنا الى شجرة فيها مثل وكري الطائر، فقعدت في أحدهما، وقعد جبريل في الآخر، فارتفعت حتى سدت الخافقين.." الحديث، وفيه:" ففتح لي باب من السماء، ورأيت النور الأعظم، وإذا دونه الحجاب رفرف الدر والياقوت.. ورجاله لا بأس فيهم، إلا أن الدارقطني ذكر له علة تقتضي إرساله. وعلى كل حال، فهي قصة اخرى، الظاهر أنها وقعت بالمدينة، ولا بعد في وقوع أمثالها، وإنما المستبعد وقوع التعدد في قصة المعراج، التي وقع فيها سؤاله عن كل نبي، وسؤال أهل كل باب: هل بعث اليه، وفرض الصلوات الخمس.. وغير ذلك فإن تعدد ذلك في اليقظة لا يتجه، فيتيعن رد بعض الروايات المختلفة الى بعض، أو الترجيح، إلا أنه لا بعد في جميع وقوع ذلك في المنام توطئة، ثم وقعه في اليقظة على وفقه كما قدمته.
ومن المستغرب قول ابن عبدالسلام في "تفسيره" كان الاسراء في النوم واليقظة ووقع بمكة والمدينة. فإن كان يريد تخصيص المدينة بالنوم، ويكون كلامه على طريق اللف والنشر غير المرتب فيحتمل، ويكون الاسراء الذي اتصل به المعراج وفرضت فيه الصلوات في اليقظة بمكة، والآخر في المنام بالمدينة. وينبغي أن يزاد فيه: أن الاسراء في المنام تكرر بالمدينة النبوية، وفي " الصحيح" حديث سمرة الطويل في الجنائز، وفي غيره حديث عبدالرحمن بن سمرة الطويل، وفي "الصحيح" حديث ابن عباس في رؤيا الأنبياء، وحديث ابن عمر في ذلك والله اعلم.
[وأسري]: مأخوذ من السرى، وهو سير الليل. تقول: أسرى وسرى إذا سار ليلا بمعنى. هذا قول الأكثر، وقال الحوفي: أسرى: سار ليلا، وسرى سار نهارا. وقيل أسرى: سار من أول الليل، وسرى: سار من من آخره، وهذا أقرب.
والمراد بقوله: { أسرى بعبده}: أي جعل البراق يسري به، كما يقال: أمضيت كذا: أي جعلته يمضي، وحذف المفعول لدلالة السياق عليه، ولأن المراد ذكر المسرى به ذكر الدابة. والمراد بقوله:{ عبده} محمد عليه الصلاة والسلام اتفاقا. والضمير لله تعالى، والاضافة للتشريف. وقوله: {ليلا} ظرف للإسراء وهو للتأكيد، وفائدته رفع توهم المجاز، لأنه قد يطلق على سير النهار أيضا. ويقال: بل هو إشارة الى أن ذلك وقع في بعض الليل لا في جميعه، والعرب تقول: سرى فلان ليلا: إذا اسار بعضه وسرى ليلة: إذا سار جميعها، ولا يقال: أسرى ليلا إذا وقع سيره في أثناء الليل، وإذا وقع في أوله، يقال: . أدلج. ومن هذا قوله تعالى في قصة موسى وبني إسرائيل:{ فأسر بعبادي ليلا..} أي من وسط الليل.
هل تعدد الاسراء؟
قال الحافظ:
وأنكر صاحب "الهدى" أيضا على من زعم أن الاسراء تعدد، واستند الى استبعاد أن يتكرر، قوله: (ففرض عليه خمسين صلاة وطلب التخفيف..) الى آخر القصة، فإن دعوى التعدد تستلزم أن قوله تعالى:" أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي" أن فريضة الخمسين وقعت بعد أن وقع التخفيف، ثم وقع التخفيف والاجابة اليه وأعيد:" أمضيت فريضتي.." الى آخره. انتهى وما أظن أحدا ممن قال بالتعدد يلتزم إعادة مثل ذلك يقظة، بل يجوز وقوع مثل ذلك مناما ثم وجوده يقظة، كما في قصة المبعث ويجوز تكرير إنشاء الرؤية، ولا تبعد العادة تكرير وقوعه، كاستفتاح السماء، وقول كل نبي ما نسب اليه بل الذي يظن أنه تكرر مثل حديث أنس رفعه:" بينا أنا قاعد، إذ جاء جبريل فوكز بين كتفي فقمت الى شجرة فيها مثل وكري الطائر، فقعدت في أحدهما، وقعد جبريل في الأخرى، فسمت وارتفعت، حتى سدت الخافقين، وأنا أقلب طرفي، ولو شئت أم أمس السماء لمسست فالتفت اليّ جبريل، كأنه جلس لأجلي وفتح بابا من أبواب السماء، فرأيت النور الأعظم، وإذا دونه الحجاب، وفوقه الدر والياقوت، فأوحى الى عبده ما أوحى". أخرجه البزار وقال: تفرد به الحارث بن عمير وكان بصريا مشهورا قلت: وهو من رجال البخاري.
المعراج وأحداثه
متى تم المعراج؟
شق صدر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
البراق وأوصافه
السماء الدنيا
متى تم المعراج:
وقد اختلف في وقت المعراج، فقيل: كان قبل البعث، وهو شاذ، إلا إن حمل على أنه وقع حينئذ في المنام، كما تقدم. وذهب الأكثر الى أنه كان بعد المبعث، ثم اختلفوا، فقيل: قبل الهجرة بسنة. قاله ابن سعد وغيره، وجزم به النووي. وبالغ ابن حزم فنقل الاجماع فيه. وهو مردود، فإن في ذلك اختلافا كثيرا، يزيد على عشرة أقوال:
منها ما حكاه ابن الجوزي أنه كان قبلها بثمانية أشهر وقيل: بستةأشهر، وحكى هذا الثاني أبو الربيع بن سالم، وحكى اثنتي عشرة من النبوة. وقيل: بأحد عشر شهرا. جزم به ابراهيم الحربي حيث قال: كان في ربيع الآخر قبل الهجرة بسنة، ورجحه ابن المنير في "شرح السيرة" لابن عبدالبر وقيل: قبل الهجرة بسنة وشهرين، حكاه ابن عبدالبر. وقيل: قبلها بسنة وثلاثة أشهر، حكاه ابن فارس. وقيل: بسنة وخمسة أشهر، قاله السدي وأخرجه من طريقه الطبري والبيهقي.
فعلى هذا، كان في شوال أو في رمضان، على إلغاء الكسرين منه ومن ربيع الأول، وبه جزم الواقدي، وعلى ظاهره ينطبق ما ذكره ابن قتيبة وحكاه ابن عبدالبر، أنه كان قبلها بثمانية عشر شهرا، وعند ابن سعد: عن ابن أبي سيرة: أنه كان في رمضان، قبل الهجرة بثمانية عشر شهرا.
وقيل: كان في رجب، حكاه ابن عبدالبر، وجزم به النووي في "الروضة" وقيل: قبل الهجرة بثلاث سنين، حكاه ابن الأثير وحكى عياض وتبعه القرطبي والنووي عن الزهري: أنه كان قبل الهجرة بخمس سنين، ورجحه عياض ومن تبعه، واحتج بأنه لا خلاف أن خديجة صلت معه بعد فرض الصلاة، ولا خلاف أنها توفت قبل الهجرة، إما بثلاث أو نحوها وإما بخمس، ولا خلاف أن فرض الصلاة كان ليلة الاسراء. قلت: في جميع ما نفاه من الخلاف نظر:
أما أولا: فإن العسكري حكى أنه ماتت قبل الهجرة بسبع سنين، وقيل بأربع. وعن ابن الأعرابي أنها ماتت عام الهجرة.
وأما ثانيا: فإن فرض الصلاة اختلف فيه، فقيل: أول البعثة وكان ركعتين بالغداة وركعتين بالعشي وإنما الذي فرض ليلة الاسراء الصلوات الخمس.
وأما ثالثا: ففي حديث عائشة عند البخاري في بدء الخلق: أن عائشة جزمت بأن خديجة ماتت قبل أن تفرض الصلاة فالمعتمد أن مراد من قال: بعد أن فرضت الصلاة، ما فرض قبل الصلوات الخمس، إن ثبت ذلك. ومراد عائشة بقولها: (ماتت قبل أن تفرض الصلاة): أي الخمس فيجمع بين القولين بذلك، ويلزم منه أنا ماتت قبل الاسراء.
وأما رابعا: ففي سنة موت خديجة اختلاف آخر فحكى العسكري عن الزهري: أنها ماتت لسبع سنين مضين من البعثة، وظاهره أن ذلك قبل الهجرة بست سنين، فرعه العسكري على قول من قال: إن المدة بين البعث والهجرة كانت عشرا.
وأما قوله في رواية شريك عن أنس: ( حتى أتوه ليلة أخرى)، ولم يعين المدة بين المجيئين، فيحمل على أن المجيء الثاني كان بعد أن أوحى اليه وحينئذ وقع الاسراء والمعراج. وإذا كان بين المجيئين مدة، فلا فرق في ذلك بين أن تكون تلك المدة ليلة واحدة أو ليالي كثيرة أو عدد سنين وبهذا يرتفع الاشكال عن رواية شريك، ويحصل به الوفاق أن الاسراء كان في اليقظة بعد البعثة وقبل الهجرة ويسقط تشنيع الخطابي وابن حزم وفيرهما، بأن شريكا خالف الاجماع في دعواه أن المعراج كان قبل البعثة وبالله التوفيق.
وأما ما ذكره بعض الشراح أنه كان بين الليلتين اللتين أته فيهما الملائكة سبع، وقيل: ثمان، وقيل: تسع، وقيل: ثلاث عشر، فيحمل على إرادة السنين، لا كما فهمه الشارح المذكور أنها ليال. وبذلك جزم ابن القيّم في هذا الحديث نفسه.
وأقوى ما يستدل به أن المعراج بعد البعثة، قوله في هذا الحديث نفسه أن جبريل قال لبواب السماء إذ قال له: أبعث؟ قال: نعم فإنه ظاهر في أن المعراج كان بعد البعثة، فيتعين ما ذكرته من التأويل وأقله قوله: ( فاستيقظ وهو عند المسجد الحرام)، فإن حمل على ظاهره، جاز أن يكون نام، بعد أن هبط من السماء، فاستيقظ وهو عند المسجد الحرام. وجاز أن يؤول قوله: استيقظ: أي أفاق مما كان فيه، فإنه إذا أوحى اليه يستغرق فيه، فإذا انتهى رجع الى حالته الأولى، فكنى عنه بالاستيقاظ.
أي أنه أفاق مما كان فيه من شغل البال، بمشاهدة الملكوت، ورجع الى العالم الدنيوي. وقال الشيخ أبو محمد بن أبي حمزة: لو قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: إنه كان يقظان، لأخبر بالحق، لأن قلبه في النوم واليقظة سواء، وعينه أيضا، لم يكن النوم تمكن منها، لكنه تحرى صلى الله عليه وعلى آله وسلم الصدق في الإخبار بالواقع فيؤخذ منه أنه لا يعدل عن حقيقة اللفظ للمجاز إلا لضرورة.
أما الشك في رواية مالك بن صعصعة في قوله:" في الحطيم وربما في الحجر، فهو شك من قتادة ـ الراوي عن أنس بن مالك بن صعصعة. كما بينه أحمد عن عفان عن همام، ولفظه:" بينا أنا نائم في الحطيم ـ وربما قال قتادة: في الحجر".
والمراد بالحطيم هنا: الحجر. وأبعد من قال: المراد به: ما بين الركن والمقام، أو بين زمزم والحجر وهو إن كان مختلفا في الحطيم: هل هو الحجر أم لا؟ لكن المراد هنا بيان البقعة التي وقع فيها. ومعلوم أنها لم تتعدد، لن القصة متحدة لاتحاد مخرجها.
وفي سياق آخر في رواية مالك هذه:" بينا أنا عند البيت" وهو أعم ووقع في رواية الزهري عن أنس عن أبي ذر:" فرج سقف بيتي وأنا بمكة" وفي رواية الواقدي بأسانيده: انه أسري به من شعب أبي طالب وفد حديث أم هاني عند الطبراني: أنه بات في بيتها، قالت: فقدته من الليل فقال: "إن جبريل أتاني".
والجمع بين هذه الأقوال، أنه نام في بيت أم هاني، وبيتها عند شعب أبي طالب، ففرج سقف بيته، وأضاف البيت اليه لكونه كان يسكنه، فنزل منه الملك، فأخرجه من البيت الى المسجد، فكان به مضطجعا وبه أثر النعاس. ثم أخرجه الملك الى باب المسجد، فأركبه البراق.
وقد وقع في مرسل الحسن عند ابن اسحاق: أن جبريل أتاه، فأخرجه الى المسجد، فأركبه البراق، وهو يؤيد هذا الجمع. وقيل: الحكنة من نزوله عليه من السقف، الاشارة الى المبالغة في مفاجأته بذلك، والتنبيه على أن المراد منه أن يعرج به الى جهة العلو.
كم مرة شق صدر الرسول صلى الله عليه وعلى آل
TAHA GIBBA
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع