اسلامى كل ما يخص المسلم في حياته

edit

 

               فضائل شهر رجب في الميزان                                                فيصل بن علي البعداني                                                          فضّل الله (تعالى) بعض الأيام والليالي والشهور على بعض، حسبما اقتضته حكمته البالغة؛ ليجدّ العباد في وجوه البر،ويكثروا فيها من الأعمال الصالحة، ولكن شياطين الإنس والجن عملوا على صد الناس عن سواء السبيل، وقعدوا لهم كل مرصد؛ ليحولوا بينهم وبين الخير ، فزينوا لطائفة من الناس أن مواسم الفضل والرحمة مجال للهو والراحة ، وميدان لتعاطي اللذات والشهوات

وحرّضوا طوائف أخرى سواء أكانوا ممن قد يملكون نوايا طيبة ولكن غلب عليهم الجهل بأحكام الدين أو من ذوي المصالح والرياسات الدينية أو الدنيوية الخائفين على مصالحهم وزوال مواقعهم من مزاحمة مواسم الخير والسّنّة مواسم مبتدعة ما أنزل الله بها من سلطان ، قال حسان بن عطية: "ما ابتدع قوم بدعة في دينهم إلا نزع الله من سنتهم مثلها ، ولا يعيدها إليهم إلى يوم القيامة(1) ، بل قال أيوب السختياني: "ما ازداد صاحب بدعة اجتهاداً إلا زاد من الله بعداً"(2)
ولعل من أبرز تلك المواسم البدعية: ما يقوم به بعض العباد في كثير من البلدان في شهر رجب، ولذا: فسأحرص في هذه المقالة على تناول بعض أعمال الناس فيه ، وعرضها على نصوص الشريعة وكلام أهل العلم ، نصحاً للأمة وتذكيراً لهم؛ لعل في ذلك هداية لقلوب ، وتفتيحاً لعيونٍ وآذانٍ عاشت في ظلمات البدع وتخبطات الجهل

هل لـ (رجب) فضل على غيره من الشهور


قال ابن حجر: "لم يرد في فضل شهر رجب، ولا في صيامه ، ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه.. حديث صحيح يصلح للحجة،وقد سبقني إلى الجزم بذلك الإمام أبو إسماعيل الهروي الحافظ، رويناه عنه بإسناد صحيح، وكذلك رويناه عن غيره"(3)
وقال أيضاً: "وأما الأحاديث الواردة في فضل رجب ، أو في فضل صيامه ، أو صيام شيء منه صريحة: فهي على قسمين: ضعيفة ، وموضوعة ، ونحن نسوق الضعيفة ، ونشير إلى الموضوعة إشارة مفهمة(4) ، ثم شرع في سوقها
صلاة الرغائب:
أولاً: صفتهاوردت صفتها في حديث موضوع عن أنس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "ما من أحد يصوم يوم الخميس (أول خميس من رجب) ثم يصلي فيما بين العشاء والعتمة يعني ليلة الجمعة اثنتي عشرة ركعة ، يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة و((إنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ)) ثلاث مرات، و((قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)) اثنتي عشرة مرة ، يفصل بين كل ركعتين بتسليمة ، فإذا فرغ من صلاته صلى عليّ سبعين، فيقول في سجوده سبعين مرة: (سبوح قدوس رب الملائكة والروح) ، ثم يرفع رأسه ويقول سبعين مرة: رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم ، إنك أنت العزيز الأعظم ، ثم يسجد الثانية فيقول مثل ما قال في السجدة الأولى ، ثم يسأل الله (تعالى) حاجته ، فإنها تقضى".. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "والذي نفسي بيده ، ما من عبد ولا أَمَة صلى هذه الصلاة إلا غفر الله له جميع ذنوبه ، ولو كانت مثل زبد البحر ، وعدد الرمل ، ووزن الجبال ، وورق الأشجار ، ويشفع يوم القيامة في سبعمئة من أهل بيته ممن قد استوجب النار"(5)
ثانياً: كلام أهل العلم حولها
قال النووي: "هي بدعة قبيحة منكرة أشد إنكار ، مشتملة على منكرات ، فيتعين تركها والإعراض عنها ، وإنكارها على فاعلها"(6)
وقال ابن النحاس: "وهي بدعة ، الحديث الوارد فيها موضوع باتفاق المحدثين"(7)
وقال ابن تيمية: "وأما صلاة الرغائب: فلا أصل لها ، بل هي محدثة ، فلا تستحب ، لا جماعة ولا فرادى؛ فقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى أن تخص ليلة الجمعة بقيام أو يوم الجمعة بصيام ، والأثر الذي ذكر فيها كذب موضوع باتفاق العلماء ، ولم يذكره أحد من السلف والأئمة أصلاً"(8)
وقد أبان الطرطوشي بداية وضعها ، فقال: "وأخبرني أبو محمد المقدسي ، قال: لم يكن عندنا ببيت المقدس قط صلاة الرغائب هذه التي تصلى في رجب وشعبان ، وأول ما حدثت عندنا في سنة ثمان وأربعين وأربعمئة ، قدم علينا في بيت المقدس رجل من نابلس ، يعرف بابن أبي الحمراء ، وكان حسن التلاوة ، فقام فصلى في المسجد الأقصى ليلة النصف من شعبان... إلى أن قال: وأما صلاة رجب فلم تحدث عندنا في بيت المقدس إلا بعد سنة ثمانين وأربعمئة ، وما كنا رأيناها ولا سمعنا بها قبل ذلك"(9)
وقد جزم بوضع حديثها: ابن الجوزي في الموضوعات ، والحافظ أبو الخطاب ، وأبو شامة (10) ، كما جزم ببدعيتها: ابن الحاج (11) ، وابن رجب ، وذكر ذلك عن أبي إسماعيل الأنصاري ، وأبي بكر السمعاني ، وأبي الفضل بن ناصر(12).. وآخرون(13)
ثالثاً: حكم صلاتها جلباً لقلوب العوام
قال أبو شامة: "وكم من إمام قال لي: إنه لا يصليها إلا حفظاً لقلوب العوام عليه ، وتمسكاً بمسجده خوفاً من انتزاعه منه (!) ، وفي هذا دخول منهم في الصلاة بغير نية صحيحة ، وامتهان الوقوف بين يدي الله (تعالى) ، ولو لم يكن في هذه البدعة سوى هذا لكفى ، وكل من آمن بهذه الصلاة أو حسنها فهو متسبب في ذلك ، مغرٍ للعوام بما اعتقدوه منها ، كاذبين على الشرع بسببها ، ولو بُصِّروا وعُرِّفوا هذا سَنَةً بعد سَنَةٍ لأقعلوا عن ذلك وألغوه ، لكن تزول رئاسة محبي البدع ومحييها ، والله الموفق
وقد كان الرؤساء من أهل الكتاب يمنعهم الإسلام خوف زوال رئاستهم ، وفيهم نزل: ((فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاًً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ)) [البقرة: 79]"(14)
الإسراء والمعراج:
من أعظم معجزات النبي -صلى الله عليه وسلم-: الإسراء به ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، ثم العروج به السماوات السبع فما فوقها ، وقد انتشر في بعض البلدان الاحتفال بذكراها في ليلة السابع والعشرين من رجب ، ولا يصح كون ليلة الإسراء في تلك الليلة ، قال ابن حجر عن ابن دحية: "وذكر بعض القصاص أن الإسراء كان في رجب ، قال: وذلك كذب"(15) ، وقال ابن رجب: "وروي بإسناد لا يصح ، عن القاسم بن محمد ، أن الإسراء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- كان في سابع وعشرين من رجب ، وأنكر ذلك إبراهيم الحربي وغيره"(16)
وقال ابن تيمية: "لم يقم دليل معلوم لا على شهرها ، ولا على عشرها ، ولا على عينها ، بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة ، ليس فيها ما يقطع به"(17)
على أنه لو ثبت تعيين ليلة الإسراء والمعراج لما شرع لأحد تخصيصها بشيء؛ لأنه لم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن أحد من صحابته أو التابعين لهم بإحسان أنهم جعلوا لليلة الإسراء مزية عن غيرها ، فضلاً عن أن يقيموا احتفالاً بذكراها ، بالإضافة إلى ما يتضمنه الاحتفال بها من البدع والمنكرات(18)
الذبح في رجب وما يشبهه
مطلق الذبح لله في رجب ليس بممنوع كالذبح في غيره من الشهور ، لكن كان أهل الجاهلية يذبحون فيه ذبيحة يسمونها: العتيرة ، وقد اختلف أهل العلم في حكمها: فذهب الأكثرون إلى أن الإسلام أبطلها ، مستدلين بقوله كما عند الشيخين عن أبي هريرة (رضي الله عنه): "لا فرع ولا عتيرة"(19)
وذهب بعضهم كابن سيرين إلى استحبابها ، مستدلين بأحاديث عدة تدل على الجواز ، وأجيب عنها بأن حديث أبي هريرة (رضي الله عنه) أصح منها وأثبت ، فيكون العمل عليه دونها ، بل قال بعضهم كابن المنذر بالنسخ؛ لتأخر إسلام أبي هريرة ، وأن الجواز كان في صدر الإسلام ثم نسخ ، وهذا هو الراجح(20)
قال الحسن: "ليس في الإسلام عتيرة ، إنما كانت العتيرة في الجاهلية ، كان أحدهم يصوم ويعتر"(21)
قال ابن رجب: "ويشبه الذبح في رجب: اتخاذه موسماً وعيداً ، كأكل الحلوى ونحوها ، وقد روي عن ابن عباس (رضي الله عنهما) أنه كان يكره أن يتخذ رجب عيداً(22)
تخصيص رجب بصيام أو اعتكاف
قال ابن رجب: "وأما الصيام: فلم يصح في فضل صوم رجب بخصوصه شيء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن أصحابه"(23)
وقال ابن تيمية: "وأما صوم رجب بخصوصه: فأحاديثه كلها ضعيفة ، بل موضوعة ، لا يعتمد أهل العلم على شيء منها ، وليست من الضعيف الذي يروى في الفضائل ، بل عامتها من الموضوعات المكذوبات... وقد روى ابن ماجة في سننه ، عن ابن عباس ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنه نهى عن صوم رجب ، وفي إسناده نظر ، لكن صح أن عمر بن الخطاب كان يضرب أيدي الناس؛ ليضعوا أيديهم في الطعام في رجب ، ويقول: لا تشبهوه برمضان... وأما تخصيصها بالاعتكاف الثلاثة الأشهر: رجب ، وشعبان ، ورمضان فلا أعلم فيه أمراً ، بل كل من صام صوماً مشروعاً وأراد أن يعتكف من صيامه ، كان ذلك جائزاً بلا ريب ، وإن اعتكف بدون الصيام ففيه قولان مشهوران لأهل العلم(24)
وكونه لم يرد في فضل صيام رجب بخصوصه شيء لا يعني أنه لا صيام تطوع فيه مما وردت النصوص عامة فيه وفي غيره ، كالإثنين ، والخميس ، وثلاثة أيام من كل شهر ، وصيام يوم وإفطار آخر ، وإنما الذي يكره كما ذكر الطرطوشي (25) صومه على أحد ثلاثة أوجه
1- 
إذا خصه المسلمون في كل عام حسب العوام ومن لا معرفة له بالشريعة ، مع ظهور صيامه أنه فرض كرمضان
2- 
اعتقاد أن صومه سنّة ثابتة خصه الرسول بالصوم كالسنن الراتبة
3- 
اعتقاد أن الصوم فيه مخصوص بفضل ثواب على صيام سائر الشهور ، وأنه جارٍ مجرى عاشوراء ، وفضل آخر الليل على أوله في الصلاة ، فيكون من باب الفضائل لا من باب السنن والفرائض ، ولو كان كذلك لبينه النبي -صلى الله عليه وسلم- أو فعله ولو مرة في العمر ، ولما لم يفعل: بطل كونه مخصوصاً بالفضيلة
العمرة في رجب
يحرص بعض الناس على الاعتمار في رجب ، اعتقاداً منهم أن للعمرة فيه مزيد مزية ، وهذا لا أصل له ، فقد روى البخاري عن ابن عمر (رضي الله عنهما) ، قال: "إن رسول الله اعتمر أربع عمرات إحداهن في رجب ، قالت (أي عائشة): يرحم الله أبا عبد الرحمن ، ما اعتمر عمرة إلا وهو شاهِدُه ، وما اعتمر في رجب قط(26)
قال ابن العطار: "ومما بلغني عن أهل مكة (زادها الله تشريفاً) اعتيادهم كثرة الاعتمار في رجب ، وهذا مما لا أعلم له أصلاً(27)
وقد نص العلامة "ابن باز"(28) على أن أفضل زمان تؤدى فيه العمرة: شهر رمضان؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "عمرة في رمضان تعدل حجة" ، ثم بعد ذلك: العمرة في ذي القعدة؛ لأن عُمَرَه كلها وقعت في ذي القعدة ، وقد قال الله (سبحانه وتعالى): ((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ))[الأحزاب: 21]. 
الزكاة في رجب
اعتاد بعض أهل البلدان تخصيص رجب بإخراج الزكاة ، قال ابن رجب عن ذلك: "ولا أصل لذلك في السُنّة ، ولا عُرِف عن أحد من السلف... وبكل حال: فإنما تجب الزكاة إذا تم الحول على النصاب ، فكل أحدٍ له حول يخصه بحسب وقت ملكه للنصاب ، فإذا تم حوله وجب عليه إخراج زكاته في أي شهر كان" ، ثم ذكر جواز تعجيل إخراج الزكاة لاغتنام زمان فاضل كرمضان ، أو لاغتنام الصدقة على من لا يوجد مثله في الحاجة عند تمام الحول..ونحو ذلك(29)
وقال ابن العطار: "وما يفعله الناس في هذه الأزمان من إخراج زكاة أموالهم في رجب دون غيره من الأزمان لا أصل له ، بل حكم الشرع أنه يجب إخراج زكاة الأموال عند حولان حولها بشرطه سواء كان رجباً أو غيره"(30)
لا حوادث عظيمة في رجب
قال ابن رجب: "وقد روي أنه كان في شهر رجب حوادث عظيمة ، ولم يصح شيء من ذلك ، فروي أن النبي ولد في أول ليلة منه ، وأنه بعث في السابع والعشرين منه ، وقيل في الخامس والعشرين ، ولا يصح شيء من ذلك..."(31)
وقفة مع بعض الدعاة
يمارس بعض الدعاة اليوم أنواعاً من البدع الموسمية كبدع رجب مع اقتناعهم بعدم مشروعيتها؛ بحجة الخوف من عدم اشتغال الناس بغير عبادةٍ ، إن هم تركوا ما هم عليه من بدعة
ومع أن البدعة أخطر الذنوب بعد الشرك ، إلا أن هذا توجهٌ في الدعوة وطريقة التغيير خطير مخالف لهدي النبي ، والواجب: أن يدعى الناس إلى السنة المحضة التي لا تكون استقامة بدونها ، قال الثوري: "كان الفقهاء يقولون: لا يستقيم قول إلا بعمل ، ولا يستقيم قول وعمل إلا بنية ، ولا يستقيم قول وعمل ونية إلا بموافقة السنة"(32)
وكان الواجب على هؤلاء أن يتعلموا السنة ، ويعلموها ، ويدعون أنفسهم ومن حولهم إلى تطبيقها؛لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"، ولله در أبي العالية حين قال لبعض أصحابه: "تعلموا الإسلام ، فإذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه ، وعليكم بالصراط المستقيم ، فإن الصراط المستقيم: الإسلام ، ولا تنحرفوا عن الصراط المستقيم يميناً وشمالاً ، وعليكم بسنة نبيكم ، وإياكم وهذه الأهواء التي تلقي بين أهلها العداوة والبغضاء(33)
ومن قبله قال حذيفة (رضي الله عنه): "يا معشر القراء: استقيموا، فقد سبقتم سبقاً بعيداً، ولئن أخذتم يميناً وشمالاً لقد ضللتم ضلالاً بعيداً(34)
وأخيراً
فإن الدعاة اليوم والأمة معهم مطالَبون بتجريد المتابعة للنبي -صلى الله عليه وسلم- في كل شأن ، تماماً مثل ما هم مطالبون بتجريد الإخلاص لله (عز وجل) ، إن هم أرادوا لأنفسهم نجاةً ، ولدينهم نصراً وإعزازاً ، قال الله (عز وجل): ((فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً)) [الكهف: 110] وقال (سبحانه): ((وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)) [الحج: 40]. 
وفق الله الجميع للخير ، وهو الهادي إلى سبيل الرشاد
--------------------------------------------------
الهوامش
1) 
الحلية ، 6/73
2) 
الحلية ، 3/9
3) 
تبيين العجب فيما ورد في فضل رجب ، لابن حجر ، ص6 ، وانظر: السنن والمبتدعات للشقيري ، ص125
4) 
المصدر السابق ، ص 8
5) 
انظر: إحياء علوم الدين ، للغزالي ، 1/202 ، وتبيين العجب فيما ورد في فضل رجب ، ص 22 24
6) 
فتاوى الإمام النووي ، ص 57
7) 
تنبيه الغافلين ، ص 496
8) 
الفتاوى لابن تيمية ، 23/132 ، وانظر: الفتاوى ، 23/134 135 begin_of_the_skype_highlighting 23/134 135 end_of_the_skype_highlighting. 
9) 
الحوادث والبدع ، ص103
10) 
انظر: الباعث على إنكار البدع والحوادث ، ص 61 67
11) 
المدخل ، 1/211
12) 
انظر: لطائف المعارف ، تحقيق الأستاذ / ياسين السواس ، ص 228
13) 
مقدمة مساجلة العز بن عبد السلام وابن الصلاح ، ص 7 8
14) 
الباعث على إنكار البدع والحوادث ، ص 105
15) 
تبيين العجب ، ص 6
16) 
زاد المعاد لابن القيم ، 1/275 ، وقد ذكر ابن حجر في فتح الباري (7/242 243) الخلاف في وقت المعراج ، وأبان أنه قد قيل: إنه كان في رجب ، وقيل: في ربيع الآخر ، وقيل: في رمضان أو شوال ، والأمر كما قال ابن تيمية
17) 
لطائف المعارف ، لابن رجب ، ص 233
18) 
ذكر بعض تلك المنكرات: ابن النحاس في تنبيه الغافلين ، ص 497 ، وابن الحاج في المدخل ، 1/211 212 ، وعلي محفوظ في الإبداع ، ص 272
19) 
البخاري ، ح/ 5473 ، ومسلم ، ح/ 1976
20) 
انظر: لطائف المعارف ، ص 227 ، والاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار للحازمي ، ص 388 390
21
، 22) لطائف المعارف ، ص 227
23) 
لطائف المعارف ، ص 228
24) 
الفتاوى: 25/290 292 begin_of_the_skype_highlighting 25/290 292 end_of_the_skype_highlighting. 
25) 
البدع والحوادث ، ص110 111 ، وانظر (تبيين العجب..) لابن حجر ، ص 37 38
26) 
صحيح البخاري ، ح/1776
27) 
المساجلة بين العز بن عبد السلام وابن الصلاح ، ص 56 ، وانظر: فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم ، 6/131
28) 
انظر: فتاوى إسلامية ، جمع الأستاذ/ محمد المسند ، 2/303 304.

 

 

  • Currently 75/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
25 تصويتات / 731 مشاهدة
نشرت فى 26 يونيو 2011 بواسطة TAHAGIBBA

                 ثلاثون وصية للبدء بحفظ القران الكريم -                1- احرص على الاستماع كل يوم

 

إن أهم مشروع في حياة المؤمن هو حفظ القرآن الكريم، فهذا المشروع قد  يغير حياتك بالكامل، ونصيحتنا الأولى لك وأنت على طريق حفظ القرآن، أن تبدأ بالاستماع إلى القرآن كل يوم لأطول مدة ممكنة. فهذا الاستماع سيحدث تغييراً في نظام عمل الدماغ لديك، فقد أثبت العلماء أن كل صوت يسمعه الإنسان ويكرره لعدة مرات يحدث تغييراً في نظام عمل الخلايا، وبالتالي فإن استماعك للقرآن يعني أنك ستعيد برمجة خلايا دماغك وفق كتاب الله تعالى وما جاء فيه من تعاليم وأحكام. ولكي نضمن التغيير الإيجابي الفعال يجب أن نستمع إلى القرآن بخشوع كامل، وهذا ما أمرنا به الله بقوله: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الأعراف: 204]. 
<!--

2- ليكن هدفك رضوان الله تعالى


إن أي مشروع لابد أن يكون له هدف لينجح ويثمر، وهذا سؤال يجب أن توجهه لنفسك قبل أن تبدأ هذا المشروع: لماذا أحفظ القرآن؟ وحاول أن تكون الإجابة أنني أحفظ القرآن حبّاً في الله وابتغاء مرضاته ولأفوز بسعادة الدنيا والآخرة. فإذا كان هذا هو الهدف فتكون قد قطعت نصف الطريق في الحفظ. حاول أن تجلس وتفكر بفوائد حفظ القرآن، وكيف سيغير حياتك كما غير حياة من حفظه من قبلك. ويجب أن تعتقد أن الله سييسر لك حفظ القرآن فهو القائل: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ)[القمر: 17]. 
<!--


3-
ابدأ من السورة التي تحبها


ابدأ من السورة التي تحبها وتظن بأنها سهلة الحفظ، وحاول أن تستمع إلى هذه السورة عشر مرات أو عشرين مرة، ثم افتح القرآن على هذه السورة وستجد أنها مألوفة بالنسبة لك وسهلة الحفظ لأنها ستنطبع في خلايا دماغك بعد الاستماع إليها أكبر عدد من المرات! ولكن أثناء الحفظ جزّئ السورة لعدد من المقاطع حسب المعنى اللغوي، وابدأ بقراءة المقطع الأول وكرره حتى تحفظه، ثم تكرر المقطع الثاني حتى تحفظه، وهكذا حتى نهاية السورة. وأخيراً تربط كل مقطعين من خلال قراءتهما معاً وكرر هذه العملية مع بقية مقاطع السورة حتى تتمكن من حفظها بإذن الله. وكلما بدأت بقراءة القرآن اقرأ قوله تعالى: (بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ) [العنكبوت: 49].
<!--

4- اجعل همَّك مرضاة الله


لا تجعل همَّك هو حفظ القرآن من أجل أن يُقال عنك إنك حافظ لكتاب الله، بل لتكن نيَّتك أنك تحفظ القرآن ابتغاء مرضاة الله ولتتقرب من الله ولتدرك من هو الله، فمن أحب أن يعرف من هو الله فليقرأ كتاب الله تعالى! إذاً النية مهمة أثناء الحفظ والله سييسر لك حفظ القرآن ولكن بشرط أن تخلص النية، وأن يكون همُّك مرضاة الله أولاً وأخيراً. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيَّات). وأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ، فحاول أن تحفظ كل يوم القليل ولكن إياك أن تنقطع عن الحفظ لأي سبب كان. وكلما تعبت من الحفظ أعط نفسك شيئاً من الاستراحة ولتكن استراحتك وراحتك في الصلاة وتدبر القرآن والتفكر في خلق الكون، وآيات الإعجاز العلمي.
<!--

5- احرص على الاستماع إلى القرآن أثناء النوم


تبين للعلماء أن الدماغ يبقى في حالة نشاط أثناء النوم، حيث يقوم بمعالجة المعلومات التي اختزنها طيلة النهار وترتيبها وتنسيقها في خلايا خاصة، فبعد أبحاث طويلة تبين أن دماغ الإنسان النائم يستطيع تمييز الأصوات وتحليلها وتخزينها أيضاً. وإذا علمنا أن الإنسان يمضي ثلث عمره في النوم يمكننا أن ندرك أهمية الاستماع إلى القرآن أثناء النوم كوسيلة تساعدك على حفظ القرآن دون بذل أي جهد يُذكر. ولذلك يمكن لكل واحد منا أن يستفيد من نومه ويستمع لصوت القرآن وهذا سيساعده على تثبيت حفظ الآيات. ولا ننسى قول الله تعالى عن النوم وأنه آية من آيات الله: (وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) [الروم: 23].
<!--

6- استثمر طاقة الصيام


إن للجسم مستويات محددة من الطاقة بشكل دائم، فعندما توفر جزءاً كبيراً من الطاقة بسبب الصيام والامتناع عن الطعام والشراب، وتوفر قسماً آخر بسبب النقاء والخشوع الذي يخيم عليك بسبب طاقة الصيام، وتوفر طاقة كبيرة بسبب الاستقرار الكبير الذي يحدثه الصيام لديك ، فإن هذا يعني أن الطاقة الفعالة لديك ستكون في قمتها أثناء الصيام، وتستطيع أن تحفظ القرآن بسهولة، لأن الطاقة المتوافرة لديك تؤمن لك الإرادة الكافية لذلك. وهذا يعني أن شهر رمضان هو أنسب الأوقات للبدء بحفظ القرآن! فهل تستجيب لنداء الحق تبارك وتعالى وتبدأ بهذا المشروع الرابح؟ يقول تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) [فاطر: 29-30] حاول أن تستغل فترة الليل في حفظ السورة التي كررت سماعها من قبل.
<!--


7-
أكثر من قراءة القرآن قدر المستطاع


إن حفظ القرآن يعني أنك تأخذ على كل حرف عشر حسنات! وإذا علمت مثلاً بأن عدد حروف سورة الفاتحة هو 139 حرفاً، فهذا يعني أنك كلما قرأتها سوف يزيد رصيدك عند الله تعالى 139 × 10 = 1390 حسنة، وكل حسنة من هذه الحسنات خير من الدنيا وما فيها!! وتأمل كم من الحسنات ستأخذ عندما تقرأ القرآن كله والمؤلف من أكثر من ثلاث مئة ألف حرف!!! قال صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفاً من القرآن فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها).
<!--


8-
علِّم ولدك القرآن قبل أن يأتي إلى الدنيا


أثبت العلماء حديثاً أن الجنين في بطن أمه وبعد الليلة الثانية والأربعين يبدأ يتفاعل مع المؤثرات الخارجية ثم يتفاعل مع الأصوات التي يسمعها وهو في بطن أمه. ولذلك يجب على كل أمّ أن تسمع جنينها شيئاً من القرآن وبعد الولادة تستمر في ذلك، وسوف تتأثر خلايا دماغه وقلبه بكلام الله تعالى، وتكون بذلك قد هيَّأت طفلك لحفظ القرآن قبل أن يأتي إلى الدنيا! يقول تبارك وتعالى: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [النحل: 78].
<!--

9- لتكن أخلاقك القرآن


عندما تحفظ القرآن سوف تمتلك قوة في أسلوبك بسبب بلاغة آيات القرآن، سوف تصبح أكثر قدرة على التعامل مع الآخرين والتحمّل والصبر، سوف تكون في سعادة لا توصف، فحفظ القرآن ليس مجرد حفظ لقصيدة شعر أو لقصة وأغنية! بل إنك عندما تحفظ القرآن إنما تُحدث تغييراً في نظرتك لكل شيء من حولك، وسوف يكون سلوكك تابعاً لما تحفظ. فقد سئلت سيدتنا عائشة رضي الله تعالى عنها عن خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: (كان خُلُقه القرآن)!! فإذا أردت أن تكون أخلاقك مثل أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم فعليك بحفظ القرآن.
<!--

10- احرص على ترتيل القرآن وتجويده


من أجمل الأشياء التي تساعدك على القراءة لفترات طويلة أن تقرأ القرآن بصوت حسن وترتله ترتيلاً كما أمرنا الله سبحانه وتعالى بذلك فقال: (وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا) [المزمل: 4]. فالقراءة بصوت مرتفع قليلاً وبتجويد الصوت وترتيله تجعلك تحس بلذة القراءة والحفظ. وحاول أن تقلد أحكام التجويد كما تسمعها من المقرئ من خلال المسجل أو الجوال أو الكمبيوتر أو التلفزيون أو الراديو، فكلها وسائل سخرها الله لتساعدنا على حفظ القرآن. يقول تعالى: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) [القمر: 17]. وحاول أن تركز انتباهك في كل كلمة تسمعها وتعيش معها وتحلق بخيالك مع معاني الآيات. وكرر ما تحفظه مراراً وتكراراً.
<!--

11- احرص على الشفاء بالقرآن


القرآن فيه شفاء لكل شيء، فإذا أصابك هم أو غم فإن القرآن يذهب همك، وإذا مرضت فإن القرآن يشفيك بإذن الله؟ وإذا أُصبت بعين حاسد فإن المعوذتين وآية الكرسي تحفظك من أي مكروه. فإذا كانت تلاوة الفاتحة على المريض تشفيه بإذن الله، فكيف بمن يحفظ كتاب الله كاملاً؟ وقد أثبت بعض الباحثين وجود قوة شفائية غريبة في كل آية من آيات هذا الكتاب العظيم. وقد أثبتت التجارب والمشاهدات أن الذي يحفظ القرآن يكون أقل عرضة للإصابة بالأمراض وبخاصة الأمراض النفسية! ولذلك عندما تبدأ بمشروع حفظ القرآن سوف تحس بأنك قد وُلدت من جديد. يقول تعالى: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28].
<!--

12- احرص على علاج أمراضك بالقرآن


تقول الإحصائيات إن ثلث سكان العالم سيعانون من الاكتئاب بشكل أو بآخر وذلك في السنوات القليلة القادمة. واليوم هناك بلايين الدولارات تنفق على علاج هذه الظاهرة الخطيرة، ولكن هل تعلم أن العلاج بسيط ومجاني؟! فعندما تحفظ القرآن وتكرره باستمرار فإنك ستجد لكل مرض وكل حالة تمر بها آيات مناسبة، فهناك آيات للاكتئاب، وآيات لذهاب الحزن، وآيات لعلاج الانفعالات، وآيات للرزق وآيات لتيسير الحمل والإنجاب، فكل هذه الآيات ستحملها في صدرك. وتستطيع قراءتها عند الحاجة، وهذا يعني أنك ستمتلك أسباب الشفاء. وقد أثبتت المشاهدات أن من يحفظ القرآن لا يعاني أبداً من هذه الظاهرة، فسبحان الله! وتأملوا معي كيف ربط الله بين القرآن والشفاء والفرح، يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس: 57-58].
<!--

13- سارع إلى الحفظ قبل أن يدركك الوقت!


حاول أن تغتنم كل دقيقة من وقتك في تلاوة القرآن، تنتقي أصدقاءك وتتعرف على الأتقياء لأن حفظ القرآن يتطلب بيئة مناسبة، فاحرص على مجالسة الصالحين والعلماء وحفظة القرآن والمهتمين بتفسير القرآن، ولا تترك كلمة غامضة تمر من القرآن إلا وتسأل عن تفسيرها. حاول أن تسأل عن أحكام التجويد، واعلم أن هذه التقنية تشكل نصف الحفظ. لا تترك مقالة أو خبر أو فكرة تتعلق بالقرآن إلا وتطلع عليها. حاول أن تتجنب الانفعالات والغضب والكلام السيء والنظر إلى المحرمات، وأكثر من الدعاء بإخلاص: يا رب أعنِّي على حفظ كتابك واجعل عملي هذا خالصاً لوجهك الكريم. يقول تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) [آل عمران: 133].
<!--

14- كرر ما تحفظه من القرآن باستمرار


الدنيا مثل السفينة التي تجري... فطالما أنك تقرأ القرآن وتذكر الله فأنت بخير، ولا تدري متى يحين الأجل وتنقلب السفينة، ولن تجد أمامك إلا الله تعالى، ولن ينفعك إلا كتاب الله! ففي كل يوم احرص على الاستماع إلى سورة محددة (أو صفحة من سورة) وكرر الاستماع إليها، وبعد حفظها اقرأها في الصلاة ثم توضأ في الليل وقف وصلي ركعتين قيام الليل وتقرأ ما حفظته خلال النهار، وستحسّ بلذة عجيبة وتشعر بحلاوة الإيمان. ثم كرر ما حفظته أيضاً قبل النوم مباشرة، وبعد الاستيقاظ مباشرة، فهذه الطريقة ترسخ الحفظ في عقلك الباطن فلا تنسى منه شيئاً بإذن الله. وعليك بالتفكير بالآيات التي تقرأها قبل النوم، وهذه الطريقة ستفتح قلبك وعقلك وتطور مداركك، يقول تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) [محمد: 24].
<!--

15- ليكن شعارك: الإصرار على الحفظ


يقول العلماء إن بعض الحيوانات تقوم بألف محاولة للحصول على رزقها! فهل فكرت أن تقوم بعشر محاولات فقط لحفظ القرآن؟ ففي كل يوم قبل أن تنام فكر لمدة خمس دقائق أنه يجب عليك أن تحفظ القرآن، أعط رسالة إيجابية لدماغك أن حفظ القرآن هو أهم عمل في حياتي، إنه سيغير حياتي بالكامل، سيجعلني قريباً من الله، سأكون مثل النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كانت حياته كلها "القرآن". وعندما تستيقظ أول شيء تفكر فيه أنه يجب عليك أن تحفظ القرآن، وأعط أوامر لعقلك الباطن بذلك، وسوف تجد رغبة كبيرة في الحفظ بعد أيام معدودة. فقد أثبت العلماء أن هاتين الفترتين من أهم الفترات التي يتصل بها العقل الباطن مع العقل الواعي ويتقبل أي رسالة بسهولة! وتذكر قوله تعالى: (وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) [العنكبوت: 6].





يقول العلماء إن بعض الحيوانات تقوم بألف محاولة للحصول على رزقها! فهل فكرت أن تقوم بعشر محاولات فقط لحفظ القرآن؟ ففي كل يوم قبل أن تنام فكر لمدة خمس دقائق أنه يجب عليك أن تحفظ القرآن، أعط رسالة إيجابية لدماغك أن حفظ القرآن هو أهم عمل في حياتي، إنه سيغير حياتي بالكامل، سيجعلني قريباً من الله، سأكون مثل النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كانت حياته كلها "القرآن". وعندما تستيقظ أول شيء تفكر فيه أنه يجب عليك أن تحفظ القرآن، وأعط أوامر لعقلك الباطن بذلك، وسوف تجد رغبة كبيرة في الحفظ بعد أيام معدودة. فقد أثبت العلماء أن هاتين الفترتين من أهم الفترات التي يتصل بها العقل الباطن مع العقل الواعي ويتقبل أي رسالة بسهولة! وتذكر قوله تعالى(وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) [العنكبوت: 6].
<!--

16- اعلم أن القرآن هو أكبر موسوعة علمية


أثناء حفظ للقرآن ينبغي أن تعلم أن القرآن يحوي علوم الدنيا والآخرة، ويحوي قصص الأولين والآخرين، ويحوي الكثير من الحقائق العلمية والكونية والطبية والنفسية، ويحوي أيضاً كل الأحكام والقوانين والتشريعات التي تنظم حياة المؤمن وتجعله أكثر سعادة. هذا الكتاب العظيم هو الوحيد الذي يخبرك عن قصة حياتك منذ البداية، ويخبرك عن أهم لحظة في حياتك وهي لحظة الموت وما بعدها، ويخبرك بدقة تامة عن يوم القيامة والحياة التي ستكون فيها خالداً إما في الجنة وإما في النار، أعاذنا الله منها..... وهذا يعني أنك عندما تحفظ القرآن إنما تحفظ أكبر موسوعة على الإطلاق! يقول تعالى(لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ[الحشر: 21].
<!--

17- ساعد طفلك على حفظ القرآن


حاول أن تعلم طفلك القرآن وتحثه على حفظه، لأنك إذا فعلت ذلك سيكون هذا الولد شفيعاً لك يوم القيامة! وقد أثبت العلماء أنه لدى الطفل قدرة هائلة على الحفظ، فقد أثبت العلماء أن خلايا الدماغ عند الطفل الصغير تكون نظيفة وفي قمَّة نشاطها وطاقتها. ولذلك شجع أطفالك على حفظ القرآن، واقرأ أمامهم القرآن كل يوم بصوت مرتفع يسمعونه، فإن خلايا دماغهم تتأثر وتخزّن هذه الآيات فينشأوا على حب القرآن. وفي دراسة حديثة تبين أن أي تصرف يحدث أمام الطفل فإن خلايا دماغه تتفاعل مع هذا الحدث ويحدث فيها نشاط وتتأثر بهذا الفعل، ولذلك إذا أردت أن يكون ولدك باراً بك، فعلِّمه كيف يحفظ القرآن ويتأثر به:(الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآَنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ[الرحمن: 1-4].
<!--


18-
لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد


بما أن القرآن هو كلام الله تعالى فإنك عندما تحفظ هذا الكلام في صدرك سيكون ذلك أعظم عمل تقوم به على الإطلاق! لأن حفظ القرآن سيفتح لك أبواب الخير كلها! وتذكَّر أن المهمة الأساسية التي جاء من أجلها سيد البشر صلى الله عليه وسلم هي: القرآن! لذلك لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد، فإذا كانت محاولات الحفظ السابقة قد فشلت، فابدأ منذ هذه اللحظة باتخاذ قرار حفظ القرآن، وتوكل على الله القائل(فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ[آل عمران: 159]، وتذكر أن الله سيساعدك على حفظ كتابه. القرآن سوف يزيل كل الهموم والأحزان وتراكمات الماضي، حفظ القرآن هو بمثابة تفريغ للشحنات السالبة التي تملأ دماغك وحياتك! وإذا كنتَ بالفعل قد بدأت بهذا المشروع فاستمر فيه حتى النهاية وانظر إلى التغيير الكبير الذي سيحدثه القرآن في حياتك!
<!--

19- اعلم أن القرآن سيكون رفيقك في القبر


القرآن الذي تحفظه وتحافظ عليه اليوم سيكون رفيقك لحظة الموت!! وسيكون المدافع عنك والشفيع لك يوم يتخلى عنك أقرب الناس إليك. يقول صلى الله عليه وسلم(اقرأوا القرآن فإنه يأتي شفيعاً لأصحابه يوم القيامة)، وهل هنالك أجمل من لحظة تقابل فيها الله تعالى يوم القيامة وأنت حافظ لكلامه في صدرك؟! إن أول خطوة على طريق الحفظ التصميم وأن تبدأ بالاستماع إلى القرآن كل يوم وحاول أن تخشع أمام كلام الله وتتفاعل مع كل آية تسمعها. كل واحد منا سيأتي عليه يوم يموت فيه ثم يدفن وحيداً في قبره ثم يُبعث يوم القيامة ليقف أمام الله تعالى وحيداً! تصور هذه المواقف لحظة الموت ولحظة نزول القبر ولحظة الوقوف أمام الله فإما إلى الجنة وإما إلى النار، هل تعلم من سيكون رفيقك المخلص في هذه المواقف؟ إنه القرآن. يقول تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا[الإسراء: 9].
<!--

20- حاول أن تفهم كل كلمة تسمعها


إن أكبر صعوبة تتلخص في أن القرآن له أسلوب مميز ويختلف عن أساليب البشر، ولذلك فإن الدماغ يجد صعوبة في الانسجام مع هذا الأسلوب الجديد، ولكن بمجرد أن تبدأ بالاستماع إلى القرآن والتفكير في كل آية تسمعها وتحاول أن تفهم معاني هذه الآيات ثم تكرر الاستماع عدداً كبيراً من المرات وسوف تجد أن دماغك سيتفاعل ويصبح أسهل عمل هو حفظ القرآن! حاول أن تختار أفضل أوقاتك للحفظ، ولا تترك القرآن على الهامش فيتركك على الهامش. حاول أن تتصور الآيات التي تقرأها وتعيش معها، فإذا قرأت آية عن عذاب النار تتصور حرارة النار وعذابها وظلماتها، وإذا قرأتَ آية عن الجنة تتصور نعيمها وأنهارها وثمارها. ركز انتباهك على الآيات المتشابهة في سور مختلقة وحاول أن تربطها بالمعنى العام السورة لكي لا تنساها.
<!--

21- ابتعد عن المعصية


يجب أن تبتعد عن المعصية وتنوي التوبة إلى الله وتطلب من الله أن يعينك على حفظ القرآن والعمل به، أي يجب أن يقترن الحفظ بالتطبيق العملي. لا تترك يوماً يمر دون أن تحفظ شيئاً من القرآن ولو آية واحدة، المهم أن تنجز عملاً، وتذكر أن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ. ابحث عن صديق تحفظ القرآن معه وليكن حديثك كله عن القرآن. يجب أن تبحث عن تفسير السورة التي تحفظها وتفهمها جيداً فيسهل الحفظ عليك كثيراً. اختر مصحفاً يكون معك معظم الوقت واعتمد عليه في الحفظ وسوف تنشأ علاقة خاصة بينك وبين هذا المصحف وسوف تحبه وتستمتع بحفظه وسيكون لك حافزاً على الحفظ.
<!--

22- مرِّن ذاكرتك على الحفظ


هل جربت مرة أن تحب القرآن؟ هل سألت نفسك ما ترتيب القرآن بالنسبة لك؟ إن أول خطوة على طريق الحفظ هي أن تشعر بعظمة وأهمية القرآن، وأن تعطي للقرآن أفضل أوقاتك. فالحفظ يحتاج للوقت المناسب والمكان المناسب وتركيز كبير، فقد تعاني من صعوبة في البداية ولكن بمجرد الإصرار على الحفظ والاستمرار ستتلاشى هذه الصعوبات، وستبدأ تشعر بلذة الحفظ وحلاوة الإيمان بإذن الله. فقد أثبت العلماء أن الذاكرة تحتاج إلى تمرين وبعد شهر واحد من الحفظ ستكون لديك ذاكرة أفضل بعشر مرات من قبل.
<!--

23- اعلم أن النجاح في الدنيا والآخرة متعلق بالقرآن


إذا أردت أقصر طريق للنجاح في الدنيا فعليك بحفظ القرآن، لأن حفظ القرآن يعيد بناء شخصية المؤمن، ويكسبه هدوءاً نفسياً ويقضي على الاضطرابات لديه، ويساعده على اتخاذ القرار المناسب، وهو أهم عنصر من عناصر النجاح. ولذلك قال تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) [الإسراء: 9].
<!--


24-
أكثر من النظر إلى القرآن


هنالك شيء مهم يعين الإنسان على حفظ القرآن وقد يغفل عنه معظم الناس ألا وهو أن تنظر إلى القرآن على أنه أهم شيء في الوجود. ويمكنك أن تختبر نفسك حول ذلك بطريقة بسيطة: هل أنت مستعد أن تترك عملاً يدر عليك أرباحاً طائلة من أجل أن تحفظ القرآن؟ هل أنت مستعد أن تترك أصدقاءك ومن تحبهم من أجل أن تحفظ القرآن، وهل أنت مستعد أن تفرغ أحسن وقت عندك لحفظ القرآن؟ يقول تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) [محمد: 24].
<!--

25- اعلم أن حفظ القرآن هو طريقك إلى السعادة


لو تأملنا حَفَظَة كتاب الله تعالى، ودرسنا حياتهم وسعادتهم سوف نرى بأن من يحفظ القرآن هو أكثر الناس سعادة، وأكثرهم بعداً عن الاكتئاب. فحفظ القرآن يعيد برمجة الدماغ ويعطيك ثقة كبيرة بالله تعالى وبقدرته وأن كل ما يأتيك من عنده هو الخير، وبذلك يطمئن قلبك ويزول همّك، وقد أثبت العلماء أن السعادة ليست بكثرة المال، بل بأن يضع الإنسان أمامه هدفاً عظيماً ويسعى لتحقيقه، وسؤالي: هل يوجد هدف أعظم من حفظ كتاب الله؟!
<!--

26- لا تترك لحظة إلا وتستمع إلى القرآن


لقد بينت التجربة والمشاهدة أن الاستماع للقرآن كل يوم بمعدل ساعة على الأقل يزيد من مناعة الجسم، وينشط خلايا الدماغ، ويزيد من قدرة المؤمن على الإبداع واتخاذ القرارات السليمة، ويخلص الإنسان من الوساوس والمخاوف. يقول تعالى: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الأعراف: 204].
<!--

27- حاول أن تستخرج العبر والمواعظ


إذا أردت أن تحفظ أي سورة من سور القرآن فلابد أن تفهمها وتستخرج منها العبر والمواعظ وتطرح الأسئلة، وتتأملها جيداً وتعيش معها، ثم تبدأ بالحفظ لتجد نفسك تحفظ هذه السورة بسهولة. يقول سبحانه وتعالى في محكم الذكر(لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [يوسف: الآية 111].
<!--


28-
احرص على تعلم أحكام التجويد


إن سماع القرآن أفضل وسيلة لإتقان أحكام التجويد، والسماع لا يكفي بل يجب الإصغاء والإنصات، ولذلك لم يقل تعالى (فَاسْتَمِعُوا لَهُ) فقط، بل قال(وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الأعراف: 204]، والإنصات نوع من أنواع التدبر والتأمل في طريقة لفظ الكلمات كما نسمعها ونحاول تقليد ما نسمع ونكرر الآيات مع المقرئ الذي نسمع صوته من خلال آلة التسجيل أو الكمبيوتر أو التلفزيون أو الجوال.
<!--

29- احرص على تكرار سورة البقرة


شئنا أم أبينا نحن نعيش مع عالم كامل من الجن والشياطين، وهذه المخلوقات لها قوانينها، ومن ضمن قوانين الشياطين أنه لا تستسيغ سماع القرآن وتنفر نفوراً شديداً من أي بيت يقرأ فيه القرآن، وبخاصة سورة البقرة. فعن ‏ ‏أبي هريرة رضي الله عنه ‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال‏(لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة ‏ ‏البقرة[رواه مسلم]. فإذا أردت أن تطرد الشيطان الذي هو سبب رئيسي في إثارة الهموم المشاكل الأحزان والمخاوف، فما عليك إلا أن تقرأ سورة البقرة أو آيات منها.
<!--


30-
احرص على تكرار أعظم سورة وأعظم آية


هناك إجراء بسيط جداً يمكّنك من دخول الجنة بسلام، ألا وهو قراءة أعظم آية من القرآن وهي آية الكرسي (الآية رقم 255 من سورة البقرة)، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة، لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت) [النسائي]. فلا تتردد في قراءة الفاتحة والبقرة كل يوم ولن تخسر شيئاً من الوقت بل إن الله تعالى سيبارك لك في وقتك وسوف يوفر عليك الكثير من الأمراض والخسارة والمشاكل والهموم، إنه طريق السعادة، ألا وهو القرآن.
 

 

  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 1179 مشاهدة

 

اعرف نبيك صلى الله عليه وسلم               

   الحمد لله الذي أوضح لنا سبيل الهداية، وأزاح عن بصائرنا ظلمة الغواية، والصلاة والسلام على النبي المصطفى والرسول المجتبى، المبعوث رحمة للعالمين، وقدوة للسالكين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

أيها المسلمون: إن من خير ما بذلت فيه الأوقات، و شغلت به الساعات هو دراسة السيرة النبوية العطرة، والأيام المحمدية الخالدة، فهي تجعل المسلم كأنه يعيش تلك الأحداث العظام التي مرت بالمسلمين، وربما تخيل أنه واحد من هؤلاء الكرام البررة التي قامت على عواتقهم صروح المجد ونخوة البطولة.

وفي السيرة يتعرف المسلم على جوانب متعددة من شخصية النبي الخاتم <!--<!--، وأسلوبه في حياته ومعيشته، ودعوته في السلم والحرب.

وفيها أيضاً: يتلمس المسلم نقاط الضعف والقوة؛ وأسباب النصر والهزيمة، وكيفية التعامل مع الأحداث وإن عظمت.

وبدراسة السيرة النبوية يستعيد المسلمون ثقتهم بأنفسهم، ويوقنون بأن الله معهم وناصرهم، إن هم قامو بحقيقة العبودية، له والانقياد لشريعته: <!--<!-- إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ <!--<!-- [محمد:7]، <!--<!-- إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ <!--<!-- [غافر:51]. <!--<!-- وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ <!--<!-- [الحج:40].

وهذه عبارة عن رؤوس أقلام وجمل يسيرة في سيرة النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام، قصد بها فتح الطريق أمام ناشئة المسلمين وشبيبتهم لدراسات أعمق لهذه السيرة النبوية الخالدة. قال الله تعالى: <!--<!-- مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ <!--<!-- [الفتح:29].

نسبه <!--<!--: هو أبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن عبد مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. هذا هو المتفق عليه في نسبه <!--<!--واتفقوا أيضاً أن عدنان من ولد إسماعيل عليه السلام.

أسماؤه <!--<!--: عن جبير بن مطعم أن الرسول <!--<!-- قال{ إن لي أسماء، وأنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدميَّ، وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد } [متفق عليه]. وعن أبي موسى الأشعري قال: كان رسول الله <!--<!--يسمي لنا نفسه أسماء فقال{ أنا محمد، وأحمد، والمقفي، والحاشر، ونبي التوبة، ونبي الرحمة } [مسلم].

طهارة نسبه <!--<!--: اعلم رحمني الله وإياك أن نبينا المصطفى على الخلق كله قد صان الله أباه من زلة الزنا، فولد <!--<!-- من نكاح صحيح ولم يولد من سفاح، فعن واثلة بن الأسقع <!--<!-- أن النبي <!--<!-- قال{ إن الله عز وجل اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل كنانة، واصطفى من بني كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم } [مسلم]، وحينما سأل هرقل أبا سفيان عن نسب رسول الله <!--<!-- قال{ هو فينا ذو نسب، فقال هرقل: كذلك الرسل تبعث في نسب قومها } [البخاري].

ولادته <!--<!--: ولد <!--<!-- يوم الاثنين في شهر ربيع الأول، قيل في الثاني منه، وقيل في الثامن، وقيل في العاشر، وقيل في الثاني عشر. قال ابن كثير: والصحيح أنه ولد عام الفيل، وقد حكاه إبراهيم بن المنذر الحزامي شيخ البخاري، وخليفة بن خياط وغيرهما إجماعاً.

قال علماء السير: لما حملت به آمنة قالت: ما وجدت له ثقلاً، فلما ظهر خرج معه نور أضاء ما بين المشرق والمغرب.

وفي حديث العرباض بن سارية <!--<!-- قال: سمعت رسول الله <!--<!-- يقول{ إني عند الله في أم الكتاب لخاتم النبيين، وإن آدم لمنجدلٌ في طينته، وسأنبئكم بتأويل ذلك، دعوة إبراهيم، وبشارة عيسى قومه، ورؤيا أمي التي رأت، انه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام } [أحمد والطبراني].

وتوفي أبوه <!--<!-- وهو حَمْل في بطن أمه، وقيل بعد ولادته بأشهر وقيل بسنة، والمشهور الأول.

رضاعه <!--<!--: أرضعته ثويبة مولاة أبي لهب أياماً، ثم استُرضع له في بني سعد، فأرضعته حليمة السعدية، وأقام عندها في بني سعد نحواً من أربع سنين، وشُقَّ عن فؤاده هناك، واستخرج منه حظُّ النفس والشيطان، فردته حليمة إلى أمه إثر ذلك.

ثم ماتت أمه بالأبواء وهو ذاهب إلى مكة وهو ابن ست سنين، ولما مرَّ رسول الله <!--<!-- بالأبواء وهو ذاهب إلى مكة عام الفتح، استأذن ربّه في زيارة قبر أمه فأذن له، فبكى وأبكى من حوله وقال{ زوروا القبور فإنها تذكر بالموت } [مسلم]. فلما ماتت أمه حضنته أم أيمن وهي مولاته ورثها من أبيه، وكفله جده عبد المطلب، فلما بلغ رسول الله <!--<!-- من العمر ثماني سنين توفي جده، وأوصى به إلى عمه أبي طالب فكفله، وحاطه أتم حياطة، ونصره وآزره حين بعثه الله أعزّ نصر وأتم مؤازرة مع أنه كان مستمراً على شركه إلى أن مات، فخفف الله بذلك من عذابه كما صح الحديث بذلك.

صيانة الله تعالى له <!--<!-- من دنس الجاهلية: وكان الله سبحانه وتعالى قد صانه وحماه من صغره، وطهره من دنس الجاهلية ومن كل عيب، ومنحه كل خُلقٍ جميل، حتى لم يكن يعرف بين قومه إلا بالأمين، لما شاهدوه من طهارته وصدق حديثه وأمانته، حتى أنه لما أرادت قريش تجديد بناء الكعبة في سنة خمس وثلاثين من عمره، فوصلوا إلى موضع الحجر الأسود اختلفوا فيمن يضعه أول داخل عليهم، فكان رسول الله <!--<!-- فقالوا: جاء الأمين، فرضوا به، فأمر بثوبٍ، فوضع الحجر في وسطه، وأمر كل قبيلة أن ترفع بجانب من جوانب الثوب، ثم أخذ الحجر فوضعه موضعه <!--<!--. [أحمد والحاكم وصححه].

زواجه <!--<!--: تزوجته خديجة وله خمس وعشرون سنة، وكان قد خرج إلى الشام في تجارة لها مع غلامها ميسرة، فرأى ميسرة ما بهره من شأنه، وما كان يتحلى به من الصدق والأمانة، فلما رجع أخبر سيدته بما رأى، فرغبت إليه أن يتزوجها.

وماتت خديجة رضي الله عنها قبل الهجرة بثلاث سنين، ولم يتزوج غيرها حتى ماتت، فلما ماتت خديجة رضي الله عنها تزوج عليه السلام سودة بنت زمعة، ثم تزوج <!--<!-- عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، ولم يتزوج بكراً غيرها، ثم تزوج حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، ثم تزوج زينب بنت خزيمة بن الحارث رضي الله عنها، وتزوج أم سلمة واسمها هند بنت أمية رضي الله عنها، وتزوج زينب بنت جحش رضي الله عنها، ثم تزوج رسول الله <!--<!-- جويرية بنت الحارث رضي الله عنها، ثم تزوج أم حبيبة رضي الله عنها واسمها رملة وقيل هند بنت أبي سفيان. وتزوج إثر فتح خيبر صفية بنت حييّ بن أخطب رضي الله عنها، ثم تزوج ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها، وهي آخر من تزوج رسول الله <!--<!--.

أولاده <!--<!--: كل أولاده <!--<!-- من ذكر وأنثى من خديجة بنت خويلد، إلا إبراهيم، فإنه من مارية القبطية التي أهداها له المقوقس.

فالذكور من ولده: القاسم وبه كان يُكنى، وعاش أياماً يسيرة، والطاهر والطيب.

وقيل: ولدت له عبدالله في الإسلام فلقب بالطاهر والطيب. أما إبراهيم فولد بالمدينة وعاش عامين غير شهرين ومات قبله <!--<!-- بثلاثة أشهر.

بناته <!--<!--: زينب وهي أكبر بناته، وتزوجها أبو العاص بن الربيع وهو ابن خالتها، ورقية تزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه، وفاطمة تزوجها علي بن أبي طالب <!--<!-- فأنجبت له الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأم كلثوم تزوجها عثمان بن عفان <!--<!-- بعد رقية رضي الله عنهن جميعاً. قال النووي: فالبنات أربع بلا خلاف. والبنون ثلاثة على الصحيح.

مبعثه <!--<!--: بعث <!--<!-- لأربعين سنة، فنزل عليه الملك بحراء يوم الاثنين لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان، وكان إذا نزل عليه الوحي اشتد ذلك عليه وتغيّر وجهه وعرق جبينه.

فلما نزل عليه الملك قال له: اقرأ.. قال: لست بقارئ، فغطاه الملك حتى بلغ منه الجهد، ثم قال له: اقرأ.. فقال: لست بقارئ ثلاثاً. ثم قال: <!--<!--اقْرأْ بِاسْمِ رَبّكَ الَّذي خَلَقَ، خَلَقَ الإنسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ ورَبُّكَ الأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الإنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ <!--<!-- [العلق:1-5]. فرجع رسول الله <!--<!--إلى خديجة رضي الله عنها يرتجف، فأخبرها بما حدث له، فثبتته وقالت: أبشر، وكلا والله لا يخزيك أبداً، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحملُّ الكَلَّ، وتعين على نوائب الدهر.

ثم فتر الوحي، فمكث رسول الله <!--<!-- ما شاء الله أن يمكث لا يرى شيئاً، فاغتم لذلك واشتاق إلى نزول الوحي، ثم تبدى له الملك بين السماء والأرض على كرسيّ، وثبته، وبشره بأنه رسول الله حقاً، فلما رآه رسول الله <!--<!-- خاف منه وذهب إلى خديجة وقال: زملوني.. دثروني، فأنزل الله عليه: <!--<!-- يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، قُمْ فَأَنذِرْ، وَرَبَّكَ فَكَبِّر، وَثِيَابَكَ فَطَهِّر <!--<!-- [المدثر:1-4]. فأمر الله تعالى في هذه الآيات أن ينذر قومه، ويدعوهم إلى الله، فشمَّر <!--<!-- عن ساق التكليف، وقام في طاعة الله أتم قيام، يدعو إلى الله تعالى الكبير والصغير، والحر والعبد، والرجال والنساء، والأسود والأحمر، فاستجاب له عباد الله من كل قبيلة ممن أراد الله تعالى فوزهم ونجاتهم في الدنيا والآخرة، فدخلوا في الإسلام على نور وبصيرة، فأخذهم سفهاء مكة بالأذى والعقوبة، وصان الله رسوله وحماه بعمه أبي طالب، فقد كان شريفاً مطاعاً فيهم، نبيلاً بينهم، لا يتجاسرون على مفاجأته بشيء في أمر رسول الله <!--<!-- لما يعلمون من محبته له.

قال ابن الجوزي: وبقي ثلاث سنين يتستر بالنبوة، ثم نزل عليه: <!--<!-- فاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَر <!--<!-- [الحجر:94]. فأعلن الدعاء. فلما نزل قوله تعالى: <!--<!-- وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ <!--<!-- [الشعراء:214]، خرج رسول الله <!--<!-- حتى صعد الصفا فهتف ( يا صباحاه! ) فقالوا: من هذا الذي يهتف؟ قالوا: محمد! فاجتمعوا إليه فقال: ( أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقي؟ قالوا ما جربنا عليك كذباً. قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد. فقال أبو لهب: تباً لك، أما جمعتنا إلا لهذا؟ ثم قام، فنزل قوله تعالى: <!--<!-- تَبَّتْ يَدَا أبِي لَهَبٍ وَتَبْ <!--<!-- إلى آخر السورة. [متفق عليه].

صبره <!--<!-- على الأذى: ولقي <!--<!-- الشدائد من قومه وهو صابر محتسب، وأمر أصحابه أن يخرجوا إلى أرض الحبشة فرارا من الظلم والاضطهاد فخرجوا.

قال ابن إسحاق: فلما مات أبو طالب نالت قريش من رسول الله <!--<!-- من الأذى ما لم تطمع فيه حياته، وروى أبو نعيم عن أبي هريرة <!--<!-- قال:{ لما مات أبو طالب تجهَّموا رسول الله <!--<!-- فقال: يا عم ما أسرع ما وجدت فقدك }.

وفي الصحيحين: أنه <!--<!-- كان يصلي، وسلا جزورٍ قريب منه، فأخذه عقبة بن أبي معيط، فألقاه على ظهره، فلم يزل ساجداً، حتى جاءت فاطمة فألقنه عن ظهره، فقال حينئذ{ اللهم عليك بالملأ من قريش }. وفي أفراد البخاري: أن عقبة بن أبي معيط أخذ يوماً بمنكبه <!--<!--، ولوى ثوبه في عنقه، فخنقه به خنقاً شديداً، فجاء أبو بكر فدفعه عنه وقال أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله؟

رحمته <!--<!-- بقومه: فلما اشتد الأذى على رسول الله <!--<!-- بعد وفاة أبي طالب وخديجة رضي الله عنها، خرج رسول الله <!--<!-- إلى الطائف فدعا قبائل ثقيف إلى الإسلام، فلم يجد منهم إلا العناد والسخرية والأذى، ورموه بالحجارة حتى أدموا عقبيه، فقرر <!--<!-- الرجوع إلى مكة. قال <!--<!--: {انطلقت – يعني من الطائف – وأنا مهموم على وجهي، فلم استفق إلا وأنا بقرن الثعالب – ميقات أهل نجد – فرفعت رأسي فإذا سحابة قد أظلتني، فنظرت، فإذا فيها جبريل عليه السلام، فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردّوا عليك، وقد أرسل لك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، ثم ناداني ملك الجبال، قد بعثني إليك ربك لتأمرني بما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين – جبلان بمكة – فقال رسول الله <!--<!--: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً } [متفق عليه].

وكان رسول الله <!--<!-- يخرج في كل موسم، فيعرض نفسه على القبائل ويقول{ من يؤويني؟ من ينصرني؟ فإن قريشاً قد منعوني أن أبلغ كلام ربي}.

ثم أن رسول الله <!--<!-- لقي عند العقبة في الموسم ستة نفر فدعاهم فأسلموا، ثم رجعوا إلى المدينة فدعوا قومهم، حتى فشا الإسلام فيهم، ثم كانت بيعة العقبة الأولى والثانية، وكانت سراً، فلما تمت أمر رسول الله <!--<!-- من كان معه من المسلمين بالهجرة إلى المدينة، فخرجوا أرسالاً.

هجرته <!--<!-- إلى المدينة: ثم خرج رسول الله <!--<!-- هو وأبو بكر إلى المدينة فتوجه إلى غار ثور، فأقاما فيه ثلاثاً، وعني أمرهم على قريش، ثم دخل المدينة فتلقاه أهلها بالرحب والسعة، فبنى فيها مسجده ومنزله.

غزواته <!--<!--: عن ابن عباس <!--<!-- قال: لما خرج رسول الله <!--<!-- 

  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 437 مشاهدة

 

---------------------------------------فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم  

الحمد لله الذي أوجب لرسوله حقوقاً هي من لوازم الإيمان، وفضَّله وخصَّه بخصائص لا يشاركه فيها ملك ولا إنسان.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له المتفرد بالوحدانية والكبرياء والسلطان، الذي له كل اسم حسن ووصف جميل وهو الرحيم الرحمن، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المبعوث إلى الإنس والجان، اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى آله وعلى أصحابه والتابعين لهم بإحسان.

أخي المسلم.. أختي المسلمة

أحيكم بتحية أهل الجنة...

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:

فهذه الرسالة الرابعة من رسائل ( سلسلة الدين النصيحة ).

يأتي صدورها في وقت غفل كثير من المسلمين عن معرفة حقوق المصطفى <!--<!--، ومن هذه الحقوق الصلاة والسلام عليه وآله وصحبه.

قال الإمام ابن القيم رحمه الله:

ومن ثمرة الصلاة عليه <!--<!--:

أن الصلاة عليه <!--<!-- أداءٌ لأقل القليل من حقّه، وشُكرٌ له على نعمته التي أنعم الله بها علينا، مع أن الذي يستحقه من ذلك لا يُحصى علماً ولا قدرة ولا إرادة، ولكن الله سبحانه لكرمه رضي من عباده باليسير من شُكرِه أداءُ حَقِه.

وقبل البدء في هذا الموضوع فهذه نبذة مختصرة من السيرة العطرة للرسول <!--<!--.

هو خير أهل الأرض نسباً على الإطلاق، فلنسبه من الشرف أعلى ذروة، وأعداءه كانوا يشهدون له بذلك، ولهذا شهد له به عدوه إذ ذاك أبو سفيان بين يدي ملك الروم.

فهو محمد بن عبدالله، بن عبد المطلب، بن هاشم، بن عبد مناف، بن قصي، بن كلاب، بن مرة، بن كعب، بن لؤي، بن غالب، بن فهر، بن مالك، بن النضر، بن كنعان، بن خزيمة، بن مدركه، بن إلياس، بن مضر، بن نزار، بن معد، ابن عدنان.

ولد في جوف مكة عام الفيل وتوفي والده وهو حَملٌ، وماتت أمه آمنة بنت وهب بين مكة والمدينة ( الأبواء ) ولم يستكمل سبع سنين، وكفله جده عبدالمطلب ثم توفي ولرسول الله <!--<!-- ثمان سنين وقيل غير ذلك.

ثم كفله عمه أبو طالب.. فلما بلغ خمساً وعشرين سنة، خرج إلى الشام في تجارة... فتزوج عقب رجوعه بخديجة بنت خويلد وهي أول امرأة تزوجها... فلما كمل له أربعون، أشرق عليه نور النبوة، وأكرمه الله تعالى برسالته، وبعثه إلى خلقه، واختصه بكرامته، وجعله أمينه بينه وبين عباده، ولا خلاف أن مبعثه <!--<!-- كان يوم الإثنين لثمانٍ مضين من ربيع الأول، سنة إحدى وأربعين من عام الفيل على قول الأكثر.

وأقام <!--<!-- بعد ذلك ثلاث سنين يدعو إلى الله سبحانه وتعالى مستخفياً، ثم بعد ذلك أعلن بالدعوة، وجاهره قومه بالعداوة، واشتد الذى عليه وعلى المسلمين، حتى أذن الله لهم بالهجرتين.

فقد عانى وتحمل رسول الله <!--<!-- في تبليغ رسالة ربه وإيصالها إلى الناس بالمشقة والعناء الذي لا يكاد يوصف، فقد اتُّهم بالجنون والسحر، والكذب، والشعر...الخ.

وكذلك فقد أوذي في جسده الشريف الطاهر فقد شُجَّ جبينه، وكسرت رباعيته، وأُدميت كعبيه، ووضع سلى الجزور - ما يخرج من الناقة بعد الولادة - على ظهره وهو ساجد يصلي، وقد أُتُّهم بعرضه، ولم يكتفوا بذلك بل طردوه من بلده مكة، وعُذب أصحابه رضي الله عنهم وأتاه الأذى من أقرب الناس إليه، صبر واحتسب أجره على الله وبلَّغ رسالة ربه إلى الثقلين وجاهد في الله، وعلَّم الناس الخير حتى أتاه اليقين، فجزاه الله خير ما جزى نبي عن أمته.

معنى الصلاة على النبي <!--<!--

صلاة الله على نبيه <!--<!--: قيل: ثناؤه عليه عند ملائكته، وقيل رحمته له، وقيل تعظيمه له، عليه الصلاة والسلام.

ومعنى صلاة الملائكة عليه: الدعاء له بالبركة. وقيل معناها رقة واستدعاء للرحمة من الله.

ومن الناس: الدعاء، فمعناه اللهم عظم محمداً في الدنيا بإعلاء ذكره وإظهار دعوته وإبقاء شريعته، وفي الآخرة بتشفيعه في أمته وإجزال أجره ومثوبته، وإظهار فضله للأولين والآخرين بالمقام المحمود، وتقديمه على جميع المقربين وأهل الشهود.

من البخيل؟؟

عن علي <!--<!-- قال: قال رسول الله <!--<!--: { البَخيِلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ، فَلَم يُصَلِّ عَلَيَّ } [رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح].

صلاتنا تبلغ النبي <!--<!-- حيث كنا

عن أبي هريرة <!--<!-- قال: قال رسول الله <!--<!--:{ لاَ تَجعَلُوا قَبري عيداً، وصَلُّوا عَلَيَّ، فَإنَّ صَلاَتَكُم تَبلُغُنِي حَيثُ كُنتُم } [رواه أبو داود بإسناد صحيح].

أفضل الأيام يوم الجمعة

وعن أوس بن أوس <!--<!-- قال: قال رسولُ الله <!--<!--: { إنَّ مِن أفضَلِ أيَّامِكُم الجُمُعَة، فَأكثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلاة فيه، فَإنَّ صَلاَتَكُم مَعرُوضَةٌ عَلَي }. قال: قالوا: يا رسول الله وكَيفَ تُعرَضُ صَلاَتُنَا عَلَيكَ وَقد أرَمتَ - صرت رميماً؟ قال: يقولُ بَلِيت، قال:{ إنَّ الله حَرَّمَ عَلَى الأرضِ أجسَادَ الأنبِيَاءِ } [رواه أبو داود بإسناد صحيح].

صفة الصلاة عليه <!--<!--

عن أبي حميد الساعدي <!--<!-- قال: قالوا: يا رسول الله كيف نصلي عليك؟ قال{ قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمِّد، وَعَلَى أزوَاجه وَذُرِّيَّته كَمَا صَلَّيت عَلَى آل إبرَاهيم، وبارك عَلَى مُحَمَّد، وعَلَى أزوَاجِهِ وَذِّريتِه، كَمَا بَارَكتَ عَلَى آلِ إبرَراهِيم إنَّكَ حَميِد مجيدِّ } [متفق عليه].

حلول الشفاعة يوم القيامة لمن صلى على النبي <!--<!-- بعد الآذان وسأل له الوسيلة

وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي اللهُ عنهما أنه سمع رسول الله <!--<!-- يقول:{ إذَا سَمِعتُمُ المُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثلَ مَايَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإنَّه مَن صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى الله عَلَيه بهَا عَشْراً، ثُمَّ سَلُوا الله لِيَ الوَسِيلةَ، فَإنَّهَا مَنْزلَة في الْجَنَّةِ لاَ تَنْبَغي إلاَّ لِعَبدٍ مِنْ عِبَادِ الله وَأرْجُو أنْ أكُونَ أنَا هُوَ، فَمَنْ سَألَ لِيَ الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَة } [رواه مسلم].

مواضع يجب أو يُستحب الصلاة فيها على النبي <!--<!--

1 -   الصلاة عليه في آخر التشهد.

2 -   الصلاة عليه في التشهد الأول.

3 -   الصلاة عليه في آخر القنوت.

4 -   الصلاة عليه في صلاة الجنازة بعد التكبيرة الثانية.

5 -   الصلاة عليه في الخطب والعيدين والاستسقاء.. الخ.

6 -   الصلاة عليه بعد إجابة المؤذن وعند الإقامة.

7 -   الصلاة عليه عند الدعاء.

8 -   الصلاة عليه عند دخول المسجد والخروج منه.

9 -   الصلاة عليه على الصفا والمروة.

10 - الصلاة عليه عند الاجتماع في المجلس وقبل التفرق.

11 - الصلاة عليه عند ذكره.

12 - الصلاة عليه حال الوقوف عند قبره.

13 - الصلاة عليه عند قيام الرجل من نوم الليل.

14 - الصلاة عليه يوم الجمعة وليلتها.

15 - الصلاة عليه عند الهم والشدائد وطلب المغفرة.

16 - الصلاة عليه عند كتابة اسمه.

17 - الصلاة عليه عند إلقاء الدروس والتعليم والتذكير.

18 - الصلاة عليه في كل موطن يُجتمع فيه لذكر الله.

وهناك مواطن أخرى ذكرها ابن القيم في كتابه القيم ( جلاء الأفهام ). راجع هذا الكتاب للإستزادة.

الفوائد والثمرات الحاصلة بالصلاة عليه <!--<!--

1 -   امتثال أمر الله سبحانه وتعالى.

2 -   موافقته سبحانه في الصلاة عليه <!--<!-- وإن اختلفت الصلاتان، فصلاتنا عليه دعاء وسؤال، وصلاة الله عليه ثناءٌ وتشريف.

3 -   موافقته الملائكة فيها.

4 -   حصول عشر صلوات من الله على المصلى مرة.

5 -   أن يرفع له عشر حسنات.

6 -   أن يكتب له عشر درجات.

7 -   أن يمحي عنه عشر سيئات.

8 -   أنها سبب لشفاعته <!--<!-- إذا قرنها بسؤال الوسيلة له.

9 -   سبب لغفران الذنوب.

10 - سبب لصلاة الله على المصلي، وصلاة ملائكته عليه.

11 - زكاة للمصلي مطهرة له.

12 - سبب لرد النبي <!--<!-- الصلاة والسلام على المصلي.

13 - تنفي عن العبد اسم البخل إذا صلّى عليه عند ذكره <!--<!--.

14 - نجاته من الدعاء عليه برغم الأنف إذا تركها عند ذكره <!--<!--.

15 - أداء لأقل القليل من حقه وشكره له على نعمته التي أنعم الله تعالى بها علينا.

16 - متضمنة ذكر الله وشكره، ومعرفة إنعامه على عبيده بإرساله.

وختاماً فليس المقصود من هذه الرسالة ترديد ألفاظ الصلاة والسلام على النبي <!--<!-- وإنما الأمر الواجب على كل مسلم ومسلمة المتابعة له في كل أعماله وأقواله وعدم الابتداع فيه، ذلك أن المتابعة له شرط لقبول العمل وإن من محبة الله عز وجل اتباع سنة نبيه <!--<!-- كما قال تعالى على لسان النبي <!--<!--: <!--<!-- قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فاَتَّبِعُونِي يُحبِبكُمُ اللهُ وَيَغْفِر لَكُم ذُنُوبَكُم وَاللهُ غَفَورٌ رَّحِيمٌ <!--<!-- [آل عمران:31]

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

<!--<!--

 

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 1481 مشاهدة

 

-----------------------------------------إلى جنة عدن

 

جنة عدن ، وما أدراك ما جنة عدن ، دار كرامة اولياء ، ومنزل الأبرار منهم .:

ما بالك يا أخي بدار بناها الله ، وبستان غرسه الله ، وبنعيم أعده الله لمن اطاعه وما عصاه .

ولا يشفي صدرك يا أخي ، بالحديث عنها سوى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسمع إليه وهو يقول كما روى ذلك الطبراني بسند جيد ( خلق الله جنة عدن بيده لبنة من درة بيضاء ، ولبنة من ياقوتة حمراء ، ولبنة من زبرجدة خضراء ، وملاطها المسك ، وحشيشها الزعفران ، حصباؤها اللؤلؤ ، ترابها العنبر ، ثم قال لها انطلقي ، قالت : ( قد افلح المؤمنون ).

 

في الخيام

 

في الجنة خيام قطعاً لقول الله تعالى { حور مقصورات في الخيام } ولكن ما نوع هذه الخيام ، وما شكلها ؟ وما هي مادة تكوينها ، وما مدى حسنها وجمالها .

وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم خيمة منها فقال ( إن للمؤمن في الجنة لخيمة من الؤلؤة مجوفة ، طولها في السماء ستون ميلاً ، وعرضها ستون ميلاً للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضاً ) .

 

من الخيام إلى السوق

 

سبحان الله هل في الجنة أسواق ! وكيف لا ! والله تعالى يقول { ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون } فليس من المستغرب إذاً أن تتوق نفس أحدهم في الجنة إلى دخول سوق من الأسواق وخاصة التجار المؤمنين الذين كانوا يربحون في أسواق الدنيا ويربحون ، فيطلب ذلك ويدعيه ، فيخلق الله تعالى لهم أسواقاً يغشونها إتماماً للانعام في دار النعيم وهذا مسلم يخرج لنا حديث السوق في الجنة فيقول : إن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن في الجنة سوقاً يأتونها كل جمعة فتهب ريح الشمال فتحثوا في وجوههم وثيابهم فيزدادون حسناً وجمالاً فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسناً وجمالاً ، فتقول لهم أهلوهم ؛ والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً ، فيقولون ، وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً ).

بين الأنهار والأشجار

 

هات يدك – أخي القارئ – نتجول قليلاً بين أنهار الجنة وأشجارها ، ونمتع النفس ساعة في ذلك النعيم المقيم هيا بنا إلى الأنهار الأربعة التي هي أصل كل نهر في الجنة ، التي هي نهر الماء ، ونهر اللبن ، ونهر الخمر ، ونهر العسل كما أخبرنا بذلك ربنا جل جلاله في قوله من سورة محمد صلى الله عليه وسلم { مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن ، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه ، وأنهار من خمر لذة للشاربين ، وأنهار من عسل مصفى } .

وإلى الكوثر يا أخي ، إلى حوض النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأمته فإنه من أعظم أنهار الجنة وأحسنها . فقد حدث عنه مرة صلى الله عليه وسلم كما روى ذلك البخاري فقال ( بينما أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف ، فقلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال هو الكوثر الذي أعطاك ربك . قال فضرب الملك بيده فإذا طينة مسك أذفر ).

وقال مرة أخرى في رواية الترمذي : ( الكوثر في الجنة حافتاه من ذهب ومجراه الدر والياقوت ، تربته أطيب من المسك ،وماؤه أحلى من العسل ،وأبيض من الثلج ) .

هذه هي الأنهار قد وقفنا عليها ، وروينا النفس بالحديث عنها ، فهيا بنا إلى الأشجار وثمارها . وليرو لنا أمام الحديث البخاري طرفاً منها فلنستمع إليه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام ) لا يقطعها ؛ إن شئتم فاقرأوا { ظل ممدود ، وماء مسكوب } .

ويحدث ابن عباس رضي الله عنهما عن هذا الظل الممدود فيقول : شجرة في الجنة على ساق قدر ما يسير الراكب في ظلها مائة عام في كل نواحيها ، فيخرج أهل الجنة ، أهل الغرف وغيرهم فيتحدثون في ظلها ، فيشتهي بعضهم ويذكر لهو الدنيا ، فيرسل الله تعالى ريحاً من الجنة فتحرك تلك الشجرة بكل لهو كان في الدنيا روى هذا الترمذي وحسنه ، وروى الحاكم وصححه قوله : نخلة الجنة جذعها من زمرد أخضر وكربها ذهب أحمر ، وسعفها كسوة لأهل الجنة . منها مقطعاتهم , وحللهم ، وثمرها أمثال القلال والدلاء ، أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل ، وألين من الزبدة ليس فيها عجم .

 

إلى مطاعم الجنة

 

وهل في الجنة مطاعم ؟

نعم فيها مطاعم ومشارب ، ولا ينبئك مثل القرآن واسمع إليه يحدثك ويصف لك من ذلك الكثير . ففي سورة الإنسان يقول : { ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قوارير ، قوارير من فضة قدروها تقديراً ، ويسقون فيها كأساً كان مزاجها زنجبيلاً ، عيناً فيها تسمي سلسبيلاً } وفي سورة الزمر يقول قال الله تعالى { يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين ، ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون ، يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين ، وأنتم فيها خالدون } .

وفي سورة الواقعة يقول { يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يصدعون عنها ولا ينزفون ،وفاكهة مما يتخيرون ،ولحم طير مما يشتهون}

ويتحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أهل الجنة في أكلهم وشربهم ، واصفاً لهم فيقول ( أهل الجنة يأكلون ويشربون ولا يتمخطون ولا يتغوطون ولا يبولون طعامهم ذلك جشاء كريح المسك ، يلهمون التسبيح والتكبير كما يلهمون النفس ) ويقول صلى الله عليه وسلم ( إن أسفل أهل الجنة أجمعين من يقوم على رأسه عشرة آلاف خادم مع كل خادم صحفتان ، واحدة من فضة ، وواحدة من ذهب . في كل صحفة لون ليس في الأخرى مثلها ، يأكل من آخره كما يأكل من أوله ، يجد لآخره من اللذة والطعم ما لا يجد لأوله ، ثم يكون بعد ذلك رشح مسك وجشاء ، لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتمخطون ) .

 

الحلي والحلل

 

هل تريد أخي القارئ – أن تعرف شيئاً عن حلي أهل الجنة وحللهم ؟ فأتركك للقرآن الكريم يصف لك طرفاً من ذلك فاسمع إليه في سورة الكهف يقول { أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثياباً خضراً من سندس واستبرق متكئين فيها على الأرائك } وفي سورة الإنسان يقول { عاليهم ثياب سندس خضر واستبرق وحلوا أساور من فضة } وفي الحج يقول عنهم { إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير } .

أما الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه يصف ذلك النعيم العظيم فيقول : ( من يدخل الجنة ينعم ولا يبأس ، لا تبلى ثيابه ، ولا يفنى شبابه ، في الجنة مالا عين رأت ، ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ) ويقول ( ما منكم من أحد يدخل الجنة إلا انطلق به إلى طوبى فتفتح له أكمامها فيأخذ من أي ذلك شاء ،إن شاء أبيض وإن شاء أحمر، وإن شاء أخضر وإن شاء أصفر ، وإن شاء أسود مثل شقائق النعمان وأرق وأحسن).  

 

السرر والأرائك

 

إن نعيم جنات دار النعيم يعظم – يا أخي – على الوصف ويقصر دونه الضبط والحصر ، وكيف يحصر مالا يفني ولا يبيد ، وكيف يوصف مالا يدرك كنهه ولا يعرف أوله ولا آخره .

قرأ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قول الله تعالى { متكئين على فرش بطائنها من استبرق } وقال : لقد أخبرتم بالبطائن فكيف بالظواهر ؟ .

وقيل في قوله تعالى : { وفرش مرفوعة } : لو طرح فراش من أعلاها لهوى إلى قرارها مائة خريف .

لنترك – يا أخي القارئ – الكلمة للقرآن الكريم يحدثنا عن أسرة القوم وأرائكهم ، فمن سورة الواقعة يقول : { والسابقون السابقون أولئك المقربون في جنات النعيم ثلة من الأولين وقليل من الآخرين على سرر موضونة متكئين عليها متقابلين } ومن سورة الرحمن يقول { متكئين على فرش بطائنها من استبرق } ويقول { متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً } ومن سورة الغاشية يقول { وجوه يومئذ ناعمة لسعيها راضية في جنة عالية لا تسمع فيها لا غية فيها عين جارية فيها سرر مرفوعة وأكواب موضوعة ، ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة } .  

 

مع الحور العين

 

إليك يا أخي كلمات قليلة من القرآن تتحدث عن نساء دار السلام جعلني الله وإياك من سكانها فاصغ إليها في إجلال وخشوع { إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكاراً عرباً أترابا لأصحاب اليمين } { فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان } { وعندهم قاصرات الطرف أتراب هذا ما توعدون ليوم الحساب } { إن للمتقين مفازاً حدائق وأعنابا وكواعب أترابا وكأساً دهاقاً } .

وبعد فإلى الرسول صلى الله عليه وسلم يحدثنا عن هذا النعيم المقيم ويكشف لنا الستار عن بعض هؤلاء الحور لنزداد مقة وعشقاً ولنستحث الخطى إلى الوصول إلى العيش بجانبهن ، حدث مرة رسول الله قال ( لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ولقاب قوس أحدكم أو موضع سوطه من الجنة خير من الدنيا وما فيها ، ولو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنة إلى الأرض لملأت ما بينهما ريحاً ولأضاءت ما بينهما ، ولنصفيها على رأسها خير من الدنيا وما فيها ) .

وقال مرة ( إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر والتي تليها على ضوء كوكب دري في السماء ، ولكل امرئ منهم زوجتان يرى مخ ساقها من وراء اللحم وما في الجنة أعزب ) .

ويقول : ( لو أن امرأة من نساء أهل الجنة أشرقت لملأت الأرض ريح مسك ولذهب ضوء الشمس والقمر ) .

 

شيء من الغناء والطرب

 

تعال يا أخي نطرب ساعة قبل يوم الساعة يروي الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله ( إن في الجنة لمجتمعاً لحور العين يرفعن بأصوات لم يسمع الخلائق بمثلها يقلن : ( نحن الخالدات فلا نبيد ) و ( نحن الناعمات فلا نبأس ) و ( نحن الراضيات فلا نسخط ) ( وطوبى لمن كان لنا وكنا له ) وإليك أخي القارئ مجتمعاً آخر لحور العين يا له من مجتمع عجيب !! دونك النهر على حافتيه صفوف الحور العين يغنين بأصوات يسمعها الخلائق حتى ما يرون في الجنة لذة مثلها ) وقيل لأبي هريرة وما ذاك الغناء فقال ( إن شاء الله التسبيح والتحميد والتقديس والثناء على الرب عز وجل ) .

 

خيل في الجنة

 

إلى عشاق الخيل والمولعين بركوبها وامتطاء صهواتها نعيماً آخر تلذونه وتسعدون به إنه يوجد لكم خيول في الجنة من الياقوت الأحمر لها أجنحة تطير بكم حيث شئتم قال عبد الرحمن بن ساعدة رضي الله عنه كنت رجلاً أحب الخيل فقلت يا رسول الله هل في الجنة خيل ؟ فقال ( إن أدخلك الله يا عبد الرحمن ، كان لك فيها فرس من الياقوت له جناحان تطير بك حيث شئت ) وقال فداه أبي وأمي صلى الله عليه وسلم ( إن<!-- في الجنة لشجراً يخرج من أعلاها حلل ومن أسفلها خيل من ذهب مسرجة ملجمة من در وياقوت لا تروث ولا تبول لها أجنحة خطوها مد البصر تركبها أهل الجنة فتطير بهم حيث شاءوا فيقول الذين أسفل منهم درجة ، يا رب بم بلغ عبادك هذه الكرامة كلها ، فيقال لهم كانوا يصلون بالليل وكنتم تنامون وكانوا يصومون وكنتم تأكلون وكانوا ينفقون وكنتم تبخلون وكانوا يقاتلون وكنتم تجبنون ) .

 

معهم في تزوارهم

 

إذا كان لأهل الجنة ما تشتهي أنفسهم فيها ولهم فيها . ما يدعون فأي شيء أشهى على النفس من زيارة إخوان كان يربط بينهم في الدنيا حب الله والسير في الطريق إليه .

وعليه فهل تحصل زيارات في الجنة يسرون بها وينعمون على تفاوتهم في الدرجات ، وارتفاع المنازل ، وعلوا المقامات ؟ نعم يا أخي القارئ الكريم ولم لا يكون لهم ذلك وكيف لا وقد علمت أن لهم فيها ما تشتهي أنفسهم وما يدعون ولنسمع إلى البزار رحمة الله تعالى يروي لنا في ذلك الحديث النبوي التالي : ( إذا دخل أهل الجنة فيشتاق الإخوان بعضهم إلى بعض فيسير سرير هذا إلى سرير هذا ، وسرير هذا إلى سرير هذا حتى يجتمعا جميعاً فيتكئ هذا ، فيقول أحدهما لصاحبه : أتعلم متى غفر الله لنا ؟فيقول صاحبه :نعم ،يوم كنا في موضع كذا وكذا فدعونا الله تعالى فغفر لنا ).

أما أبو هريرة رضي الله عنه فيروي لنا ويقول : إن أهل الجنة ليزاورون على العيس الجون ، عليها رجال الميس يثير مناسمها غبار المسك ، خطام أو زمام أحدهما من الدنيا وما فيها .

 

<!--[if !supportFootnotes]-->

 


<!--[endif]-->

<!-- - تنبيه : جميع أحاديث هذه الرسالة خرجها المنذري في الترغيب وما فيها حديث غير مقبول قط  

 

  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 611 مشاهدة
نشرت فى 24 يونيو 2011 بواسطة TAHAGIBBA

 

كتاب الجمعة.

إيجاب الجمعة.

 - أخبرنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي قال حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة وابن طاووس عن أبيه عن أبي هريرة قال:

-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن الآخرون السابقون بيد أنهم أتو الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم وهذا اليوم الذي كتب الله عز وجل عليهم فاختلفوا فيه فهدانا الله عز وجل له يعني يوم الجمعة فالناس لنا فيه تبع اليهود غدا والنصارى بعد غد.

 - أخبرنا واصل بن عبد الأعلى قال حدثنا ابن فضيل عن أبي مالك الأشجعي عن أبي حازم عن أبي هريرة وعن ربعي بن حراش عن حذيفة قالا:

-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أضل الله عز وجل عن الجمعة من كان قبلنا فكان لليهود يوم السبت وكان للنصارى يوم الأحد فجاء الله عز وجل بنا فهدانا ليوم الجمعة فجعل الجمعة والسبت والأحد وكذلك هم لنا تبع يوم القيامة ونحن الآخرون من أهل الدنيا والأولون يوم القيامة المقضي لهم قبل الخلائق.

باب التشديد في التخلف عن الجمعة.

 - أخبرنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا يحيى بن سعيد عن محمد بن عمرو عن عبيدة ابن سفيان الحضرمي عن أبي الجعد الضمري وكانت له صحبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

-من ترك ثلاث جمع تهاونا بها طبع الله على قلبه.

- أخبرنا محمد بن معمر قال حدثنا حبان قال حدثنا أبان قال حدثنا يحيى بن أبي كثير عن الحضرمي بن لاحق عن زيد عن أبي سلام قال:

-وهو على أعواد منبره لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم وليكونن من الغافلين.

- أخبرني محمود بن غيلان قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثني المفضل بن فضالة عن عياش بن عباس عن بكير بن الأشج عن نافع عن ابن عمر عن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

-رواح الجمعة واجب على كل محتلم.

باب كفارة من ترك الجمعة من غير عذر.

 - أخبرنا أحمد بن سليمان قال حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا همام عن قتادة عن قدامة بن وبرة عن سمرة بن جندب قال:

-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ترك الجمعة من غير عذر فليتصدق بدينار فإن لم يجد فبنصف دينار.

باب ذكر فضل يوم الجمعة.

 - أخبرنا سويد بن نصر قال أنبأنا عبد الله عن يونس عن الزهري قال حدثنا عبد الرحمن الأعرج أنه سمع أبا هريرة يقول:

-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم عليه السلام وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها.

إكثار الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة.

 - أخبرنا اسحق بن منصور قال حدثنا حسين الجعفي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

-إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم عليه السلام وفيه قبض النفخة وفيه الصعقة فأكثروا علي الصلاة فإن صلاتكم معروضة علي قالوا يا رسول الله وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت أي يقولون قد بليت قال إن الله عز وجل قد حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء عليهم السلام.

باب الأمر بالسواك يوم الجمعة.

 -أخبرنا محمد بن سلمة قال حدثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث أن سعيد بن أبي هلال وبكير بن الأشج حدثاه عن أبي بكر بن المنكدر عن عمرو بن سليم عن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

-الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم والسواك ويمس من الطيبب ما قدر عليه إلا أن بكيرا لم يذكر عبد الرحمن وق في الطيب ولو من طيب المرأة.

باب الأمر بالغسل يوم الجمعة.

 - أخبرنا قتيبة عن مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

-إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل.

باب إيجاب الغسل يوم الجمعة.

 - أخبرنا قتيبة عن مالك عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري:

-أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم.

 - أخبرنا حميد بن مسعدة قال حدثنا بشر قال حدثنا داود بن أبي هند عن أبي الزبير. عن جابر قال:

-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ى كل جل مسلم في كل سبعة أيام أيان غسل يوم وهو يوم الجمعة.

باب الرخصة في ترك الغسل يوم الجمعة.

 - أخبرنا محمود بن خالد عن الوليد قال حدثنا عبد الله بن العلاء أنه سمع القاسم بن محمد ابن أبي بكر أنهم ذكروا غسل يوم الجمعة عند عائشة فقالت:

-إنما كان الناس يسكنون العالية فيحضرون الجمعة وبهم وسخ فإذا أصابهم الروح سطعت أرواحهم فيتأذى بها الناس فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا أولا يغتسلون.

 - أخبرنا أبو الأشعث عن يزيد بن زريع قال حدثنا شعبة عن قتادة عن الحسن عن سمرة قال:

-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من توضأ بوم الجمعة فبها ونعمت ومن اغتسل فالغسل أفضل قال أبو عبد الرحمن الحسن عن سمرة كتابا ولم يسمع الحسن من سمرة إلا حديث العقيقة والله تعإلى أعلم.

فضل غسل يوم الجمعة.

 - أخبرنا عمرو بن منصور وهارون بن محمد بن بكار بن بلال واللفظ له قالا حدثنا أبو مسهر قال حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن يحيى بن الحرث عن أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

-من غسل واغتسل وغدا وابتكر ودنا من الإمام ولم يلغ كان له بكل خطوة عمل سنة صيامها وقيامها.

باب الهيأة للجمعة.

 - أخبرنا قتيبة عن مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر:

-أن عمر بن الخطاب رأى حلة فقال يا رسول الله لو اشتريت هذه فلبستها يوم الجمعة وللوفد إذا قدموا عليك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما يلبس هذه من لا خلاق له في الآخرة ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلها فأعطى عمر منها حلة فقال عمر يا رسول الله كسوتنيها وقد قلت في حلة عطارد ما قلت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أكسكها لتلبسها فكساها عمر أخا له مشركا بمكة.

 - أخبرني هارون بن عبد الله قال حدثنا الحسن بن سوار قال حدثنا الليث قال حدثنا خالد عن سعيد عن أبي بكر بن المنكدر أن عمرو بن سليم أخبره عن عبد الرحمن ابن أبي سعيد عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

-إن الغسل يوم الجمعة على كل محتلم والسواك وأن يمس من الطيب ما يقدر عليه.

فضل المشي إلى الجمعة.

 - أخبرني عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير قال حدثنا الوليد عن عبد الرحمن بن يزيد ابن جابر أنه سمع أبا الأشعث حدثة أنه سمع أوس بن أوس صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اغتسل يوم الجمعة وغسل وغدا وابتكر ومشى ولم يركب ودنا من الإمام وأنصت ولم يلغ كان له بكل خطرة عمل سنة.

باب التبكير إلى الجمعة.

 - أخبرنا نصر بن علي بن نصر عن عبد الأعلى قال حدثنا معمر عن الزهري عن الأغر أبي عبد الله عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

-إذا كان يوم الجمعة قعدت الملائكة على أبواب المسجد فكتبوا من جاء إلى الجمعة فإذا خرج الإمام طوت الملائكة الصحف قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم المهجر إلى الجمعة كالمهدي بدنة ثم كالمهدي بقرة ثم كالنهدي شاة ثم كالمهدي بطة ثم كالمهدي دجاجة ثم كالمهدي بيضة.

 - أخبرنا محمد بن منصور قال حدثنا سفيان حدثنا الزهري عن سعيد عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم:

-إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الناس على منازلهم الأول فالأول فإذا خرج الإمام طويت الصحف واستمعوا الخطبة فالمهجر إلى الصلاة كالنهدي بدنة ثم الذي يليه كالمهدي بقرة ثم الذي يليه كالمهدي كبشا حتى ذكر الدجاجة والبيضة.

 - أخبرنا الربيع بن سليمان قال حدثنا شعيب ابن الليث قال أنبأنا الليث عن ابن عجلان عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

-تقعد الملائكة يوم الجمعة على أبواب المسجد يكتبون الناس على منازلهم فالناس فيه كرجل قدم بدنة وكرجل قدم بقرة وكرجل قدم شاة وكرجل قدم دجاجة وكرجل قدم عصفورا وكرجل قدم بيضة.

وقت الجمعة.

 - أخبرنا قتيبة عن مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

-من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر.

 - أخبرنا عمرو بن سواد بن الأسود بن عمرو والحرث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع واللفظ له عن ابن وهب عن عمرو بن الحرث عن الجلاح مولى عبد العزيز أن أبا سلمة بن عبد الرحمن حدثه عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

-يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة لا يوجد فيها عبد مسلم يسأل الله شيئا إلا آتاه إياه فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر.

- أخبرني هارون بن عيد الله قال حدثني يحيى بن آدم قال حدثنا حسن بن عياش قال حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال:

-كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة ثم نرجع فنريح نواضحنا قلت أية ساعة قال زوال الشمس.

 - أخبرنا شعيب بن يوسف قال أنبأنا عبد الرحمن عن يعلى بن الحرث قال سمعت اياس بن سلمة بن الأكوع يحدث عن أبيه قال:

-كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة ثم نرجع وليس للحيطان فيء يستظل به.

باب الأذان للجمعة.

 - أخبرنا محمد بن سلمة قال حدثنا ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب قال أخبرني السائب ابن يزيد:

-أن الأذان كان أول حين يجلس الإمام على المنبر يوم الجمعة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر فلما كان في خلافة عثمان وكثر الناس أمر عثمان يوم الجمعة بالأذان الثالث فأذن به على الزوراء فثبت الأمر على ذلك.

 - أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله قال حدثنا يعقوب قال حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب أن السائب بن يزيد أخبره:

-قال إنما أمر بالتأذين الثالث عثمان حين كثر أهل المدينة ولم يكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم غير مؤذن واحد وكان التأذين يوم الجمعة حين يجلس الإمام.

 - أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا المعتمر عن أبيه عن الزهري عن السائب بن يزيد قال:

-كان بلال يؤذن إذا جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يوم الجمعة فإذا نزل أقام ثم كان كذلك في زمن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.

باب الصلاة يوم الجمعة لمن جاء وقد خرج الإمام.

 - أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا خالد قال حدثنا شعبة عن عمرو بن دينار قال:

-سمعت جابر بن عبد الله صلى الله عليه وسلم قال إذا جاء أحدكم وقد خرج الإمام فليصل ركعتين قال شعبة يوم الجمعة.

مقام الإمام في الخطبة.

 - أخبرنا عمرو بن سواد بن الأسود قال أنبأنا ابن وهب قال ابن جريج أن أبا الزبير أخبره أنه سمع جابر بن عبد الله يقول:

-كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب يستند إلى جذع نخلة من سواري المسجد فلما صنع المنبر واستوى عليه اضطربت تلك السارية كحنين الناقة حتى نزل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعتنقها فسكتت.

قيام الإمام في الخطبة.

 - أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحكم قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن منصور عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن كعب بن عجرة قال:

-دخل المسجد وعبد الرحمن بن أم الحكم يخطب قاعدا فقال انظروا إلى هذا يخطب قاعدا وقد قال الله عز وجل {وإذا راوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما}.

باب الفضل في الدنو من الإمام.

 - أخبرنا محمود بن خالد قال حدثني عمر بن عبد الواحد قال سمعت يحيى بن الحارث يحدث عن أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس الثقفي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

-من غسل واغتسل وابتكر وغدا ودنا من الإمام وانصت ثم لم يلغ كان له بكل خطوة كأجر سنة صيامها وقيامها.

النهي عن تخطى رقاب الناس والإمام على المنبر يوم الجمعة.

 - أخبرنا وهب بن بيان قال أنبأنا ابن وهب قال سمعت معاوية بن صالح عن أبي الزهراية عن عبد الله بن بسر قال:

-كنت جالسا إلى جانبه يوم الجمعة فقال جاء رجل يتخطى رقاب الناس فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أي اجلس فقد آذيت.

باب الصلاة يوم الجمعة لمن جاء والإمام يخطب.

 - أخبرنا إبراهيم بن الحسن ويوسف بن سعيد واللفظ له قالا حدثنا عن ابن جريح قال أخبرني عمرو بن دينار:

-أنه سمع جابر بن عبد الله يقول جاء رجل والنبي صلى الله عليه وسلم على المنبر يوم الجمعة فقال له أركعت ركعتين قال لا قال فاركع.

باب الانصات للخطبة يوم الجمعة.

 - أخبرنا قتيبة قال حدثنا الليث عن عقيل عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

-من قال لصاحبه يوم الجمعة والإمام يخطب أنصت فقد لغا.

 - أخبرنا عبد الملك بن شعيب بن اليث بن سعد قال حدثني أبي عن جدي قال حدثني عقيل عن ابن شهاب عن عمر بن عبد العزيز عن عبد الله بن إبراهيم بن قارظ وعن سعيد بن المسيب أنهما حدثاه أن أبا هريرة قال:

-سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا قلت لصاحبك أنصت يوم الجمعة والإمام يخطب فقد لغوت.

باب فضل الانصات وترك اللغو يوم الجمعة.

 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال أنبأنا جرير عن منصور عن أبي معشر زياد بن كليب عن إبراهيم عن علقمة عن القرثع الضبي وكان من القراء الأولين عن سلمان قال:

-قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من رجل يتطهر يوم الجمعة كما أمر ثم يخرج من بيته حتى يأتي الجمعة وينصت حتى يقضى صلاته إلا كان كفارة لما قبله من الجمعة.

باب كيفية الخطبة.

 - أخبرنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة قال سمعت أبا إسحاق يحدث عن أبي عبيدة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

-علمنا خطبة الحاجة الحمد لله نستعينه ونستفغره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لاإله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ثم يقرأ ثلاث آيات {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا} {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا} قال أبو عبد الرحمن أبو عبيدة لم يسمع من أبيه شيئا ولا عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود ولا عبد الجبار بن وائل بن حجر.

باب حض الإمام في خطبته على الغسل يوم الجمعة.

 - أخبرنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن الحكم عن نافع عن ابن عمر قال:

-خطب رسول الله صلى اللهب عليه وسلم فقال إذا راح أحدكم إلى الجمعة فليغتسل.

 - أخبرنا محمد بن سلمة قال حدثنا ابن وهب عن إبراهيم بن نشيط:

-أنه سأل ابن شهاب عن الغسل يوم الجمعة فقال سنة وقد حدثني به سالم بن عبد الله عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلم بها على المنبر.

 - أخبرنا قتيبة قال حدثنا الليث عن ابن شهاب عن عبد الله ابن عبد الله عن عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:

-أنه قال وهو قائم على المنبر من جاء منكم الجمعة فليغتسل قال أبو عبد الرحمن ما أعلم أحدا تابع الليث على هذا الإسناد غير ابن جريج وأصحاب الزهري يقولون عن سالم بن عبد الله عن أبيه بدل عبد الله بن عبد الله بن عمر.

باب حث الإمام على الصدقة يوم الجمعة في خطبته.

 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد قال حدثنا سفيان عن ابن عجلان عن عياض بن عبد الله قال سمعت أبا سعيد الخدري يقول:

-جاء رجل يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب بهيئة بذة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أصليت قال لا قال صل ركعتين وحث الناس على الصدقة فألقوا ثيابا فأعطاه منها ثوبين فلما كانت الجمعة الثانية جاء ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فحث الناس على الصدقة قال فألقى أحد ثوبيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء هذا يوم الجمعة بهيئة بذة فأمرت الناس بالصدقة فالقوا ثيابا فأمرت له منها بثوبين ثم جاء الآن فأمرت الناس فألقى أحدهما فانتهره وقال خذ ثوبك.

مخاطبة الإمام رعيته وهو على المنبر.

 - أخبرنا قتيبة قال حدثنا حماد بن زيد عن عمروبن دينار عن جابر بن عبد الله قال:

-بينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إذ جاء رجل فقال له النبي صليت قال لا قال قم فاركع.

 - أخبرنا محمد بن منصور قال حدثنا سفيان قال حدثنا أبو موسى إسرائيل بن موسى قال سمعت الحسن يقول سمعت أبا بكرة يقول:

-لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر والحسن معه وهو يقبل على الناس مرة وعليه مرة ويقول ان ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين عظيمتين.

باب القراءة في الخطبة.

 - أخبرنا محمد بن المثنى قال حدثنا هارون بن إسماعيل قال حدثنا علي وهو ابن المبارك عن يحيى عن محمد بن عبد الرحمن عن ابنة حارثة بن النعمان قالت:

-حفظت {ق والقرآن المجيد} من في رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يوم الجمعة.

باب الإشارة في الخطبة.

 - أخبرنا محمود بن غيلان قال حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن حصين:

-أن بشر ابن مروان رفع يديه يوم الجمعة على المنبر فسبه عمارة بن روبيه الثقفي و قال ما زاد رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا وأشار باصبعه السبابة.

باب نزول الإمام عن المنبر قبل فراغه من الخطبة وقطعه كلامه ورجوعه إليه يوم الجمعة.

 - أخبرنا محمد بن عبد العزيز قال حدثنا الفضل بن موسى عن حسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه:

-كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب فجاء الحسن والحسين رضي الله عنهما وعليهما قمصان أحمران يعثران فيهما فنزل النبي صلى الله عليه وسلم فقطع كلامه فحملهما ثم عاد إلى المنبر ثم قال صدق إنما أموالكم وأولادكم فتنة رأيت هذين يعثران في قميصهما فلم أصبر حتى قطعت كلامي فحملتهما.

باب ما يستحب من تقصير الخطبة.

 - أخبرنا محمد بن عبد العزيز بن غزوان قال أنبأنا الفضل بن موسى عن الحسيين ابن واقد قال حدثني يحيى بن عقيل قال سمعت عبد الله بن أبي أوفى يقول:

-كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر الذكر ويقل اللغو ويطيل الصلاة ويقصر الخطبة ولا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضى له الحاجة.

باب كم يخطب.

 - أخبرنا علي بن حجر قال حدثنا إسرائيل عن سماك عن جابر بن سمرة قال:

-جالست النبي صلى الله عليه وسلم فما رأيته يخطب إلاقائما ويجلس ثم يقوم فيخطب الخطبة الآخرة.

باب الفصل بين الخطبتين بالجلوس.

 - أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال حدثنا بشر بن المفضل قال حدثنا عبيد الله عن نافع عن عبد الله:

-أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب الخطبتين وهو قائم وكان يفصل بينهما بجلوس.

باب السكوت في القعدة بين الخطبتين.

 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن بزيغ قال حدثنا يزيد يعني ابن زريع قال حدثنا إسرائيل قال حدثنا سماك عن جابر بن سمرة قال:

-رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة قائما ثم يقعد قعدة لا يتكلم ثم يقوم فيخطب خطبة أخرى فمن حدثكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب قاعدا فقد كذب.

باب القراءة في الخطبة الثانية والذكر فيها.

 - أخبرنا عمرو بن علي عن عبد الرحمن قال حدثنا سفيان عن سناك عن جابر بن سمرة قال:

-كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب قائما ثم يجلس ثم يقوم ويقرأ آيات ويذكر الله عز وجل وكانت خطبته قصدا وصلاته قصدا.

الكلام والقيام بعد النزول عن المنبر.

 - أخبرني محمد بن علي بن ميمون قال حدثنا الفريابي قال حدثنا جرير بن حازم عن ثابت البناني عن أنس قال:

-كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل عن المنبر فيعرض له الرجل فيكلمه فيقوم معه النبي صلى الله عليه وسلم حتى يقضي حاجته ثم يتقدم إلى مصلاه فيصلي.

عدد صلاة الجمعة.

 - أخبرنا علي بن حجر قال حدثنا شريك عن زبيد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال:

-قال عمر صلاة الجمعة ركعتان وصلاة الفطر ركعتان وصلاة الأضحى ركعتان وصلاة السفر ركعتان تمام غير قصر على لسان محمد صلى الله عليه وسلم قال أبو الرحمن عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من عمر.

القراءة في صلاة الجمعة بسورة الجمعة والمنافقين.

 - أخبرنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني قال حدثنا خالد بن الحارث قال حدثنا شعبة قال أخبرني مخول قال سمعت مسلما البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس:

-أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ يوم الجمعة في صلاة الصبح {الم تنزيل} و {هل أتى على الإنسان} وفي صلاة الجمعة بسورة الجمعة والمنافقين.

القراءة في صلاة الجمعة بسبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية.

 - أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا خالد عن شعبة قال أخبرني معبد بن خالدعن زيد بن عقبة عن سمرة قال:

-كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الجمعة بسبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية.

ذكر الاختلاف على النعمان بن بشير في القراءة في صلاة الجمعة.

 - أخبرنا قتيبة عن مالك عن ضمرة بن سعييد عن عبيد الله أن الضحاك ابن قيس:

-سأل النعمان بن بشير ماذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ يوم الجمعة على إثر سورة الجمعة قال كان يقرأ {هل أتاك حديث الغاشية}.

 - أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا خالد عن شعبة أن إبراهيم بن محمد بن المنتشر أخبره قال:

-سمعت أبي يحدث عن حبييب بن سالم عن النعمان بن بشير قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الجمعة بسبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية وربما اجتمع العيد والجمعة فيقرأبهما فيهما جميعا.

من أدرك ركعة من صلاة الجمعة.

 - أخبرنا قتيبة ومحمد بن منصور واللفظ له عن سفيان عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

-من أدرك من صلاة الجمعة ركعة فقد أدرك.

عدد الصلاة بعد الجمعة في المسجد.

 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال أنبأنا جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة:

-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى أحدكم الجمعة فليصل بعدها أربعا.

صلاة الإمام بعد الجمعة.

 - أخبرنا قتيبة عن مالك عن نافع عن ابن عمر:

-أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف فيصلي ركعتين.

 - أخبرنا إسحاق ابن إبراهيم قال أنبأنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه قال:

-كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بعد الجمعة في بيته.

باب إطالة الركعتين بعد الجمعة.

 - أخبرنا عبدة بن عبد الله عن يزيد وهو ابن هارون قال أنبأنا شعبة عن أيوب عن نافع عن ابن عمر:

-أنه كان يصلي بعد الجمعة ركعتين يطيل فيهما ويقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله.

ذكر الساعة التي يستجاب فيها الدعاء يوم الجمعة.

 - أخبرنا قتيبة قال حدثنا بكر يعني ابن مضر عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال:

-أتيت الطور فوجدت ثم كعبا فمكثت أناوهو يوما أحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحدثني عن التوراة فقلت له قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أهبط وفيه تيب عليه وفيه قبض وفيه تقوم الساعة ما على الأرض من دابة إلا وهي تصبح يوم الجمعة مصيخة حتى تطلع الشمس شفقا من الساعة إلا ابن آدم وفيه ساعة لا يصادفها مؤمن وهو في الصلاة يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه فقال كعب ذلك يوم في كل سنة فقلت بل هي في كل جمعة فقرأ كعب التوراة ثم قال صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم هو في كل جمعة فخرجت فلقيت بصره بن أبي بصرة الغفاري فقال من أين جئت قلت من الطور قال لو لقيتك من قبل أن تأته لم تأته قلت له ولم قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد المسجد الحرام ومسجدي ومسجد بيت المقدس فلقيت عبد الله بن سلام فقلت لو رأيتني خرجت إلى الطور فلقيت كعبا فمكثت أنا وهو يوما أحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحدثني عن التوراة فقلت له قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أهبط وفيه تيب عليه وفيه قبض وفيه تقوم الساعة ما على الأرض من دابة إلا وهي تصبح يوم الجمعة مصيخة حتى تطلع الشمس شقفا من الساعة إلا ابن آدم وفيه ساعة لا يصادفها عبد مؤمن وهو في الصلاة يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه قال كعب ذلك يوم في كل سنة فقال عبد الله بن سلام كذب كعب قلت ثم قرأكعب فقال صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم هو في كل جمعة فقال عبد الله صدق كعب إني لأعلم تلك الساعة فقلت يا أخي حدثني بها قال هي آخر ساعة من يوم الجمعة قبل أن تغيب الشمس فقلت أليس قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يصادفها مؤمن وهو في الصلاة وليست تلك الساعة صلاة قال أليس قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوا من صلى وجلس ينتظر الصلاة لم يزل في صلاته حتى تأتيه الصلاة التي تلاقيها قلت بلى قال فهو كذلك.

 - أخبرني محمد ابن يحيى بن عبد الله قال حدثنا أحمد بن حنبل قال حدثنا إبراهيم بن خالد عن رباح عن معمر عن الزهري قال حدثني سعيد عن أبي هريرة:

-عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها شيئا إلا أعطاه إياه.

 - أخبرنا عمرو بن زرارة قال أنبأنا إسماعيل عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة قال:

-قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم إن في الجمعة ساعة لا يوافها عبد مسلم قائم يصلي يسأل الله عز وجل شيئا إلا أعطاه إياه قلنا يقللها يزهدها قال أبو عبد الرحمن لا نعام أحدا حدث بهذا الحديث غير رباح عن معمر عن الزهري إلا أيوب بن سويد فإنه حدث به عن يونس عن الزهري عن سعيد وأبي سلمة وأيوب بن سويد متروك الحديث.

 

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 647 مشاهدة

 

 [ 2953 ] أخبرنا عبد بن حميد أخبرنا عبد الرحمن بن سعد أنبأنا عمرو بن أبي قيس عن سماك بن حرب عن عباد بن حبيش عن عدي بن حاتم قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد فقال القوم هذا عدي بن حاتم وجئت بغير أمان ولا كتاب فلما دفعت إليه أخذ بيدي وقد كان قال قبل ذلك إني لأرجو أن يجعل الله يده في يدي قال فقام فلقيته امرأة وصبي معها فقالا إن لنا إليك حاجة فقام معهما حتى قضى حاجتهما ثم أخذ بيدي حتى أتى بي داره فألقت له الوليدة وسادة فجلس عليها وجلست بين يديه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ما يفرك أن تقول لا إله إلا الله فهل تعلم من إله سوى الله قال قلت لا قال ثم تكلم ساعة ثم قال إنما تفر أن تقول الله أكبر وتعلم أن شيئا أكبر من الله قال قلت لا قال فإن اليهود مغضوب عليهم وإن النصارى ضلال قال قلت فإني جئت مسلما قال فرأيت وجهه تبسط فرحا قال ثم أمر بي فأنزلت عند رجل من الأنصار جعلت أغشاه آتيه طرفي النهار قال فبينا أنا عنده عشية إذ جاءه قوم في ثياب من الصوف من هذه النمار قال فصلى وقام فحث عليهم ثم قال ولو صاع ولو بنصف صاع ولو بقبضة ولو ببعض قبضة يقي أحدكم وجهه حر جهنم أو النار ولو بتمرة ولو بشق تمرة فإن أحدكم لاقي الله وقائل له ما أقول لكم ألم أجعل لك سمعا وبصرا فيقول بلى فيقول ألم أجعل لك مالا وولدا فيقول بلى فيقول أين ما قدمت لنفسك فينظر قدامه وبعده وعن يمينه وعن شماله ثم لا يجد شيئا يقي به وجهه حر جهنم ليق أحدكم وجهه النار ولو بشق تمرة فإن لم يجد فبكلمة طيبة فإني لا أخاف عليكم الفاقة فإن الله ناصركم ومعطيكم حتى تسير الظعينة فيما بين يثرب والحيرة أكثر ما تخاف على مطيتها السرق قال فجعلت أقول في نفسي فأين لصوص طيء قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث سماك بن حرب وروى شعبة عن سماك بن حرب عن عباد بن حبيش عن عدي بن حاتم عن النبي صلى الله عليه وسلم الحديث بطوله 

 

  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 308 مشاهدة
نشرت فى 16 يونيو 2011 بواسطة TAHAGIBBA

 

طرق قراءة القراءات

:
لقراءة القرآن الكريم طرق خاصة اشتهرت بين القراء والطلاب نتعرف عليها في هذه المشاركة المتواضعة لعلنا نقتبس من آثارها أونسير على نهج من نهج ذلك في تعلم كتاب الله تعالى وتعليمه ، فخيركم من تعلم القرآن وعلمه ... فكم من شرف ناله الحفاظ لكتاب الله ، وكم من فخر لمن علم القراءات فحاز السبق والفخر والشرف فأصبح مع السفرة الكرام المهرة مع صدق همته وإخلاص نيته ينال ما وعده الله به من علو المنزلة ورفيع المرتبة حين يقال له : اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها.. جعلني الله وإياكم منهم .. والآن مع طرق قراءاة القرآن :
الطريقة الأولى (إفراد القراءات):
بأن يقرأ القارئ كل قراءة أو كل رواية على حدة حتى ينتهي من القراءات كلها. وهي الأصل في الإقراء ولكنها تحتاج إلى وقت طويل.
الطريقة الثانية ( جمع القراءات) وتكون بعدة طرق:
1.الجمع بالآية: بحيث يقرأ القارئ الآية لقالون، ثم يأتي بمن يخالف قالون في الآية، رجوعاً من آخر الآية إلى أولها. فإذا انتهى منها انتقل إلى الآية التالية بدءا بالإمام قالون وهكذا.
2.طريقة الماهر: وهي التي أشار إليها ابن الجزري، واعتمدها، وهي أن يقرأ القارئ مقطعاً (ولو جزءا من آية) ثم يستوفي جميع أوجه الخلاف في المقطع، وينتقل إلى الآية الأخرى ليكمل للقارئ أو الراوي الذي انتهى به، فإذا انتهى لابن كثير مثلاً بدأ به في المقطع التالي وهكذا.
3.الجمع بين طريق الآية والماهر: وهي أصعب الطرق وأمكنها للقارئ، بحيث يكون المقطع هو الآية كاملة، فإذا انتهى منها لقارئ معين بدأ به في الآية التي تليها.
4.الجمع بالحرف: وهي طريقة سهلة، ولكنها غير معترف بها عند المحققين من المقرئين، وهي أن يقرأ القارئ فإذا وصل إلى مكان فيه خلاف يكرر الكلمة المختلف فيها بحسب أوجه الخلاف، ثم يكمل. وهكذا.
فإذا أتم القارئ الختمة أجازه شيخه بسنده الموصول إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي شهادة من الشيخ المجيز للطالب المجاز بأنه قد قرأ عليه القرآن كاملاً غيباً مع التجويد والإتقان، وأصبح مؤهلاً للإقراء.
الإجازة : ويتحصل عليها بقراءة ختمة كاملة غيباً على شيخ مجاز، مع العناية بالأوجه المختلفة وتحريراتها، والعناية بربط اختلافات القراء بشواهدها من المتن المعتمد في القراءة.
والإجازة أنواع :
1.إجازة برواية واحدة. مثل الإجازة برواية حفص عن عاصم أو ورش عن نافع مثلا.
2.الإجازة في القراءات السبع من طريق الشاطبية. 
3.الإجازة في القراءات الثلاث المتممة للعشر من طريق الدرة المضية.و تسمى القراءات العشر من طريق الشاطبية والدرة بالعشر الصغرى .
4.إجازة في القراءات العشر الكبرى من طريق طيبة النشر.
وبالحصول على إجازة من هذه الإجازات يكون القارئ قد اتصل إسناده بالنبي صلى الله عليه وسلم وصار ضمن سلسلة الناقلين لكتاب الله تعالى بالسند المتصل. 
وكما قيل الإسناد من الدين .. 
شرفنا الله وإياكم بخدمة كتابه وعلو إسناده وإتقان أحكامه وحسن تلاوته وكثرة تدبره والعمل بما فيه ... اللهم آمين ... وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...... محب القرآن    

 

  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 610 مشاهدة
نشرت فى 16 يونيو 2011 بواسطة TAHAGIBBA

ملخص المادة العلمية

1- فضل الحياء. 2- تعريف الحياء وأقسامه. 3- كيف يكون الحياء من الله تعالى.

 

 

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : ((إن لكل دين خلقا، وإن خلق الإسلام الحياء)).

هذا حديث عظيم، بيّن فيه النبي  أن الغالب على أهل كل دين سجيّة سوى الحياء، والغالب على أهل ديننا الحياء، لأنه متمّم لمكارم الأخلاق، وإنما بعث النبي  لإتمامها.

ولما كان الإسلام أشرف الأديان أعطاه الله سبحانه أسنى الأخلاق وأشرفها وهو الحياء.

ولقد كان النبي  المثل الأعلى في الحياء: فعن أبي سعيد الخدري  قال: ((كان رسول الله  أشد حياء من العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيئا عرف ذلك في وجهه)).

ولقد كثرت الأحاديث عن النبي  في مدح الحياء والحث عليه وبيان منزلته من الدين.

عن أبي هريرة  أن رسول الله  قال: ((الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان)).

وعن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي  مر برجل وهو يعظ أخاه في الحياء، فقال : ((دعه، فإن الحياء من الإيمان)).

وعنه  قال: قال رسول الله : ((الحياء والإيمان قًرِنا جميعا، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر)).

وعن ابن مسعود  قال: قال رسول الله : ((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت )).

وقد اختلفت عبارات العلماء في الإعراب عن معنى الحياء. فقيل: هو خلق يبعث على فعل الحسن وترك القبيح. وقيل: هو انقباض النفس خشية ارتكاب ما يكره.

وقال الزمخشري: هو تغيّر وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به ويذم.

وقال الراغب: الحياء انقباض النفس من القبيح.

وهو من خصائص الإنسان ليرتدع عن ارتكاب كل ما يشتهي فلا يكون كالبهيمة. وهو مركب من جبن وعفة، فلذلك لا يكون المستحي فاسقا، وقلّما يكون الشجاع مستحيا.

فالحياء خلق الكرام، وسمة أهل المروءة والشرف، وعنوان الفضل والعقل، من حرمه حرم الخير كله، ومن تحلى به ظفر بالعزة والكرامة ونال الخير أجمع.

والحياء أمارة صادقة على طبيعة الإنسان، فهو يكشف عن قيمة إيمانه ومقدار أدبه. فعندما ترى الإنسان يشمئز ويتحرج من فعل ما لا ينبغي، أو ترى حمرة الخجل في وجهه صابغة إذا بدر منه ما لا يليق، فاعلم أنه حي الضمير، نقيّ المعدن، زكي العنصر. وإذا رأيت الرجل لا يكترث ولا يبالي بما يبدر منه فهو امرؤ لا خير فيه، وليس له وازع يمنعه من ارتكاب الجرائم، واقتراف الآثام الدنايا.

وقد جعل العلماء الحياء قسمين:

الأول: الحياء من الناس.

ومنه أن يطهّر الإنسان فمه من الفحش، وأن يعزّ لسانه عن العيب، وأن يخجل من ذكر العورات، فإن من سوء الأدب أن تفلت الألفاظ البذيئة من المرء غير عابئ بمواقعها وآثارها.

ومنه أن يقتصد المسلم في تحدّثه بالمجالس، فإن بعض الناس لا يستحيون من امتلاك ناصية الحديث في المحافل الجامعة، فيملئون الأفئدة بالضجر من طول ما يتحدثون.

ومنه أن يخجل الإنسان من أن يؤثر عنه سوء، وأن يحرص على بقاء سمعته نقية من الشوائب، بعيدة عن الإشاعات السيئة.

ومنه أن يعرف لأصحاب الحقوق منازلهم، وأن يؤتي كل ذي فضل فضله، فللغلام مع من يكبرونه، وللتلميذ مع من يعلمونه مسلك يقوم على التأدب والتقديم، فلا يسوغ أن يرفع فوقهم صوته، ولا أن يجعل أمامهم خطوة.

وأما القسم الثاني من الحياء فهو الحياء من الله عز وجل، فنحن من خيره، ونتنفس في جوّه، وندرج على أرضه، ونستظل بسمائه، والإنسان بإزاء النعمة الصغرى من مثله يخجل أن يقدم إلى صاحبه إساءة، فكيف لا يخجل الناس من الإساءة إلى ربهم؟ الذي تغمرهم آلاؤه من المهد إلى اللحد، وإلى ما بعد ذلك من خلود طويل.

إن حق الله على عباده عظيم، ولو قدروه حق قدره لسارعوا إلى الخيرات يفعلونها من تلقاء أنفسهم، ولابتعدوا عن السيئات خجلا من مقابلة الخير المحض بالجحود والخسّة.

ولقد بيّن النبي  كيف يكون الحياء من الله؟ فعن ابن مسعود  قال: قال رسول الله  ذات يوم لأصحابه: ((استحيوا من الله حق الحياء)). قالوا: إنا نستحيى من الله يا رسول الله الحمد لله. قال: ((ليس كذلك، ولكن من استحيى من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، وليذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الحياة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيى من الله حق الحياء)).

وهكذا بيّن  أن حقيقة الحياء من الله تكون بمجموع هذه الأمور، وأن من ترك منها شيئا نقص حياؤه على قدر ما ترك منها.

وأول هذه الأمور: حفظ الرأس مجملا عبارة عن التنزه عن الشرك، فلا يضع رأسه لغير الله ساجدا، ولا يرفعه على عباد الله تكبرا، فإن السجود لغير الله شرك، قال : ((لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها)).

والتكبر على عباد الله كبيرة، وكلاهما من موجبات النار.

قال تعالى:  إنه من يشرك بالله فقد حرّم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار  [المائدة:72].

وقال النبي : ((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر)).

وأما تفصيلا: فحفظ الرأس معناه: أن يحفظ العبد الرأس وما وعاه من الحواس كالفم واللسان، والعين والأذن.

فحفظه يكون باجتناب أكل الحرام وما فيه شبهة، فإن النبي  قال: ((كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به)).

وأكل الحرام يمنع قبول الدعاء كما في الحديث: ((إن الله تعالى طيّب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى:  يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون .

ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب! يا رب ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟.)) وأما اللسان فإمساكه عن الحرام والشر واجب، وقد كثرت الأحاديث في الأمر بصيانة اللسان، منها:

قوله : ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)).

ولما أرشد النبي  معاذ بن جبل ودلّه على أبواب الخير كلّها قال: ((ألا أدلك على ملاك ذلك كله؟ قال: بلى يا رسول الله. قال: أمسك عليك لسانك)). وقال لسفيان الثقفي وقد قال له: ((ما أخوف ما تخاف علي؟ فأخذ  بلسان نفسه وقال هذا)).

وإنما كان اللسان بهذه المنزلة من الخطر: لأن به يكون الشرك بالله، والكفر به، وبه يكون الكذب، والغيبة، والنميمة، وشهادة الزور، وبه يكون القول على الله بغير علم، وكل ذلك من الموبقات.

وأما العين فقد أمر المسلم بحفظها عن النظر إلى ما متّع الله به الكفار من متاع الحياة الدنيا.

قال الله تعالى:  ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى  [طه:131].

وقال تعالى:  لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد  متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد  [آل عمران:196].

وعن أبي هريرة  قال: قال رسول الله : ((انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم)).

وقد أمر الله تعالى أيضا المؤمنين والمؤمنات بغض البصر عما لا يحل النظر إليه.

قال تعالى:  قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون  وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن [النور:30-31].

وقال  لعلي  قال: ((يا علي! لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى وعليك الثانية)).

وسئل  عن نظر الفجأة؟ فقال: ((اصرف بصرك)).

وقال : ((إياكم والجلوس في الطرقات))! قالوا: يا رسول الله! ما لنا من مجالسنا بد نتحدث فيها!.

فقال : ((فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه)). قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: ((غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)).

وإنما شدد الإسلام في النظرة لأنها بريد الشهوة ورائد الفجور، ولقد أحسن من قال:

كل الحوادث مبدأها النظــر                  ومعظم النار من مستصغر الشرر

والمرء ما دام ذا عين يقلبـها                  في أعين الغيد موقف على الخطر

كم من نظرة فعلت في قلب صاحبها            فعل السهام بلا قوس ولا وتــر

يسـر ناظـره ما ضـر خـاطره             لا مرحبا بسرور جــاء بالضرر

ومما يجدر التنبيه عليه أنه لا فرق في النظرة بين أن تكون مباشرة أو غير مباشرة، فالنظرة إلى الصورة في الورق أو في المجلة أو على الشاشة حرام كالنظر إلى المرأة.

أما الأذن: فحفظها يكون بترك الاستماع إلى الخنا والفجور، وبترك الاستماع إلى القينات والمعازف، وبترك الاستماع إلى كل ما حرم الله الاستماع إليه، فإن المسلم مخاطب بتغيير المنكر إذا رآه أو سمعه، فإذا استمع الإنسان للمنكر ألفه قلبه، حتى لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا.

وقد جعل النبي  استماع الأذنين زنا كزنا العينين، فقال : ((كتب على ابن آدم نصيبه من الزنى، مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه)).

ويدخل في حفظ الرأس حفظه عن نظر من لا يجوز له النظر إليه، فرأس المرأة عورة، و((الأذنان من الرأس))، كما قال النبي ، فلا يجوز لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تكشف رأسها بحضرة الأجانب، ينظرون إليه، فضلا عن أن يمسّوه. كما يدخل في حفظ الرأس حفظ الوجه من تغيير خلق الله، فلا يجوز لرجل أو امرأة الاعتداء على الوجه بتغيير خلق الله.

أما الرجل فقد فطره الله على أن يكون ذا لحية قد تكثف وقد تخف، فلا يجوز للرجل أن يعتدي على لحيته بالإزالة، أو بالأخذ منها أخذا يشبه الإزالة، فقد أمر النبي بإعفاء اللحية وتوفيرها، فقال : ((اعفوا اللحى)). ((وفروا اللحى)). ((أرخوا اللحى)). فمن حلق لحيته فقد خالف أمره ، والله عز وجل يقول:  فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم  [النور:63].

أما المرأة فقد خلقها الله لا لحية لها، لكنها قد ينبت في وجهها شعر خفيف، وقد يثقل فيرى، وفي هذه الحالة لا يجوز لها إزالة هذا الشعر، فإن فعلت فهي ملعونة على لسان محمد ، فقد لعن النامصة والمتنمصة.

وأما حفظ الفم، كما يدخل فيه حفظه عن الحرام وما فيه شبهة، كما سبق في حفظ الفم، كما يدخل فيه حفظه عن أن يمتلأ بالمباح، فإن الله تعالى يقول:  وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين  [الأعراف:31].

وقال النبي : ((ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه، فإن كان لابد فاعلا فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه)).

وأما ما حواه البطن فالمراد به الفرج، وحفظ الفروج قد أمر الله به فقال:  قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن  [النور:30-31].

ومدح الحافظين فروجهم فقال:  والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما  [الأحزاب:35].

وحفظ الفرج يكون بحفظه من الوطء الحرام، والنظر الحرام، واللمس الحرام، وقد قال: ((لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا تنظر المرأة إلى عورة المرأة)) واللمس أشد من النظر.

ومما يحزن القلب تساهل المؤمنات في الذهاب إلى الأطباء الرجال لأتفه الأسباب، وتمكينهم من الكشف على العورة المغلظة والنظر إليها ولمسها من غير ضرورة. فاتقين الله معشر المسلمات، واحفظن فروجكن، واعلمن أن الحياء والإيمان قرناء، إذا رفع أحدهما رفع الآخر. ورحم الله الداية!!.

ويدخل في حفظ ما حوى البطن وحفظ الرجلين عن السعي بها إلى الحرام، وتختص المرأة بحفظ رجليها عن نظر من لا يجوز له النظر إليهما، فرجلا المرأة عورة، ومعنى ذلك أن المرأة التي تلبس جلبابا فوق الكعبين لم تحفظ رجليها ولم تستح من ربها حق الحياء، فكيف بالتي تلبس الملابس التي دون الركبتين أو فوقهما حتى تبدو رجلاها، لا بل فخذاها! إي والله فخذاها، فماذا تستر هذه الجيبة الضيقة القصيرة المفتوحة من الخلف، وإنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، ولا تهلكنا بما فعل المبطلون.

ومن حقيقة الاستحياء من الرب: ذكر الموت، لأن من ذكر أن عظامه تصير بالية، وأعضاءه متمزقة، هان عليه ما فاته من اللذات العاجلة، وأهمه ما يلزم من طلب الآجلة، وعمل على إجلال الله وتعظيمه.

ومن أراد الآخرة أي الفوز بنعيمها ترك زينة الدنيا، لأن الآخرة خلقت لحظوظ الأرواح، وقرّة عين الإنسان، والدنيا خلقت لمرافق النفوس، وهما ضرتان، إذا أرضيت إحداهما أغضبت الأخرى، فمن أراد الآخرة وتشبّث بالدنيا كان كمن أراد أن يدخل دار ملك وعلى عاتقه جيفة، والملك بينه وبين الدار، لابد أن يمر عليه، فكيف يكون حينئذ؟ فكذا مريد الآخرة مع تمسكه بالدنيا، فآثروا ما يبقى على ما يفنى.

  • Currently 75/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
25 تصويتات / 682 مشاهدة

 

<!--<!--

 

 

عقيدة أهل السنة والاثر في المهدي المنتظر  

 نقلاً عن مجلة الجامعة الاسلامية في المدينة المنورة في عددها الثالث من سنتها الاولى ، ملخصاً لمحاضرة بعنوان «عقيدة أهل السنة والاثر في المهدي المنتظر» للشيخ عبد المحسن العباد

 

أخبر الرسول(صلى الله عليه وآله) امته عن الامم الماضية بأخبار لابد من التصديق بها ، وأنها وقعت وفق خبره(صلى الله عليه وآله) ، كما أخبر عن أمور مستقبلة لابد من التصديق بها ، والاعتقاد أنها ستقع على وفق ما جاء عنه(صلى الله عليه وآله) وما من شيء يقرب إلى اللّه إلاّ وقد دلّ الامة عليه . ورغّبها فيه ، وما من شر إلاّ حذّرها منه .

إن من بين الامور المستقبلة التي تجري في آخر الزمان ، عند نزول عيسى بن مريم(عليه السلام) من السماء ، هو خروج رجل من أهل بيت النبوة من ولد علي بن أبي طالب ، يوافق اسمه اسم الرسول(صلى الله عليه وآله)ويقال له المهدي ، يتولى إمرة المسلمين ، ويصلي عيسى بن مريم(عليه السلام) خلفه ، وذلك لدلالة الاحاديث المستفيضة عن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) ، التي تلقتها الامة بالقبول ، واعتقدت موجبها إلاّ من شذ .

وسيكون الكلام حول هذا الموضوع لامرين :                                   الاول : أن الاحاديث الواردة في المهدي لم ترد في الصحيحين على وجه التفصيل ، بل جاءت مجملة ، وقد وردت في غيرهما مفسرة لما فيهما ، فقد يظن ظان أن ذلك يقلل من شأنهما ، وذلك خطا واضح ، فالصحيح بل الحسن في غير الصحيحين مقبول معتمد عند اهل الحديث .

الثاني : أن بعض الكتّاب في هذا العصر أقدم على الطعن في الاحاديث الواردة في المهدي بغير علم ، بل جهلاً أو تقليداً لاحد لم يكن من أهل العناية بالحديث . وقد اطلعت على تعليق لعبد الرحمن محمد عثمان على كتاب تحفة الاحوذي ، الذي طبع أخيراً في مصر .

قال في الجزء السادس في باب ماجاء في الخلفاء في تعليقه : «يرى الكثيرون من العلماء أن كل ما ورد من أحاديث عن المهدي ، إنما هو موضع شك ، وأنها لا تصح عن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) ، بل إنها من وضع الشيعة» .

وقال معلقاً بشأن المهدي في باب ماجاء في تقارب الزمن وقصر الامل في الجزء المذكور : «ويرى الكثيرون من العلماء الثقاة الاثبات أن ما ورد في أحاديث خاصة بالمهدي ليست إلاّ من وضع الباطنية والشيعة واضرابهم ، وأنها لا تصح نسبتها الى الرسول(صلى الله عليه وآله)» .

بل لقد تجرأ بعضهم إلى ما هو أكثر من ذلك ، فنجد محيي الدين عبد الحميد في تعليقته على الحاوي للفتاوي للسيوطي ، يقول في آخر جزء في العرف الوردي في أخبار المهدي (ص 166) من الجزء الثاني: «يرى بعض الباحثين أن كل ما ورد عن المهدي وعن الدجال من الاسرائيليات» .

لهذين الامرين ، ولكون الواجب على كل مسلم ناصح لنفسه ألاّ يتردد في تصديق الرسول(صلى الله عليه وآله) فيما يخبر به ، رأيت أن يكون الكلام حول هذا الامر كما قلت ، تحت عنوان عقيدة اهل السنة والاثر في المهدي المنتظر .

ولكي نكون على علم مقدماً بعناصر الموضوع ، أسوقها لكم فيما يلي :

الاول : ذكر أسماء الصحابة الذين رووا أحاديث المهدي عن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) .

الثاني : ذكر أسماء الائمة الذين أخرجوا الاحاديث والاثار الواردة في المهدي في كتبهم .

الثالث : ذكر الذين أفردوا مسألة المهدي بالتأليف من العلماء .

الرابع : ذكر الذين حكوا تواتر أحاديث المهدي ، وحكاية كلامهم في ذلك .

الخامس : ذكر بعض ما ورد في الصحيحين من الاحاديث التي لها تعلق بشأن المهدي .

السادس : ذكر بعض الاحاديث في شأن المهدي الواردة في غير الصحيحين ، مع الكلام عن أسانيد بعضها .

السابع : ذكر بعض العلماء الذين احتجوا بأحاديث المهدي ، واعتقدوا موجبها ، وحكاية كلامهم في ذلك .

الثامن : ذكر من وقفت عليه ممن حكي عنه إنكار أحاديث المهدي ، أو التردد فيها ، مع مناقشة كلامه باختصار .

التاسع : ذكر بعض ما يظن تعارضه مع الاحاديث الواردة في المهدي ، والجواب عن ذلك .

العاشر : كلمة ختامية .

الاول : أسماء الصحابة الذين رووا عن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) أحاديث المهدي :

جملة ما وقفت عليه من أسماء الصحابة الذين رووا أحاديث المهدي عن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) ستة وعشرون ، وهم :

1 ـ عثمان بن عفان .

2 ـ علي بن أبي طالب .

3 ـ طلحة بن عبيد اللّه .

4 ـ عبد الرحمان بن عوف .

5 ـ الحسين بن علي .

6 ـ أم سلمة .

7 ـ أم حبيبة .

8 ـ عبد اللّه بن عباس .

9 ـ عبد اللّه بن مسعود .

10 ـ عبد اللّه بن عمر .

11 ـ عبد اللّه بن عمرو .

12 ـ أبو سعيد الخدري .

13 ـ جابر بن عبد اللّه .

14 ـ أبو هريرة .

15 ـ أنس بن مالك .

16 ـ عمار بن ياسر .

17 ـ عوف بن مالك .

18 ـ ثوبان مولى رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) .

19 ـ قرة بن إياس .

20 ـ علي الهلالي .

21 ـ حذيفة بن اليمان .

22 ـ عبد اللّه بن الحارث بن جزء .

23 ـ عوف بن مالك .

24 ـ عمران بن حصين .

25 ـ أبو الطفيل .

26 ـ جابر الصدفي .

الثاني : أسماء الائمة الذين خرّجوا الاحاديث والاثار الواردة في المهدي في كتبهم :

وأحاديث المهدي خرّجها جماعة كثيرون من الائمة في الصحاح والسنن والمعاجم والمسانيد وغيرها ، وقد بلغ عدد الذين وقفت على كتبهم ، واطلعت على ذكر تخريجهم لها ، ثمانية وثلاثين ، وهم :

1 ـ أبو داود في سننه .

2 ـ الترمذي في جامعه .

3 ـ ابن ماجة في سننه .

4 ـ النسائي ، ذكره السفاريني في لوامع الانوار البهية ، والمناوي في فيض القدير ، وما رأيته في الصغرى ، ولعله في الكبرى .

5 ـ احمد في مسنده .

6 ـ ابن حبان في صحيحه .

7 ـ الحاكم في المستدرك .

8 ـ أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف .

9 ـ نعيم بن حماد في كتاب الفتن .

10 ـ الحافظ أبو نعيم في كتاب المهدي ، وفي الحلية .

11 ـ الطبراني في الكبير والاوسط والصغير .

12 ـ الدارقطني في الافراد .

13 ـ البارودي في معرفة الصحابة .

14 ـ أبو يعلى الموصلي في مسنده .

15 ـ البزار في مسنده .

16 ـ الحارث بن أبي أسامة في مسنده .

17 ـ الخطيب في تلخيص المتشابه ، وفي المتفق والمتفرق .

18 ـ ابن عساكر في تاريخه .

19 ـ ابن منده في تاريخ أصبهان .

20 ـ أبو الحسن الحربي في الاول من الحربيات .

21 ـ تمام الرازي في فوائده .

22 ـ ابن جرير في تهذيب الاثار .

23 ـ أبو بكر بن المقري في معجمه .

24 ـ أبو عمرو الداني في سننه .

25 ـ أبو غنم الكوفي في كتاب الفتن .

26 ـ الديلمي في مسند الفردوس .

27 ـ أبو بكر الاسكاف في فوائد الاخبار .

28 ـ أبو حسين بن المناوي في كتاب الملاحم .

29 ـ البيهقي في دلائل النبوة .

30 ـ أبو عمرو المقري في سننه .

31 ـ ابن الجوزي في تاريخه .

32 ـ يحيى بن عبد الحميد الحماني في مسنده .

33 ـ الروياني في مسنده .

34 ـ ابن سعد في الطبقات .

35 ـ ابن خزيمة .

36 ـ عمرو بن شبر .

37 ـ الحسن بن سفيان .

38 ـ أبو عوانه .

وهؤلاء الاربعة ذكر السيوطي في العرف الوردي كونهم ممن خرج أحاديث المهدي ، دون عزو التخريج إلى كتاب معين .

الثالث : ذكر لبعض الذين ألفوا كتباً في شأن المهدي :

وكما اعتنى علماء هذه الامة بجمع الاحاديث الواردة عن نبيهم(صلى الله عليه وآله)تأليفاً وشرحاً ، كان للاحاديث المتعلقة بأمر المهدي قسطها الكبير من هذه العناية ، فمنهم من أدرجها ضمن المؤلفات العامة كما في السنن والمسانيد وغيرها ، ومنهم من أفردها بالتأليف ، وكل ذلك حصل منهم حماية لهذا الدين ، وقياماً بما يجب من النصح للمسلمين ، فمن الذين أفردوها بالتأليف :

1 ـ أبو بكر بن أبي خيثمة زهير بن حرب . قال ابن خلدون في مقدمة تاريخه : «ولقد توغل أبو بكر بن أبي خيثمة على ما نقل السهيلي عنه في جمعه للاحاديث الواردة في المهدي» .

2 ـ الحافظ أبو نعيم ، ذكره السيوطي في الجامع الصغير ، وذكره في العرف الوردي ، بل قد لخص السيوطي الاحاديث التي جمعها أبو نعيم في المهدي ، وجعلها ضمن كتابه العرف الوردي ، وزاد عليها فيه أحاديث وآثاراً كثيرة جداً .

3 ـ السيوطي ، فقد جمع فيه جزءاً سماه العرف الوردي في أخبار المهدي ، وهو مطبوع ضمن كتابه الحاوي للفتاوي في الجزء الثاني منه . قال في أوله : «الحمد للّه وسلام على عباده الذين اصطفى ، هذا جزء جمعت فيه الاحاديث والاثار الواردة في المهدي ، لخصت فيه الاربعين التي جمعها الحافظ أبو نعيم ، وزدت عليه مافات ، ورمزت عليه صورة (ك)» .

والاحاديث والاثار التي أوردها السيوطي في شأن المهدي تزيد على المئتين ، وفيها الصحيح والحسن والضعيف والموضوع ، وإذا أورد الحديث الواحد أضافه إلى كل من الذين خرّجوه ، فيقول مثلاً في أحدها : «أخرج أبو داود وابن ماجة والطبراني والحاكم عن أم سلمة : سمعت رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) يقول : المهدي من عترتي من ولد فاطمة» .

4 ـ الحافظ عماد الدين بن كثيرة قال في كتابه الفتن والملاحم : «وقد أفردت في ذكر المهدي جزءاً على حدة ، وللّه الحمد والمنة» .

5 ـ الفقيه ابن حجر المكي ، وقد سمى مؤلَّفه القول المختصر في علامات المهدي المنتظر ، ذكر ذلك البرزنجي في الاشاعة ، ونقل منه ، وكذلك السفاريني في لوامع الانوار البهية ، وغيرهما .

6 ـ علي المتقي الهندي صاحب كنز العمال ، فقد ألف في شأن المهدي رسالة ذكرها البرزنجي في الاشاعة ، وذكر ذلك قبله أيضاً ملا علي القاري الحنفي ، في المرقاة شرح المشكاة .

7 ـ ملا علي القاري ، وسمى مؤلَّفه المشرب الوردي في مذهب المهدي ، ذكره في الاشاعة ، ونقل جملة كبيرة منه .

8 ـ مرعي بن يوسف الحنبلي المتوفى سنة ثلاث وثلاثين بعد الالف ، وسمى مؤلَّفه فوائد الفكر في ظهور المهدي المنتظر ، ذكره السفاريني في لوامع الانوار البهية ، وذكره الشيخ صديق حسن القنوجي في كتابه الاذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة ، وغيرها .

9 ـ ومن الذين ألفوا في شأن المهدي ، بالاضافة إلى مسألتي نزول عيسى(عليه السلام) وخروج المسيح والدجال ، القاضي محمد بن علي الشوكاني ، وسمى مؤلَّفه التوضيح في تواتر ماجاء في المهدي المنتظر والدجال والمسيح ، ذكر ذلك صديق حسن في الاذاعة ، ونقل جملة منه ، والشوكاني ممن ألف بشأنه ، وحكى تواتر الاحاديث الواردة فيه .

10 ـ الامير محمد بن إسماعيل الصنعاني صاحب سبل السلام ، المتوفى سنة 1182 هـ . قال صديق حسن في الاذاعة : «وقد جمع السيد العلامة بدر الملة المنير ، محمد بن إسماعيل الامير اليماني ، الاحاديث القاضية بخروج المهدي ، وأنه من آل محمد(صلى الله عليه وآله) 

 

  • Currently 76/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
26 تصويتات / 703 مشاهدة

لما مات سيدنا أبوبكرالصديق راضي الله عنة وأرضاه  وحين العودة من الانتهاء بعد دفنة رثاه سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالي عنة بهذة الابيات حين رجع من دفنه فقال                                                         ذهب الذين أحبهم                                     فعليك يا دنيا السلام        لا تذكرين العيش لي                                فالعيش بعدهم حرام        اني رضيع وصالهم                                والطفل يؤلمة الفطام        وكان ذلك حزنا علي فراق الاحباب سيدنا رسول الله صلي الله علية وسلم ومن بعدة سيدنا ابو بكر أين يوجد هذا اوفاء الآن                                      لا اله الا الله محمد رسول الله

  • Currently 75/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
25 تصويتات / 2757 مشاهدة

 

منزلة نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام عند الله وعند رسوله وعند المؤمنين

لقد اعتبر رسول الله r نبي الله موسى قمة وقدوة في الصبر، روى الإمام البخاري(<!--)رحمه الله عن الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه – قال: (قسم رسول الله r قسما، فقال رجل: إن هذه القسمة ما أريد بـها وجه الله، فأتيت النبي r فأخبرته فغضب حتى رأيت الغضب في وجهه، ثم قال: يرحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر).

فهذا رسولنا الكريم r وصف موسى بأنه كان صبورا حليما، يصبر على الأذى الكثير ويجعل منه أسوة وقدوة في الصبر، 

<!--[if !supportFootnotes]-->

 


<!--[endif]-->

(<!--) الصحيح حديث (3150 ، 3405).

 

  • Currently 75/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
25 تصويتات / 527 مشاهدة

 

<!--webbot bot="HTMLMarkup" startspan -->      الشمائل المحمدية

 

أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم

 

 

قال الإمام المزني -وهو تلميذ الإمام الشافعي-: قرأت كتاب " الرسالة " - وهو من تأليف الإمام الشافعي - على الإمام الشافعي ثمانين مرة، فما من مرة إلا وكان يقف على خطأ ،فقال الشافعي:

"هيه !- أي حَسبُك وأكفف -" أبى الله تعالى أن يكون كتابٌ صحيحاً غير كتابه ".

وكان العلماء يقولون: يأبى الله تعالى الكمال إلا لكتابه!.

قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى:

" ودَدتُ أنَّ الناسَ تعلَّموا هذه الكتبَ ولم يَنْسُبُوها إليَّ "

 

 

صفات الرسول عليه الصلاة والسلام كأنك تراه

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، الذي أرسل محمدًا صلى الله عليه وسلم رحمة للعالَمين وجعله مثلاً كاملاً للعامِلين وأسوة حسنة للمؤمنين، وحجة على خَلقِه أجمعين، حيث جعل رسالته عامة للناس كافة، والصلاة والسلام على نبينا الرؤوف بالمؤمنين، وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته بإحسان إلى يوم الدِّين.

وبعد،

فهذا مختصر اشتمل على أهم صفات الرحمة الربانية -محمد بن عبد الله- الخُلُقية والخَلقية و أبرز معجزاته وبعض خصائصه التي أكرم الله عز وجل ذاته الطاهرة بها، مع إلقاء بعض الضوء على معالم المدينة المنورة وفضلها وذلك لنتعرف أكثر إلى أشرف المخلوقين، وأفضل السابقين واللاحقين، فإنه كلما ازدادت معرفتنا به صلى الله عليه وسلم كلما ازداد حبنا له، فمن لا يعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعرف الإسلام، ولقد أوجب الله سبحانه وتعالى على المؤمنين طاعته والاقتداء بهديه واتِّباع سُنَّته و توقيره ومحبته صلى الله عليه وسلم فوق محبة الآباء والأبناء والأزواج والعشيرة، والتجارة والأموال، وأوعد من تخلف عن تحقيق ذلك بالعقاب، فقال سبحانه وتعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ ءابَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: 24].

ومن ها هنا نعلم اضطرارنا فوق كل ضرورة إلى معرفة نبينا صلى الله عليه وسلم لتقوى محبتنا له، فإذا ما أحببناه اقتدينا بهديه وتأدبنا بآدابه وتعاليمه، فبمتابعته يتميز أهل الهدى من أهل الضلال. لذلك يُنصح كل مسلم بقراءة هذا الموضوع مراراً حيناً بعد حين حتى لا تفارق ذهنه صورة النبي صلى الله عليه وسلم وآدابه وأخلاقه.

نسأل المولى عز وجل أن يرزقنا حسن متابعة الرسول الكريم صلى الله تعالى عليه وسلم، وأن ينفعنا بما فيه من هديه أحسن انتفاع، لنفوز بكرامة شفاعته ومحبته صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة وأن يعيننا على خدمة السُنَّة النبوية المُطَهَّرة وأن يجمعنا وإياكم تحت لواء المصطفى صلى الله عليه وسلم.

اللهم أمِدَّنا بحَولِكَ وقوتك فأنت وحدك المستعان ، وتقبَّل منا عملنا هذا بقَبول حسن، واجعله خالصاً لوجهك الكريم، إنك أنت السميع المجيب.

 

 

عن أنس رضي الله عنه قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، أزهر اللون، ليس بالأدهم و لا بالأبيض الأمهق (أي لم يكن شديد البياض والبرص )، يتلألأ نوراً ".

صفة وجهه:

كان عليه الصلاة والسلام أسيَل الوجه مسنون الخدين ولم يكن مستديراً غاية التدوير، بل كان بين الاستدارة والإسالة هو أجمل عند كل ذي ذوق سليم. وكان وجهه مثل الشمس والقمر في الإشراق والصفاء، مليحاً كأنما صيغ من فضة لا أوضأ ولا أضوأ منه وكان صلى الله عليه و سلم إذا سُرَّ استنار وجهه حتى كأنَّ وجهه قطعةُ قمر. قال عنه البراء بن عازب: " كان أحسن الناس وجهًا و أحسنهم خَلقا ".

صفة جبينه:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسيل الجبين"، (الأسيل: هو المستوي)، أخرجه عبد الرازق والبيهقي ابن عساكر.

وكان صلى الله عليه وسلم واسع الجبين أي ممتد الجبين طولاً وعرضاً، والجبين هو غير الجبهة، هو ما اكتنف الجبهة من يمين وشمال، فهما جبينان، فتكون الجبهة بين جبينين. وسعة الجبين محمودة عند كل ذي ذوق سليم.

وصفه ابن أبي خيثمة فقال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجلى الجبين ، إذا طلع جبينه بين الشعر أو طلع من فلق الشعر أو عند الليل أو طلع بوجهه على الناس، تراءى جبينه كأنه السراج المُتوقَّد يتلألأ".

صفة حاجبيه:

حاجباه قويان مقوَّسان، متّصلان اتصالاً خفيفاً، لا يُرى اتصالهما إلا أن يكون مسافراً وذلك بسبب غبار السفر.

صفة عينيه:

كان عليه الصلاة والسلام مشرب العينين بحمرة، وقوله مشرب العين بحمرة: هي عروق حمر رقاق وهي من علاماته صلى الله عليه وسلم التي في الكتب السالفة. وكانت عيناه واسعتين جميلتين، شديدتي سواد الحدقة، ذات أهداب طويلة (أي رموش العينين)، ناصعتي البياض و كان عليه الصلاة والسلام أشكل العينين، قال القسطلاني في المواهب: الشُكلة بضم الشين هي الحمرة تكون في بياض العين وهو محبوب محمود.

قال الزرقاني: قال الحافظ العراقي: هي إحدى علامات نبوته صلى الله عليه وسلم، ولما سافر مع ميسرة إلى الشام سأل عنه الراهب ميسرة فقال: في عينيه حمرة؟ فقال: ما تفارقه، قال الراهب: هو (شرح المواهب).

وكان صلى الله عليه وسلم" إذا نظرت إليه قُلت أكحل العينين وليس بأكحل"، رواه الترمذي.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كانت عيناه صلى الله عليه وسلم نجلاوان أدعجهما - والعين النجلاء الواسعة الحسنة والدعج: شدة سواد الحدقة، ولا يكون الدعج في شيء إلا في سواد الحدقة - وكان أهدب الأشفار حتى تكاد تلتبس من كثرتها "، أخرجه البيهقي في الدلائل وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق.

صفة أنفه:

يحسبه من لم يتأمله أشماً ولم يكن أشماً وكان مستقيماً، أقنى أي طويلاً في وسطه بعض ارتفاع، مع دقة أرنبته (الأرنبة هي ما لان من الأنف).

صفة خـدّيه:

كان صلى الله عليه وسلم صلب الخدين. وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسَلِّمُ عن يمينه وعن يساره حتى يرى بياض خده "، أخرجه ابن ماجه وقال مقبل الوادي هذا حديث صحيح.

صفة فمه وأسنانه:

قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشنب مفلج الأسنان (الأشنب: هو الذي في أسنانه رقة وتحدد)، أخرجه الطبراني في المعجم الكبير والترمذي في الشمائل وابن سعد في الطبقات والبغوي في شرح السنة.

و عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ضليع الفم (أي واسع الفم) جميلهُ، وكان من أحسن عباد الله شفتين وألطفهم ختم فم. وكان عليه الصلاة والسلام وسيماً أشنب (أبيض الأسنان مفلج أي متفرق الأسنان، بعيد ما بين الثنايا والرباعيات)، أفلج الثنيَّتين (الثنايا جمع ثنية بالتشديد وهي الأسنان الأربع التي في مقدم الفم، ثنتان من فوق وثنتان من تحت، والفلج هو تباعد بين الأسنان)، إذا تكلم رُئِيَ كالنور يخرج من بين ثناياه "، (النور المرئي يحتمل أن يكون حسياً كما يحتمل أن يكون معنوياً فيكون المقصود من التشبيه ما يخرج من بين ثناياه من أحاديثه الشريفة وكلامه الجامع لأنواع الفصاحة والهداية).

صفة ريقه:

لقد أعطى الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم خصائص كثيرة لريقه الشريف ومن ذلك أن ريقه صلى الله عليه و سلم فيه شفاء للعليل، ورواء للغليل و غذاء و قوة و بركة ونماء ... فكم داوى صلى الله عليه وسلم بريقه الشريف من مريض فبرىء من ساعته !.

جاء في الصحيحين عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: لأعطِيَنَّ الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله. فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلهم يرجو أن يُعطاها ، فقال صلى الله عليه وسلم: أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا: هو يا رسول الله يشتكي عينيه. قال: فأرسلوا إليه.

فأُتِيَ به وفي رواية مسلم: قال سلمة: فأرسلني رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى علي، فجئت به أقوده أرمد فتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه، فبرىء كأنه لم يكن به وجع ...

و روى الطبراني و أبو نعيم أنَّ عميرة بنت مسعود الأنصارية وأخَواتها دخلن على النبي صلى الله عليه و سلم يبايعنَه، و هن خمس، فوجدنَه يأكل قديداً (لحم مجفَّف)، فمضغ لهن قديدة، قالت عميرة: ثم ناولني القديدة فقسمتها بينهن، فمضغَت كل واحدة قطعة فلَقَينَ الله تعالى وما وُجِدَ لأفواههن خلوف، (أي تغَيُّر رائحة فم).  

صفة لحيته:

- " كان رسول الله صلى الله عليه حسن اللحية"، أخرجه أحمد وصححه أحمد شاكر.

و قالت عائشة رضي الله عنها: " كان صلى الله عليه وسلم كث اللحية، (والكث: الكثير منابت الشعر الملتفها)، وكانت عنفقته بارزة، وحولها كبياض اللؤلؤ، في أسفل عنفقته شعر منقاد حتى يقع انقيادها على شعر اللحية حتى يكون كأنه منها"، أخرجه أبو نعيم والبيهقي في دلائل النبوة وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق وابن أبي خيثمة في تاريخه.

وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال: "كان في عنفقة رسول الله صلى الله عليه وسلم شعرات بيض"، أخرجه البخاري.

وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: "لم يختضب رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما كان البياض في عنفقته " أخرجه مسلم.

 

كما كان صلى الله عليه وسلم أسود كثُّ اللحية، بمقدار قبضة اليد ، يُحسِّنهُا ويُطيِّبهُا (أي يضع عليها الطيب). وكان صلى الله عليه وسلم يكثر دهن رأسه وتسريح لحيته ويكثر القناع كأنَّ ثوبه ثوب زيات، أخرجه الترمذي في الشمائل والبغوي في شرح السنة. وكان من هديه عليه الصلاة والسلام حف الشارب وإعفاء اللحية.

صفة رأسه:

كان النبي صلى الله عليه وسلم ذا رأس ضخم.

صفة شعره:

كان شديد السواد رَجِلاً (أي ليس مسترسلاً كشعر الروم ولا جعداً كشعر السودان وإنَّما هو على هيئة المُتَمَشِّط). يصل إلى أنصاف أذنيه حيناً ويرسله أحياناً فيصلإلى شَحمَة أُذُنيه أو بين أذنيه و عاتقه، وغاية طوله أن يضرب مَنكِبيه إذا طال زمان إرساله بعد الحلق، وبهذا يُجمَع بين الروايات الواردة في هذا الشأن، حيث أخبر كل واحدٍ من الرواة عمَّا رآه في حين من الأحيان.

قال الإمام النووي: " هذا، ولم يحلق النبي صلى الله عليه وسلم رأسه (أي بالكلية) في سِنيّ الهجرة إلا عام الحُديبية ثم عام عُمرة القضاء ثم عام حجة الوداع ". قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير شعر الرأس راجله"، أخرجه أحمد والترمذي وقال حسن صحيح.

ولم يكن في رأس النبي صلى الله عليه و سلم شيب إلا شُعيرات في مفرِق رأسه، فقد أخبر ابن سعيد أنه ما كان في لحية النبي صلى الله عليه و سلم و رأسه إلا سبع عشرة شعرة بيضاء وفي بعض الأحاديث ما يفيد أن شيبه لا يزيد على عشرة شعرات وكان عليه الصلاة والسلام إذا ادَّهن واراهُنَّ الدهن (أي أخفاهن)، وكان يدَّهِن بالطيب والحِنَّاء.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " كان النبي يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه، وكان أهل الكتاب يُسدِلون أشعارهم وكان المشركون يَفرقون رؤوسهم، فسدل النبي صلى الله عليه وسلم ناصيته ثم فرق بعد "، أخرجه البخاري ومسلم.

وكان رجل الشعر حسناً ليس بالسبط ولا الجعد القطط، كما إذا مشطه بالمشط كأنه حُبُك الرَّمل، أو كأنه المتون التي تكون في الغُدُر إذا سفتها الرياح، فإذا مكث لم يرجل أخذ بعضه بعضاً، وتحلق حتى يكون متحلقاً كالخواتم ، لما كان أول مرة سدل ناصيته بين عينيه كما تسدل نواصي الخيل جاءه جبريل عليه السلام بالفِرق ففرق.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كنتُ إذا أردتُ أن أفرق رأس رسول الله صَدعْت الفرق من نافوخه وأرسلُ ناصيته بين عينيه "، أخرجه أبو داود وابن ماجه.

وكان صلى الله عليه وسلم يُسدِلُ شعره أي يُرسِله ثم ترك ذلك وصار يَفرِقُهُ، فكان الفَرقُ مستحباً، وهو آخِرُ الأمرين منه صلى الله عليه وسلم. و فَرقُ شعر الرأس هو قسمته في المَفرِقِ وهو وسط الرأس . وكان يبدأ في ترجيل شعره من الجهة اليمنى، فكان يفرق رأسه ثم يُمَشِّطُ الشِّق الأيمن ثم الشِّق الأيسر.

وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يترَجَّل غباً (أي يُمشط شعره و يتَعَهَّدُهُ من وقت إلى آخر).

وعن عائشة رضي الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب التيمن في طهوره (أي الابتداء باليمين) إذا تطهر وفي ترجله إذا ترجل وفي انتعاله إذا انتعل ، أخرجه البخاري.

صفة عنقه ورقبته:

رقبته فيها طول، أما عنقه فكأنه جيد دمية (الجيد: هو العنق. والدمية: هي الصورة التي بولغ في تحسينها).

عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: " كأن عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم إبريق فضة "، أخرجه ابن سعد في الطبقات والبيهقي.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: " كان أحسن عباد الله عنقاً، لا ينسب إلى الطول ولا إلى القصر، ما ظهر من عنقه للشمس والرياح فكأنه إبريق فضة يشوب ذهباً يتلألأ في بياض الفضة وحمرة الذهب، وما غيب في الثياب من عنقه فما تحتها فكأنه القمر ليلة البدر "، أخرجه البيهقي وابن عساكر.

صفة منكِبيه:

كان عليه الصلاة و السلام أشعر المنكبين (أي عليهما شعر كثير)، واسع ما بينهما، والمنكب هو مجمع العضد والكتف. والمراد بكونه بعيد ما بين المنكبين أنه عريض أعلى الظهر ويلزمه أنه عريض الصدر مع الإشارة إلى أن بُعد ما بين منكبيه لم يكن منافياً للاعتدال. وكان كَتِفاه عريضين عظيمين.

صفة خاتم النبوة:

وهو خاتم أسود اللون مثل الهلال وفي رواية أنه أخضر اللون، وفي رواية أنه كان أحمراً، وفي رواية أخرى أنه كلون جسده. والحقيقة أنه لا يوجد تدافع بين هذه الروايات لأن لون الخاتم كان يتفاوت باختلاف الأوقات، فيكون تارة أحمراً وتارة كلون جسده و هكذا بحسب الأوقات. ويبلغ حجم الخاتم قدر بيضة الحمامة، و ورد أنه كان على أعلى كتف النبي صلى الله عليه و سلم الأيسر. وقد عرف سلمان الفارسي رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الخاتم.

وعن عبد الله بن سرجس قال: " رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم وأكلتُ معه خبزاً ولحماً وقال ثريداً.

فقيل له: أستغفر لك النبي؟ قال: نعم ولك ، ثم تلى هذه الآية: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [محمد: 19]. قال: " ثم درت خلفه فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه عند ناغض كتفه اليسرى عليه خيلان كأمثال الثآليل "، أخرجه مسلم.

قال أبو زيد رضي الله عنه: " قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اقترب مني، فاقتربت منه، فقال: أدخل يدك فامسح ظهري، قال: فأدخلتُ يدي في قميصه فمسحتُ ظهره فوقع خاتم النبوة بين أصبعي قال: فسئل عن خاتم النبوة فقال: " شعرات بين كتفيه "، أخرجه أحمد والحاكم وقال (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي.

اللهم كما أكرمت أبا زيد رضي الله عنه بهذا فأكرمنا به يا ربنا يا إلهنا يا من تعطي السائلين من جودك وكرمك ولا تبالي.

صفة إبطيه:

كان عليه الصلاة والسلام أبيض الإبطين، وبياض الإبطين من علامة نُبُوَّتِهِ إذ إن الإبط من جميع الناس يكون عادة مُتَغَيِّر اللون.

قال عبد الله بن مالك رضي الله عنه: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد فرَّج بين يديه (أي باعد) حتى نرى بياض إبطيه "، أخرجه البخاري.

وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنه: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد جافى حتى يُرى بياض إبطيه "، أخرجه أحمد وقال الهيثمي في المجمع رجال أحمد رجال الصحيح.

صفة ذراعيه:

كان عليه الصلاة والسلام أشعر، طويل الزندين (أي الذراعين)، سبط القصب (القصب يريد به ساعديه).

صفة كفيه:

كان صلى الله عليه وسلم رحب الراحة (أي واسع الكف) كفه ممتلئة لحماً، غير أنّها مع غاية ضخامتها كانت لَيِّنَة أي ناعمة. قال أنَس رضي الله عنه: "ما مَسَستُ ديباجة ولا حريرة أليَنَ من كَفِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم". وأمَّا ما ورد في روايات أخرى عن خشونة كفيه وغلاظتها، فهو محمول على ما إذا عَمِل في الجهاد أو مهنة أهله، فإنّ كفه الشريفة تصير خشنة للعارض المذكور (أي العمل) وإذا ترك رجعت إلى النعومة.

وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: " صليتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الأولى، ثم خرج إلى أهله وخرجتُ معهُ فاستقبله ولدان فجعل يمسح خدي أحدهم واحداً واحداً. قال: وأما أنا فمسح خدي. قال: "فوجدتُ ليده برداً أو ريحاً كأنما أخرجها من جونة عطار"، أخرجه مسلم.

صفة أصابعه:

قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سائل الأطراف، قوله ( سائل الأطراف يريد الأصابع أنها طوال ليست بمنعقدة)، أخرجه الطبراني في المعجم الكبير والترمذي في الشمائل وابن سعد في الطبقات والحاكم مختصراً والبغوي في شرح السنة والحافظ في الاصابة.

صفة صَدره:

عريض الصدر، مُمتَلِىءٌ لحماً، ليس بالسمين ولا بالنَّحيل، سواء البطن والظهر. وكان صلى الله عليه و سلم أشعر أعالي الصدر، عاري الثديين والبطن (أي لم يكن عليها شعر كثير) طويل المَسرَبَة و هو الشعر الدقيق.

صفة بطنه:

قالت أم معبد رضي الله عنها: "لم تعبه ثُلجه"، الثلجة: كبر البطن.

صفة سرته:

عن هند بن أبي هالة رضي الله عنه: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم.. دقيق المسربة موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك: حديث هند تقدم تخريجه. واللَّبَةُ المنحر وهو النقرة التي فوق الصدر.

صفة مفاصله وركبتيه:

كان صلى الله عليه و سلم ضخم الأعضاء كالركبتين والمِرفَقين و المنكبين والأصابع، وكل ذلك من دلائِل قوَّته عليه الصلاة والسلام.

صفة ساقيه :

عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال: "... وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم كأني أنظر إلى بيض ساقيه"، أخرجه البخاري في صحيحه.

صفة قدميه:

قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه: "كان النبي صلى الله عليه وسلم خمصان الأخمصين مسيح القدمين، ينبو عنهما الماء ششن الكفين والقدمين". قوله: خمصان الأخمصين: الأخمص من القدم ما بين صدرها وعقبها، وهو الذي لا يلتصق بالأرض من القدمين، يريد أن ذلك منه مرتفع. مسيح القدمين: يريد أنهما ملساوان ليس في ظهورهما تكسر لذا قال ينبو عنهما الماء يعني أنه لا ثبات للماء عليها وسشن الكفين والقدمين أي غليظ الأصابع والراحة رواه الترمذي في الشمائل والطبراني.

وكان صلى الله عليه و سلم أشبَهَ النَّاس بسيدنا إبراهيم عليه السلام، وكانت قدماه الشَّريفتان تُشبهان قدمي سيدنا إبراهيم عليه السلام كما هي آثارها في مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام.

 

صفة عَقِبيه:

كان الرسول صلى الله عليه و سلم مَنهوس العَقِبَين أي لحمهما قليل.

صفة قامته و طوله:

عن أنس رضي الله عنه قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رَبعَة من القَوم" (أي مربوع القامة)، ليس بالطويل البائن ولا بالقصير، وكان إلى الطول أقرب. وقد ورد عند البَيهَقي وابن عساكر أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يُماشي أحداً من الناس إلا طاله، و لرُبَّما اكتنفه الرجُلان الطويلان فيطولهما فإذا فارقاه نُسِبَ إلى الرَّبعة، وكان إذا جلس يكون كتفه أعلى من الجالس. وبالجملة كان صلى الله عليه وسلم حسن الجسم، معتدل الخَلق ومتناسب الأعضاء.

صفة عَرَقِه:

عن أنس رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أزهر اللون كأنَّ عَرَقه اللؤلؤ " (أي كان صافياً أبيضاً مثل اللؤلؤ ) ... وقال أيضاً: "ما شَمَمتُ عنبراً قط و لا مسكاً أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم"، أخرجه البخاري ومسلم واللفظ له. وعن أنس أيضاً قال: " دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فَقَال (أي نام) عندنا، فعرِقَ وجاءت أمي بقارورة فجعلت تَسلُتُ العَرَق، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أم سُلَيم ما هذا الذي تصنعين؟ قالت: عَرَق نجعله في طيبنا وهو أطيَب الطيب"، رواه مسلم، وفيه دليل أن الصحابة كانوا يتبرَّكون بآثار النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أقرَّ الرسول عليه الصلاة والسلام أم سُليم على ذلك.

وكان صلى الله عليه وسلم إذا صافحه الرجل وجد ريحه (أي تبقى رائحة النبي عليه الصلاة والسلام على يد الرجل الذي صافحه)، وإذا وضع يده على رأس صبي، فيظل يومه يُعرَف من بين الصبيان بريحه على رأسه.

 

ما جاء في اعتدال خَلقِه صلى الله عليه وسلم:

قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتدل الخلق، بادن متماسك، سواء البطن والصدر"، أخرجه الطبراني والترمذي في الشمائل والبغوي في شرح السنة وابن سعد وغيرهم.

قال البراء بن عازب رضي الله عنه: "كان رسول الله أحسن الناس وجهاً وأحسنهم خَلقاً"، أخرجه البخاري ومسلم.

الرسول المبارك صلى الله عليه و سلم بِوَصفٍ شامل:

يُروى أن الرسول صلى الله عليه وسلم وأبا بكر رضي الله عنه ومولاه ودليلهما، خرجوا من مكة ومَرّوا على خيمة امرأة عجوز تُسمَّى (أم مَعْبد)، كانت تجلس قرب الخيمة تسقي وتُطعِم، فسألوها لحماً وتمراً ليشتروا منها، فلم يجدوا عندها شيئاً. نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة في جانب الخيمة، وكان قد نَفِدَ زادهم وجاعوا.

سأل النبي عليه الصلاة والسلام أم معبد: ما هذه الشاة يا أم معبد؟

فأجابت أم معبد: شاة خلَّفها الجهد والضعف عن الغنم.

قال الرسول صلى الله عليه و سلم: هل بها من لبن؟.

ردت أم معبد: بأبي أنت وأمي ، إن رأيتَ بها حلباً فاحلبها!.

فدعا النبي عليه الصلاة و السلام الشاة، ومسح بيده ضرعها، وسمَّى الله جلَّ ثناؤه ثم دعا لأم معبد في شاتها حتى فتحت الشاة رِجليها، ودَرَّت. فدعا بإناء كبير، فحلب فيه حتى امتلأ، ثم سقى المرأة حتى رويت، و سقى أصحابه حتى رَوُوا (أي شبعوا)، ثم شرب آخرهم، ثم حلبَ في الإناء مرة ثانية حتى ملأ الإناء، ثم تركه عندها وارتحلوا عنها ... وبعد قليل أتى زوج المرأة (أبو معبد) يسوق أعنُزاً يتمايلن من الضعف، فرأى اللبن!!.

قال لزوجته: من أين لكِ هذا اللبن يا أم معبد و الشاة عازب (أي الغنم) ولا حلوب في البيت؟!!.

أجابته: لا والله، إنه مَرَّ بنا رجل مُبارَك من حالِه كذا وكذا.

فقال لها أبو مـعبد: صِفيه لي يا أم مـعبد !!.

أم معبد تَصِفُ رسول الله صلى الله عليه وسلم:

رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة، أبلَجَ الوجهِ (أي مُشرِقَ الوجه)،لم تَعِبه نُحلَة (أي نُحول الجسم) ولم تُزرِ به صُقلَة (أنه ليس بِناحِلٍ ولا سمين)، وسيمٌ قسيم (أي حسن وضيء)، في عينيه دَعَج (أي سواد)، وفي أشفاره وَطَف (طويل شعر العين)، وفي صوته صحَل (بحَّة و حُسن)، و في عنقه سَطع (طول)، وفي لحيته كثاثة (كثرة شعر)، أزَجُّ أقرَن (حاجباه طويلان و مقوَّسان و مُتَّصِلان)، إن صَمَتَ فعليه الوقار، و إن تَكلم سما و علاهُ البهاء، أجمل الناس و أبهاهم من بعيد، وأجلاهم و أحسنهم من قريب، حلوُ المنطق، فصل لا تذْر ولا هذَر (كلامه بَيِّن وسط ليس بالقليل ولا بالكثير)، كأنَّ منطقه خرزات نظم يتحَدَّرن، رَبعة (ليس بالطويل البائن ولا بالقصير)، لا يأس من طول، ولا تقتَحِمُه عين من قِصر، غُصن بين غصين، فهو أنضَرُ الثلاثة منظراً، وأحسنهم قَدراً، له رُفَقاء يَحُفون به، إن قال أنصَتوا لقوله، وإن أمَرَ تبادروا لأمره، محشود محفود (أي عنده جماعة من أصحابه يطيعونه)، لا عابس ولا مُفَنَّد (غير عابس الوجه، وكلامه خالٍ من الخُرافة).

قال أبو معبد: هو والله صاحب قريش الذي ذُكِرَ لنا من أمره ما ذُكِر بمكة، و لقد همَمتُ أن أصحبه، ولأفعَلَنَّ إن وَجدتُ إلى ذلك سبيلا.

و أصبح صوت بمكة عالياً يسمعه الناس، و لا يدرون من صاحبه و هو يقول :

جزى الله رب الناس خيرَ جزائه رفيقين قالا خيمتي أم معبد

هما نزلاها بالهدى و اهتدت به فقد فاز من أمسى رفيق محمد

حديث حسن قوي أخرجه الحاكم و صححه ، ووافقه الذهبي.

- وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة إضحيان، وعليه حُلَّة حمراء، فجعلتُ أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى القمر، فإذا هو عندي أحسنُ من القمر". (إضحِيان هي الليلة المقمرة من أولها إلى آخرها).

- وما أحسن ما قيل في وصف الرسول صلى الله عليه وسلم:

"وأبيض يُستَسقى الغمام بوجهه ثِمال اليتامى عِصمة للأرامل"

(ثِمال: مُطعِم ، عصمة: مانع من ظُلمهم).

ما جاء في حُسن النبي صلى الله عليه وسلم:

لقد وُصِفَ بأنه كان مشرباً حمرة وقد صدق من نعته بذلك، ولكن إنما كان المشرب منه حُمرة ما ضحا للشمس والرياح، فقد كان بياضه من ذلك قد أشرب حمرة، وما تحت الثياب فهو الأبيض الأزهر لا يشك فيه أحد ممن وصفه بأنه أبيض أزهر ...

يعرف رضاه وغضبه وسروره في وجهه وكان لا يغضب إلا لله، كان إذا رضى أو سُرّ استنار وجهه فكأن وجهه المرآة، وإذا غضب تلون وجهه واحمرت عيناه.

عن عائشة رضي الله عنها قالت: " استعرت من حفصة بنت رواحة إبرة كنت أخيط بها ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فطلبتها فلم أقدر عليها، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبينت الإبرة لشعاع وجهه ... "، أخرجه ابن عساكر والأصبهاني في الدلائل والديلمي في مسند الفردوس كما في الجامع الكبير للسيوطي.

و في ختام هذا العرض لبعض صفات الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الخَلقية التي هي أكثر من أن يحيط بها كتاب لا بد من الإشارة إلى أن تمام الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم هو الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى خلق بدنه الشريف في غاية الحسن والكمال على وجه لم يظهر لآدمي مثله.

ويرحم الله القائل:

فهو الذي تم معناه وصورته           ثم اصطفاه حبيباً باريء النسم

فتنزه عن شريك في محاسنه          فجوهر الحسن فيه غير منقسم

 

وقيل في شأنه صلى الله عليه وسلم أيضاً:

بلغ العلى بكمـــالـه       كشف الدجى بجماله

حسنت جميع خصالـــه صـلـوا عليـه وآلـه

ورحم الله ابن الفارض حيث قال:

وعلى تفنن واصف يفنى الزمان وفيه ما لم يُوصَفِ

مسألة: من المعلوم أن النسوة قطعت أيديهم لما رأين يوسف عليه السلام إذ إنه عليه السلام أوتيَ شطر الحسن، فلماذا لم يحصل مثل هذا الأمر مع النبي صلى الله عليه وسلم؟ هل يا ترى سبب ذلك أن يوسف عليه السلام كان يفوق الرسول عليه الصلاة والسلام حُسناً وجمالاً؟

الجواب: صحيح أن يوسف عليه السلام أوتي شطر الحُسن ولكنه مع ذلك ما فاق جماله جمال وحُسن النبي صلى الله عليه وسلم. فلقد نال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم صفات كمال البشر جميعاً خَلقاً وخُلُقاً، فهو أجمل الناس وأكرمهم وأشجعهم على الإطلاق وأذكاهم وأحلمهم وأعلمهم… إلخ هذا من جهة، ومن جهة أخرى وكما مر معنا سابقاً أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلوه الوقار والهيبة من عظمة النور الذي كلَّله الله تعالى به، فكان الصحابة إذا جلسوا مع النبي صلى الله عليه وسلم كأن على رؤوسهم الطير من الهيبة والإجلال فالطير تقف على الشيء الثابت الذي لا يتحرك.

وما كان كبار الصحابة يستطيعون أن ينظروا في وجهه ويصفوه لنا لشدة الهيبة والإجلال الذي كان يملأ قلوبهم وإنما وصفه لنا صغار الصحابة، ولهذا السبب لم يحصل ما حصل مع يوسف عليه السلام.

 

 

 

خريطة مكة المكرمة

  • Currently 25/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
7 تصويتات / 847 مشاهدة
نشرت فى 5 يونيو 2011 بواسطة TAHAGIBBA

خريطة المدينة المنورة

  • Currently 27/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
8 تصويتات / 962 مشاهدة

 

مقال للشيخ محمد العوضي أطال الله عمره

قبل عشر سنوات تقريباً سألني سفير الكويت حالياً في اليونان ابراهيم المنصور ، سألني في جدة يوم ان كان قنصلا فيها قال هل يجوز أن يتحدث الإنسان بما شاهده داخل الكعبة ؟ قلت أكيد تشرفت بالدخول فيها ؟ قال نعم لقد أكرمني الله بدخولها فقال لي أحد الداخلين إياك أن تتحدث بما رأيت وأجعله سراً بينك وبين ربك ؟ قلت له يا ابا عبدالله ليس في ديننا أسرار ولا يوجد دليل على تحريم الحديث عن ما يشاهدة الانسان داخل الكعبة وتاريخ المسلمين ينقض هذا الكلام .

كل من شاهدتهم من أهل بلدي ومعارف يفي الحرم أو في الفندق أو في الطائرة أو في المطار أو في الكويت سؤالهم الأول خبرنا ماذا يوجد داخل الكعبة ؟

مازلت منذ الأربعاء الماضي إلى ساعة كتابة هذا المقال وأنا أعيس تلك الأجواء الطاهرة ، كنا على باب الكعبة الكتف بالكتف ونحن نعلم أن مكوثنا في الكعبة لدقائق معدودة ، فالتركيز متوجه على أخذ موقع داخل الكعبة ثم الصلاة والدعاء والتضرع إلى المولى عزوجل ، وأذن لنا بالدخول وصعدنا الدرج ، دخلت فأخذت الزاوية على اليمين وتناثر الزائرون في الكعبة يصلون ويبتهلون ، الضوء خافت حيث ليس في الكعبة أضواء كهربائية وإنما النور الداخل من الباب هو الذي زاد الجو رواحية فكأنك في مطلع الفجر لا أحد يريد أن يترك موقعه وأخرون ينتظرون دورهم ، فنادى سادن الكعبة على الزائرين يا جماعة ، السنة ركعتان بارك الله فيكم وأفسحوا المجال لاخوانكم في الخارج ، علمت بعد ذلك أن الزاوية الرخامية التي كانت عن يميني هي البا الداخلي الذي يؤدي إلى سطح الكعبة صليت ثم التفت ورائي وإذا بالأخ مزيد العازمي نائب القنصل وكان القنصل جمال الغانم في الجهة الأخرى ، ونحن نتبادل السلام والتباريك شعرت بنفس الأجواء التي نعيشها بعد صلاة العيد .

مفاتيح الكعبة
رايت البخور يتصاعد من المباخر الصمطفة على عتبة صغيرة في وسط الكعبة ويجوارها رجل كبير السن يلبس مشلحاً ويجلس على كرسي والناس تسلم عليه ، وإذا به عبدالعزيز الشيبي حامل مفاتيح الكعبة فتذكرت يوم أن دخل الرسول صلى الله عليه وسلم مكة فاتحاً ، نادي عثمان بن طلحة فدعا له وقال له هاك مفتاحك يا عثمان اليوم يوم بر ووفاء ، خذوها خالدة تالدة ، لا ينزعها منكم إلا ظالم ، وها هي إلى اليوم في أيديهم وهم من بني شيبة .

غابت الرؤية
أخذت قطعة من القماش الأبيض وهويت على الأرض أمسح وأنظف ما هو نظيف وهي عملية رمزية ليتشرف الانسان بخدمة البيت العتيق ، حيث جرت المراسم بعد الانتهاء الضيوف من الزيارة ، يتشرف أمير مكة عبدالمجيد بن عبدالعزيز بغسل الكعبة من الداخل بماء زمزم 25 غالونا مخلوطاً بماء الورد ومعه كيلو بخور عود ... لا أحد يريد الخروج وهذا خلاف الأدب والواقع والضيوف في الانتظار ، وذهبنا مع الدكتور طارق السويدان وولديه محمد ومهند وبصبتنا الأخ المكرم كامل جمعة من الامارة مرافقاً وفي الفندق تناولنا الافطار مع القنصل ونائبه ، وجاء السؤال من أنفسنا ومن الناس ماذا شاهدتم داخل الكعبة ؟ كان السؤال مفاجئاً لي حيث لا أذكر أنني رفعت بصري إلى سقف الكعبة ولا إلى أعالي جدرانها ، كيف غابت الرية ؟ وكيف ضاعت فرصة العمر ؟ وماذا أجيب المحبين العاشقين لبيت الله ؟ وكيف فاتني أن أمتع بصري بهذا الطهر والشرف ؟ صدق قاضي مكة الأسبق الشيخ محمد الرفاعي عندما قلت له بالمساء تصدق يا شيخ أنني لا أذكر شيئا داخل الكعبة ؟ فقال : لست أنت أول من يقول ذلك ، كل الذي دخلوا أول مرة أخذهم هو الموقع فوقعوا في الذهول وغابت الرية لانشغال الانسان بذنوبه وتقصيره ، وتوجه قله إلى رحمة رب الكعبة أكثر من الكعبة .

أعمدة ومعلقات
وأخذنا نتبادل المعلومات في كل عزيمة ومجلس ونسأل ونتساءل ماذا رأيتم ؟ الدكتور السويدان مثلي لم يدقق ، ولداه محمد ومهند يقولان في الكعبة عمودان قاعدتهما من ذهب وخشبهما من العود المنقوش ، القنصل جمالا لغانم يقول ثلاثة أعمدة ونائبه مزيد متردد وكامل جمعة يقول ثلاثة أعمدة وفي وفي كل مجلس خلاف عمودان أم ثلاثة ، إلى أن تأكدت أمس أنهما عمودان عبر مكالمة هاتفية للمزيل كامل جمعة ويبدو أن الزاوية التي فيها باب سطح الكعبة أوقعتنا في الشك ، وفي عهد الرسول عليه الصلاة والسلام كانت الأعمدة ستة .

سقف الكعبة 
بين العمودين سلسلة معلق فيها تحف نحاسية أو ذهبية تراثية قديمة نادرة وجملة فاتني مشاهدتها وقالوا : سقف الكعبة قماش أخضر يمتد إلى مترين أو ثلاثة على الجدران من أعلى ثم بعد ذلك يأتي الرخام إلى الأرض ولون الرخام أبيض يتخلله فواصل لونها فستقي ليس في الكعبة أكثر من ذلك سالت البارحة المدير الاقليمي لقناة إم بي سي لماذا لا يتم تصوير داخل الكعبة قال : ممنوع على كل وسائل الاعلام وفعلاً هيبتها في غموضها وتطلع القلوب إليها ولكن ادخال السرور على الناس برؤيتها أمر مطلوب ، في المقال الا×ير سنتكلم عن عبدالجبار الباكستاني وستارة الكعبة وكرم وأخلاق وكيل الامارة .

محمد العوضي 

أدعوا الله أن يزيدكم أيمانا وثباتا بإذن الله 
أخوكم المحب هشام

 

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 305 مشاهدة

 

تفسير سور الفاتحة والإخلاص والمعوذتين

الإمام محمد بن عبد الوهاب

(رحمه الله)



تفسير سورة الفاتحة

قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: اعلم أرشدك الله لطاعته, وأحاطك بحياطته, وتولاك في الدنيا والآخرة, أن مقصود الصلاة وروحها ولبها هو إقبال القلب على الله تعالى فيها, فإذا صليت بلا قلب فهي كالجسد الذي لا روح فيه, ويدل على هذا قوله تعالى: {فويل للمصلين* الذين هم عن صلاتهم ساهون} (سورة الماعون 4-5), ففسر السهو بالسهو عن وقتها, أي إضاعته- والسهو عن ما يجب فيها, والسهو عن حضور القلب, ويدل على ذلك الحديث الذي في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تلك صلاة المنافق, تلك صلاة المنافق, تلك صلاة المنافق, يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني شيطان قام فنقر أربعاً لايذكر فيها إلا قليلاً)) (رواه مسلم).

فوصفه بإضاعة الوقت بقوله: ((يرقب الشمس)) وبإضاعة الأركان بذكره النقر , وبإضاعة حضور القلب بقوله: ((لا يذكر الله فيها إلا قليلا)). إذا فهمت ذلك فافهم نوعا واحدا من الصلاة , وهو قراءة الفاتحة لعل الله أن يجعل صلاتك في الصلوات المقبولة المضاعفة المكفرة للذنوب.

ومن أحسن ما يفتح لك الباب في فهم الفاتحة حديث أبي هريرة الذي في صحيح مسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يقول الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فإذا قال العبد (الحمد لله رب العالمين) قال الله: حمدني عبدي , فإذا قال: (مالك يوم الدين) قال الله: مجدني عبدي , فإذا قال: (إياك نعبد وإياك نستعين) قال الله: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل , فإذا قال: (اهدنا الصراط المستقيم , صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) قال الله: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)) انتهى الحديث. (اخرجه مسلم).

فإذا تأمل العبد هذا , وعلم أنها نصفان: نصف لله وهو أولها إالى قوله: (إياك نعبد) ونصف للعبد دعاء يدعو به لنفسه , وتأمل أن الذي علمه هذا هو الله تعالى , وأمره أن يدعو به ويكرره في كل ركعة , وأنه سبحانه من فضله وكرمه ضمن إجابة هذا الدعاء إذا دعاه بإخلاص وحضور قلب تبين له ما أضاع أكثر الناس. 

قد هيئوك لأمر لو فطنت له      فأربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل

وها أنا أذكر لك بعض معاني هذه السورة العظيمة لعلك تصلي بحضور قلب , ويعلم قلبك ما نطق به لسانك , لأن ما نطق به اللسان ولم يعقد عليه القلب ليس بعمل صالح كما قال تعالى: (يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم). (سورة الفتح 11). وأبدأ بمعنى الاستعاذة , ثم البسملة , على طريق الاختصار والإيجاز , فمعنى (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) ألوذ بالله وأعتصم بالله وأستجير بجنابه من شر هذا العدو , أن يضرني في ديني أو دنياي , أو يصدني عن فعل ما أمرت به , أو يحثني على فعل ما نهيت عنه , لأنه أحرص ما يكون على العبد إذا أراد عمل الخير من صلاة وقراءة أو غير ذلك , وذلك أنه لا حيلة لك في دفعه إلا بالاستعاذة بالله لقوله تعالى: (إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم). (سورة الأعراف 27) , فإذا طلبت من الله أن يعيذك منه , واعتصمت به كان هذا سببا في حضور القلب فاعرف معنى هذه الكلمة ولا تقلها باللسان فقط كما عليه أكثر الناس.

وأما البسملة فمعناها أدخل في هذا الأمر من قراءة أو دعاء أو غير ذلك (بسم الله) لا بحولي ولا بقوتي , بل أفعل هذا الأمر مستعينا بالله , ومتبركا باسمه تبارك وتعالى , هذا في كل أمر تسمى في أوله من أمر الدين أو أمر الدنيا , فإذا أحضرت في نفسك أن دخولك في القراءة بالله مستعينا به , متبرئا من الحول والقوة كان هذا أكبر الأسباب في حضور القلب , وطرد الموانع من كل خير.

(الرحمن الرحيم) اسمان مشتقان من الرحمة أحدهما أبلغ من الآخر , مثل العلام والعليم , قال ابن عباس: هما اسمان رقيقان احدهما أرق من الآخر أي أكثر من الآخر رحمة.

وأما الفاتحة فهي سبع آيات: ثلاث ونصف لله , وثلاث ونصف للعبد , فاولها (الحمد لله رب العالمين) فاعلم أن الحمد هو الثناء باللسان على الجميل الاختياري , فأخرج بقوله الثناء باللسان الثناء بالفعل الذي يسمى لسان الحال فذلك نوع من الشكر.

وقوله على الجميل الاختياري أي الذي يفعله الإنسان بإرادته , وأما الجميل الذي لا صنع له فيه مثل الجمال ونحوه فالثناء به يسمى مدحا لا حمدا.

والفرق بين الحمد والشكر: أن الحمد يتضمن المدح والثناء على المحمود بذكر محاسنه سواء كان إحسانا إلى الحامد أو لم يكن , والشكر لا يكون إلا على أحسان المشكور , فمن هذا الوجه الحمد أعم من الشكر , لأنه يكون على المحاسن والإحسان , فإن الله يحمد على ما له من الأسماء الحسنى , وما خلقه في الآخرة والأولى , ولهذا قال: (الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا). (سورة الإسراء 111) , وقال: (الحمد لله الذي خلق السموات والأرض). (سورة الأنعام 13) , إلى غير ذلك من الآيات.

وأما الشكر فإنه لا يكون إلا على الإنعام, فهو أخص من الحمد من هذا الوجه, لكنه يكون بالقلب واليد واللسان, ولهذا قال تعالى: (اعملوا ءال داود شكراً) (سورة الإنعام , الآية: 1) , والحمد يكون بالقلب واللسان, فمن هذا الوجه الشكر أعم من جهة أنواعه, والحمد أعم من جهة أسبابه. 
الألف واللام في قوله: (
الحمد) للاستغراق أي جميع أنواع الحمد لله لا لغيره , فأما الذي لا صنع للخلق فيه مثل خلق الإنسان, وخلق السمع والبصر والسماء والأرض والأرزاق وغير ذلك فواضح, وأما ما يحمد عليه المخلوق مثل ما يثني به على الصالحين والأنبياء والمرسلين, وعلى من فعل معروفاً خصوصاً إن أسداه إليك, فهذا كله لله أيضاً بمعنى أنه خلق ذلك الفاعل, وأعطاه ما فعل به ذلك, وحببه إليه وقواه عليه, وغير ذلك من أفضال الله الذي لو يختل بعضها لم يحمد ذلك المحمود فصار الحمد لله كله بهذا الاعتبار.

وأما قوله: (لله رب العالمين) فالله علم على ربنا تبارك وتعالى, ومعناه: الإله أي المعبود لقوله: (وهو الله في السموت وفي الأرض) (سورة الأنعام, الآية: 3), أي المعبود في السموات والمعبود في الأرض: (إن كل من في السموت والأرض إلا ءاتي الرحمن عبداً) (سورة مريم, الآية: 93), وأما الرب فعناه المالك المتصرف, وأما (العالمين) فهو اسم لكل ماسوى الله تبارك وتعالى فكل ماسواه من ملك ونبي وإنسي وجني وغير ذلك مربوب مقهور يتصرف فيه, فقير محتاج كلهم صامدون إلى واحد لاشريك له في الدين, وهو الغني الصمد, وذكر بعد ذلك (مالك يوم الدين) وفي قراءة أخرى (ملك يوم الدين) فذكر في أول هذه السورة التي هي أول المصحف الألوهية والربوبية والملك, كما ذكره في آخر سورة من المصحف (قل أعوذ برب الناس * ملك الناس) (سورة الناس, الآيات: 1-3).

فهذه ثلاثة أوصاف لربنا تبارك وتعالى ذكرها مجموعة في موضه واحد في أول القرآن, ثم ذكرها مجموعة في موضع واحد في آخر القرآن ما يطرق سمعك من القرآن. فينبغي لمن نصح نفسه أن يعتني بهذا الموضوع, ويبذل جهده في البحث عنه, ويعلم أن العليم الخبير لم يجمع بينهما في أول القرآن ثم في آخره إلا لما يعلم من شدة حاجة العباد إلى معرفتها, ومعرفة الفرق بين هذه الصفات, فكل صفة لها معنى غير معنى الأخرى, كما يقال: محمد رسول الله , وخاتم النبيين, وسيد ولد آدم فكل وصف له معنى غير ذلك الوصف الآخر.

إذا عرفت أن معنى الله هو الإله, وعرفت أن الإله هو المعبود, ثم دعوت الله أو ذبحت له أو نذرت له فقد عرفت أنه الله , فإن دعوت مخلوقاً طيباً أو خبيثاً, أو ذبحت له أو نذرت له فقد زعمت أنه هو الله , فمن عرف أنه قد جعل شمسان أو تاجا (شمسان وتاج - ومثلهما يوسف - رجال كان الناس في عصر الشيخ يعتقدون فيهم الولاية, ويرفعون لهم من العبادة والدعاء ونحوها ما لا ينبغي أن يرفع إلا لله عز وجل) (راجع رسالة كشف الشبهات للشيخ) برهة من عمره هو الله, عرف ماعرفت بنو إسرائيل لما عبدوا العجل, فلما تبين لهم ارتاعوا, وقالوا ماذكر الله عنهم: (ولما سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا لَئِنْ لم يرحمنا ربنا ريغفر بنا لنوكنن من الخسرين) (سورة الأعراف, الآية: 149).

وأما الرب فمعناه المالك المتصرف, فالله تعالى مالك كل شئ وهو المتصرف فيه, وهذا حق, ولكن أقر به عباد الأصنام الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم, كما ذكر الله عنهم في القرآن في غير موضع كقوله تعالى: (قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصر ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فيسقولون الله قل أفلا تتقون) (سورة يونس, الآية: 31).

فمن دعا في تفريج كربته وقضاء حاجته, ثم دعا مخلوقاً في ذلك خصوصاً إن اقترن بدعائه نسبة نفسه إلى عبوديته مثل قوله في دعائه (فلان عبدك) أو قول (عبد علي) أو (عبد النبي أو الزبير) فقد أقر له بالربوبية, وفي دعائه علياً أو الزبير بدعائه الله تبارك وتعالى وإقراره له بالعبودية, ليأتي له بخير أو ليصرف عنه شراً مع تسمية نفسه عبداً له, قد أقر له الربوبية, ولم يقر لله رب العالمين كلهم بل جحد بعض ربوبيته, فرحم الله عبداً نصح نفسه, وتفطن هذه المهمات, وسأل عن كلام أهل العلم, وهم أهل الصراط المستقيم, هل فسروا السورة بهذا أم لا؟.

وأما الملك فيأتي الكلام عليه, وذلك أن قوله: (مالك يوم الدين) وفي القراءة الأخرى (ملك يوم الدين) فمعناه عند جميه المفسرين كلهم ما فسره الله به في قوله: (ومآ أدراك مايوم الدين * ثم مآ ما أدراك ما يوم الدين * يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً والأمر يومئٍذ لله) (سورة الأنفطار, الآيات: 17 - 19).

فمن عرف تفسير هذه الآية, وعرف تخصيص الملك بذلك اليوم, مع أنه سبحانه مالك كل شئ ذلك اليوم وغيره, عرف أن التخصيص لهذه المسألة الكبيرة العظيمة التي بسبب معرفتها دخل الجنة من دخلها, وبسبب الجهل بها دخل النار من دخلها, فيالها من مسألة لو رحل الرجل فيا أكثر من عشرين سنة لم يوفها حقها, فأين هذا المعنى والإيمان بما صرح به القرآن, مع قوله صلى الله عليه وسلم: (يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئاً), (أخرجه البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة), من قول صاحب البردة:  

ولن يضيق رسول الله جاهك بي     إذا الكريـم تحلى باسـم منتقم

فإن لي ذمـة منه بتسـميتـي     محمداً وهو أوفي الخلق بالذمم

إن لم تكـن في مادي آخذاً بيدي     فضلاً وإلا فقـل يا زلة القـدم

فليتأمل من نصح نفسه هذه الأبيات ومعناها, ومن فتن بها من العباد, وممن يدعي انه من العلماء, واختاروا تلاوتها على تلاوة القرآن.

هل يجتمع في قلب عبد التصديق بهذه الأبيات والتصديق بقوله: (يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً والأمر يومئٍذ لله) وقوله: (يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئاً) لا والله , لا والله , لا والله إلا كما يجتمع في قلبه أن موسى صادق, وأن فرعون صادق, وأن محمداً صادق على الحق, وأن أبا جهل صادق على الحق. لا والله ما استويا ولن يتلاقيل حتى تشيب مفارق الغربان.

فمن عرف هذه المسألة وعرف البردة, ومن فتن بها عرف غربة الإسلام, وعرف أن العداوة واستحلال دمائنا وأموالنا ونسائنا, ليس عند التكفير والقتال, بل هم الذين بدءونا بالتكفير والقتال, بل عند قوله: (فلا تدعوا مع الله أحداً) (سورة الجن, الآية: 18) , وعند قوله: (اولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب) سورة الإسراء, الآية: 57), وقوله: (له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشئ) (سورة الرعد, الآية: 14), فهذه بعض المعاني في قوله: (مالك يوم الدين) بإجماع المفسرين كلهم, وقد فسرها الله سبحانه في سورة ((إذا السماء انفطرت) كما قدمت لك.

واعلم أرشدك الله أن الحق لا يتبين إلا بالباطل كما قيل: وبضدها تتبين الأشياء.

فتأمل ما ذكرت لك ساعة بعد ساعة, ويوماً بعد يوم وشهراً بعد شهر, وسنة بعد سنة لعلك أن تعرف ملة أبيك إبرهيم ودين نبيك فتحشر معهما, ولا تصد عن الحوض يوم الدين, كما يصد عنه من صد عن طريقهما , ولعلك أن تمر على الصراط يوم القيامة, ولا تزل عنه كما زل عن صراطهما المستقيم في الدنيا من زل, فعليك بإدامة دعاء الفاتحة مع حضور القلب وخوف وتضرع.

وأما قوله: (إياك نعبد وإياك نستعين) فالعبادة كمال المحبة وكمال الخضوع, والخوف والذل, وقدم المفعول وهو إياك, كرر للاهتمام والحصر أي لا نعبد إلا إياك, ولا نتوكل إلا عليك, وهذا هو كمال الطاعة, والدين كله يرجع إلى هذين المعنيين, فالأول التبرؤ من الشرك, والثاني التبرؤ من الحول والقوة فقوله: (إياك نعبد) أي إياك نوحد, ومعناه أنك تعاهد ربك أن لا تشرك في عبادته أحداً, لا ملكاً ولا نبياً ولا غيرهما, كما قال للصحابة: (ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبين أرباباً أيامركم بالكفر بعذ إذ أنتم مسلمون) (سورة آل عمران, الآية: 80),فتأمل هذه الآية واعرف ما ذكرت لك في الربوبية, أنها التي نسبت إلى تاج ومحمد بن شمسان, فإذا كان الصحابة لو يفعلوها مع الرسل كفروا بعد إسلامهم فكيف بمن فعلها في تاج وأمثاله؟

وقوله: (وإياك نستعين) هذا فيه أمران أحدهما سؤال الإعانة من الله وهو التوكل والتبرئ من الحول والقوة. وأيضاً طلب الإعانة من الله كما مر أنها من نصف العبد.

وأما قوله: (اهدنا الصراط المستقيم) فهذا هو الدعاء الصـريح الذي هـو حـظ الـعبد من الله , وهو التضرع إليه والإلحاح عليه أن يرزقه هذا المطلب العظيم, الذي لـم يعط أحد في الدنيا والآخرة أفضل منه, كما مـن الله على رسوله صلى الله عليه وسلم بعد الفتح بقوله: (ويهديك صراطاً مستقيماً) (سورة الفتح, الآية: 2), والهداية هم هنا التوفيق والإرشاد, وليتأمل العبد ضرورته إلى هذه المسألة, فإن الهداية إلى ذلك تتضمن العلم والعمل الصالح على وجه الاستقامة والكمال والثبات على ذلك إلى أن يلقى الله.

والصراط: الطريق الواضح والمستقيم الذي لا عوج فيه, والمراد بذلك الدين الذي أنزله الله على رسوله صلى الله عليه وسلم وهو (صراط الذين أنعمت عليهم) وهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه, وأنت دائماً في كل ركعة تسأل الله أن يهديك إلى طريقهم, وعليك من الفرائض أن تصدق الله أنه هو المستقيم, وكلما خالفه من طريق أو علم أو عبادة, فليس بمستقيم, بل معوج. وهذه أول الواجبات من هذه الآية, وهو اعتقاد ذلك بالقلب, وليحذر المؤمن من خدع الشيطان, وهو اعتقاد ذلك مجملاً وتركه مفصلاً, فإن أكفر الناس من المرتدين يعتقدون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحق وإن ما خالفه باطل, فإذا جاء بما لا تهوى أنفسهم فكما قال تعالى: (فريقاً كذبوا وفريقاً يقتلون) (سورة المائدة, الآية: 70).

وأما قوله: (غير المغضوب عليهم ولا الضـآلين) فالمغضوب عليهم هم العلماء الذين لم يعملوا بعلمهم, والضالون العاملون بلا علم, فالأول صفة اليهود, والثاني صفة النصارى, وكثير من الناس إذا رأي في التفسير أن اليهود مغضوب عليهم وأن النصارى ضالون, ظن الجاهل أن ذلك مخصوص بهم, وهو يقر أن ربه فارض عليه أن يدعو بهذا الدعاء, ويعوذ من طريق أهل هذه الصفات, فياسبحان الله كيف يعلمه الله ويختار له, ويفرض عليه أن يدعو به دائماً مع ظنه أنه لا حذر علي منه, ولا يتصور أنه يفعله, هذا من ظن السوء بالله , والله أعلم هذا آخر الفاتحة.

أما آمين فليست من الفاتحة, ولكنها تأمين على الدعاء, معناها اللهم استجب, فالواجب تعليم الجاهل لئلا يظن أنها من كلام الله.

مسائل مستنبطة من سورة الفاتحة

الأولى: (إياك نعبد وإياك نستعين) فيها التوحيد.
الثانية: (
اهدنا الصراط المستقيم) فيها المتابعة.
الثالثة: أركان الدين الحب والرجاء والخوف. فالحب في الأولى والرجاء في الثانية والخوف في الثالثة.
الرابعة: هلاك الأكثر في الجهل بالآية الأولى أعني استغراق الحمد واستغراق ربوبية العالمين.
الخامسة: أول المنعم عليهم وأول المغضوب عليهم والضالين.
السادسة: ظهور الكرم والحمد في ذكر المنعم عليهم.
السابعة: ظهور القدرة والمجد في ذكر المغضوب عليهم والضالين.
الثامنة: دعاء الفاتحة مع قوله لا يستجاب الدعاء من قلب غافل.
التاسعة: قوله (
صراط الذين أنعمت عليهم) فيه حجة الإجماع.
العاشرة: مافي الجملة من هلاك الإنسان إذا وكل إلى نفسه.
الحادية عشر: مافيها من النص على التوكل.
الثانية عشر: مافيها من التنبية على بطلان الشرك.
الثالثة عشرة: التنبيه على بطلان البدع. الرابعة عشرة: آيات الفاتحة كل آية منها لو يعلمها الإنسان صار فقيهاً, وكل آية أفرد معناها بالتصانيف.

والله سبحانه وتعالى أعلم.



تفسير سورة الإخلاص

قال رحمه الله تعالى في تفسير سورة الإخلاص: عن عبد الله بن حبيب قال: (خرجنا في ليلة ممطرة فطلبت النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي لنا فأدركناه، فقال: قل، فلم أقل شيئا، قال: قلت يا رسول الله ما أقول ؟ قال: {قل هو الله أحد} و المعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك كل شيء) قال الترمذي حديث حسن صحيح.

والأحد الذي لا نظير له، والصمد الذي تصمد الخلائق كلها إليه في جميع الحاجات، وهو الكامل في صفات السؤدد.
فقوله {أحد} نفي النظير والأمثال، وقوله {الصمد} إثبات صفات الكمال، وقوله {لم يلد ولم يولد} نفي للصاحبة والعيال، {ولم يكن له كفوا أحد} نفي الشركاء لذي الجلال.



تفسير الفلق

قال رحمه الله في تفسير سورة الفلق: بسم الله الرحمن الرحيم {قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق * ومن شر غاسق إذا وقب * ومن شر النفثت في العقد * ومن شر حاسد إذا حسد}.

فمعنى {أعوذ}: أعتصم والتجي ء وأتحرز، وتضمنت هذه الكلمة مستعاذا به ومستعاذا منه ومستعيذا. فأما المستعاذ به: فهو الله وحده رب الفلق الذي لا يستعاذ إلا به.
وقد أخبر الله عمن استعاذ بخلقه، أن استعاذته زادنه رهقا (وهو الطغيان)، فقال: {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا} (سورة الجن).

و {الفلق}: هو بياض الصبح، إذا انفلق من الليل، وهو من أعظم آيات الله الدالة على وحدانيته.

وأما المستعيذ: فهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل من اتبعه إلى يوم القيامة.

وأما المستعاذ منه فهو أربعة أنواع:

الأول: قوله: {من شر ما خلق} وهذا يعم شرور الأولى والآخرة، وشرور الدين والدنيا.

الثاني: قوله: {ومن شر غاسق إذا وقب} والغاسق: الليل، إذا وقب: أي أظلم ودخل في كل شيء، وهو محل تسلط الأرواح الخبيثة.

الثالث: قوله: {ومن شر النفثت في العقد} وهذا من شر السحر، فإن النفاثات: السواحر التي يعقدن الخيوط وينفثن على كل عقدة حتى ينعقد ما يردن من السحر، والنفاثات: مؤنث، أي الأرواح والأنفس، لأن تأثير السحر إنما هو من جهة الأنفس الخبيثة.

الرابع: قوله: {ومن شر حاسد إذا حسد} وهذا يعم إبليس وذريته لأنهم أعظم الحساد لبني آدم أيضا. وقوله: {إذا حسد} لأن الحاسد إذا أخفى الحسد ولم يعامل أخاه إلا بما يحبه الله، لم يضر المحسود.



تفسير الناس

قال رحمه الله في تفسير سورة الناس: بسم الله الرحمن الرحيم: {قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله الناس * من شر الوسواس الخناس * الذي يوسوس في صدور الناس * من الجنة والناس}.

قوله: {قل أعوذ برب الناس} فقد تضمنت أيضا ذكر ثلاثة:
الأول: الإستعاذة وقد تقدمت. 
الثاني: المستعاذ به.
الثالث: المستعاذ منه.

فأما المستعاذ به: فهو الله وحده لا شريك له رب الناس الذي رزقهم ودبرهم، وأوصل إليهم مصالحهم ومنع عنهم مضارهم.

{ملك الناس} أي المتصرف فيهم وهم عبيده ومما ليكه، المدبر لهم كما يشاء، الذي له القدرة والسلطان عليهم، فليس لهم ملك يهربون إليه إذا دهمهم أمره، يخفض ويرفع ويصل ويقطع ويعطي ويمنع.

{إله الناس} أي معبودهم الذي لا معبود لهم غيره، فلا يدعى ولا يرجى ولا يخلق إلا هو، فخلقهم وصورهم وأنعم عليهم وحماهم مما يضرهم بربوبيته، وقهرهم وأمرهم ونهاهم، وصرفهم كما يشاء بملكه، واستعبدهم بالهيبة الجامعة لصفات الكمال كلها.

وأما المستعاذ منه: فهو الوسواس، وهو الخفي الإلقاء في النفس.

وأما الخناس: فهو الذي يخنس ويتأخر ويختفي، وأصل الخنوس: الرجوع إلى الوراء، وهذان وصفان لموصوف محذوف وهو: الشيطان، وذلك أن العبد إذا غفل جثم على قلبه وبذل فيه الوساوس التي هي أصل الشر، فإذا ذكر العبد ربه واستعاذ به خنس.
قال قتادة: (الخناس له خرطوم كخرطوم الكلب، فإذا ذكر العبد ربه خنس). ويقال رأس كرأس الحبة يضعه على ثمرة القلب ويمنيه ويحدثه، فإذا ذكر الله خنس، وجاء بناؤه على الفعال الذي يتكرر منه، فإنه كلما ذكر الله انخنس، وإذا غفل عاد.

وقوله: {من الجنة والناس}: يعني أن الوسواس نوعان: إنس وجن، فإن الوسوسة: الإلقاء الخفي، لكن إلقاء الإنس بواسطة الأذن، والجني لا يحتاج إليها، ونظير اشتراكهما في الوسوسة اشتراكهما في الوحي الشيطاني في قوله: {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون} (الأنعام).

والله أعلم، والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.


 

 

أذكــــار اليوم والليلة

من القرآن وصحيح السنة



قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (إن روح القدس نفث في روعي أن نفساً لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله فإن الله تعالى لا يُنالُ ما عنده إلا بطاعته)


فضل الذكر

قال تبارك وتعالى: (والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً) (سورة الأحزاب:35) وقال صلى الله عليه وسلم (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت) (رواه البخاري).

أخي المسلم : احرص في دعائك أن تصلي على النبي، صلى الله عليه وسلم، وذلك بعد أن تحمد الله تبارك وتعالى وتثني عليه بما هو أهل له سبحانه وتعالى لأن هذا من أعظم أسباب إجابة الدعاء بعد إخلاص العمل لله عز وجل فلا يُدعى غيره ولا يُلجأ إلا إليه سبحانه وتعالى.


أذكار الصباح والمساء

(1) كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال : أمسينا وأمسى الملك لله ، والحمد لله لا إله إلا الله وحدهُ لا شريك له ، له المُلك ولهُ الحمدُ وهو على كل شيءٍ قدير ، ربِّ أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها ربِّ أعوذ بك من الكسل وسوء الكِبَر ، رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر "وإذا أصبح قال ذلك أيضاً: " أصبحنا وأصبح المُلك لله.

(2) كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلم أصحابه يقول: إذا أصبح أحدكم فليقل " اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور". وإذا أمسى فليقل " اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير.

(3) قال صلى الله عليه وسلم : " سيد الاستغفار أن يقول :

اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدُك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ وأبوء لك بذنبي، أغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت".

قال : ومن قالها في النهار موقناً بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها في الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة ".

(4) قال صلى الله عليه وسلم : قل: " قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من شيء ".

(5) قال صلى الله عليه وسلم من نزل منزلاً فقال :

أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق. لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك".

(6) " اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة اللهم أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي واحفظني من بين يديَّ، ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بك أن أغتال من تحتي".

(7) " اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه وأن أقترف على نفسي سوءاً أو أجره إلى مسلم قال: قلها إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك "

(8) قال صلى الله عليه وسلم : " ما من عبد يقول في صباح كل يوم، ومساء كل ليلة:

بسم الله الذي لا يضر مع أسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات، فيضره شيء"

(9) قال صلى الله عليه وسلم : من قال حين يصبح وحين يمسي:

سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه ".

(10) كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا أصبح وإذا أمسى:

" أصبحنا على فطرة الإسلام وعلى كلمة الإخلاص وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين".

(11) قال صلى الله عليه وسلم : " من قال :

لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة. كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومُحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك ومن قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطَّت خطياه ولو كانت مثل زبد البحر".

(12) قال صلى الله عليه وسلم : " من صلى عليَّ حين يصبح عشراً وحين يمسي عشراً، أدركته شفاعتي يوم القيامة ".

(13) عن ابن عباس عن جويرية أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال : " مازلت على الحال التي فارقتك عليها " قالت : نعم، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن، سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضى نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته ".

(14) " اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك، فمنك وحد لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر ".

(15) " يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين "

(16) " اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت، اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر، وأعوذ بك من عذاب القبر، لا إله إلا أنت ".


الأذكار بعد السلام من الصلوات الخمس

(1) ثبت عن رسول الله صلى عليه وسلم انه كان إذا سلم من صلاة الفريضة قال:

" أستغفر الله ، استغفر الله، استغفر الله، اللهم أنت السلام، ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام ".

(2) وثبت أيضاً أنه كان يقول:-

" لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد.

(3) " لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ولا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون. وقال ابن الزبير رضي الله عنهما: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهلل بهن دبر كل صلاة ".

(4) ويقرأ آية الكرسي عقب كل صلاة لقوله صلى الله عليه وسلم :

" من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت ".

(5) قال صلى الله عليه وسلم :

" من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، وحمد الله ثلاثاًَ وثلاثين، وكبر الله ثلاثاً وثلاثين .. وقال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. غفرت خطياه وإن كانت مثل زبد البحر".

كيفية تسبيح النبي صلى الله عليه وسلم:

قال عبد الله بن عمرو رضي الله عنه: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيمينه".

(6) عن عقبة بن عامر قال: " أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ المعوذات دبر كل صلاة ".

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا معاذ إني والله لأحبك، فلا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول:

اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ".


الترغيب في الوتر قبل النوم

عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال:

" أوصاني حبيبي صلى الله عليه وسلم بثلاث لن أدعهن ما عشت - بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وصلاة الضحى، وأن لا أنام حتى أوتر ".

هذا لمن لا يغلب على ظنه أنه سيقوم آخر الليل لأن الوتر آخر الليل أفضل. قال صلى الله عليه وسلم : الوتر ركعة من آخر الليل ".


الأذكار حين يأوي إلى فراشه عند النوم

(1) عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل: اللهم إني أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، ونبيك الذي أرسلت، فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تتكلم به".

قال : فرددتها (أي أعدتها) على النبي صلى الله عليه وسلم فلما بلغت: " آمنت بكتابك الذي أنزلت" قلت: ورسولك، قال (أي النبي صلى الله عليه وسلم) : " لا ونبيك الذي أرسلت ".

(2) " إذا أويت إلى فراشك فأقرأ آية الكرسي:

{الله لا إله إلا هو الحيُ القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم}.

فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح.

(3) عن عائشة، رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشة كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ

( قل هو الله أحد ) و ( قل أعوذ برب الفلق) و ( قل أعوذ برب الناس ) ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات ".

(4) قال صلى الله عليه وسلم : "إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخل إزاره، فإنه لا يدري ما خلفه عليه ، ثم يقول:

باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فأرحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين ".


ما يقوله المسلم عند الاستيقاظ من النوم

(1) الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور ".

(2) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من تعارَّ من الليل فقال حين يستيقظ : لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ثم دعا : رب أغفر لي، غفر له ".


دعاء صلاة الاستخارة

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يُعلمنا السورة من القرآن، يقول : " إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر–وتسميه باسمه – خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، وعاجله وآجله، فأقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، وعاجله وآجله، فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به".


الدعاء عند الكرب والهم والحزن

(1) عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب: "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم ".

(2) قال صلى الله عليه وسلم : " ما أصاب عبداً هم ولا حزن فقال:

اللهم إني عبدك ، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتبك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه، وأبدله مكانه فرجاً".

 

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين إمام المرسلين وخاتم النبيين سيدنا محمد وعلى آله ومن تبع هداه إلى يوم الدين. وبعد،،، فهذه أحكام إخراج زكاة التمور أفردناها بالذكر بعد أن مَنَّ الله سبحانه وتعالى وانتشرت زراعة النخيل، وبلغ محصول بعض الزارعين النصاب الواجب في الزكاة.

وهذه أهم الأحكام:

(1) النصاب: نصاب التمر هو نصاب جميع الزروع والثمار التي تجب فيها الزكاة وهي خمسة أوسق لقول صلى الله عليه وسلم: [ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة] (متفق عليه من رواية أبي سعيد الخدري رضي الله عنه) والوسق: ستون صاعاً، والصاع: نحو 2 كيلو جرام. وبهذا يكون النصاب 600 ستمائة كيلو جرام، فمن بلغ محصوله من التمر خمسة أوسق فما فوق أي ثلاثمائة صاع أي ستمائة كيلو جرام وجب عليه أن يؤدي زكاة تمره.

(2) الخرص: يخرص التمر وهو على النخل في وقت ظهور الثمرة عندما تكون بسراً أو زهواً (خلال)، والخرص هو تقدير محصول النخيل من التمر وهو ما زال على النخل وذلك من خبير بالخرص، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرسل المزكين الذين يخرصون الزراعات والثمار ثم يرسلهم لأخذ الزكاة وقت الجذاذ والحصاد. وذلك ليستطيع أهل الثمار الأكل منها أو البيع والهبة في وقت نضج الثمار... (الرطب والعنب...) ثم يطالبون بما قيد عليهم وقت الخرص. وعلى الخارص أن يترك شيئاً زيادة على النصاب لما يقع على الأرض ولما يهبه صاحب البستان ونحو ذلك.

(3) مقدار الزكاة: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بإخراج العشر من الزروع والثمار التي تسقى بالمطر أو العيون. وبنصف العشر مما يسقى بالسواني والآلات كما في حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [فيما سقت السماء والعيون أو كان عَثَرِيّا العشر، وفيما سقي بالنضح نصف العشر] وهو حديث متفق عليه. فكل نخيل يسقى بكلفة ومشقة في استنباط الماء وتشغيل آلة للسقي ففيه نصف العشر (5%) وكل نخيل يسقى بالسماء أو بالعيون التي تجري على وجه الأرض ففيه العشر أي (10%).

(4) وقت إخراج الزكاة: تخرج زكاة التمر وقت الجذاذ (والجذاذ هو قطع التمرة) كما تخرج زكاة الزروع وقت الحاصد لقوله تعالى : {وآتوا حقه يوم حصاده} وليس في زكاة الزروع والثمار حولان حول. وهل يخرج الزكاة رطباً فيه أقوال لأهل العلم والصحيح إن شاء الله جواز ذلك لأن فيه نفعاً للفقير.

(5) إخراج القيمة: والصحيح من أقوال أهل العلم أنه لا يجوز إخراج قيمة الزروع والثمار بالذهب والفضة (أو الأوراق النقدية) لأن الزكاة في أصلها عبادة فيجب أن تؤدى على النحو الذي وجبت فيه، ولا حجة في القول بأن الأصل نفع الفقراء فإن الفقير قد ينتفع بالثمار والزروع أعظم من انتفاعه بالنقود. ونسأل الله أن يوفق الجميع إلى طاعته ومحبته ومرضاته.

 

 

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 567 مشاهدة
نشرت فى 2 يونيو 2011 بواسطة TAHAGIBBA

 

 $رجل متزوج من امرأتين كل واحدة جنسيتها مختلفة عن الأخرى وقبل أن يتزوج الثانية كانت زوجته الأولى تعيش معه على الحلو والمر ثم تزوج الثانية وبدأت التفرقة في معاملة الأبناء في الرعاية وحصل مرة نقاش مع الزوجة الأولى فقال لها: اسكتي ما أنت إلا(فلانة) لجنسيتها يعيرها، فما الحكم في ذلك؟

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد،،، فمن يسر الله له زواج امرأتين فإنه يجب عليه العدل بينهما في النفقة والمبيت، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الميل مع زوجة دون الأخرى فقال صلى الله عليه وسلم : " من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل " [رواه أحمد وأبوداود والنسائي وابن ماجه وصححه شيخنا الألباني]. من أجل ذلك وعظ الله عباده بأن يكتفوا بواحدة إذا خافوا الجور والميل فقال تعالى { فأنكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا } [النساء: 3] أي أن لا تميلوا. وحذر سبحانه من الميل والظلم فقال تعالى { ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلّقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفوراً رحيماً } [النساء: 129]. والواجب على كل أب أن يعدل بين أولاده سواءاً كانوا من زوجة واحدة أو من زوجات شتى لأن العدل فريضة وقد قال صلى الله عليه وسلم : " اتقوا الله واعدلوا بين أبنائكم " وعن النعمان بن بشير -رضي الله عنهما- أن أباه أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني نحلت -أي أعطيت- ابني هذا غلاماً كان لي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أكل ولدك نحلته مثل هذا؟ " فقال: لا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فأرجعه ". وفي رواية: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أ فعلت هذا بولدك كلهم؟ " قال: لا، قال: " اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم " فرجع أبي، فرد تلك الصدقة. وفي رواية: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا بشير ألك ولد سوى هذا؟ " قال: نعم، قال " أكلهم وهبت له مثل هذا؟ " قال: لا، قال: " فلا تشهدني على جور ". وفي رواية: " لا تشهدني على جور ". وفي رواية: " أشهد على هذا غيري ! " ثم قال صلى الله عليه وسلم : " أيسرك أن يكونوا إليك في البر سواء؟ " قال بلى، قال: " فلا إذاً" [متفق عليه]. وأما تعيير إنسان بقومه أو بلده فهو من الكبائر وقد قال الله تعالى { ياأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون } [الحجرات: 11]. فعلى هذا الزوج الذي يسر الله له زوجة ثانية أن يعدل بينهما وعلى كل والد أن يعدل بين أولاده، وأما سب الآخرين وتعييرهم بمسمى أوطانهم أو قومهم فإنه من الفسوق ورقة الدين، وسقوط الأخلاق، فكيف إذا كان مع الأهل والزوجة. نسأل الله لجميع المسلمين الهداية والتوفيق. والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين... 

 

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 565 مشاهدة
نشرت فى 2 يونيو 2011 بواسطة TAHAGIBBA

TAHA GIBBA

TAHAGIBBA
الابتسامة هي اساس العمل في الحياة والحب هو روح الحياة والعمل الصادق شعارنا الدائم في كل ما نعمل فية حتي يتم النجاح وليعلم الجميع ان الاتحاد قوة والنجاح لا ياتي من فراغ »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

721,546

السلام عليكم ورحمة الله وبركات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته