الدولة القومية بين الغائية والأخلاقية
(حلقات للمداولة)
أولا: منطلق من إهمال الفكر القومى عندنا
- كثير مما يسمَّى نُظُما أو فلسفات فى العالم العربى والإسلامى اليوم تنحو مناحى النظم والفلسفات الغربية على سبيل الاحتذاء أو الانصياع أو التورط أو الإعجاب.
- ولا ريب أن الغربيين أدرى بلسفاتهم وأحرى بأن يعوها ويفيدوا منها كما أفادوا من من تراثهم القديم وصراعاتهم الحديثة. وقد نجحوا بالفعل فى تكوين تصور أخلاقى اجتماعى أرضى (ديموقراطى) جعلوه محك النجاح وغاية الغايات فى رقيهم الدنيوى الآنى الملحوظ؛ وإن لم يأتهم ذلك بغير صراعات وحروب إلى منتهى الحرب العالمية الثانية سنة 1947م على الأقل.
- وحقا نجح الشرق الآسيوى فى الإفادة من مواجهاته مع الغرب ولاسيما باصطناع أدواته ؛ غير أن الأمر بالنسبة إلى الشرق الإسلامى مشكل ومتأزم إلى أبعد الحدود؛ رغم أن محافظته وتراثة ليستا أعتى من محافظة بعض الآسيويين أو تدينهم ، ومنهم من فاق الشعب العربى عددا وله نفس دينهم فى إندونيسيا وماليزيا مثلا؛ كما أن منهم من عانى مثلنا جراحة البتر أو الاقتطاع فى تايوان وفلسطين تحديدا. وربما حاول الفكر العربى أن يقترب من الفكر الشرق آسيوى وحتى الإيرانى للفهم والاقتباس ولكن فى تردد وعلى استحياء شديد.
- والأعجب ألا يولى الفكر العربى الفكرة الوطنية أو القومية باستثناء فى عهد الطهطاوى وفيصل وناصر اهتماما أكبر ؛ ومع ذلك تزعم مناهجهم التعليمية وأفكارهم الأساسية أنها وطنية إسلامية إنسانية ؛ والمعدول عن الغربى منها يقبل أو يرفض أو يحور دون إدراك حقيقى لها ولظروفها وللأصول التى أزيلت عنها ؛ مما غلب فى الوجدنة العربية معنى المحلية على معنى القومية أو العكس؛ كما أوحش من معنى الإنسانية أو أبهت منها، كما أبقى فى المواطن فى داره وفى جواره معا شعورا بالغربة ؛ ولاسيما تحت وطأة تعقيدات الإقامة والعمل والاستقدام والكفالة وما إلى ذلك.
- من هذا المنطلق أعاود تناول الفكر السياسى المذكور فى عرض أرجو أن يكون تشاركيا فى ست المقالات أو الأقسام التالية:
▪ الوطنية والحركات الفكرية الكبرى فى التاريخ
▪ القومية وبذور الفكر السياسى الحديث
▪ الماكيافيللية والروح الإسلامية النظرية فى الحكم والسياسة
▪ حركة الإصلاح الدينى فى أوروبا
▪ القومية مرحلة التقنين والأيديولوجية
▪ الوطنية المحافظة فى الشرق.
- وكما صرحت فى مقدمة "قضايا الفكر السياسى الغربى فى ضوء التراث العربى" كان اندفاعى واستفادتى كبيرين بكتاب الدكتور على عبد المعطى محمد؛ وإن أضفت استفادات من تراثنا العربى وغيره وحرصت وما زلت أحرص على أن أقترب من ذوق أكثر صحة وملاءمة لنا نحن العرب فى أقطارنا الشتى فى هذه المدونة توسيعا لمجال التغذية وإغراء بالحَراك والعمل لا بمجرد النقاش والاستزادة ، وبالله التوفيق.
hakim.eg.vg
20189063054 +/ 2035621441 +
2034284473+
2034284473 +
ساحة النقاش