حتى اراك

،،

المصداقية الجديدة

،،

لا احد يعرف كل شيء  و لا احد يرضي كل الناس ،  ،لكن الحدود المسموح بها للتجاوز تتطلب مهارات خاصة  لعدم الوصول الى الحد الذي يهدد العلاقات ذات الثقة  بالانهيار ،

 ان كسب ثقة الناس لا يحدث صدفة ، بل يحتاج دائماً الى خطوات اهمها؛ 

-ان تتحرى الدقة في القول والفعل والرأي ،،

- أن  تهتم بمصالح الاخرين كما تهتم لمصالحك وان يكون لديك ميزانا حساسا لإدراك ان زوايا النظر والتركيز تحتاج توزيعا عادلا ، .

-اختيار الوقت المناسب  للموضوع الذي تتحدث فيه هو مدخل مهم لكسب ثقة الناس ،

- عدم الإفراط  في الوعود ، مع تقديم  المشيئة  و السعي والاجتهاد  في تنفيذ الوعود التي قطعتها على نفسك   .

-مصداقيتك وثقة الاخرين تمنحك  الاحترام والتقدير ، مهما اختلفت عن الاخرين ، بل ومهما اختلفوا معك ، و كلما زاد صدقك ، زادت مصداقيتك وثقة  من حولك فيك ،

و الكلام عن بناء الثقة والمصداقية الشخصية يبدو متقاربا جدا مع مؤسسات الاعلام هذه الايام  . ، ليس الامر سهلا  ، بل له خطوات عملية للتحقيق ، تحتاج وقتا وجهد واستمرارا  ،  فكيف تحدث التوازنات بين ما يذاع وما ينشر ، بين الحقيقة ووجهة النظر ، بين الخبر والرأي والمعلومة ، توازنات بين ما ورد من أنباء ، وما سيذاع منها وكيف ، و هذا الكم الكبير من الرسائل  التي تحاصرنا ،،،

احيانا توازنات حارس البوابة ، واحيانا توازنات الحكومات ومصالح خاصة ، توازنات الاعلام المحلي والدولي خاصة  انه لم تعد هناك حدود بين اعلام الداخل والخارج ، فرسائلنا المحلية قد تعبر الحدود دون ان نقرر ذلك مسبقاً،، ، 

هرب الناس من وسائل لا يثقون بها الى وسائل  يشاركون فيها ويتفاعلون معها ، وحتى قبل انتشار استخدام الانترنت والاعلام الاجتماعي ، ظهرت  وسائل للاعلام البديل منها التليفزيون الكابلي  ، والفيديو تكست ، والتلي تكست ، وإذاعات الهواة ، ومنشورات بعض منظمات ومؤسسات المجتمع المدني ، حتى ان الدراسات كانت تشير الى تفتت الجمهور ، وان العالم لم يعد  قرية صغيرة ، حتى ظهرت شبكة الانترنت و انتشرت بين الناس في استخدامات اعلامية ، و لم تعد  القرية الصغيرة  مثالاً وحيداً دالاً ، فالقرية تبدلت في احيان كثيرة الى  حجرات صغيرة  في بنايات ضخمة ، قد لا يعرف فيها  احدنا عن الاخر شيئاً  ،  مهما اقتربت المسافات بيننا ، 

  ونظرًا لكثرة الرسائل التي يرسلها الاعلام  كله ، العام والخاص ، المؤسسي والفردي ، فقد ازدادت فجوة المصداقية الإعلامية، نتيجة  لزيادة عدد الرسائل الإعلامية، مع عدم تحري الدقة لتفضيل السرعة ، والافراط في عرض الاّراء وخلط الاّراء بالمعلومات ، وغيرها  ما أدى لزيادة الفجوة ، و تجددت طرق التعبير عن رفض الناس لما يكذبونه من اعلام ، الآن وسائل  انتاج الاعلام متاحة في أيدي الناس ، و تجميع الناس اصبح امرا بسيطا جدا ، وحين يجتمعون تتفشى عدوى جرأة التعبير والرفض ، في اجتماعهم قوة وضغوطا ، وهم ادركوا ذلك تماماً ، وصارت الكلمات المفتاحية و أساليب النشر على أوسع نطاق و عوامل رفع معدلات المشاهدة كلها يعرفها مستخدمو الاعلام الجديد ، وينافسون فيه المحترفين ، فاختلطت عوامل بناء المصداقية الشخصية ببناء مصداقية المؤسسات ، وبعد فترة طويلة عاشها اهل الاعلام من استقرار حال الاعلام دراسة ومهنة ، علماً وعملاً واحترافاً ، تسارعت خطى التغيير ولم يعد أمامنا الا التفكير بطرق أخرى لمراجعة ما استقرت عليه احوال الاعلام لعقود ،

يحتاج بناء الثقة مع الجمهور  الان  الى استخدم الانترنت بكفاءة ، لصنع  روابط بين الموضوعات  الاعلامية  والعلاقات الانسانية ، ، مع  العمل  بمفهوم المالتي ميديا  ، من خلال   الصور والكتابات والفيديوهات  لمشاركة الجمهور الافكار الاعلامية  ، و التعبير  عن القضايا التي يثيرها الجمهور  عبر الاعلام الاجتماعي و  الاشارة الى ذلك  ، لرفع القيمة الانسانية للموضوعات الاعلامية ،  فالاعتماد على موضوعات الجماهير يشكل جاذبية لدى الجماهير الجديدة ،  دون التضحية  بالخيط الرفيع بين الظهور الإنساني والظهور الرسمي  ، عموماً نحن في مرحلة حافلة بالتجربة والتطور لكننا من المؤكد سوف نصل  الى علاقات متوازنة اكثر مع الجماهير كلما نضجت تجاربنا معاً  ، ومع الوقت  واستمرار دعم العلاقات بين الجمهور ، الاعلاميين و مؤسسات الاعلام  ، سيعي  الجمهور قواعد اللعبة  ،  ويزداد ثقة في  الؤسسات الاعلامية ، و الاعلامي الذي يحافظ على ثقته ومصداقيته ، 

المصدر: د نادية النشار
DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 98 مشاهدة
نشرت فى 10 إبريل 2016 بواسطة DrNadiaElnashar

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

650,876