أشعر بالأسى والحزن الشديد على حال كثير من شبابنا اليوم حين أراهم يرتمون فى أحضان الفراغ ويتبارون فيما بينهم على إهدار الوقت ، وهم فى ذلك المسلك قد صموا آذانهم تماما" عن قول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) :
نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : " الصحة والفراغ ".
وعن قول الشاعر :
الوقت أفضل ماعنيت بحفظه ...... وأراه أسهل ما عليك يضيع
فحين ترى الشباب وقد اكتظت بهم نواصى الطرقات...وتكدست جماعاتهم فى المقاهى والساحات .. وضاقت بهم دور السينما ومايعرف بالمولات !! واشتكت من هجرانهم دور الثقافة والمكتبات ... وحين لاتسمع فى حواراتهم إلا لغة مسجات الموبيلات... وتفاهات الفيديو كليبات ..!! حين ترى ذلك كله سوف تصيبك الحسرة على شباب ينفق وقته إستهلاكا" ، وليس إستثمارا"، وسوف تدرك أنك أمام ظاهرة تستحق التأمل ، بل يحار فى فهمها العقل ، هل هى نتاج تعليم هش، وتربية غائبة، وبيت مشغول بالرزق ...؟؟؟ هل هى ناشئة عن الفراغ السياسى ، وكبت الحريات ، وتحجيم الشباب عن الإسهام الإيجابى والمشاركة فى صنع القرار ...؟؟ أم هى نتاج تلاشى قيم الوطنية والإنتماء والتفانى فى حب الوطن والتى أدخلت الشباب فى حالة من البلادة ، وعدم المبالاة ، والسأم القومي .... ؟؟!!
أم بسبب ذلك الإحباط الذى تسلل إلى نفوس الشباب وطالت إقامته فى عقولهم وأفئدتهم ...؟؟؟ هل هى حالة رفض واحتجاج على مجتمع توحش وصار المال فيه سيدا" يشترى الشرف ، والذمم ..وتسيد فيه النفوذ فوق اليابس والماء ..؟؟؟ أم تراها بسبب داء البطالة الذى تفشى فى جسد الوطن وخرج عن السيطرة حتى دخل الشباب فى دائرة القلق والخوف من المستقبل الغامض ، فهو قد فقد البوصلة وأصبح لايعرف كيف يبحر ولاعلى أى شاطىء يرسو..؟؟! هل هى حالة سخط عام لجيل فى حالة ضجريحاول أن يعبر عن ذات مفقودة فى زمن الهزائم والإنكسارات ...؟؟!!
هل نحن نتجنى على جيل الشباب ؟؟!!
أراهم يتساءلون .. وربما فى الحيرة يسقطون ؟! تتهموننا بالتفاهة والتسطيح ، وبالإستسهال واللامبالاة والتواكل ، وكأنكم القاضى والجلاد !! إننا ندور في ساقية الحياة ، مغمضو العيون والعقول ، نجر أثقالنا أمامنا وخلفنا ، يغزونا الغضب.. يدوسنا الزحام ويصبح التنفس عزيزا والفرح شحيحا ، والمرارة تتراكم علي جدران نفوسنا ونتطلع الي الأمل ولو كان سرابا...!!
ثم تتساءلون لماذا نسكن الشوارع والنواصى ؟؟ ونتسكع فى الطرقات .. ونختبىء وراء همومنا فى المقاهى والكافيهات ..؟!
ساحة النقاش