نظرات

موقع اجتماعي سياسي و تربوي ونفسي يهتم بالطفل وتربيته وقصصه

                               

                     

هب أنك  رياضي في معسكر إعداد لبطولة ما تمني النفس فيها بميدالية ذهبية أو فضية أو برونزية فكم من الوقت تستغرقه من الاعداد البدني والذهني والنفسي كي تتهيأ لنيل هذا الشرف ثم بت تحلم بالتفاف الناس بعد البطولة  وهم حولك  ثم الكاميرات والصحف ثم الشهرة ثم كرسي تعتليه بين من اعتلوا كراسي المجد من قبلك في علوم أو  في رياضة أو في خدمات أو في دعوة  الى ما يخطر بذهنك من بوابات المجد ثم تجد وقد فاتك شيئ أنسته اياك  غفلة المجد  ألا انه الموت   !

                     

هذه الحقيقة الواقعة المفزعة الرهيبة للنفس فالموت كلمة وواقع يجعلك تهيم وتسرح مع  خيالات جمة في تلك الغيبية الواقعية و المؤلمة شئنا أم أبينا  ما كونها ؟ ماهي ؟ كيف وماهي صورتنا حينها  ؟! عالم مجهول  ضارب في الغيب  لم يصل الينا من أنباءه وكنهه الا نذر يسير فاضت به الشريعة  من وجه وفاضت بتأويله منامات الصالحين من قبلنا  من وجه آخر وتوقف عند ذلك أي بحث

                       الوجل من الموت   !

ويخلف الموت وجل يستثمره المؤمنون بوجل من الله خشية حسابه وعقابه ثم يزيده  البعض من المستثمرين من المؤمنين الى حالة أرقى باستشعار أو استحضار عظمة الله فصار الوجل  طلب ورجاء  بأن يميتنا على الحق ونعمة الاسلام ووجل مواز بطلب العفو والمغفرة

ووسط حالة الوجل تلك  تأتي الغفلة  فتخدعنا ويبادر الشيطان الفرصة  فيؤلمنا خوفا مما يأتي أو سيأتي من الأيام  ويثيرنا بوهم من اللذة  تارة من  الحفلات الغافلة وتارة سكرات من الأغاني اللاهية والأفلام الماجنة 

   فيالي بعدنا عن ذكر عنوانه استشعار عظمة الله أو استحضار عظمة الله واستعصـى علينا التدريب في ذلك ! فتناسينا فوزا ثمينا اسمه الجنة

                     تذكر للحظـة !

 تذكر أولا  للحظة كيف جئنت الى الكون بشرا  , ألم تأتيك لحظة  أنه كان بالامكان أن تكون أو  نكون مجرد حيوانات زاحفة أو  عائمة أو طائرة  !! ولكن الحمدلله أن صيرنا الله  بشرا وتوجنا بالكرامة بين خلقه أحسن تكريم  قال تعالى :

 ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات  وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا )  70ـ الاسراء

                                

اذن لما لا نتعود التدريب  وبنفس المشقة وأنت ساع الى  بطولة وبعزيمة سابقة  وبنفس نمط من  مارسوا  من قبلك دورات  في تدريب المهارات  الذهنية والنفسية  والعصبية بينما ينصحنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سلاسة : ( اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك )  هنا مكنة وكيفية للتدريب على التفكر والتدبر  فعلى هذا درج الانبياء صلوات الله عليهم و خاتمهم نبينا صلى الله عليه  وسلم فكانت صلاتهم ودعؤهم خشوعا وشعور بالذل المطلق لله تعالى

 لكن ممن دعوا الى ذلك  آثروا البدعة وآثروا عدم تشغيل الفكر فجاوء بأصنام  وأسموها آلهة  كي توهمهم براحة من الحيرة وإعمال الفكر ومن ثم عطلوا قدرة التفكير والتركيز وآثروا سهولة ما يرونه من أصنام صنعوها بأيديهم وآزرهم الشيطان وزين لهم أعمالهم فصدهم عن السبيل

                      وأعماهم الباطل!

إن المطالبة  بإعمال الذهن في التفكير والتأمل والتدبر مطلب شاق ينصرف عنه من ينصرف الا من رحم ربي وهنا كان التوجه الجوهري في القرآن الكريم الى أولي الألباب ( وليتذكر أولي الألباب ) و الى من يعقلون ( أفلا يعقلون )

 وهنا مناط التدريب والممارسة على إعمال الفكر  فإذا عدنا الى ما أشرنا اليه في بداية مقالنا و حماس من ابتغى البطولة والفوز بالسباق والشهرة وهو التصميم على مواصلة التدريب والخلوة الى المعسكر لأيام بغية نيل شرف البطولة

( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون ) 2ـ  الأنفال

كذلك إن وضعت نصب  عينيك  خمر الجنة ونعيمها  جاد لك أن تتمرس على استشعارعظمة الخالق واستحضارها أمامك دائما  فبالغ عندئذ  ما استطعت في إعمال الفكر مع سبوحات وذكر لله  

و حدد إن شئت من الوقت يلزمك للتدريب  يوم يومان شهر شهران  وسوف تجد راحة ربما لم تعهدها من قبل وتتمنى ألا تفوتك للحظة بل وترجو استمرارها وهكذا تعيد التدريب مرة بعد أخرى كلما شعرت بالفتور 

                         

               كيف تقــــوى الممارسة  ؟

ربما تتسائل  في وجل وخوف كيف تقوى الممارسة وتستمر اذن فأطرح السؤال التالي على نفسك :

هل تؤمن بصدق آيات الله ونفاذ مفعولها ؟ حينئذ سوف تهتز نفسك  وتقول كيف ؟  أجل بل أصدق وأسلم ثم أتبع  سؤال نفسك بقوة مرة أخرى :

هل تؤمن بقول الحق( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) الرعد , ؟! سوف تقول نعم بكل تأكيد وسوف يأتيك شيطانك ليداهمك ويعكر صفوك ليقول

ولكن ؟!   ويذكرك بم وراءك من مشاكل أو بمواقف  محزنة أو بفشل عانيته أو احباط أصابك تارة   هنا ستجد  المشقة في التدريب قد أثرت فيك القوة وتمكنت  من الغلبة على الشيطان 

                    

                 لحظـات الليل الرائعة

نعم لحظة الليل في ذلك الحين يأتي أوج التدريب وقمته فقف و أطلق عنان النفس والذهن ألا تشعر الرجفة حينها  ؟ ربما فاذ أردت أن تغتنم الفرصة لتشعر بجوف الليل الآخر 

 فأسبق نومك بوضوء  نعم وضوء لاتتبعه بصلاة بل أتبعه بالنوم ثم ردد قبيل أن تستسلم لنومك  :  ربي  آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت ثم أجمع كفيك الى وجهك في سكينة وقل سورة الصمد والمعوذتين ثلاث مرات  نعم ثلاث مرات فاذا انتهيت انفث بزفيرك الذي تعبأ بقراءة السور الجليلة ثم أمسح به ما شئت من صدرك ورأسك وكل جسمك سوف يأتيك اطمئنان من حيث لاتتوقع ! وسوف تجدك نفسك وقد قمت قيبل ساعة الفجر هنا وفي جوف الليل هنا فالله جل وعلا  قريب  قريب منك فأجب دعوته بصلوات وفي داخلك الشعور بعظمته وجلاله بقوته برحمته

فأطلب وأدعو ما شئت من متاع الدنيا والآخرة  لاتهزك الوسوسةلايهزمك القنوط  بل عش أثار جوف الليل وإذا أردت أن ترى  أفتح نافذتك المغلقة خيفة البرد مثلا وأنظر وأرقب السكون ما استطعت ولو كان هناك حراك لأناس غافلون عن لحظاتك التي تعيشها

 وهنا  قد تذرف الدموع على وجنتيك فيداخلك سرور  ينجلي  له صدرك وينشرح  قلبك وتبصر آفاقا رحبه من الأمن والاطمئنان والنجاح  وربما  يتردد في صداك ما قاله الشاعر يوما :                               

 إنَ لم أكن أخلصت فى طاعتك 
                                     فأننى اطمع فى رحمتك

وإنما يشفعُ لى أننى عشت لا أشرك بوحدتك


تُخفى عن الناس ثنا طلعتك
                            وكل ما بالكون من صنعتك

وتذكر  قول الحق ( فإذا سألك عبادي عني فاني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون  ) البقرة 185

                       

  • Currently 134/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
44 تصويتات / 853 مشاهدة
نشرت فى 8 نوفمبر 2009 بواسطة nazrat

ساحة النقاش

محمدمسعدالبرديسي

nazrat
( نظرات ) موقع إجتماعي يشغله هم المجتمع سياسيا وتربويا بداية من الاسرة الى الارحام من جد وعم وخال الى آخره , الاهتمام السياسي أساسه الدين النصيحة و يهتم بالثقافةبألوانها ويعد الجانب النفسي والاهتمام به محور هام في الموقع كذلك الاهتمام بالطفل ثقافة وصحة »

ماذا تود البحث عنه ؟

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

646,226

مصر بخير

                         
* الشكر واجب للسيد العقيد هشام سمير  بجوازات التحرير , متميز في معاملة الجمهور على أي شاكلة ..

* تحية للمهندس المصري محمد محمد عبدالنبي بشركة المياه