ترى هل نحن بني البشر بحاجة الى أن يؤكد لنا الحيوان أو الطير فطرة ما ؟ ربما فميل الانسان الى طلب الدليل طبع جبلي حيث تساور الانسان الشكوك وتنتابه الهواجس حتى تتولد لديه القناعة ومثالنا في هذا أبو الأنبياء ابراهيم عليه السلام حين ساوره ما ساوره فطلب من ربه فقط أن يطمئنه
وكان رد ربه ( أو لم تؤمن ) وكأن الرد قد هز مشاعره ووقع في قلبه خيفة ورجفة فالهمه ربه الثبات في القول فأجاب : ( ولكن ليطمئن قلبي )
وما نسوقه آلان محاولة لأحد علماء الأحياء لاكتشاف هل لطير من الطيور أن يميز بيضه عن بيض غيره من الطيور والبيض سواء كله و يكاد يتشابه تماما وإن اختلف فقط في الحجم بين نوع وآخر
قام العالم هذا الى عش لطير اللقلق وفي غفلة من الزوجين تناول بيضة من بيض الطير ووضع بدلا منه بيض دجاجة حتى يلاحظ هل يمكن للأنثى أن تميز البيضة النشاذ
وتابع العالم تجربته فاذا بزوجي اللقلق قدما العش بعد جولة طيران بحثا عن الغذاء وتبادلا الرقود على البيض كعادتهما دونما أن يلاحظا البيضة الغريبة ولم يكتف العالم بما رآه قطعا وتخيل أن الزوجين قد بلعا الطعم وآثر المتابعة حتى يفقس البيض وفضول العلماء من نعم الله عز وجل ولو أفضى ذلك الى نتائج سلبية غير أن هذا الفضول محمود سواء ايجابيا كان أم سلبيا
ونعود للمشاهدة المثيرة فقس البيض وخرجت اللقالق ومن بينها خرج الكتكوت صاحب البيضة النشاذ عندئذ حدثت المفاجآة !
وكأن ذكر اللقلق معترض على هذا الغريب فاذا هو يهجر العش وقبل أن يهجره عمل على نقر أنثاه دون ما سبب مادي ظهر للعالم صاحب التجربة غير أنه يعلم أنه فقط السبب في هذه الاثارة , و توقف ذكر اللقلق على طرف من العش كأنه يعاتب أنثاه فمن اين جاء هذا الغريب ولما ؟؟ أو هكذا تبدو لغة العتاب بين الطير
وانطلق ذكر اللقلق ولايعلم عالم الاحياء الى أين انطلق ؟؟وتوقفت الأنثى عند العش ولم تغادره كأنها تنتظر شيئا ما وانتظر معها عالم الأحياء فتجربته لم تسفر بعد عن نتيجة واضحة المعالم سوى نقر الذكر لأنثاه وانطلاقه من العش بشكل مثير فاذا به يأتي وفي صحبته سرب من اللقلق وكأنهم قد أتى بهن الذكر ليشهدوا ما حدث !!
وقف السرب فوق الشجرة التي تضم عش الزوجين والأنثى المسكينة في وسط العش تكاد تكون منكسة الرأس فبما تجيب وبما تدفع عن نفسها سبب وجود الغريب في العش , وعقدت الدهشة رؤية العالم فقد أصدر السرب حكما بالخلاص من انثى اللقلق !!نعم حكم بارتكاب جريمة زنا ؟؟! وضع ما شئت من علامات استفهام أو تعجب
كيف ؟ لما ؟ ؟ الله وحده أعلم فمنطق الفطرة مبرر و آية الله في خلقه أيضا مبرر ,ويا ترى هل وقف العالم المجرب أمام نفسه ليحاكم فضوله الذي أودى بحياة أنثى اللقلق ؟ إلا أننا خرجنا بنتيجة واحدة تقول سبحان الله وعز من قال " سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق "
--------------------------------------------
ساحة النقاش