وتم اختيار الدكتور كمال الجنزوري لتشكيل حكومة النجدة .. . نجدة هذا البلد مصر التي نمثلها كشجرة البلوط الضخمة و التي هي من أقدم وأعرق أشجار الغابات , هذه الشجرة التي آوى بظلها فيل أفريقي ضخم جاء ليهز فروعها ليأكل أوراقها ولم يكتف بذلك فراح وبكل ماأوتي من قوته محاولا أن يهزها هزا حتى تقع والفيل في حالتنا هو المظاهرات الجماهيرية العنيفة والمصرة على الاستمرار ...!
وأمام هذا المشهد الدرامي الذي نسجد لله ونبتهل أن يأخذ بمصرنا الى بر الأمــان نرى ذاكرة الوطن قد انحسرت في ايقاع هذا الفيل , فأمام هذه الحرية المفرطة للغاية من بعد 25 يناير فالذاكرة تتألم حين تتــراء أمامها صور العهد القديم ولو كانت احدى هذه الصور التي لاتؤلم ولاتنفر لكنه بتعبير علم النفس الارتباط الشرطي لحال الأزمة التي تعمنــا جميعا دون استثناء
من هنا يأتي تحقيق مصطلح الثورة على الأرض وكما جـاء في موسوعات المعرفة , وهوأن الثورة تعني : التغيير الجذري لنظام قائم الى نظـام بعكسه تماما
المعنى الذي يقوده الشباب آلان في هذه اللحظات في التحرير وغيره من ميادين مصر وقد لايعلم بهذا التعريف سواء في الموسوعات أوالقواميس اللغوية, ولكنه يمضي منفعـلا بهـا بالفطرة والاحساس الثائر
الى ما أشرنا فقد كانت الدعوة من موقع " نظرات " الى مؤتمر شعبي عام بالتحرير تحضره القوى السياسية المختلفة مع عضو من المجلس العسكري وهو عين ما أرسل به الشباب الحاشد آلان باختيار فلان وفلان لوزارة جديدة , الرؤية التي كنا نأملها من الدعوة الى هذا المؤتمر
أي كان من اللازم الجلوس ـ قبل اختيار الجنزوري ـ مع هذا الحشد الضاغط على أنفاسنا كلنا ومعرفة مرادهم لتحقيق الاستقرار , فالذاكرة وإن كانت ذاكرة الشباب إلا أنها ذاكرة تاريخ بأكمله إزاء من بغوا وتجبروا من قبل !والغريب أن من يوقظها دوما الشباب وفي كل أمة وهم آلان الشباب من مواليد الثمانينات ! وقد فاسى آلامها أجيال مواليد الاربعينات والخمسينات !!
تحية وتقدير لعقلية الدكتور الجنزوري الذي نحتـرم شخصـه لكنا نعتذر له فالذاكرة لازالت تتألم وتجمل بين جنباتها رواسب الماضي , وحيث أن الشباب هم ذاكرة الأمة فإن الماضي أصاب اطار الصورة ولم يصب شخص الجنزوري
وعليه فالذاكرة لا تقبل إلا جديدا بعينه يحدده الشباب الحاشد ويقر به مئات الآلاف من وراءه ,
وإننــا مع هذا لنهمس في آذان هذا الفيل الوديع والضخم ونقول له أن يهدأ ويرأف بالشجرة وليصبر فالشجرة لن تبخل بعطائها فقد كتب القدر عليها العطــاء منذ آلاف السنين , ولازالت سلمت يا مصر يا شجرة الحياة !
ساحة النقاش