نظرات

موقع اجتماعي سياسي و تربوي ونفسي يهتم بالطفل وتربيته وقصصه


العسكرية أو الجندية صفة غير كل الصفات , لا يتصف  بها سوى أناس من خلق الله حباهم بها إما بسالة ودفاعا عن كلمة الحق ودعوة الحق أوحباهم بها فتنة  ليزدادوا  ظلما وعلوا واستكبارا في الأرض والأفضل ولاشك هو أولى الخيارين ألا وهي البسالة لأن تكون كلمة الله هي العليا 

لذا كان القول الفصل ماقاله المولى عز وجل في كتابه العزيز:ـ

"وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّـهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّـهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّـهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّـهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ   لذا فان هذه المزية المتفردة تراوح مكانها وحضورها بين من تملك الخير في نفسه وبين من تملك الشر منها , وسيظل هذا الصراع أو ذاك الحضور الى أن يرث الله الأرض ومن عليها

لعلنا في ها المقام نذكر ماقاله عملاق الأدب الراحل عباس محمود العقاد , حين اختار ( الجندية ) مفتاحا لشخصية الاسلام الخالدة الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه , فقال بأن أهم صفات طبيعة الجندي المثلى : الشجاعة , الحزم , الصراحة , الخشونة , الغيرة على الشرف , والنخوة والنظام والطاعة وتقدير الواجب وحب الانجاز 

فأين إذن هذه الصفات وطلبات الديمقراطية الثائرة من الالحاح في التغييير والنقاش وعدم الانضباط كثيرا , وكأنها او هو كذلك قد ارتدت لباس القائد الأعلى  فتطلب ماتطلب ويجب أن تطاع !! , بينما العسكرية أو الجندية لاتعرف قائدا أعلى إلا من جلدتها وخبراتها , وهنا مناط الصراع

ويذكر لنا أديبنا الراحل خروجا من هذا الصراع وهو يستعرض كيف كانت ( الجندية ) مفتاحا لشخصية عمر بن الخطاب , أنه وإن كانت الجندية تمنع التمرد على القائد الأعلى وانكار سلطانه حيثما استقر على قرار فإن تراجع فخير لاضرر فيه واذا مضى فلا ضرار والأهم هو الطاعة ! وهنا باب للمشاورة أو الديمقراطية بلغتنا , ويؤكد أن أن عمر بن الخطاب وهو الجندي المثالي كان يطيع اذا استقام الأمر ويراجع اذا اتسع مجال المراجعة

ومن خصال الجندي الغيرة وإلا لما كان لخلق الدفاع والبسالة مكانا فيه, والعدل في الجندي هي شجاعة تحميه أن يحابي الأقوياء وتقوى من غيرته وبسالته , لذا فطلبات الديمقراطية بلغتنا لاتفقد الجندية شموخها وعزتها بل ترقى  وتنمو في كنفها ,  وعليه فنحن ننظر للجندية أنها مظلة الامن لمجتمع وتيرته  المشورة  واحترام الاراء على اختلافها , ولن يستقيم سلوكنا مع هذه الصورة التي نأملها إلا بالصبر والصبر الجميل بكل معنى الكلمة  ثم تحيتنا المخلصة لجيشنا الذي سيظل على شموخه وعزته والذي نطالبه أن يظل نموذج المظلة الآمنة دائما بعيدا عن شهوة في الحكم أوالتحكم راعيا  فقط لاختلاف الرأي فيما بيننا شاهدا ومؤمنا برأي الأغلبية 

المصدر: بقلم محمد مسعد البرديسي
  • Currently 19/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
7 تصويتات / 574 مشاهدة
نشرت فى 8 نوفمبر 2011 بواسطة nazrat

ساحة النقاش

محمدمسعدالبرديسي

nazrat
( نظرات ) موقع إجتماعي يشغله هم المجتمع سياسيا وتربويا بداية من الاسرة الى الارحام من جد وعم وخال الى آخره , الاهتمام السياسي أساسه الدين النصيحة و يهتم بالثقافةبألوانها ويعد الجانب النفسي والاهتمام به محور هام في الموقع كذلك الاهتمام بالطفل ثقافة وصحة »

ماذا تود البحث عنه ؟

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

641,923

مصر بخير

                         
* الشكر واجب للسيد العقيد هشام سمير  بجوازات التحرير , متميز في معاملة الجمهور على أي شاكلة ..

* تحية للمهندس المصري محمد محمد عبدالنبي بشركة المياه