<!--
<!--<!--
ثورة قامت وثورة قعدت وتكتلات تشابكت وأخرى تفككت تنظيم وفق وتنظيم اخفق حدث ولا حرج في بلد التاريخ والحضارة تفتقد إلى الرؤيا للنظر للمستقبل 25 يناير محطة في تاريخ مصر ولم يخبرنا أحد بأن هناك محطات أخرى عليها ركاب يزاحمون الثوار وما هم بثوار ولم يخبرنا احد أن الحجز بأسبقية التقدم كنا قبل 25 يناير خبراء في التحليل الرياضي وبعدها سرنا خبراء في التحليل السياسي هي مصر إذن بلد اللاتوقعات يقفز (السيسى )على المشهد تتربع صوره صادرات الأحداث هذا الذي لم يتداول اسمه بكثرة إبان الثورة يأتي الرجل بعباءة لم تروق لكثير من الشعب وهى (المخلص) من مأزق تنجرف فيه البلاد إلى حتفها فأحاط نفسه بمؤسستين عريقتين لتشريع ما اطمئن له وهما الأزهر والكنيسة وأضف لهم القضاء ليضغط وهو بين هؤلاء على ذيل الثعبان الكامن في جحر الأحداث فأطاح بحلم ثمانون عاما وأعاد العزف على الصراع التقليدي بين الإخوان والجيش أو السلطة فتنفرط بعض حبات العقد تتدحرج في الشوارع بأنشودة مصر الإسلامية والديمقراطية والحرية والعدالة ولكنه كان يعلم قبل اتخاذ قراره أن الإخوان منذ صعودهم لكرسي الحكم لم تتسع رقعة مؤيديهم في الشارع بل ربما زاد السخط الشعبي عليها والتحالفات المشابهة تتراقص وتترنح فزاد الشقاق لتفرز المرحلة نتائج مثيرة للجدل وينفرد القائد الملهم بدغدغة مشاعر الساخطين والبسطاء لينحرف بمسار السفينة وهو على يقين من أن ركابها لن يزيدوا إن لم ينقصوا ويتجول الرجل بين قلوب البعض بالرضا وبالبعض الأخر بالسخط وبعضهم بالخوف والريبة من دولة تاريخها يسرد ملكا لا مشورة فيه ولا ديمقراطية وثقافته متشبعة بالولاء الكامل للحاكم أضف إلى ذلك هذا الكم غير الهين من المتراصين تحت جدار الخوف من فرط فسادهم وقلقهم من ديمقراطية قد تأتى على الرؤؤس فتجزها وينفرد الإعلام والقضاء وغيرهما من المؤسسات بهذا البيت العتيق الذي عاد ولم تتشقق جدرانه كما هيئ للبعض وأنهم في مأمن طالما أن هذا البيت صامدا بكل مكوناته فالحساب والعقاب قلت احتمالات حدوثه وتبخرت خطوات عقابه ويأتي القائد بأحلامه وأمنياته التي لا تشابه بينها وبين الواقع المر الذي يعيشه البسطاء فالأرواح التي أزهقت شربت الأرض دماءها والشهداء ما هم إلا مرحلة لقطوف ثمرة تعفنت على غصنها ( الرئيس السابق ) وجب قطافها ولكن بأيدي الصبية والهواة والطامحين مثل 6 ابريل وكفاية وغيرهم ولكن نسى هؤلاء أن أخر حدود لهوهم هو إسقاط تلك الثمرة العفنة لا الاقتراب من الشجرة وفروعها التي لم تشبع بعد ولم تنضب بعد فالهياج الشعبي جاء على هوى المؤسسة العسكرية ليعفيهم من حرج اللاءات للتوريث والرغبة العارمة لإسقاط تلك الثمرة العفنة فتوجب على القائمين سرقة كفاح الصبية الحالمين وعودة المشايخ للصدارة ولكن هذا الطائر الجارح المثير للإعجاب يبدوا انه وقع في الفخ وبدأ الدخول في نفس المصيدة التي دخل فيها سابقه فالرئيس القادم لا يملك أجنحة سياسية اللهم إلا من المنافقين والمنتفعين وان كل طيرانه وتحليقه في سماء المحروسة مرهون بأجنحة حديدية تثير الهيبة ولا تثير الإقناع ولأنه ليس بالإمكان تكرار ما كان فان الخلايا النائمة المتربصة لانتخابات المجالس النيابية قد تضع هذا الطائر في قفص حديدي غير مشرع النوافذ فان المجلس بصلاحياته التي اقرها الطائر وساهم فيها لو انه وفق في انتقاء تلك الخلايا والرافضين لتحليق الطائر المجهول أثناء الثورة فإنه قد يأتي بمقصلته على كل من ساهم وأيد وارتكب سفك الدماء التي انهارت إننا إذن أمام مأزق غامض ومجريات أحداث مبهمة سيرها يوحى بأن ما يحدث الآن ليس هو المقصود حدوثه وان هناك فصل من الرواية لم يقرأ بعد أو ربما قرأ ولم يفهم إننا في حالة ركود ثورة وخارطة طريق الكل ينتظر نهاية محطتها ليقيمها إن ما يحدث الآن هو مثير للجدل وأن الإفراط في إطلاق القبضة الأمنية يرسخ الشكوك حول مصداقية المرحلة وشرعيتها وتماسك جدرانها وان ما يمكن تمريره بالقهر والخوف يظل يحبوا غير قادر على السير لمسافات طويلة إننا إذن أمام شراهة حكم لكلا الطرفين وأمام تاريخ يتربص هؤلاء للكتابة عنهم وأنت تتجول بين مسافات الأحداث تكتشف أن الفساد طال كل شئ وان الشرفاء لم نكتشفهم بعد وان من ظنناهم قادة مهره لا يملكون رخصة القيادة وقد انعكس ذلك على ترهل الثقافة الشعبية والمنتج العقلي سواء في الإعلام أو القضاء مع تمسك القبضة الأمنية بثقافتها التي أتت بها منذ ستون عاما إننا إذن أمام نفر غير قادر على إحداث تغيير أو تحويل لمسار الأحداث لأن الثوابت التي اقتربت منها الثورة بعد قيامها عتيقة ومنيعة ويحرم الاقتراب منها ومن يأتي مطلوب منه السباحة فوق تلك البركة العفنة دون تنظيفها أو الغوص في أعماقها إننا أمام أشخاص كونوا إمبراطوريتهم وحركوا سفنهم في عصر أمواجه راكدة وصخوره ذائبة ولن يفرطوا فيها أو يسمحوا لأحد الاقتراب منها كما أن تلك الأجنحة العسكرية والأمنية ليست علاج لتروض الثوار وإخضاعهم كما أنها ليست تأمين كافي لهذا الطائر السابح في الفضاء يغنى لنفسه فيردد المنتفعين غناءه إذن هو الفخ لما هو قادم يحركه أحرار تيبسوا تحت الصقيع في انتظار دفئ شمس الحرية