روعة الإحساس

كنا نسير للأمام أو هكذا كنا نظن فنظرنا نكتشف ما قطعناه وجدنا أنفسنا نسير للخلف وفقدنا ما إحتويناه

<!--

<!--<!--

 

يقولون أن خلف الضوء يركض  الظلام ،أو ربما خلف الظلام يتوهج النور كما أن للحياة ألف معنى فلا يحق لك العيش دون احتواءها فتترنَح أنت بين مدقاتها وأذناب الحياة  أسفل خفيك تلهبك الأحاسيس وجعا ورغم كل هذا تصر على المسير ........

ما أحمقك وأنت بين الأزقة الضيقة تعدو آملا أن يحتويك المدى بين جناحيه تتقافز بين المتاهات ، وتسرد الأماني وتنشد الرغبات  ها قد صرت وحيدا كما كنت وحيدا ....... قالوا لك أوقف الترحال  فأصببت أذنيك مصرا على العدو بين الأزقة تحاكي نفسك وتناغيها كالطفل الذي يستحلب أصابعه.. فصار حديثك باهت لا تسمعه إلا أنت ولا تتحدث به إلا لنفسك....... تنظر خلفك  وتتثاقل الخطى ...... يا لك من مجنون تهزي من وطأة المسير ومن أدراك أن الذي خلفك هي المسافات وليس سراب لا تحتويه إلا مقلتيك وأن من حولك ليس سكونا بل ضجيج لكائنات حالمة مثلك ولكن دفنت أحلامها في مقابر صدورها.. فصارت مثلك لا ترى ولا تسمع إلا صدى صوتها ، من أخبرك أن أبواب الأماني أوصدت إلا من هذه السراديب التي تعدو فيها .غريب عقلك الذي تعفن من عربدة الأفكار.. تفصِل الأحلام للناس وأنت بلا حلم ، تقطع المسافات لتقطف زهور أحببتها ،لو أن ورودك التي تعدو خلفها وتقصف المسافات سعيا إليها ألفت أديمك أو استساغت مائك ما نبتت في أديم غيرك ،فكان أحق أن ترضى بزهورك ها قد عدت تضرب الأرض بأقدامك الحافية فتتمايل غصونك.. ويزداد وجعك للأرض بفأسك الغائرة في أحشاءها  وأنت مشدود الثياب محطب العروق ،تنهمر من جبهتك أمطار عرقك لتصل إلى رحم الأرض الدافئة فتتسلل بين مسانات تربتك لتصنع طينا لا يصلح إلا للعويل والنواح.......... تصيح ويتسرب صدى صوتك في الفضاء .. فتهدأ من روع المحدقين من حولك ،،،،،،،  وتصيح ..أمهلوني ساعة بل ساعتين بل يوم بل سنة  أمهلوني الدهر كله ،ليتكم تنتظرون .......وتكمل صياحك وأنت تحاكيهم  إما الأرض خبيثة أو النبت غير صالح ، تراهن الأقدار  على صدقك ،،،،، وتهوي بين ضلوع اليابس ولما تيأس تنظر إلى الوراء فترى السراديب الضيقة والدروب الوعرة ولكن اختنق فيها الضوء . توحي لمن حولك انك عائد للعدو مرة أخرى لتقطف كل زهور المدائن  حنقا على زهرتك التي لم تنبت لعل فيها من تحتويه أحضان تربتك ولكن هل يمهلك العمر ،فتفرغ يديك من أحمالها تمنى  نفسك بين همهمات المدى توجع المحيطين بك،،،،، يغتسل وجهك بوهج دموعك الساخنة ،فتتراقص حبات دموعك على خدك الجاف ثم تهوي بين أحشاء تربتك وإذا بك تلمح زهرة صغيرة تخرج من جوف أرضك الخبيثة فتنكفئ عليها بجبهتك ووجنتيك لعلها تعينك على نسيان أوجاعك ، فتغلق كل سراديبك الضيقة وتنطلق إلى المدى الذي كان يحوي كل الأحاسيس إلا أحاسيسك.

 

mohamedzeinsap

كتبنا وكنا نظن أننا نكتب وقرأت ما كتبنا أكتب تعليقك ربما يكون نافلة القول التى تقيمنا إنتقد أو بارك أفكارنا لربما أنرت لنا ضروبا كانت مظلمة عنا أو ربما أصلحت شأننا أو دفعتنا لإصلاح شأن الآخرين

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 546 مشاهدة
نشرت فى 26 ديسمبر 2012 بواسطة mohamedzeinsap

محمد زين العابدين

mohamedzeinsap
نحن نتناول إحساسك ومشاعرك وغربتك نكتب لك ..... وتكتب لنا فى السياسة والادب والشعر والقصة والسيرة والدين نحن هنا من أجلك و...... ومن أجلنا لكى نقاوم حتى نعيش بأنفاسنا المحتضرة وآمالنا المنكسرة وآحلامنا البعيدة نحن المتغربين بين أوطانهم والهائمون فى ديارهم »

عدد زيارات الموقع

144,843

تسجيل الدخول

ابحث

ذاكرة تغفل..... ولكن لا تنسى




في قريتنا الشئ الوحيد الذي نتساوى فيه مع البشر هو أن الشمس تشرق علينا من الشرق وتغرب علينا من الغرب نتلقى أخبار من حولنا من ثرثرة المارين بنا في رحلاتهم المجهولة نرتمي بين حضن الجبل يزاحمنا الرعاة والبدو الأطفال عندنا حفاة يلعبون والرجال عند العصارى يلقون جثثهم أمام البيوت على (حُصر ) صُنعت من الحلف وهو نبات قاسى وجاف والنساء ( يبركن بجوارهم ( يغزلن الصوف أو يغسلن أوعيتهم البدائية حتى كبرنا واكتشفنا بأن الدنيا لم تعد كما كانت .... ولم يعد الدفء هو ذاك الوطن.......... كلنا غرباء نرحل داخل أنفسنا ونغوص في الأعماق نبحث عن شئ إفتقدناه ولا نعرفه فنرجع بلا شئ .. قريتنا ياسادة لا عنوان لها و لا خريطة ولا ملامح وكائناتها لا تُسمع أحد نحن يا سادة خارج حدودالحياة في بطن الجبل حيث لا هوية ولا انتماء معاناتنا كنوز يتاجر بها الأغراب وأحلامنا تجارة تستهوى عشاق الرق وآدميتنا مفردات لا حروف ولا كلمات لها ولا أسطرتُكتب عليها ولا أقلام تخطها نحن يا سادة نعشق المطر ولا نعرف معنى الوطن نهرب إلى الفضاء لضيق الحدود وكثرة السدود والإهمال... معاناتنا كنز للهواة وأمراضنا نحن موطنها لا تبارحنا إلا إلى القبور ... وفقرنا حكر احتكرناه ونأبى تصديره نحن أخطاء الماضي وخطيئة الحاضر ووكائنات غير مرغوب فيها...طلاب المجد نحن سلالمهم وطلاب الشهرة نحن لغتهم ... نحن يا سادة سلعة قابلة للإتجار بها ولاقيمة لها .. نحن مواطنون بلا وطن