فيتامين "لا" لحل إشكالية انهيار منظومة القيم الأخلاقية بالمجتمع
بقلم
محمود سلامه الهايشه
كاتب وباحث مصري
تحدث الكاتبة "مها الشهري" في مقالها المنشور في صحيفة عكاظ السعودية بتاريخ السبت 9 شوال / 1439 هـ الموافق 23 يونيو 2018م، عن التدليل المفرط وتلبية كافة احتياجات الأطفال بسبب توفر المال اللازم لتحقيقيها للطفل في أي وقت حينما يطلبها وأحيانا قبل ما يطلبها أو يفكر حتى فيها، وبالطبع هذا ينتج عنه جيلا من الرجال والنساء ليس لديهم الحد الأدنى من تحمل المسئولية بل وانهيار كافة القيم الأخلاقية والمجتمعية، ومن خلال العنوان "فيتامين لا" تضع قاعدة عامة للآباء والأمهات الذين عاشوا حياة مختلفة تمام الاختلاف عن حياة أطفالهم اليوم، بالتحصين بذاك الفيتامين، فالوقاية خيرً من العلاج.
فإشباع الرغبات/الاحتياجات بشكلً كامل، تؤدي إشباع النفس الإنسان بكل ما هو سلبي، مما يؤدي لوجود نماذج بشرية تملأ المجتمع لتدميره وليس لبنائه ، فكما قال سقراط "التعليم هو إيقاد شعلة .. وليس ملء وعاء!"، فليس كل الفيتامينات للمعدة فقط ولكن هناك فيتامينات للنفس ايضا. تتسم أجيال اليوم بالسطحية والتفاهة، لأنهم يعتمدون في تفكيرهم على المظهرية، لذا يقول "براين غرين": "حينما يبدأ أطفالنا بالنظر إلى العلماء كقدوة ومثل أعلى .. كما ينظرون إلى الممثلين والمطربين حينها فقط ستبدأ حضارتنا بالتطور نحو مرحلة جديدة".
بالطبع يقوم الآباء بتلبية كافة احتياجات أطفالهم باستخدام الإجابة بـ "نعم" دائما وعدم التلفظ بـ "لا"، اعتقدنا منهم أن توفير حياة الترف يصنع شابا نافع لنفسه ولمجتمعه، ولا يعلم بأنه يدمر صحته النفسية، نعم فكما أن هناك صحة جسدية أو بدنية هناك صحة نفسية، والنفس هي أغلى ما يمتلك أي إنسان، وحتى نؤكد للجميع سواء أكانوا آباء أو أبناء أن المظهرية والسطحية شيء زائل وليس بالقيمة الكبيرة التي يظنها البعض حتى لا نعمم ، بالحكمة تقول "لو الشكل والجسم أهم من الروح ما كانت الروح بتطلع (تصعد) للسماء والجسم بيدفن تحت التراب!!
وختاما ، أنت أب غني .. ربنا يزيدك من فضله وبركته ، ولكن كن شجاعا وقل "لا" لطفلك، ولا تحقق له ما سأل إلا في الوقت والكيفية التي تريدها أنت ولا تسير وراء كلامه، ففيتامين "لا" من أصول التربية السليمة.
By/ Mahmoud Salama El-Haysha (M.S. El-Haysha)
Egyptian writer and researcher
ساحة النقاش