قراءة في قصة موت طازج .. للقاص عبدالباسط سعد عيسى
يعد العنوان جذاب من الوهلة الأولى، صَدر الكاتب قصته بطرحه للسؤال التالي: هجم عليهم لص ، وخـيرهم بين ما يملكون والشارع ؟
قصة قصيرة بما تعني الكلمة من معنى، تطبق القاص مبدأ التكثيف بكل دقة، عبارة قصيرة خاطفة، فجمل كلمتان، ثلاثة كلمات، أربعة كلمات...
القصة مليئة بالأحداث رغم قصرها، فيها وحدة الهدف، ووحدة الموضوع، ووحدة الفكرة. وبرغم أنها قصة رمزية فالرمز واضح فيها ويمكن لكل قارئ أن يفسرها بطريقته وثقافته وهواه إلا أنها ترصد الواقع الاجتماعي الاقتصادي السياسي، وما آلت إليه الأمور والأوضاع الداخلية المصرية.
جاء العنوان موفق جدا جدا، ومتسق مع الطرح المعروض داخلها، موت طازج على وزن سمك طازج، وسمك ميت، وأموات طازجون....!!!!
نعيش بالفعل حياة مادية لأبعد الحدود فالكبير يأكل الصغير، والقوي يأكل الضعيف، ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة، معركة اللهث وراء المال، والحصول عليه بأي طريقة كانت... مشروعه أو غير مشروعه!!!!
تقع القصة في 258 كلمة فقط، ولكن فيها الأحداث والكوارث والأزمات، بها الفعل ورد الفعل، بها المكان الذي تدرج من الشارع والبيوت التي به، إلى السفينة والبحر الذي تبحر فيه وسكان الشارع الذين تركوا بيوتهم مهجرين، إلى عالم الأسماك التي تعيش داخل هذا البحر.
بالقصة أيضا العرض والطلب، والموت والحياة، ففي لحظات الحزن والغرق، هناك زوج من الأسماك لم يشغله حدوث كارثة أو وجود طعام، وكانا يمارسان حياتهم الطبيعية ويفكران في الزوج وبناء بيت جديد. لازم تواجد الحوار.
تحققت بالقصة الحبكة، واستطاع القاص عبدالباسط سعد عيسى.. رسم الأبعاد المختلفة، الجسدية والنفسية.
واستطاع الكاتب ان ينهي القصة من حيث بدائها، فيما يعرف بأسلوب عودة لذي بدأ!!
نشرت القصة على بتانة، ضمن الدوري الثقافي المصري لعام 2017: http://battana.org/Participation_Details.aspx?index=oHvtKqqNauQ%3D
قراءة وتحليل: محمود سلامة الهايشة – كاتب وباحث مصري، [email protected]
ساحة النقاش