مصادر الثقافة التنظيمية.

تتلخص أهم مصادر الثقافة التنظيمية في الأمور التالية:[1]

١- العادات والتقاليد والأعراف:

وهي تمثل قيم المجتمع الذي يعيش فيه الفرد، وهي تعد من أهم مصادر الثقافة التنظيمية, حيث تكون الصبغة للعنصر البشري في المنظمة, سواء أكان مديرا، أو مشرفا، أو موظفا صغيرا، أو عاملا. كما أنها تؤثر في شخصية الفرد، وتحدد نمطه السلوكي وفق هذه التقاليد، وحسب المواقع الجغرافية، والبيئية التي يعيش فيها الفرد، وتتواجد فيها المنظمة.

٢- الطقوس وإحتفالات المناسبات:

وتتمثل بالإحتفال بالعيد في بعض الأجهزة، والمؤسسات، والشركات، بعد دعوة الموظفين، والعاملين إلى العمل، وإلتقائهم ببعض في الإحتفالات بداية العام، أو نهايته، أو في تعارف الموظفين الجدد على الموظفين القدماء، أو في إستقبال مدير جديد، أو توديع موظفين إنتقلوا إلى العمل في مكان آخر، أو أحيلوا إلى التقاعد، وتتمثل هذه الطقوس، والإحتفالات كذلك في حفلات جوائز للموظفين المحالين على التقاعد، والمبدعين، وحفلات الرحلات، أو النشاطات الإجتماعية أو حفلات جوائز الموظفين المثاليين والمتميزين أو حفلات التخرج.

والإحتفال هو حدث مخطط تنظمه الإدارة لصالح العاملين, وتحافظ المنظمة على ثقافتها عن طريق الإحتفالات المتعددة التي تقوم بها, والتي تعبر بوضوح عن الثقافة التي تعتنقها المنظمة, فالموظف الجديد الذي يحضر حفلاً تقيمه المنظمة يستطيع التعرف بوضوح على القيم والمعتقدات واللغة المشتركة بين العاملين والتي تمثل في مجملها ثقافة المنظمة, فكما يمكن إستجلاء ثقافة مجتمع ما, من خلال الإحتفالات القومية التي ينظمها, فإنه يمكن كذلك التعرف على ثقافة المنظمة من خلال إحتفالاتها.

3- الأساطير:

وهي كحكايات خرافية تستخدم كرموز إجتماعية، ولها وجهان: أحدهما إيجابي، والآخر سلبي، ويتجسد الجانب الإيجابي في ربط الإنسان بتراثه، وثقافته القديمة، ومجتمعه، وتقديم الدروس والعبر للإستفادة منها في مواجهة مشكلات الحاضر، والمستقبل، والجانب السلبي, فيتجسد في خلط الأساطير بين الحقائق، الخيالات، ومبالغتها، وتوليد حالات من الصراع، الإدراك، وإخفاء المعلومات الحقيقية، غير أن للأساطير أهمية خاصة في منظمات العمل.

٤- الطرائف، والنكت، والألعاب:

يجري إستخدامها كأساليب رمزية في التعبير عن المحبة، والألفة، وتخفيف بعض الصراعات بين العاملين، وتنقية القلوب من المشاحنات، أو سوء الظن، أو عدم الثقة. وتعد الطرائف، والنكت، والألعاب، بمثابة وسائل إنسانية تستخدم في الحفلات والإجتماعات، لإزاحة بعض العوائق في أثناء عملية الإتصال بين أعضاء المنظمة، وتهدف إلى تعديل بعض الممارسات الإدارية، أو السلوكية لبعض الأعضاء في المنظمة. وتساعد على الإبداع، والإبتكار، كما تستخدم الألعاب لتوثيق عرى الثقة، والصداقة بين العاملين في مختلف المستويات الإدارية بمنظمات العمل .

5- البطولات، والرموز الإجتماعية:

وتتمثل في قصص القادة في مجال السياسة، والإدارة، والتاريخ، وغيره. وتؤخذ كقدوة، ومثال يحتذى به في منظمات العمل الحديثة.

٦- القصص والحكايات:

وتستخدم غالبا لتعكس رسالة معينة، مثل أن يحكي للموظفين كيفية تطور جهاز إداري، أو منظمة معينة، والصعوبات التي واجهت التطور، ونمو هذا الجهاز، أو المنظمة، وكيفية تنظيمه، وعدد الأفراد العاملين به أثناء إنشائه مقارنة بوضعه الحالي.

تنتقل القصص المتعلقة بالثقافة التنظيمية عن طريق القصص التي تروى عنها, سواء تم ذلك بطريق رسمي او غير رسمي, كما أن القصص التي تروى داخل المنظمة تؤثر تأثيراً كبيراً على المناخ التنظيمي, وتقوم معظم القصص على أحداث حقيقية, أداها أو شارك فيها مؤسس الشركة أو أحد أو بعض مديريها, وتوضح القصص أهم خصائص الثقافة التنظيمية, كما أن نقلها إلى الغير يمكن أن ينشئ أو يؤكد القيم المطلوبة.

7- التعبير عن الثقافة كتابة:

من الطرق التي تنتقل بها الثقافة, وتساعد على المحافظة عليها المبادئ المكتوبة, فتسجل المنظمة مباءها بوضوح ليطلع عليها الجميع, وتحدد القواعد الأخلاقية التي تحكم تصرفاتها وتصرفات العاملين فيها, ثم تقوم بطبع ذلك في كتيب يسمى دستور الأخلاق, كما في بعض المنظمات– وهو عبارة عن جمل تعبر عن القيم الأخلاقية التي تلتزم بها الشركة, وهو وسيلة مؤثرة في هذا المجال, فالفرد غالباً ما ينضم إلى إحدى الشركات دون ان يعرف نوع البيئة التي وضع نفسه ومستقبله الوظيفي فيها, وبالتالي فإن التعبير بوضوح عن دستور العمل في المنظمة يسمح للعامل بأن يقرر أن هذه المنظمة ملائمة أم لا.

[1] - ماجده العطية، سلوك المنظمة: سلوك الفرد والجماعة, دار الشروق للنشر والتوزيع, عمان, الأردن, 2003م, ص: 337- 339.