|
إن كل لحظة من حياتك هي لحظة خلاّقة أبداً.. والكون وفير بشكل لا نهائي.. فقط اطلب طلباً واضحاً بما فيه الكفاية وكل شيء يتمناه قلبك بحق لابد أن يأتيك.. فالتخيّل هو القدرة على إنشاء فكرة أو صورة ذهنية أو الإحساس الشعوري بشيء ما. ثم التركيز على هذه الفكرة أو الشعور أو الصورة بشكل متكرر مانحاً إياها طاقة إيجابية حتى تصبح حقيقة موضوعية.. قد يكون هدفك على أي مستوى: بدني، أو عاطفي، أو ذهني، أو روحي. قد تتخيل نفسك بمنزل جديد، أو عمل جديد، أو منخرطاً بعلاقة مرضية، أو تشعر بالسكينة والهدوء، أو ربما بقدرات تعلم وتذكر مطورة. أو قد تتصور نفسك تتعامل مع موقف صعب بسهولة، أو قد ترى نفسك ببساطة كائناً مشعاً مليئاً بالنور والحب. يمكنك العمل على أي مستوى منها، وكلها سوف يكون لها نتائج... ومن خلال التجربة ستعثر على الصورة والتقنيات المحددة التي تفيدك أكثر. تسمى هذه التقنية " التصور الإبداعي". وهي تقنية ليست بجديدة أو غريبة أو غير عادية. فأنت أصلاً تقوم باستخدامها كل يوم، بل كل دقيقة في الحقيقة. إنه قوتك الطبيعية على التصور، وهو الطاقة المبدعة الأساسية للكون، التي تستخدمها باستمرار سواء أكنت واعياً بذلك أم لا. دعنا نقل، على سبيل المثال، إنك تشعر بعدم الرضا عن وضع عملك الحالي. إن كنت تشعر أن العمل مناسب لك أساساً ولكن هناك عوامل بحاجة إلى تحسين، فيمكنك البدء بتصور التحسينات التي تتمناها. إن لم ينفع ذلك، أو شعرت بأنك تفضل عملاً جديداً. فركّز إذن على تصور نفسك في الموقف الوظيفي الذي تتمناه. بأي طريقة فالتقنية هي نفسها أساساً. بعد الاسترخاء في حالة تأمل عميقة هادئة للعقل، تخيّل أنك تعمل في الوضع المثالي لك، تخيّل نفسك في المكان الطبيعي. أو البيئة التي تحب، وأنت تقوم بعمل تستمتع به وتجده مرضياً لك، وتتفاعل مع الناس بطريقة منسجمة، وتتلقى التقدير وأجراً مالياً مناسباً. أضف أية تفاصيل أخرى مهمة بالنسبة إليك. كالساعات التي تعمل بها، ومقدار الاستقلالية الذاتية و/ أو المسؤولية التي لديك، وما إلى ذلك. جرّب أن تحوز شعوراً في داخلك بأن هذا ممكن، عما يشبه كما لو أنه قد تحقق مسبقاً. وباختصار، تخيّله تماماً بالطريقة التي تحب أن يكون بها، كما لو أنه تحقق فعلاً. كررّ هذا التمرين البسيط القصير مراراً، مرتين يومياً، أو كلما فكرت فيه. إن كانت رغبتك ونيتك بالقيام بالتغيير واضحتين. فإن الفرص جيدة بأن تجد نوعاً من التحول يحدث في عملك، في خلال وقت قريب نوعاً ما. إن التصور الإبداعي سحري في أصدق وأسمى معاني الكلمة. إنه يتضمن الفهم وانسجام نفسك مع المبادئ الطبيعية التي تحكم عمَل كونِنا، وتعلم كيف تستخدم هذه المبادئ في أكثر الطرق وعياً وإبداعاً.
كيف يعمل التصور الإبداعي؟
لفهم كيف يعمل التصور الإبداعي من المفيد النظر إلى عدة مبادئ مترابطة: 1 – إن الكون الطبيعي عبارة عن طاقة: بدأ عالَم العلم باكتشاف ما عرفه أساتذة ما وراء الطبيعة والروحانيون منذ قرون. ألا وهو أن كوننا الطبيعي ليس مكوناً حقيقة من أية "مادة " على الإطلاق، فمكنونه الأساسي هو نوع من القوة أو الجوهر ندعوه الطاقة. إن الأشياء تبدو صلبة ومنفصلة عن بعضها بعضاً في المستوى الذي تتلقاها فيه عادة حواسنا الطبيعية. ولكن وعلى مستويات أدق، أي المستويات الذرية وما دون الذرية، فإن ما يبدو مادة صلبة يُرى جسيمات أصغر فأصغر ضمن جسيمات، والتي تتحول في النهاية لتكون مجرد طاقة صافية. عملياً، نحن كلنا عبارة عن طاقة، وكل شيء فينا وحولنا مصنوع من طاقة. نحن جميعاً جزء من حقل طاقي عظيم، والأشياء التي ندركها على أنها صلبة ومنفصلة هي في الحقيقة مجرد أشكال متنوعة لطاقتنا الأساسية المشتركة عند الجميع. نحن كلنا واحد، وذلك حتى بالمعنى المادي حرفياً. تهتز الطاقة على معدلات مختلفة من السرعة، ولذلك فلها خصائص مختلفة، من الأرق حتى الأكثف. والتفكير هو نسبياً شكل لطيف خفيف من الطاقة، ولذلك فهو جداً سريع وسهل التغيير. ولأن المادة كثيفة نسبياً، طاقة مضغوطة، لذلك فهي أبطأ في الحركة والتغيير. داخل المادة هناك تنوع كبير أيضاً. فاللحم الحي لطيف نسبياً، يتغير بسرعة، وسهل التأثر بعدد من الأشياء. والصخرة هي شكل أكثر كثافة، وأبطأ في التغيير، والتأثير فيها أكثر صعوبة. ومع ذلك فحتى الصخرة تتغير في النهاية وتتأثر بطاقة الماء الأخف والألطف مثلاً. إن جميع أشكال الطاقة مترابطة ويمكن لها التأثير في بعضها بعضاً. 2 – إن الطاقة مغناطيسية:
أحد قوانين الطاقة هو التالي: إن طاقة من نوعية أو تواتر معين تميل لاجتذاب طاقة من نوعية أو تواتر مشابه. (الطيور على أشكالها تقع، الشبيه يجذب شبيهه، قانون الجذب). للأفكار والمشاعر طاقتها المغناطيسية التي تجذب طاقة من طبيعة مشابهة، يمكننا رؤية هذا المبدأ يعمل، مثلاً: عندما نلتقي مصادفة بشخص كنا نفكر فيه الآن للتو أو "يحدث" أن نلتقط كتاباً يحوي تماماً على المعلومات المناسبة التي نريدها لحظتها.
3 – الشكل يتبع الفكر: إن التفكير هو شكل متحرك خفيف وسريع من الطاقة، ويتم اصطناعه بشكل متواصل على عكس الأشياء الأكثف كالمادة. عندما نوجِد شيئاً، دائماً ما نوجِده بداية على شكل فكرة، فالنية أو الفكرة دائماً ما تسبق الاصطناع (الإيجاد). " أظن بأني سأقوم بتحضير العشاء " هي الفكرة التي تسبق تحضير الوجبة " أريد ثوباً جديداً " تسبق الذهاب لشراء ثوب. " وأحتاج عملاً " تسبق إيجاد العمل. وهكذا. يكون لدى الفنان في البداية فكرة أو إلهام ومن ثم يبدع الرسم. يكون لدى البنّاء بداية تصميم ومن ثم يبني منزلاً. إن الفكرة كالصورة الفوتوغرافية للمخطط التصميمي، إنها توجد صورة للشكل، وتقوم بعدها بجذب وتوجيه الطاقة الطبيعية للتدفق في ذلك الشكل، وفي النهاية يظهره (يوجده) بالشكل المادي. يبقى المبدأ نفسه صحيحاً حتى لو لم نقم بعمل مادي مباشر لإظهار أفكارنا. ببساطة، فإن امتلاك فكرة أو نية والاحتفاظ بها في الذهن، هو طاقة تميل لجذب وإيجاد ذلك الشكل على المستوى المادي. أن فكرت بالمرض بشكل مستمر فقد تصبح مريضاً في النهاية، (لا تمارضوا فتمرضوا)، أن آمنت بجمال نفسك فستصبح كذلك. تعمل الأفكار والمشاعر المحتفظ بها في داخلنا بالطريقة نفسها.
قانون الإشعاع والجذب إنه المبدأ القائل إن أي شيء ترسله للكون سينعكس عائداً إليك " كما تزرع تحصد " ما يعنيه ذلك من وجهة نظر عملية هو أننا دائماً ما نجذب إلى حياتنا أي شيء نفكر فيه غالباً. ونؤمن فيه بقوة كبيرة، ونتوقعه على المستويات العميقة، و/ أو نتخيله بشكل واضح جداً. عندما نكون سلبيين وخائفين، مرعوبين أو قلقين، نقوم عادة باجتذاب نفس الخبرات والمواقف أو الأشخاص الذين نسعى لتجنبهم. أن كنا أساساً إيجابيين في موقفنا، نتوقع ونتصور السرور والرضا والسعادة، فإننا نميل لجذب وإيجاد الأشخاص والمواقف والأحداث التي تتطابق مع توقعاتنا الإيجابية. لذا فإن التصور الواعي لما نريده يمكن أن يساعدنا على إيجاده في حياتنا.
تمرين بسيط في التصور الإبداعي فكّر بشيء تريده: اختر لهذا التمرين شيئاً بسيطاً، يمكنك أن تتخيّل تحقيقه بسهولة. قد يكون شيئاً تحب امتلاكه أو أمراً تحب حدوثه، أو موقفاً تحب أن تجد نفسك فيه، أو ظرفاً في حياتك ترغب بتحسينه. خذ وضعية مريحة، أما جالساً أو مستقيماً، في مكان هادئ لن يتم إزعاجك فيه. أرخِ جسمك بالكامل، مبتدئاً من أصابع قدميك وصاعداً نحو شعر رأسك، فكر بإرخاء كل عضلة في جسدكِ بالترتيب، تاركاً كل توتر يتدفق خارجاً من جسدك. تنفس بعمق وبطء من بطنك. عد تنازلياً ببطء من العشرة إلى الواحد، شاعراً بنفسك مسترخياً بشكل أعمق مع كل عدة. عندما تشعر بأنك مسترخٍ بعمق، أبدأ بتخيّل الشيء الذي تريده تماماً كما تريد أن يكون. إن كان غرضاً، فتخيّل نفسك معه، تستخدمه تُعجب به، تمتع به، تريه لأصدقاء. إن كان موقفاً أو حدثاً، تخيّل نفسك هناك وكل شيء يجري كما تريده تماماً. قد تتخيّل ما يقوله الناس أو أية تفاصيل تجعله أكثر واقعية بالنسبة إليك. قد تأخذ وقتاً قصيراً نسبياً أو بضع دقائق لتتخيّل هذا، أياً كان ما تحسّه أفضل بالنسبة إليك، استمتع به. يجب أن يكون خبرة ممتعة كلياً، كحلم يقظة طفل لما يريده في عيد ميلاده. الآن وأنت محتفظ بالفكرة أو الصورة راسخة في ذهنك، اصطنع لنفسك ذهنياً بعض التصريحات التأكيدية الإيجابية (بصوت عال أو بصمت) حول الفكرة أو الصورة من مثل: • ها أنا ذا أمضي عطلة نهاية أسبوع رائعة في الجبال، يا لها من عطلة جميلة !أو * إني أعشق المنظر من منزلي الجديد الواسع أو * إنني أتعلم أن أحب نفسي وأتقبلّها كما أنا. • هذه التصريحات الإيجابية التي تدعى التأكيدات، جزء هام جداً من التصور الإبداعي . قم بهذه العملية في حال تجدها ممتعة مسلية فقط، وقد يكون ذلك لمدة خمس دقائق أو لنصف ساعة. كرّر ذلك كل يوم أو مراراً كلما استطعت.
من المهم الاسترخاء من المهم الاسترخاء بعمق في بداية تعلمك لكيفية استخدام التصور الإبداعي. عندما يكون عقلك وجسدك مسترخيين بعمق، يتغير نموذج موجتك الدماغية بشكل فعلي وتصبح أبطأ. هذا المستوى الأبطأ الأعمق يدعى عامة مستوى ألفا (فيما وعيك الصاحي المنشغل الاعتيادي يدعى مستوى بيتا)، وكثير من البحث يجري حالياً على تأثيراتهما. لقد وجد أن مستوى ألفا هو حالة صحية جداً من الوعي، بسبب تأثيرها في العقل والجسد. ومما يثير الاهتمام أيضاً إنه قد وجد أن هذا المستوى هو أكثر فاعلية بكثير من مستوى بيتا الأكثر نشاطاً في تحقيق تغييرات حقيقية فيما يدعى بالعالم الموضوعي، وذلك من خلال استخدام التصور. وما يعنيه ذلك لغاياتنا العملية هو أنك إن تعلمت أن تسترخي بعمق وتقوم بالتصور الإبداعي، فقد تكون قادراً على القيام بتغييرات أكثر فاعلية بكثير في حياتك مما يمكنك أن تقوم به بواسطة التفكير والقلق والتخطيط ومحاولة التلاعب بالأشياء والناس. إن كان لديك أي طريقة محددة معتاد عليها للاسترخاء بعمق أو للدخول بحالة تأمل هادئة، فاستخدم تلك الطريقة بالوسائل كافة. أو استخدام التنفس ببطء وعمق، وإرخاء كل عضلة في جسدك بالترتيب، والعد تنازلياً من عشرة إلى واحد ببطء. إن كان لديك أي مشكلة في الاسترخاء البدني، فقد تسعى لطلبات إرشادات من اليوغا أو التأمل أو تخفيض التوتر. وعادة فإن ممارسة ولو بسيطة للاسترخاء تحقق نتيجة ممتازة وبالطبع فإن الفائدة الجانبية لكل ذلك أنك ستجد الاسترخاء العميق صحياً ومفيداً ذهنياً وعاطفياً وجسدياً. من الجيد القيام بالتصور الإبداعي ليلاً قبل النوم تماماً، أو صباحاً بعد الاستيقاظ مباشرة، لأنه في هذه الأوقات يكون العقل والجسد في حالة استرخاء وانفتاح للتلقي مسبقين. وقد تحب القيام به وأنت مستلق على سرير، ولكن إن كنت تميل للنوم، فمن الأفضل الجلوس منتصباً على حافة السرير أو على كرسي وبوضعية مريحة، وعمودك الفقري مستقيم ومتوازن. تساعدك استقامة العمود الفقري على تدفق الطاقة، وتجعل من الأسهل الوصول إلى نموذج موجة ألفا العميق. إن كان ممكناً بالنسبة إليك، فإن القيام لمدة قصيرة بالتأمل والتصور الإبداعي في منتصف النهار سيجعلك تسترخي وتتجدد، ويجعل يومك يسير بانسيابية أكبر.
أربع خطوات رئيسية لتصور إبداعي فعّال:
1 – حدّد هدفك: قرر شيئاً ما تريد امتلاكه أو التحرك نحوه أو تحقيقه أو إيجاده. قد يكون على أي مستوى: عمل، منزل، علاقة، تغيير في نفسك، زيادة رخائك، حالة ذهنية أكثر سعادة، تحسين الصحة، الجمال، لياقة بدنية أفضل، حل مشكلة في عائلتك أو مجتمعك أو أي شيء آخر. انتق بداية أهدافك سهل عليك نوعاً ما أن تؤمن بها، وتشعر بإمكانية تحقيقك لها في المستقبل القريب نسبياً. بهذا الشكل لن يكون عليك أن تتعامل مع قدر كبير من المقاومة السلبية في نفسك ويمكنك تكبير مشاعرك بالنجاح فيما أنت تتعلم التصور الإبداعي لاحقاً، وبعد ممارستك التصور لمدة جيدة، يمكنك تولي مشاكل ومواضيع أكثر صعوبة وتحدياً. 2 – أنشئ فكرة أو صورة واضحة للهدف: أنشئ فكرة، أو صورة ذهنية، أو شعوراً بالموضوع أو الموقف كما تريد تماماً. عليكَ أن تفكر به بصيغة الزمن الحاضر كما لو أنه موجود مسبقاً بالشكل الذي تريده عليه. تصور نفسك قي الموقف كما ترغب تماماً، قم الآن بتضمين العدد الذي تستطيع إضافته من التفاصيل. 3 – ركّز عليها مراراً: استحضر فكرتك أو صورتك الذهنية إلى عقلك مراراً، في أثناء كل من فترات التأمل الصامت، وأيضاً بشكل عرضي خلال يومك عندما يحدث أن تفكر بها، بهذا الشكل يصبح (هدمك) جزءاً كاملاً من حياتك، ويصبح أكثر حقيقة بالنسبة إليكِ. وستتصوره بنجاح أكبر. ركّز عليه بوضوح، ولكن بطريقة لطيفة مسترخية، من المهم ألا تشعر أنك تجاهد بقوة لتصوره، أو تضع قدراً فائضاً من الطاقة فيه، فذلك يميل لأن يعيق أكثر من أن يساعد.
4 – امنحه طاقة إيجابية: فيما أنت تركّز على هدفك، فكّر فيه بطريقة إيجابية مشجعة. ضع تصريحات إيجابية قوية لنفسك: بأن هدفك موجود، بأنه أتى أو في طريقه إليك. شاهد نفسك تتلقاه أو تحققه. تدعى هذه التصريحات الإيجابية بالتأكيدات. جرب فيما أنت تستخدم التأكيدات أن توقف مؤقتاً أي شكوك أو عدم تصديق قد يكون لديك، الآن على الأقل، ومارس امتلاك شعور بأن ما ترغبه حقيقي بالتأكيد وممكن. استمر بهذه العملية حتى تحقق هدفك، أو حتى لا يعود لديك رغبة فيه. تذكّر أن الأهداف عادة ما تتغير قبل أن يتم تحقيقها، وهذا جانب طبيعي تماماً من عملية التغير والنمو البشري، لذلك لا تحاول إطالتها مدة أطول من الطاقة التي لديك لأجلها، فعندما تفقد الاهتمام فقد يعني ذلك أن الوقت قد حان لنظرة جديدة على ما تريده. إن وجدت أن هدفاً لك قد تغير، فتأكد من الاعتراف بذلك لنفسك. كن واضحاً في ذهنك بحقيقة أنك لم تعد مركّزاً على هدفك السابق. أغلق دائرة القديم، وابدأ بدائرة الجديد. هذا يساعدك على عدم الارتباك أو الشعور بأنك " أخفقت " فيما أنت ببساطة قد تغيرت. عندما تحقق هدفاً، كن متأكداً من أن تعترف بشكل واعٍ لنفسك بأنه قد أنجز. عادة ما ننجز أشياء كنا نتمناها ونتصورها، وقد ننسى ملاحظة أننا نجحنا ! وتأكد من أن تشكر الله على تحقيقه لطلباتك.
التأكيدات التأكيدات هي أحد أهم عناصر التصور الإبداعي. أن تقوم بالتأكيد يعني " أن ترسخ " التأكيد هو بيان إيجابي قوي بأن شيئاً ما هو حقاً كما نقول عنه. إنها طريقة " لترسيخ " ما تتصوره. معظمنا واعون لحقيقة أن لدينا حواراً داخلياً متواصلاً تقريباً يدور في عقولنا. فالعقل مشغول " بالتحدث " لنفسه، محتفظ بتعليقات لا تنتهي عن الحياة والعالم ومشاعرنا ومشاكلنا والناس الآخرين. إن الكلمات والأفكار التي تدور في عقولنا هامة جداً. وفي معظم الوقت لا نكون مدركين شعورياً لهذا التيار من الأفكار وذلك مع أن " ما نقوله لأنفسنا " في عقولنا هو القاعدة التي نصوغ على أساسها تجربتنا للواقع تؤثر تعليقاتنا الذهنية وتلون مشاعرنا وتصوراتنا لما يجري في حياتنا، وأشكال هذا الفكر هي التي تجذب في النهاية وتوجد أي شيء يحدث لنا. إن أي شخص مارس التأمل يعلم مدى صعوبة تهدئة " حديث العقل " الداخلي هذا، لكي نتصل بعقلنا الحدسي الحكيم العميق. تتضمن إحدى ممارسات التأمل التقليدية المراقبة البسيطة للحوار الداخلي بأكبر قدر ممكن من الموضوعية. هذه تجربة قيمة جداً، إذ تتيح لك أن تصبح مدركاً شعورياً لمحتوى أفكارك. كثير من هذه الأفكار هي كتسجيلات أشرطة، تسجيل لأنماط قديمة كانت لدينا طوال حياتنا. إنها برمجة قديمة التقطناها منذ زمن طويل مضى، وما زالت تؤثر فيما يحدث لنا اليوم. إن ممارسة إدخال التأكيدات تسمح لنا أن نبدأ باستبدال أفكار ومفاهيم أكثر إيجابية ببعض ثرثرة عقلنا السلبية أو المحبطة أو الفاسدة. إنها تقنية قوية، يمكنها أن تحول في وقت قصير من مواقفنا وتوقعاتنا عن الحياة، وبذلك تساعد على تغيير ما نوجده لأنفسنا.
إيجاد ملجئك الخاص أحد أوائل الأمور التي يمكنك القيام بها عندما تبدأ باستخدام التصور الإبداعي هو أن تنشئ وتوجد ملجأً (مكاناً آمناً) داخل نفسك بحيث يمكنك المضي إليه في أي وقت تريده. ملجؤك هذا هو مكانك المثالي للاسترخاء والهدوء والأمان، ويمكنك أن تنشئه بالشكل الذي تريده تماماً. أغمض عينيك واسترخِ في وضعية مريحة. تصور نفسك في بيئة طبيعية جميلة. يمكن أن يكون ذلك في أي مكان يروقك في مرج أخضر، على قمة جبل، في غابة، بجانب البحر، يمكن أن يكون حتى تحت المحيط، أو على كوكب آخر، وبغض النظر أينما كان، فيجب أن يشعرك بالراحة، والبهجة والأمان، استكشف بيئتك المحيطة، ملاحظاً التفاصيل المرئية، والأصوات والروائح وأي مشاعر محددة أو انطباعات تتلقاها عن المكان. قم الآن بأي شيء تريده لتجعل المكان أكثر شبهاً ببيتك ومريحاً أكثر. قد ترغب ببناء منزل ما أو ملجأ هناك، ربما مجرد إحاطة المنطقة بأكملها بضوء ذهبي خاص بالحماية والأمان، أنشئ ورتّب الأشياء فيه لراحتك ومنعتك، أو قم بطقوس لتثبت أنه مكانك الخاص بك. من الآن فصاعداً هذا ملجؤك الشخصي الداخلي، الذي يمكنك العودة إليه في أي وقت بمجرد إغلاقك لعينيك فقط وتمني أن تكون فيه. ستجد دائماً أن الحضور فيه أمر يدفع إلى الشفاء والاسترخاء. إنه أيضاً مكان لقوة خاصة بك، وقد ترغب بالذهاب إليه في كل مرة تقوم بها بالتصور الإبداعي. قد تجد أن ملجأك يتغير آنياً من وقت لآخر، أو أنك تريد القيام بتغييرات وإضافات إليه. يمكنك أن تكون مبدعاً جداً في ملجئك وتحصل على كثير عن المتعة فيه. تذكر فقط أن تحتفظ بالخصائص الأساسية للسكينة والهدوء والشعور بالأمان المطلق.
التأملات الشافية: ساعدنا هذا التأمل على كشف السبب الكامن للمرض و/ أو البدء بتحريره وشفائه. اجلس أو استلق، وتنفّس، واسترخِ بعمق. مبتدئاً بأصابع قدميك، رجليك، ساقيك، حوضك، وهكذا صعوداً، ركّز انتباهك على كل جزء من جسدك بالترتيب وأخبره أن يسترخي ويحرّر أي توتر. اشعر بأي توتر يذوب ويتحلل وينساب بعيداً. قم إن شئت بتأمل لفتح مراكز الطاقة لكي تدع طاقتك تتدفق فعلاً. تخيّل الآن طاقة لطيفة شافية، ذهبية تحيط بجسدك كله.استشعرها... أحسّ بها. إن كان هناك جزء محدد من جسدك مريضاً أو به ألم، فاسأل ذلك الجزء منك ما إن كان لديه رسالة لك. اسأل إن كان هنالك شيء تحتاج إلى فهمه أو فعله، الآن في هذه اللحظة، أو في حياتك عموماً. ابق هادئاً لبضع دقائق ولاحظ أي كلمات أو صور أو مشاعر، تردُك، استجابة لهذه الأسئلة. إن تلقيت أي إجابة، فابذل جهدك لفهمها واتباعها. إن لم تتلق إجابة، فتابع العملية فقط / فقد يأتيك الجواب لاحقاً، في شكل مختلف عما تتوقعه. أرسل الآن طاقة شافية محبة خاصة إلى ذلك الجزء منك، وإلى أي جزء منك يحتاج إليها، وشاهده واشعر به يتعافى ويشفى. قد تريد أن يكون مرشدك، أو أي معلم أو معالج معك هناك لمساعدتك على القيام بالشفاء. تصّور المشكلة تنحل وتطفو كطاقة مبتعدة أو في أي صورة تفيدك. تصور نفسك الآن في صحة طبيعية ممتازة. فكر في نفسك في مواقف مختلفة تشعر بصحة جيدة وبالنشاط والعافية. تصور الانتعاش والعناية بنفسك بحيث تبقى بصحة ممتازة معافى.
تأكيدات: - أنا أحب نفسي وأشفيها على المستويات الروحية والذهنية والعاطفية والبدنية - يمكنني أن أحقق احتياجاتي دون أن أمرض. - إنني أتعلم أو أعتني بنفسي جيداً. - إني أحب وأتقبل جسمي بشكل كامل. - إنني أعامل جسدي بشكل جيد، وهو يعاملني بشكل جيد أيضاً. - إني أستحق أن أكون بصحة جيدة وأشعر بشعور طيب. - لقد أطلقت الآن جميع أشكال المرض، إنني حر ومعافى. - إن جسدي متوازن، وبانسجام مثالي مع الأرض والكون. - أنا نشيط ومليء بالحيوية. - إنني أقدم الشكر للصحة المتحسنة دائماً، وللجمال واللياقة. - من الطبيعي الشعور بشعور طيب. من الآن فصاعداً، وفي كل مرة تؤدي هذا التأمل، تخيّل نفسك بصحة ممتازة، مع ضوء ذهبي شاف محيط بك.
المصدر : مجلة الباحثون العدد 37 تموز 2010 |