مقومات السعادة الزوجية
كل إنسان يبحث عن السعادة وخاصة السعادة في حياته الأسرية، ولكن هل كل الأزواج سعداء ؟ هل كل من تزوج وجد المودة والرحمة في حياته الزوجية ؟ لا والله، فكم من أسرة تعيش حياة التعساء وكم من زوج ناجح في حياته العملية يبكي من سوء العشرة الزوجية.
فكيف يمكن أن نحصل على السعادة في الحياة الزوجية ؟
وما هي الوسائل التي تحقق لنا حياة مبنية على أسس سليمة بعيدة عن براكين المشاكل وزلازل المحن وأعاصير الفتن ؟ .
أن الاستقرار الأسري والسعادة بين الزوجين يمكن أن ينجح ويتحقق إذا توافرت فيه خمس مقومات أساسية هي :
أولاً : حسن الاختيار
وهذا معنى مهم يغفل عنه الكثير ولا يلقي له بالاً والرسول صلى الله عليه وسلم يوصي الشباب بقوله (( فاظفر بذات الدين تربت يداك )) ويوصي ولي البنت بقوله (( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ... ))
ويبين صلى الله عليه وسلم مكانة وفضل الزوجة الصالحة بقوله (( ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيرٌ له من زوجة صالحة ... )) .
ولهذا نجد أن كثيراً من المشاكل والهموم الزوجية تأتي من رجل سيئ الخلق والطباع لا يحمل من الدين إلا اسمه ولا يقدر الحياة الزوجية ولا يعترف بالحقوق والواجبات الزوجية ولم يسمع بـ (( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ))، فكيف تعيش فتاة مع زوج بهذه الصفات ؟ وكذلك الرجل الذي يتزوج من امرأة بلا دين ولا خلق لن يعيش إلا في تعاسة وشقاوة في كل لحظة من لحظات حياته لأنها لا تستشعر ولا تحفظ قول النبي صلى الله عليه وسلم (( أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة )).
ولهذا لمن أراد حياة زوجية سعيدة وهنيئة وبعيدة عن المشاكل فعليه بصاحبة الدين والخلق التي تحفظ الود والعرض والمال .
وعليك أختي الكريمة بالرجل صاحب الدين والخلق الذي يقدر الحياة الزوجية .
ثانياً : الاستقامة
من خلال واقع ما نرى في المحاكم نلمس وبوضوح كيف يكون الانحراف عن منهج الله سبباً لدمار البيوت، فهذه أسرة عاشت عشرين سنة في سعادة واستقرار، زوجة صالحة وأولاد بارون وناجحون في حياتهم، وخلال أشهر معدودة تتفكك هذه الأسرة حيث تطلق الزوجة وينحرف الأبناء ويدمن الأب على المسكرات ولا يُعرف السبب، فمن قائل حسد ومن قائل سحر ولكن الحقيقة التي عرفوها بعد ذلك أن الأب وضع مالاً في بنك ربوي أخذ من وراءه مالاً حراماً أنفقه على أسرته، أي أنه فتح حرباً مع الله فحاربه رب العالمين في أسرته وأولاده، ولهذا يقول أحد الصالحين: (( إني لأرى أثر المعصية في سلوك زوجتي ودابتي ))، ولقد ورد في الأثر ( ما فرق الله بين اثنين متحابين إلا لذنب ارتكبه أحدهما أو كلاهما ) .
بل أن صلاح الزوج والزوجة واستقامتهما فيه حفظ للأولاد من الانحراف ... قال الله تعالى( وليخش الـذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديداً )).
ثالثاً : الثقافة الأسرية
أثبتت الدراسات أن 88% من الأزواج يخططون ليوم الزفاف و 12% فقط يخططون لما بعد الزفاف، وهذه مشكلة بحد ذاتها، لأن أي إنسان إذا اشترى جهازاً كهربائياً فإنه يأتي مع هذا الجهاز نشرة تبين له كيفية استخدامها بالطريقة السليمة من أجل ألا يصيبها العطب، فأين نشرة المرأة عندما تنتقل إلى الرجل ؟ وأين نشرة الرجل حتى تعلم المرأة كيف تتعامل مع هذا الضيف الغريب ؟ .
إن جهل الأزواج بطبيعة الطرف الآخر سبب من أسباب حدوث الخلاف، فالرجل يعامل زوجته على طبيعته الرجولية، والمرأة تريد من يزوجها أن يتطبع بطبائعها الأنثوية وهـذا خطأ كبير، فلابد من فهم النفسيات ومعرفة أصول الحوار والنقاش لأجل أن يتقن كل طرف فن احتواء الطرف الآخر .
رابعاً : استشعار المسؤولية
من أكبر مشاكل البيوت أن الرجل لا يستشعر للمرأة قيمة في البيت، فلو طلقها وأخرجها فكأنما كرسي تالف في البيت رمي به في سلة المهملات، وكذلك المرأة تطلب الطلاق لأنها لا تشعر أن في البيت رجلاً يُعتمد عليه فهذا من مآسي كثير من البيوت والأسر وهذا ما يمكن أن نسميه بطلاق الأدوار، فلو عرف كل طرف ماله وما عليه لما وجدنا تبادل الاتهامات بالتقصير، بل يصبر كل طرف على هفوات الطرف الآخر وذلك عند مقارنة هذه الهفوات مع الأدوار الإيجابية التي يقوم بها، ولكن عندما لا تكون هناك إيجابيات ولا أدوار تحدث المشكلة عند اتفه خلاف وتكون كلمة الطلاق سهلة بعد ذلك على الألسن.
خامساً : الحكمة في إدارة الخلاف
لا بد أن يعلم الأزواج أن الخلاف في الحياة الزوجية أمر طبيعي لا يخلو منه بيت حتى بيوت الأنبياء وبيوت زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن مع ذلك وجدنا الاستقرار والمحبة ما اختفت من بيوتهم والسبب في ذلك مرده إلى الحكمة في إدارة إي خلاف، هذه الحكمة مطلوبة من الرجل والمرأة على حد سواء وتبدأ بالصبر على الهفوات والحوار والمصارحة والوعظ والهجر إذا لزم الأمر والضرب وفق القواعد الشرعية والحكمين في حال تطور الخلاف ثم إذا لزم الأمر الطلاق بالمعروف بلا مشاكل ولا محاكم ولا عناد .
ولقد أجريت دراسة على مجموعة من الأسر السعيدة المستقرة ومجموعة من الأسر التي وقع فيها الطلاق وتم سؤالهم عن أهم المشاكل في حياتهم الأسرية، فلوحظ أن المشاكل في المجموعتين متشابهة ولكن لماذا استقرت أسر المجموعة الأولى، وتفككت أسر المجموعة الثانية ؟ وجد أن السبب الرئيسي في ذلك هو اختفاء الحكمة عند حدوث الخلاف !!! .
المصدر: منتدى كلمات إيمانية .
نشرت فى 2 يوليو 2010
بواسطة ahmedkordy
أحمد السيد كردي
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
30,775,327