تنمية حاسة الشم والتذوق لدى الأطفال المعاقين بصريا .

من المتفق عليه تربوياً أن لحواس الطفل المعاق بصرياً دور هام في حياته الخاصة والعامة وفي كافة ما يصدر عنه من سلوكيات وذلك لأن حواسه تلك تعد بمثابة أدوات اتصال بينه و بين بيئته حيث يحصل عن طريقها على المعارف والخبرات والمعلومات ومن ثم يهيئ حياته وظروفه بناء على إمكانات تلك الحواس وقدرتها على الوصول إلى كل ما يريد الحصول عليه حيث تقوم كل منها بوظيفتها الأساسية كحاسة من الحواس إضافة إلى وظيفة حاسة الإبصار المفقودة ، وعلى وجه العموم فإن اتصال الفرد ببيئته يعتمد في الأساس على طبيعة تكوين جهازه العصبي والذي يجعله دائما على اتصال مستمر بكل ما هو حوله نتيجة وجود حالة من عدم التوازن الناشئ عن الحاجات التى يجب إشباعها و المؤثرات الخارجية في بيئة الفرد مما يترتب عليه اتجاه الحواس إلى عوامل الإثارة خارج الجسم الحصول على مدخلات حسية مرضية تتوافق مع حاجات الفرد لتعود إليه حالة التوازن والرضا، والمثيرات الخارجية التى تؤثر في الحواس كثيرة ومتعددة وكل مجموعة منها تؤثر في نوع من الحواس كالمشاهد والأشياء المرئية والأصوات المسموعة والملموسات والمذاقات والروائح ، وعندما يتفاعل الفرد المعاق بصرياً مع تلك المثيرات فإنه يتم إدراكها بنقل معلوماتها عبر الأعصاب أي عبر عضو الحس والخلايا العصبية المستقبلة في ذات العضو ثم الأعصاب الحسية المرتبطة بالدماغ والتى تختص بذلك العضو. حيث تترجم وترمز وتصف إلى عدد من الإدراكات وتدمج في ذاكرة الفرد لتكون جاهزة للاستدعاء وبهذه الكيفية تتم عملية التعلم لدى أي فرد إلا أنها تختلف باختلاف المستقبلات و المثيرات و تتوقف على مدى سلامة جهاز الفرد العصبي المركزي.

 

تنمية حاسة الشم لدى الطفل الكفيف

 

علي الرغم من أهمية حاسة الشم بالنسبة للطفل الكفيف فهي تعد من أقل الحواس التي تلقى اهتماما خاصا لتنميتها و يمكن أن تسهم تلك الحاسة إسهاماً كبيراً في تنويع الحياة وإثارة الاهتمام و أن تكون عظيمة النفع في نقل المعلومات عن الأماكن و الأشياء و أيضا عن الأشخاص حيث يمكن بواسطتها تزويد الطفل الكفيف بالكثير و العديد من المعلومات الهامة التي تساعده بشكل خاص في تحديد مواقع الأشياء و كذلك تمده بمعلومات ذات فائدة عن مكونات البيئة المحيطة به وخاصة إذا ما تم تدريب تلك الحاسة و تنميتها فإنه يمكن للطفل الكفيف الحصول علي معلومات ذات قيمة عن بعد إذ يمكنه أن يميز الأفراد عن طريق الروائح الطبيعية لأجسامهم أو عن طريق بعض أنواع المستحضرات التي يستعملونها كالعطور مثلا أو نوع معين من الصابون المستخدم أو رائحة الدخان الذي يدخنونه.

 

إن إدراك الطفل الكفيف لبعض الملاحظات عن طريق حاسة الشم من مسافة مناسبة يساعده علي معرفة تفاصيل البيئة من حوله ويسهل له عملية التوجه والحركة والكشف حيث أن تخصيص أماكن معينة بروائح مميزة كرائحة شاطئ البحر مثلا أو رائحة الخبز أو الرائحة المنبعثة نتيجة طهي المأكولات أو محطة تزويد السيارات بالوقود أو رائحة الحدائق بما لها من رائحة معينة بأشجارها وزهورها و نباتاتها و كذلك رائحة الصيدليات أو العيادات و محلات الأحذية ومحلات بيع المواد الغذائية إذ أن لكل منها رائحته  الخاصة و الفريدة و المثيرة والتي يمكن للطفل الكفيف من إدراكها عندما يسير في طريقه فيعدل في خطة السير أو يوجه نفسه بشكل صحيح.

 

ولقد ذكرت العالمة الكفيفة " هيلين كيلر"  أنه كان يمكنها عن طريق حاسة الشم أن تتبين الأماكن التي تنتقل خلالها و تدرك ما إذا كان المكان الذي توجد في محيطه عيادة طبيب أم أنه محل لبيع العطور أو الأحذية أو أنه محل لبيع المواد الغذائية أو أنه مصنع، وأنها كانت تدرك اقترابها من منزلها عندما تحمل إليها نسمات الهواء رائحة القهوة المنبعثة من المقهى القريب منه فتوجه نفسها الي الاتجاه الصحيح لدخول المنزل.

 

     ولقد أشارت نتائج بعض الدراسات التي أجريت علي العديد من المكفوفين أنهم يتفوقون علي المبصرين في حاسة الشم و ذلك مرجعه التدريب الشاق والمتواصل لهذه الحاسة كوسيلة من وسائل تعرفهم علي البيئة المحيطة بهم والحصول منها علي معلومات ذات فائدة للكفيف و بالطبع فهي ليست منحة أو تعويضا لهم عن فقد الإبصار - كما يدعي البعض- لذا فمن الأمور الهامة تنشيط وتنمية وتدريب هذه الحاسة عن طريق تمرينات و تدريبات تتضمن تعريض الطفل الكفيف لنماذج مختلفة من الروائح المميزة للأماكن والأفراد والمواقع مع إعطاء معلومات لاحقة لتبين هوية الروائح المختلفة والاتجاه المنبعثة منه وكذلك التمييز بينها وربط كل نوع من هذه الروائح بالعنصر أو المكون البيئي الذي يصدر عنه لتمكين الطفل الكفيف من الاستفادة من الترابطات الخاصة بين كل رائحة وما تنبعث عنه من مكونات بيئية أو أفراد وتكون هذه الحاسة ضمن منظومة الحواس الأخرى الخاصة بالطفل الكفيف والتي يستخدمها بكفاءة بعد تنميتها وتدريبها وتنشيطها بشكل فعال لتكون جميعها عيناً لترشده وتدله وتوجهه وتساعده علي التواصل مع البيئة المحيطة به بشكل فعال تبعاً لطبيعة كل مكون أو عنصر من عناصر تلك البيئة .

 

      ويقترح الباحثان بعض الأمثلة للجلسات التي يمكن عن طريقها تنمية حاسة الشم لدى الطفل الكفيف في مرحلة ما قبل المدرسة ، والتي يمكن للمربين أن يخططوا علي غرارها جلسات أخري تتنوع في الوسائل والأدوات والطريقة والإجراءات مع ثبات الأهداف التي تحققها تلك الجلسات والتي من بينها :

 

الجلسة الأولي

o الهدف من الجلسة: أن يميز الطفل الكفيف بين الروائح المميزة للمطبخ .

o زمن الجلسة: 40 دقيقة.

o الأدوات و الوسائل: زجاجة بها خل - ماء ورد - سمن - زيت- بصل - ثوم - شاي - قهوة - توابل وبهارات - بعض الأكلات ذات الروائح المميزة.

o الطريقة والإجراءات:

(1) يقوم المدرب - سواء كانت الأم أو من يقوم بالتدريب- بتقديم الأشياء السابقة وغيرها الي الطفل الكفيف مع مراعاة إعطائه معلومات مبسطة عن كل عنصر من تلك العناصر قبل و أثناء وبعد عملية الشم التي يقوم بها الطفل الكفيف كأن يقدم له القهوة ويذكر له أنها مشروب ساخن يحضر يغلي الماء مع القهوة وإضافة السكر حسب الطلب و هي من النباتات التي تزرع.

(2) يقدم المدرب للطفل التوابل علي سبيل المثال و يخبره بأنها تضاف للطعام عند الطهي لإعطائه نكهة ورائحة طيبة وهي أيضا من النباتات التي تزرع ويقارن بين رائحتها ورائحة القهوة.

(3) يقدم المدرب للطفل الكفيف قدراً به نوع من الطعام فور طهيه مباشرة-وليكن الملفوف ( الكرنب) مثلا ويخبره بأنه عبارة عن أوراق الملفوف و بداخلها الأرز مع إضافات أخري وهو بالطبع ذو رائحة مميزة و بعد أن يقوم الطفل بالشم يتذوقه ثم يقدم له نوع آخر من الطعام كالبيض المقلي أو السمك ويشم رائحته ويتذوقه ويقارن بين النوعين وهكذا.

(4) يكرر المدرب هذا النشاط مع أصناف أخري من الطعام و المواد الغذائية ذات الروائح المميزة.

 

o التقويم:   

(1) يضع المدرب في متناول يد الطفل الكفيف مجموعة من العلب و الزجاجات بها مواد غذائية كالسمن و الشاي  و الخل و ماء الورد و غيره و يطلب منها إخراج نوع معين منها بعد أن يقوم بشمه.

(2) يعطي المدرب للطفل نوع من الطعام الذي سبق طهيه حديثا ويطلب منه أن يذكر اسم هذا الطعام ومم يتكون .

 

o ملاحظة:

يمكن للمدرب أن يقوم بتكرار تمرينات أخري مشابهة لهذه الجلسة و علي نفس النمط مع تغيير الخامات و المواد و أنواع الطعام سواء كان مطهياً أو غير مطهي وذلك للتأكد من تنمية حاسة الشم لدى الطفل الكفيف.

 

الجلسة الثانية:

o الهدف من الجلسة: التعرف علي بعض الأماكن من خلال تمييز الرائحة المميزة لها.

o زمن الجلسة: مفتوح.

o الأدوات و الوسائل: زيارات ميدانية لبعض الأماكن مثل الصيدلية - المخبز-محل بيع الأسماك - البقال - حديقة بها أزهار وأشجار وورود - مطعم-محطة الوقود.

o الطريقة والإجراءات:

(1) يقوم المدرب باصطحاب الطفل الكفيف الي أحد الأماكن التي تتميز برائحة مميزة لها وليكن المخبر مثلا و يوجه المدرب الطفل الي الرائحة المميزة المنبعثة عنه وهي رائحة الخبز ، وأن هذا المكان هو الذي يعد الخبز المصنوع من الحبوب بعد طحنها لتحول الي طحين ثم عجنها بالماء لتتحول الي عجين ثم تقطيعها الي قطع صغيرة و تعريضها للنار فتتحول الي ذلك الخبز اللذيذ الذي تشم رائحته الآن و يمكن أن يعرض المدرب علي الطفل بعض الخبز الطازج ليشم رائحته ويتذوقه ويتعرف علي أنواعه المختلفة.

(2) ينتقل المدرب بالطفل الكفيف إلي محطة الوقود التي تقوم بتزويد السيارات بأنواع الوقود المختلفة و هنا سوف يميز الطفل الرائحة النفاذة المنبعثة من المحطة و يقوم المدرب بإعطاء فكرة مبسطة عن المحطة ومحتوياتها و ما بها من أنواع الوقود التي تزود بها السيارات حتى يمكنها التحرك و أن هذا الوقود يستخرج من البترول الذي يستخرج من باطن الأرض ثم يعاد تصنيعه في مصانع تكرير البترول.

(3) ينتقل المدرب بالطفل إلي حديقة بها أزهار و أشجار وورود ويوجه الطفل الي الرائحة العطرة و المميزة للحديقة ثم الأزهار والأشجار و الورود و يمكن أن يتحسس الطفل الأشجار والأزهار ثم يقطف بعض الزهور والورود والأغصان ليقوم بشمها ويدرك الفروق بين الأزهار والورود المختلفة ويوضح المدرب للطفل الفرق بين الأشجار الكبيرة والشجيرات الخاصة بالزهور والورود.

 

o التقويم:

بعد جولة الزيارات التي قام بها الطفل الكفيف لبعض الأماكن التي تتميز برائحتها وعند العودة يسأل المدرب الطفل كلما مر علي مكان عن هذا المكان الذي تنبعث منه تلك الرائحة.

 

o ملاحظة:

يمكن للمدرب أن يقوم بزيارة أماكن أخري غير التي تم زيارتها في هذه الجلسة مع توضيح ذلك للطفل في كل مرة.

 

الجلسة الثالثة:

o الهدف من الجلسة: أن يتمكن الطفل الكفيف من التمييز بين الطعام الصالح للاستعمال والطعام الفاسد.

o زمن الجلسة: 40 دقيقة.

o الوسائل و الأدوات: أنواع من الطعام الجيد الصالح للاستعمال و أنواع أخري من نفس الطعام فاسدة.

o الطريقة و الإجراءات: 

(1) يعد المدرب بعض أنواع الطعام الطازج الجيد الصالح للاستعمال وأخري من نفس الأنواع ولكنها فاسدة غير صالحة للاستعمال مثل: طماطم طازجة، طماطم ذات رائحة كريهة- سمك طازج بدون طهي، وسمك فاسد- لحم طازج بدون طهي، لحم فاسد- بيض طازج بدون طهي، بيض فاسد-بعض المأكولات المطهية الطازجة الجيدة، ونفس الأصناف ولكنها فاسدة غير صالحة للاستعمال.

(2) يقدم المدرب صنفا من المواد السابقة الطازجة للطفل و يطلب منه أن يميز رائحته ثم يتذوقه ثم يقدم له نفس الصنف ولكن الفاسد منه و يطلب منه كذلك أن يميز رائحته أيضا ثم يقارن بين الرائحتين و يوضح له أن الطعام الطازج الجيد مفيد و تقبل عليه أما  الطعام الفاسد فهو مضر و تعافه النفس .

(3) يكرر المدرب نفس التمرين عددا من المرات باستخدام ألوان مختلفة من الطعام الجيد و الفاسد منه و في كل مرة يوضح له فائدة الطعام الجيد و أضرار الطعام الفاسد.

(4) ينتهز المدرب الفرصة و يوضح للطفل الكفيف أهمية حفظ الطعام من الفساد ومن التلوث يحفظه في الثلاجة و عدم تعريضه للتلوث.

 

o التقويم :

يقوم المدرب بتقييم الطفل عن طريق تقديم بعض أصناف الطعام الجيد والفاسد ويطلب من الطفل التمييز بينها.

 

o ملاحظة:

بمكن للمدرب أن يكرر تلك الجلسة مع أصناف أخري من الطعام لم يدربه عليها أثناء الجلسة.

 

 

رابعاً : تنمية حاسة التذوق لدى الطفل الكفيف ..

 

إن حاسة التذوق ذات صلة وثيقة بحاسة الشم بل أنها في معظم الأحيان مرتبطة بها الي حد بعيد فعلي سبيل المثال عندما يشم الفرد المبصر قطعة من الجبن لها رائحة طيبة فإنه يقبل علي تذوقها ليتأكد من جودة هذا الصنف ذي الرائحة الطيبة ؛ لذا فإن حاسة التذوق لها أثر فعال في تزويد الفرد بمعلومات عن بعض المواد وطبيعتها سواء المأكولات أو المشروبات حيث يحدد الفرد مذاقاتها وذلك عن طريق حلمات اللسان ويشترك في ذلك الكفيف و المبصر لمساعدته في التمييز بين تلك المواد و تحديد طبيعتها و نوعيتها عندما تتشابه في ألوانها وأشكالها أو رائحتها حيث أن كثيرا من المواد تتشابه الي حد كبير ظاهريا في الشكل واللون والرائحة في الوقت الذي تختلف فيه مذاقاتها ، ويمكن للفرد المبصر أن يحدد بسهولة مدى الاختلاف بين تلك المواد من حيث المذاق نظرا لأنه ألفها وتعود أن يراها ولديه خبرة سابقة بأشكالها و ألوانها ورائحتها أما في حالة الفرد الكفيف فالأمر مختلف لأنه غير مطلع على أشكال وألوان تلك المواد فربما تكون مواد ضارة أو سامة أو غير ذلك ورائحتها تتشابه تماما مع بعض المواد النافعة أو المفيدة لذا فإنه من الهام تدريب الطفل الكفيف علي تلك المهارة وهي مهارة التمييز بين مذاقات المواد المختلفة ونظرا للارتباط الوثيق بين حاستي الشم والتذوق فإن تطوير وتنمية احدي هاتين الحاستين يمكن أن يؤدي الي حد ما الي تطوير وتنمية الحاسة الأخرى وهذا كان دافعا لتنمية تلك الحواس لدى الكفيف حيث إن حاسة التذوق هامة بالنسبة للكفيف شأنها في ذلك شأن الحواس الأخرى وذلك فيما يمكن تسميته -الاتصال بعالم الواقع من مأكل ومشرب-إذ أن عملية الأكل بالنسبة للكفيف يمكن أن تكون عملا شاقا ، وصعبا ومملاً ما لا يوجه انتباهه الي التمييز بين مذاقات الطعام المختلفة وذلك لأن الأفراد المبصرين يختارون مأكولاتهم وفقا لأشكالها وألوانها أكثر من اختيارهم لها تبعا لمذاقاتها، وإذا ما سلمنا بأهمية حاسة التذوق في حياة الكفيف فمن الضروري أن نأخذ بعين الاعتبار الحذر من المواد الضارة و غير المفيدة فلا يقبل الكفيف علي عملية التذوق قبل التأكد من نفع تلك المواد أو عدم ضررها و كذلك مدى صلاحيتها للتناول ومن ثم يمكنه التعرف علي طبيعة تلك المواد التي يتعامل معها و يمكن للمدرب أن يعرض علي الطفل الكفيف العديد من الأطعمة والمشروبات بعد أن يناقشه في خواصها من حيث الرائحة والملمس أو الليونة والصلابة قبل تذوقها وبمعني آخر يجب أن يتم هذا التدريب نظريا أولا لمعرفة خصائص وطبيعة تلك المواد و صفاتها ثم بعد التأكد من فهم الطفل الكفيف واستيعابه لخصائص وصفات تلك المواد وطبيعتها ينتقل إلي التطبيق العملي بالتذوق الفعلي لإدراك أنواع المذاقات المختلفة والتمييز بينها بواسطة حاسة التذوق و عندما يتم تنمية تلك الحاسة فإنها تكون ضمن منظومة الحواس الهامة التي يعتمد عليها الطفل الكفيف ويستخدمها بكفاءة كي تصبح مرشدا له ودليلا وموجها لمساعدته علي التواصل مع البيئة المحيطة به بشكل فعال وذلك من خلال توظيفها وفقا لعناصر البيئة وطبيعة تلك العناصر. 

 

وهناك بعض الأمثلة للجلسات التى يمكن بواسطتها تنمية حاسة التذوق لدى الطفل الكفيف في مرحلة ما قبل المدرسة و التى يمكن للمربين أن يخططوا على غرارها جلسات أخرى تتنوع فيها الوسائل والأدوات والطريقة والإجراءات مع ثبات الأهداف التى تحققها تلك الجلسات ومن أمثلة هذه الجلسات :

 

الجلسة الأولى:

o الهدف من الجلسة: أن يميز الطفل الكفيف بين  مذاقات الحلو و المرّ والحمضي من الأطعمة و الأغذية و المواد.

 

o زمن الجلسة: 40 دقيقة.

o الوسائل والأدوات: سكر- عسل - شراب سكري- تمر- عصير ليمون- جريب فروت- حنظل أو مادة مرة من محلات العطارة.

 

o الطريقة والإجراءات:

(1)  يلفت المدرب انتباه الطفل الكفيف إلى عدم تذوق أي شيء قبل التأكد من عدم ضرره أو صلاحيته وذلك في كل ما يتذوقه نظرا لأن ذلك يعد أمراً خطراً على الصحة و كذلك على حياة الفرد.

 

(2)  يقدم المدرب للطفل الكفيف ملعقة من العسل دون ذكر اسمه و يطلب منه التذوق ويخبره بأن ذلك يسمى عسل و يزوده بمعلومات عن طبيعة العسل وأنواعه وكيفية الحصول عليه وفوائده وكذلك يخبره بأن هذا مذاق حلو وكذلك يفعل المدرب مع السكر والشراب السكري والتمر ما فعله مع العسل مع تزويد الطفل الكفيف بمعلومات عنها وأنها جميعا مذاقاتها حلوة وهناك الكثير من المواد لها نفس المذاق.

 

(3)  يقدم المدرب للطفل الكفيف ملعقة من عصير الليمون ويطلب منه تذوقها ثم يخبره بأن هذا يسمى عصير ليمون وأن مذاقه حمضي ويزوده بمعلومات عن طبيعة الليمون و أنواعه و كيفية زراعته و الحصول عليه و فوائده وأن هناك مواد كثيرة مذاقها حمضي مثل الخل و بعض أنواع البرتقال و غيرها.

 

(4)  يقدم المدرب للطفل الكفيف قطعة من الجريب فروت و يطلب منه تذوقها ثم يخبره بأن هذا الغذاء يسمى جريب فروت وأن مذاقه يميل إلى المرارة و يزوده بمعلومات عن طبيعة هذه الثمرة و أنواعها و كيفية الحصول عليها من أشجارها وفوائدها وأن هناك مواد أخرى كثيرة مذاقها مرّ كالحنظل و بعض أنواع الأدوية والعقاقير و الأعشاب الطبية.

 

o التقويم :

 

(1)  يقدم المدرب للطفل الكفيف ملعقة من الخل دون أن يذكر له اسم هذه المادة وما هو مذاقها و يناقشه في استعمالات الخل وكيفية الحصول عليه وفوائده.

(2)  يقدم المدرب للطفل الكفيف قليل من السكر دون أن يذكر له اسمه و يطلب منه تذوقها ثم يسأله عن اسم هذه المادة وما هو مذاقها ويناقشه في استعمالات السكر و كيفية الحصول عليه و فوائده.

 

(3)  يقدم المدرب للطفل مجموعة من المواد و الأغذية ذات المذاقات المختلفة دون ذكر أسمائها و يطلب منه أن يصنف هذه المواد في مجموعات تبعا لمذاقاتها (الحلو- والمرّ - والحامض) بعد أن يذكر اسم كل مادة واستعمالاتها وطبيعتها وكيفية الحصول عليها و فوائدها.

 

o ملاحظة:

يمكن للمدرب أن يكرر تمرينات أخرى مشابهة لهذه الجلسة وعلى نفس النمط مع تغيير المواد في كل مرة و كذلك يغيّر من ترتيب تقديم هذه المواد في كل مرة مع تصنيفها حسب مذاقاتها حتى يتأكد من تمكن الطفل الكفيف من التمييز بين المواد ذات المذاقات المختلفة.

 

الجلسة الثانية:

o الهدف من الجلسة: أن يميز الطفل الكفيف بين مذاق المالح والعذب والأقل ملوحة.

 

o زمن الجلسة: 40 دقيقة

o الوسائل والأدوات: بعض المواد مثل ملح الطعام - ماء البحر(مالح) - ماء عذب - سمك مملح - نوع من الجبن قليل الملح.

 

o الطريقة والإجراءات :

 

(1)  يقدم المدرب للطفل الكفيف قليلاً من ملح الطعام دون أن يذكر له اسمه ويطلب منه التذوق وبعدها يخبره بأن هذه المادة تسمى ملح الطعام ومذاقها مالح ويقوم بتزويده بمعلومات عن طبيعة ملح الطعام و أنواعه و كيفية الحصول عليه وفوائده واستعمالاته.

 

(2)  يقدم المدرب للطفل الكفيف قليلا من ماء البحر (مالح) دون أن يذكر له اسمه و يطلب منه التذوق وبعدها يخبره بأن هذا ماء البحر و هو ماء مالح و مذاقه كذلك و يقوم بتزويده بمعلومات عن طبيعة ماء البحر و أنه موجود في معظم أنحاء الأرض و يشكل نسبة كبيرة منها و أنه أساس الماء الذي نشربه بعد أن يتبخر ويتكثف في الجو وأن هناك كائنات حية لا تعيش إلا في هذا  الماء وأنه غير صالح للشرب إلا بعد تحليته.

 

(3) يقدم المدرب للطفل الكفيف قليلاً من الماء العذب (ماء الشرب) ويطلب منه تذوقه و يخبره بأن هذا الماء مذاقه عذب وهو ماء صالح للشرب ولكافة الاستخدامات و يقوم بتزويده بمعلومات عن طبيعة الماء العذب و كيفية الحصول عليه وأنه موجود في مياه الأنهار والجداول والبحيرات العذبة وكذلك في ماء المطر وبعض أنواع المياه الجوفية و كذلك كيفية الحصول عليه من ماء البحر المالح وأن هناك كائنات حية لا تعيش إلا في هذا الماء العذب و ينتهز الفرصة ليوضح له أهمية هذا الماء في حياة الإنسان و الكائنات الحية الأخرى وضرورة المحافظة عليه من التلوث و الاقتصاد في استخدامه.

 

(4)  يوضح المدرب للطفل الكفيف أن هناك مواداً مالحة وأخرى عذبة وثالثة ذات ملوحة متوسطة وأن الفرد يمكن أن يتحكم في ملوحة الطعام الذي يصنعه فيضع له الكمية المناسبة من ملح الطعام حتى يستطيع أن يتناوله وأن ملح الطعام يستخدم علاوة على طهي الطعام في أغراض متعددة منها حفظ الطعام من التلف ومن أمثلة ذلك السمك المملح و بعض أنواع الخضروات المملحة و غيرها و أن هناك أنواعا من ملح الطعام ضارة بالصحة و غير مفيدة ويجب عدم استعمالها.

 

o التقويم :

 

(1)  يقدم المدرب للطفل الكفيف قليلا من الماء العذب (ماء الشرب) دون ذكر اسمه و يطلب منه تذوقه ثم يسأله عن اسم ذلك الشيء وما هو مذاقه و يناقشه في استعمالاته و كيفية الحصول عليه وفوائده وكذلك كيفية المحافظة عليه من التلوث والاقتصاد في استهلاكه.

 

(2)  يقدم المدرب للطفل الكفيف قليلا من ملح الطعام دون ذكر اسمه ويطلب منه تذوقه ثم يسأله عن اسم هذه المادة  وماهو مذاقها و يناقشه في طبيعة ملح الطعام و أنواعه و كيفية الحصول عليه وفوائده واستعمالاته وضرورة استخدام الأنواع الجيدة من ملح الطعام.

 

(3)  يقدم المدرب للطفل الكفيف قطعة من الجبن قليل الملح دون ذكر اسمه ويطلب منه التذوق ثم يسأله عن اسم تلك المادة وما هو مذاقها و يناقشه في أنواعها وكيفية صناعتها و فوائدها وأن هناك أنواعا أخرى ذات مذاقات مختلفة و متعددة.

(4)  يقدم المدرب للطفل الكفيف مجموعة من المواد الغذائية ذات المذاقات المتدرجة في الملوحة(مالح-قليل الملوحة-عذب) ويطلب منه أن يصنف هذه المواد من حيث درجة ملوحتها تبعا لمذاقاتها بعد أن يذكر له اسم كل مادة و طبيعتها واستعمالاتها و كيفية الحصول عليها و فوائدها.

 

o ملاحظة:

يمكن للمدرب أن يكرر تمرينات أخرى مشابهة لهذه الجلسة وعلى نفس النمط مع تغيير المواد في كل مرة و كذلك يغيّر من ترتيب تقديم هذه المواد في كل مرة مع تصنيفها وفقا لمذاقات  ملوحتها حتى يتأكد من تمكن الطفل الكفيف من التمييز بين درجات الملوحة المختلفة بعد عملية التذوق.

ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 99/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
33 تصويتات / 4610 مشاهدة
نشرت فى 20 مايو 2010 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,754,782

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters