تنمية الرضا عن النفس الفعال .

 

     الرضا عن النفس يمكن أن يسلك بالطريق الخطأ وذلك  أن تقنع نفسك بما فيها، وأن تقبل بما أنت عليه، سواء من الناحية الدينية أو الدنيوية، تبدأ تظهر هذا الرضا وترى في نفسك إيجابيات ربما تغفلك عن سلبيات كثيرة في داخلك , هذا الرضا إنما هو في الحقيقة بعيد كل البعد عن معنى الثقة بالنفس ، والشعور بتوفر القدر لدينا على تحقيق الأِياء التي نسعى إليها أو نطمح لها، فالثقة إنما تدفع إلى الهمة العالية، والعمل الجاد، والسعي الحثيث في سبيل تحقيق الفكرة أو الهدف المنشود، في حين يشكل الرضا خضوعا وتثبيطا واستسلاما لما آل إليه الحال .

 

فمن الناحية الدينية أسرع سبيل للهلاك هو الرضا عن غرور النفس، والاعتقاد بصلاح الحال وعدم الالتزام بما أمر الله ورسوله به، فيبدأ من هذه اللحظة الشعور بالزهو والغرور، ثم الانحدار في التقصير في الأعمال، لينتهي والعياذ بالله في أسفل السافلين. ولعل أبرز ما يذكر في هذا المجال حال اليهود والنصارى إذ قالوا -كما يروي الله عز وجل في كتابه الكريم- "وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى"، هذا الحال أوصلهم إليه غرورهم بأنفسهم ورضاهم عنها واعتقادهم بأنهم أفضل من باقي البشر، بينما يرد عليهم جل في علاه بالقول "تلك أمانيهم"، أي أنهم واهمون بذلك ولا يدركون حقيقة ما ينتظرهم من سوء العذاب

 

نسمع كثيرا من الناس من يقول أنا الحمد لله ضمنت مكاني في الجنة، وكيف ذلك؟ يرد أن أصلي وأصوم ولم أفعل الكبائر ولم أظلم أحدا، ولا أظن أن الله سيترك هؤلاء الجبابرة ويعبني على ذنوب صغيرة اقترفتها. وقالها لي أحدهم مرة فقلت له فما بال عمر بن الخطاب وأنت تعلم ما كان عليه كان يقول "لو أن إحدى قدمي في الجنة والأخرى خارجها ما أمنت مكر الله"، فقال هو لا يثق بنفسه وبما عمل أما أنا فنعم، وأنا لا أريد أن أكون في وسط الجنة إنما يكفيني مقعد على بابها

 

وكأن الناس تضمن ذلك، وفي هذا يقول الإمام ابن القيم: "أصل كل معصيةٍ وغفلة وشهوة الرضا الخاطىء عن النفس، وأصل كل طاعة ويقظة وعفة عدم الرضا منك عنها، ولأن تصحب جاهلاً لا يرضى عن نفسه، خير لك من أن تصحب عالمًا يرضى عن نفسه". هذا هو السبيل إلى الجنة، بالشعور بالتقصير دوما والسعي للارتقاء والتقرب من الله أكثر، بشكره على نعمائه، والصبر في الشدائد، والخوف من عذابه، لا أن نكتفي بصغائر الأعمال ثم نظن أننا بذلك ارتقينا إلى أعلى الدرجات

 

وأما في الأمور الدنيوية، فما أسهل فشل من يرضى عن نفسه ويكتفي بما وصل إليه، لأن المعالي لا تكتسب إلا بالجد والتعب، وبحمل النفس على المكاره وعلى الشدائد، والطموح بما هو أعلى فأعلى، وذلك في طلب العلم أو في العمل والمراكز أو في أي شأن، فكيف يصبح الإنسان عالما إذا لم يجتهد في البحث والقراءة ومصاحبة العلماء؟، وكيف يرتقي إلى المراكز العليا من لا يطمح إلى ذلك ولم يعمل ويقدم ويتعب ويجتهد ويضع لنفسه مكانا هناك في أعلى الهرم، لا أن يقول رضيت بما حققت وما أنا عليه، ولا أظنني قادرا، أو لا أطلب الوصول إلى أكثر من ذلك فهذا هو الفشل بعينه، أو لنقل هذه أو خطوة يضعها في الطريق نحو السقوط.

 

كلنا نمر بفترات نشعر فيها بهبوط في المعنويات وتراجع في الثقة بالنفس عنها من دون مبرر واضح او مفهوم، ومن دون وجود لمشكلة حقيقية تواجهنا لتكون سببا منطقيا لهذه المشاعر السلبية، وليس من تغير مزعج في حياتنا لنحمله المسؤولية، كما ان الطقس ليس رماديا مكفهرا لنلقي عليه اللوم، بل الشمس مشرقة في الخارج والصيف يدعو الى الانطلاق. واذا كان للمظهر الجيد اثر على تدعيم الثقة بالنفس، فهو لم يتغير، ومع هذا فالمرآة لا تبدو صديقة في هذه الايام. اما اجتماعات الاصدقاء، فلا تشكل أي اغراء. ما العمل اذن للخروج من هذا المأزق؟.

 

كلنا يعلم ان ايجاد الحل يبدأ بالبحث عن السبب، ورغم بساطة هذه القاعدة التي تكررت على مسامعنا مئات المرات، فما ان يكون الموضوع يمسنا شخصيا حتى ننساها، ولعل احد اهم الاسباب لهذا المزاج السوداوي وهبوط المعنويات، هو فقدان الرضا عن النفس، كما يقول الخبراء، ومن هنا فإن التغلب على هذه الحالة يكون باستعادة حب الذات وتعزيز الرضا عنها، وهذا ليس هدفا مستحيلا او صعب المنال كما قد يتراءى في الوهلة الاولى، وقد تكفي استراتيجية عملية بسيطة تعتمد على البرهان لانفسنا بأننا كنا، سابقا، ولا نزال قادرين اليوم، على التفاعل الايجابي مع الحياة وتحقيق ما نصبو اليه او جزء منه على الاقل.

 

الرضا عن النفس هو اقصى ما يطمح اليه الانسان العاقل الرشيد في حياته الدنيا وهو لا يعتمد اساسا على ما حصله المرء من زخرف الحياة الدنيا وزينتها، بل يعتمد على احساس الواحد منا بانه ادى ما عليه تجاه ربه,, وتجاه الناس,, وتجاه نفسه,, بقدر استطاعته وفي حدود امكاناته ,,

 

اما العوامل الخارجية والتي يظن الناس خطأ بأنها توفر السعادة في الدنيا مثل المال والبنون والصحة والامكانات الضخمة,, الخ,, فهي وان كانت زينة الحياة الدنيا إلا أنها لا تجلب السعادة لسببين الأول انها موقوتة وزائلة، والثاني أن الحياة الدنيا مهما توافر فيها من حظوظ (فيلات,, سيارات فارهة,, أرصدة في البنوك) فهي لا تخلو من منغصات او مضايقات او واجبات او مسئوليات تحد من الاستمتاع بما لدينا او تعكر صفو هذا الاستمتاع فلابد ان يكون هناك نقص ما، ان توافر المال فقد لا تتوافر الصحة وان وجدت الصحة فقد لا يوجد المال وان وجد المال والصحة معا فقد تكون للمرء زوجة تنغص صفو حياته (!!) أو زوج انتهازي لزوجة ذات حسب ونسب ومال وجمال مما يجعل الحياة بالنسبة لها جحيما لا يطاق (!!) المهم ان حياتنا الاولى لا يمكن ان تكون خالية من الاكدار مهما توافر لنا فيها من اسباب النعيم والذي سيكون موضعا للحساب والمساءلة يوم القيامة (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم) سورة التكاثر آية 8.

 

فالسعادة مكانها حياتنا الآخرة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا، كذلك فان الشقاء الحقيقي هو في الآخرة لمن لم يكن يرجو الله واليوم الآخر,, واعرض عن ذكر ربه,, وفي ذلك يتحدث رب العزة عن يوم القيامة والذي تتحد فيه مصائر الخلائق حيث ينقسمون فيه الى فريقين شقي وسعيد (يوم يأتِ لا تكلم نفس الا بإذنه فمنهم شقي وسعيد, فاما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق, خالدين فيها مادامت السماوات والارض الا ما شاء ربك ان ربك فعّال لما يريد, واما الذين سُعدوا ففي الجنة خالدين فيها مادامت السماوات والارض إلا ماشاء ربك عطاء غير مجذوذ) سورة هود آية 105 108.

 

وغير مجذوذ اي غير منقطع,, ونقول ان السعادة ليس مكانها الحياة الدنيا (او حياتنا الاولى) مهما توافر للبعض من امكانات,, والشقاء ليس مكانه الحياة الدنيا ايضا حتى مع الحرمان من اشياء كثيرة,, لان السعادة والشقاء هما في الآخرة وليسا في الدنيا,, فكما ان السعادة ليست في القصور والفيلات والسيارات الفارهة والارصدة الضخمة في البنوك وفي حيازة الاسهم والسندات وتملك الاراضي الزراعية واراضي البناء فان الشقاء لا يكمن في الفقر او ضيق ذات اليد او عدم الانجاب أو اعتلال الصحة,, الخ,, هذا وذاك اعراض زائلة,, والانسان الذكي بعيد النظر هو الذي يرنو ببصره وبصيرته الى الدار الآخرة التي اليها معاده والتي فيها مستقره,, لا يسخط على قدره اذا لم تعطه الدنيا ما يؤمل فيه وهو لا يستسلم للظروف المعاكسة مهما كانت قاسية وانما يكافح ويبذل قصارى جهده لرفع مستواه المعيشي بقدر الامكان ثم يحمد الله على ما رزقه وان كان قليلا ويرضى عن سعيه,, هذا الانسان قد يعتبره الجاهلون شقيا او تعيسا في حين انه ليس كذلك لان الرضا عن النفس غير مرهون بما لدى الانسان مع متاع الحياة الدنيا وزينتها بل برضاه عن سعيه ( وجوه يومئذ ناعمة, لسعيها راضية, في جنة عالية) سورة الغاشية آية 8 10.

 

ولعل من بين هؤلاء الذين سعدوا بدخول الجنة من كان الناس يصفونهم بانهم تعساء او بؤساء,, والعكس صحيح لمن كانوا يصنفون في الحياة الدنيا بانهم محظوظون في حين انهم في واقع الامر ليسوا محظوظين لانهم اسرفوا على انفسهم وظلموها (ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير) سورة الشورى آية 22.

 

الظالمون هو الاشقياء حقا مهما كانت حظوظهم في الدنيا ومهما كان الترف الذي عاشوا فيه ونعموا به والصالحون هم السعداء حقا مهما كانت حظوظهم في الدنيا قليلة ونصيبهم من الترف منعدما,, الصالحون يمتدحهم الله ويثني عليهم بقوله عز من قائل (والذين يصلون ما أمر الله به ان يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب, والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم واقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرءون بالحسنة السيئة اولئك لهم عقبى الدار, جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وازواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب, سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار) سورة الرعد آية 21 24, فالصبر على ما يلاقيه الانسان في الدنيا من ظروف معاكسة او رزق قليل او مرض او فقد عزيز او ضياع رأس مال وما شاكل ذلك هو الحكمة بعينها وترون معي ان رب العزة ذكر الصبر مرتين:

الاولى: (والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم).

الثانية: (سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار).

 

وقد نوه الله بالانفاق اي الصدقة (وانفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية) ويستطيع من قدر الله عليه رزقه ان يتصدق ولو بالقليل ,, فليس المهم الكثرة وانما كل على قدر سعته ويدرءون بالحسنة السيئة اي اذا بدر منهم ذنب سارعوا الى إبطاله وإقصائه عنهم بفعل الخيرات مصداقا لقوله تعالى (ان الحسنات يذهبن السيئات) سورة هود آية 114, وقوله صلى الله عليه وسلم (واتبع السيئة الحسنة تمحها),,.

 

وكما يكون رضا الانسان عن سعيه الذي يبتغي به وجه الله يكون رضا الواحد منا عما قسم الله له وإن كان قليلا في اعين الناس وهذا عكس السخط فمن الناس والعياذ بالله من تجده ساخطا من حظه في الدنيا ساخطاً على الناس من حوله ساخطا على كل شيء تقريبا لاشيء يرضيه وينظر إلى الدنيا بمنظار اسود وهذا من أسوأ ما يمكن ان يكون عليه انسان ان يسخط على قدره وحظه وألا يرضى بما قسمه الله له ومن بين هؤلاء الساخطين من رزقه الله رزقا حسنا ولكنه لايراه كذلك بل ينقص من قدر ما اعطاء الله,,.

 

الرضا نعمة والسخط نقمة ينبغي ان يستعيذ الانسان منه ومن مميزات الرضا أنه يجلب طمأنينة النفس، والسخط يطردها ويطاردها,, الرضا يشيع البهجة في حياة الانسان والسخط يشيع الكآبة, الرضا يجعل المرء يفرح بالقليل والسخط يجعله يرى كثير النعمة قليلا,,.

 

الراضون في الدنيا عن انفسهم وعن سعيهم كانوا مشغولين بالآخرة اكثر من انشغالهم بالدنيا وما فيها وكانوا مشفقين من يوم الحساب,, هؤلاء منَّ عليهم ووقاهم عذاب الجحيم,, هؤلاء في الآخرة يتذكرون فيما بينهم وهم يتقلبون في نعيم الجنة انهم احسنوا السعي في الدنيا من اجل الفوز برضوان الله (وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قالوا إنا كنا قبل في اهلنا مشفقين فمنَّ الله علينا ووقانا عذاب السموم إنا كنا من قبل ندعوه انه هو البر الرحيم), سورة الطور آية 25 28, وكنا قبل في اهلنا مشفقين اي كنا مشفقين من سوء المآل يوم القيامة فاتقينا الله ودعوناه ان يغفر لنا ذنوبنا فتقبل الله دعاءنا وغفر لنا ووقانا عذاب النار,, وما يقولونه يعبر عن رضاهم عن سعيهم في الدنيا وانهم كانوا يعملون حسابا للآخرة فلم يتشاغلوا عنها ولم تلههم الحياة الدنيا بمباهجها وزخرفها وزينتها فجزاهم الله بأحسن ما عملوا وادخلهم في رحمته ورضوانه.

 

هؤلاء الراضون عن سعيهم بما قسم الله لهم يرجى ان يكونوا ان شاء الله ممن رضي عنهم ربهم ورضوا هم عن ربهم، فالرضا يعمهم من جميع اقطارهم والفوز العظيم من نصيبهم (رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم) سورة المائدة آية 119.

 

لو جعلت لحظات الرضا جزءاً من روتينك سوف تشعر بسعادة مضاعفة كل يوم. فمن المؤكد علمياً أن الرضا يمنح صاحبه دفعات من الطاقة والحضور الذهني. ويقول الباحثون أن الإحساس بالرضا يجعل نومك هادئا ويدفعك لمزيد من النشاط الجسماني ويقلص إحساسك بالضغط العصبي فتشعر بتحسن في الصحة وكفاءة في الأداء.

 

الإحساس بالرضا يمكن أن يكتنف كل جوانب الحياة. قد تشعر بالرضا لأن جارك سارع لنجدتك حين تعطلت السيارة بلا سبب واضح. وقد تشكر الخالق حين تمتع عينك بالنظر إلى شجرة مثقلة بالزهر أو حين تتذكر انك نجوت من الموت بأعجوبة . وليست تلك الأحداث المتفرقة هي المصدر الوحيد للرضا. فالذكرى المتصلة لأوجه النعمة في حياتك عنصر فعال في النجاة من الهم والكدر. الأمور التي تعتبرها عادية هي في الواقع أمور فوق العادة كأن تكون رب أسرة وأن يكون لك بيت وأن تتمتع بصحة طيبة. التفكير في النعمة يشعرك بأنك موصول ومكفول بالحماية.

 

كما أن الإحساس بالرضا يجذب انتباهك لما بين يديك ويبعدك عن التفكير فيما هو بعيد المنال. والجدير بالذكر هو أن الدراسات أكدت أن الذكريات المؤلمة في حياة الأفراد تتراجع كلما تعود الفرد على حلاوة الرضا. وليس معنى هذا أننا ننسى التجارب المؤلمة. ولكن الذكرى تنكمش وتتباعد وحين تحضرك تخف وطأة الألم المصاحب لها .

 

الرضا بوابة مجانية لدخول حالة اكتمال وانسجام. ومن المؤكد أنها حالة تفتح أبواباً جديدةً للتواصل مع الآخر.

امنح نفسك الطيبة فرصة. ارصد تلك الأشياء الصغيرة في حياتك التي تمنحك إحساساً بأن الحياة حلوة.

اكتب رسالة لشخص ما، قريب أو صديق، واشكره على لفتة أو مجاملة فاتك أن تشكره عليها من قبل. إذا صادفك عابر سبيل القِ عليه بتحية يكافئك بابتسامة.

حين تجلس إلى مائدة الطعام اطلب من كل فرد من أفراد الأسرة أن يتذكر موقفاً جعله يشعر بالرضا أثناء اليوم. خصص جائزة لولدك إذا كتب لك رسالة وعدد فيها الأسباب التي تجعله يشعر بالرضا عن نفسه وعن دنياه.

فمن يدري ربما كبر هذا الولد وأصبح أستاذاً للطب النفسي يشار إليه بالبنان.

 

تنمية الرضا عن النفس عند الفتيات ..

 

فإذا كنت تعبة من شعورك بعدم الرضا عن نفسك، او تحتاجين لما يرفع معنوياتك في الايام المزعجة، إليك هذه الاقتراحات العملية السبعة التي ينصح بها خبير السلوكيات وتعزيز الثقة بالنفس، روجير أليوت، لتكون سلاحك في قيادة انقلاب على المشاعر السلبية المحبطة، فلم لا تجربينها؟..

 

1 ـ ابدئي بواجباتك المؤجلة او المهملة العناية بالحديقة التي اهملتها، ترتيب الفواتير والاوراق، او حتى الاتصال بصديقة تشعرين انك مقصرة في حقها، أو اعداد وجبة شهية وصحية لعائلتك، او تنظيم خزانة ملابسك، فحسب أليوت ان مجرد اتخاذ قرار وتنفيذه، بغض النظر عن اهميته، سيعزز شعورك بأنك ايجابية، ويزيح عن كاهلك الاحساس المزعج بالتقصير الذي يقف وراء الاحساس بعدم الرضا عن الذات.

 

2 ـ قومي بالأشياء التي تستمتعين بها وتجيدينها كالسباحة اذا كنت تحبينها، أو الرسم، أو الطبخ، أو الرقص، أو أية هواية أخرى تحمل إليك المتعة وتستأثر باهتمامك وتظهر مهاراتك، فهذا سيجعلك تستعيدين نظرتك الايجابية وإيمانك بقدراتك، وحاولي ان تقومي بأحد هذه الاشياء مرة في الاسبوع على الاقل. وقد اثبتت التجارب ان الاشخاص الذين يمارسون هوايات تستغرق انتباههم، يتمتعون عادة بالصحة النفسية ويكونون اكثر سعادة.

 

3 ـ لا تكثري من الاهتمام والتركيز على نفسك قد تبدو هذه الفكرة غريبة بعض الشيء، لكن أثبتت التجارب ان المراقبة الشديدة للذات والتركيز على النفس قد يقودا الى مطب عدم الشعور بالرضا وفقدان الثقة بالنفس، والاشخاص شديدو التمحور حول ذواتهم ليسوا في الغالب راضين عنها، لذلك فإن الانفتاح نحو الخارج والقيام بأشياء تتطلب منك انتباها وتركيزا يجعلك وبسرعة تشعرين ان معنوياتك افضل.

 

4 ـ الاسترخاء.. ثم الاسترخاء.. ثم الاسترخاء العميق ليس مثل الاسترخاء العميق يساعد على التخلص من القلق او قلة الثقة بالنفس. اعطي نفسك اجازة من التفكير، واغمضي عينيك واسترخي بعمق، سواء بمساعدة مغطس ساخن في الحمام، او موسيقى هادئة أو شموع معطرة. أفرغي ذهنك مما تراكم فيه، وحاولي تعلم تقنيات الاسترخاء والايحاء للنفس، التي يزخر بها التراث الآسيوي (الهندي والصيني) مثل تقنية «تاي شي كان».

 

5 ـ استعيدي ذكرى إنجازاتك قبل ان تردي بأن لا انجازات حقيقية لديك، تذكري اننا هنا لا نتحدث عن تسلق قمة افريست، وكل من لديه قائمة طويلة بالانجازات التي حققها في حياته، اشياء بسيطة مثل اجتياز امتحان قيادة السيارة رغم توترك، او انقاص الوزن بضعة كيلوجرامات (حتى لو استعدتها في ما بعد)، التوقف عن التدخين (حتى لو عدت اليه)، طلاء جدران غرفة في منزلك رغم غياب اية خبرة سابقة، أو محاولة تقديم المساعدة لشخص ما (حتى وان لم يستفد منها)، وغيرها.. المهم تعلم استحضار هذه الانجازات وتطوير آلية لتكون هذه القائمة حاضرة عند الحاجة، فإذا كنت استطعت تحقيق ذلك سابقا، فلا شيء يمنعك من تحقيق مثله واكثر اليوم وفي المستقبل.

 

6 ـ تذكري انك من الممكن ان تكوني على خطأ قد تكونين مجحفة بحق نفسك في هذا التقييم السلبي، وقد يكون رأي الآخرين بك مختلفا تماما، وتأكدي ان مشاعرك السلبية هذه تؤثر على ذاكرتك وسلوكك، وبالتالي لا تتذكرين الا الاوقات السيئة والتجارب الفاشلة، وهذا سيعزز احساسك بالتشاؤم. تعلمي الشك في مشاعرك السلبية، وتذكري ان الاسترخاء العميق يريح عقلك ويجعلك تفكرين بطريقة اكثر منطقية وموضوعية.

 

7 ـ أنت تتعلمين! التوتر والعصبية وانتقاص الشعور بالثقة بالنفس هي مشاعر طبيعية، ومن المعروف ان الناس حين يتعلمون شيئا جديدا يعانون من مثل هذه المشاعر، التي هي جزء طبيعي من تطور العملية التعليمية، تذكري كيف كان شعورك في الايام الاولى لتعلمك موضوعا جديدا تماما بالنسبة لك، كلغة جديدة مثلا، ألم تشعري بداية بهذا التوتر وتزعزع الثقة؟، حسنا وانت اليوم تعانين من نفس الشعور، فلم لا يخطر في ذهنك انك تتعلمين، نعم تتعلمين شيئا جديدا، تجربة جديدة في مدرسة الحياة.

 

أخيرا.. اذا جربت بعض هذه الاقتراحات وشعرت انها مفيدة، فلمَ لا تتبنيها وتجعلينها جزءا من اسلوب حياتك؟، ولا تنسي ان الثقة العالية بالنفس والرضا العميق عنها ليسا دائما هبة من الله، او وليدا مصادفات سعيدة، بل نتيجة لجهد شخصي مستمر ولأسلوب ايجابي في التعامل مع الحياة واكتساب نمط تفكير مرن يقودنا طلوعا من العثرات.

المصدر: أحمد السيد كردى , تنمية الرضا عن النفس الفعال .
ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 96/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
33 تصويتات / 5026 مشاهدة
نشرت فى 15 مايو 2010 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,770,392

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters