authentication required

 

تعد إدارة الموارد البشرية في الإسلام من المواضيع الهامة التي تشكل أساسًا للنجاح والاستقرار في المنظمات والمجتمعات الإسلامية. فقد وضع الإسلام مبادئ وأسسًا واضحة لإدارة الموارد البشرية، وهي تركز على العدالة والمساواة والتفاعل الإيجابي بين الموظفين وإدارتهم.

ومن أهم مبادئ إدارة الموارد البشرية في الإسلام هي المساواة بين جميع الموظفين دون تمييز، سواء كانوا رجالًا أو نساءً، أو من أي جنسية أو لون أو ديانة، كما أن الإسلام يشجع على العدل والإحسان في التعامل مع الموظفين ويحث على تقدير الجهود والمساهمات الفردية.

وتتضمن مبادئ إدارة الموارد البشرية في الإسلام أيضًا الرعاية الصحية والاجتماعية للموظفين، وضمان حقوقهم العمالية، وتشجيعهم على التعلم والتطوير المستمر من خلال توفير فرص التدريب والتطوير المهني.

ويمكن القول بأن مبادئ إدارة الموارد البشرية في الإسلام تحث على العمل الجماعي والتعاون بين الموظفين والإدارة، وتشجع على تعزيز الثقة والتفاعل الإيجابي بينهم، وتؤمن بأن نجاح المنظمة يرتبط بشكل كبير بنجاح الموظفين ورضاهم عن العمل.

ومن أهم هذه المبادئ ما يلي:

<!--الأمر بإتقان العمل، فقد امر القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة كل عامل أن يبذل قصارى جهده في إتقان العمل الذي يُسند إليه، فيقول تعالى: ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ. [التوبة : 105]، ويقول النبي . ﷺ . إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه].

<!--أن إتقان العمل مبدأ أساسي في الفكر الإسلامي، فالجودة الشاملة التي يتحدث عنها الفكر الغربي الآن بدأت في الفكر الإسلامي قبل ذلك، ومنذ أربعة عشر قرناً مضت فالإسلام يأمر العاملين في جميع المجالات بالقيام بالأعمال التي يُكلفون بها على أحسن وجه.

<!--الأمر بإعطاء العاملين أجورهم كاملة دون نقصان ودون تأخير في ذلك، فيقول النبي
. ﷺ . " أعط الأجير أجره قبل أن يجف عرقه ".

<!--الأمر بعدم إرهاق العاملين وعدم تكليفهم بما يفوق قدراتهم الجسمانية والذهنية، يقول النبي
. ﷺ . " لا تكلف أخاك بما لا يطيق، فإن كلفته فأعنه ".

<!--الأمر بالعدل بين العاملين وعدم التمييز بينهم في الأجور والحوافز إلا لأسباب شرعية ومقبولة.

<!--الأمر بالتعاون بين العاملين بعضهم البعض وبينهم وبين الإدارة، فالتعاون والتكامل أساس النجاح، قال الله تعالى ﴿ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبَرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾. [المائدة : 2].

<!--الأمر بحسن رعاية العاملين، وتوفير الخدمات اللازمة لهم، ويشمل ذلك الخدمات الاجتماعية والعلمية والثقافية والترفيهية ،يقول النبي محمد . ﷺ . "كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته".

<!--الأمر بالابتكار والإبداع وأعمال العقل، وما أكثر الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تدعو إلى الفكر والتدبر وأعمال العقل في جميع شؤون الحياة.

<!--الأمر بالوفاء بالعقود والاتفاقيات، سواء من جانب الإدارة أو من جانب العاملين، فيقول تعالى [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ].

<!--الأمر بإسناد المناصب إلى الأكفاء الأمناء، وهذا أمر حض عليه الشرع ومارسه النبي . ﷺ . والخلفاء الراشدون من بعده ،فالمناصب في الإسلام تسند إلى أهل العلم والخبرة، ولامجال في الإسلام لإسناد المناصب على أساس المحسوبية أو القرابة أو النسب ،فيقول النبي عليه الصلاة و السلام "اذا ضيعـت الأمانة فانتظروا الساعة، قيل وما ضياعها  يا رسول الله ؟ قال : اذا أُسند الأمر لغير أهله".

<!--الأمر بالمشاركة في اتخاذ القرارات بين الإدارة والعاملين، وقد حث الإسلام على الشورى واعتبر رأي الاثنين افضل من رأي الشخص الواحد ، يقول الله تعالى ﴿ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمر ﴾. [آل عمران : 159]، وقد مارس النبي الشورى مع أصحابه حتى في الجوانب العسكرية، فاستشارهم في معركة بدر ومعركة أُحد وفي معركة الخندق [الأحزاب]، كما كان الخلفاء الراشدين من بعده يستشيرون الصحابة في معظم ما يخص المسلمين من أمور.

<!--تقسيم العمل بطريقة علمية صحيحة، ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب.

<!--التناسب بين الحقوق والواجبات بالنسبة للعاملين والإدارة، فلا حق بلا واجب، ولا واجب بدون حق يقابله.

<!--احترام النظام وطاعة الرؤساء وأولي الأمر في غير ما يخالف الشرع قال تعالى:
﴿  أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأمر مِنكُمْ ﴾. [النساء : 59].

<!--الاعتراف بالمصالح الفردية للعاملين، مع تفضيل مصالح الجماعة على مصلحة الفرد في حالة وجود تعارض أو تناقض بين مصلحة الفرد ومصلحة الجماعة.

<!--الأمر بترشيد استخدام الموارد بكل أنواعها ومنع الإسراف.

<!--المحافظة على الأموال العامة وأموال المنظمات، وعدم جواز اخذ أي شيء من أموال المنظمات دون وجه حق، ومن المعلوم أن الأمانة من الأخلاق السامية التي حض عليها الإسلام.

<!--حسن إدارة الوقت، وإذا كان المفكر الغربي قد اعتبر أن الوقت ثروة Time of Money، فإن المفكر الإسلامي قد سبق المفكر الغربي في ذلك، ويصل أيضا إلى مرتبة أعلى، حيث جعل الوقت هو العمر ذاته، والعمر أغلى من الثروة، لأن المال إذا ذهب يمكن تعويضه، أما العمر إذا قضي فلا يمكن استرداده ساعة واحدة، والإنسان محاسب على وقته وعمره.

<!--الأمر بالالتزام بحسن الخلق، وهذا مطلوب توافره في الإدارة والعاملين وفي جميع المنظمات، وحسن الخلق مع العملاء يعود بالنفع والنجاح على المنظمة وعلى الإدارة والعاملين معاً، يقول النبي . ﷺ . " الدين حسن الخلق "

<!--الاعتراف بالتخصص ووجوب استشارة أهل العلم والخبرة في كل الأمور التي تحتاج إلى ذلك، سواء من جانب الإدارة أو العاملين.

<!--لا شك أن الإدارة الحديثة أخذت بذلك، وتقوم على وجود مديرين تنفيذيين وهيئة استشارية تغطي كل التخصصات "لا خاب ولا ندم من استشار".

<!--الاهتمام بشكاوى العاملين والإنصات إلى مشكلاتهم وآرائهـم والعمل على إزالة أسباب الشكاوى والمظالم.

<!--البعد عن النقد السلبي الذي لا يهدف إلى الإصلاح سواء من جانب الإدارة أو العاملين، والالتزام بالنقد الإيجابي دون تجريح، وإنما بهدف الإصلاح ودون الإساءة الشخصية للعاملين والمديرين.

<!--تنمية الرقابة الذاتية داخل العاملين، ولا شك أن الرقابة الداخلية أفضل من الرقابة الخارجية لأنها أكثر فاعلية وأكثر تأثيراً ودون تكلفة.

<!--الأمر بالإخلاص وهو العمل لله عز وجل، ودون انتظار الجزاء من أحد غير الله تعـالى، ولو طبق المسلمون الإخلاص في حياتهم لاختفت الكثير من المشكلات والأزمات التي يعانون منها، فالإخلاص يعني أن يعمل العاملون على أفضل وجه وأحسن أداء حتى لو كان هناك تقصير من جانب الإدارة في بعض حقوق العاملين.

 

ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 57 مشاهدة

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,878,935

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters