فيما تقدم كنا نستعرض مفهوم التنظيم من الناحية الرسمية التي تظهر في الخرائط التنظيمية، وفي القوانين والقواعد والتعليمات المنظمة للعمل، لكن هناك جانب آخر للتنظيم هو الجانب غير الرسمي، وهو الذي ينشأ ويتكون وينمو نتيجة قيام علاقات معينة بين الأفراد الذين يكونون التنظيم.

 ويمكن أن تكون نشأة هذه العلاقات راجعة إلى المراكز الاجتماعية التي يشكلها الأفراد خارج التنظيم سواء أكانت علاقات إيجابية يكون منشؤها الصداقة والسلوك الطيب أو علاقات سلبية يكون منشؤها الكراهية والحقد. وقد يظهر التنظيم غير الرسمي استجابة لحاجة الأفراد إلى التجمع مع بعضهم البعض، ولكن هذه الحاجة تتطلب توافر بعض الشروط التي تتعلق بالموقع والمهنة والمصلحة ما إلى ذلك.

وعلى ذلك فإن التنظيم هو الجانب غير الرسمي في أحداث ذلك التأثير، ويبدوا  لنا في الحال أن هناك بيئتين يرتبط بهما الفرد في المنظمة ويحدث عليه التأثير من خلالهما معا، كما أن هاتين البيئتين ليستا بالضرورة في حالة تناسق، بمعنى تأثير أحداهما قد لا يكون موازياً لتأثير الأخرى.

<!--علاجه:

وفي إطار هذه العقيدة الدينية والتي تمثل سياجاً وقوة ضامنة للحلول التي يقدمها الإسلام تأتي خطواته العملية ومنهجه السليم في حل مشكلة ظهور التنظيم غير الرسمي في خطوط غير متوازية مع التنظيم الرسمي بما يؤدى إلى ظهور أشكال صراع مختلفة بينه وبين المنظمة التي يعمل فيها، حيث يحل السلام في جو العمل محل الصراع وسلبياته.

تنشأ هذه الضمانات الإسلامية وتنبع من العقيدة الدينية التي تظهر قيمتها في أنها ليست مجرد تقديم بعض الحلول الوقتية للمشكلات الوقتية إنما قيمتها أنها تقدم هذه الحلول وتقدم معها القوة الضامنة لتحقيقها وحمايتها، قوة الدافع الفطري العميق للعقيدة الدينية، وذلك الدافع الذي لا تملأ فراغه في النفس الإنسانية فكرة فلسفية ولا مذهب اجتماعي ولا نظرية اقتصادية أو غيرها، ذلك أنه أعمق في النفس البشرية من مستوى الفكر والمذاهب والنظريات أنه جوعة فطرية لا يسدها إلا الإيمان جوعة كجوعة الجسد إلى الطعام والشراب وسائر الضروريات

وفي إطار هذه العقيدة الدينية والتي تمثل سياجاً وقوة ضامنة للحلول التي يقدمها الإسلام تأتي خطواته العملية ومنهجه السليم في حل مشكلة ظهور التنظيم غير الرسمي في خطوط غير متوازية مع التنظيم الرسمي بما يؤدى إلى ظهور أشكال صراع مختلفة بينه وبين المنظمة التي يعمل فيها، حيث يحل السلام في جو العمل محل الصراع وسلبياته.

ذلك أن الإسلام دعوة للسلام الاجتماعي على مختلف المستويات بدءاً من ضمير الفرد ثم في محيط الأسرة ثم في وسط الجماعة.

ويبدأ الإسلام ببناء السلام في ضمائر الأفراد ووجدانهم حيث يغرس بذرة الحب، ويزيل أسباب الخلاف والنزاع حينما يذكر الناس بذكرى نشأتهم الأولى من نفس واحدة ويوقظ في وجدانهم شعور النسب والقربى وأصل ذلك قولة تعالى يأيها لنَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكم من نفس واحدة وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا.

 

 

ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 13 مشاهدة

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,001,034

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters