يهتم السلوك التنظيمي بتنمية مهارات الأفراد، ويهدف السلوك التنظيمي إلى تفسير، والتنبؤ، والسيطرة والتحكم في السلوك التنظيمي.
1- تفسير السلوك التنظيمي:
عندما نسعى للإجابة على السؤال (لماذا) تصرف فرد ما أو جماعة من الأفراد بطريقة معينة، فنحن ندخل في مجال هدف التفسير للسلوك الإنساني، وقد يكون هذا الهدف هو أقل الأهداف الثلاثة أهمية من وجهة نظر الإدارة، لأنه يتم بعد حدوث الأمر أو الحدث، ولكن بالرغم من هذا، فإن فهم أي ظاهرة يبدأ بمحاولة التفسير، ثم استخدام هذا الفهم لتحديد سبب التصرف، فمثلًا إذا قدم عدد من الأفراد ذوي القيمة العالية بالنسبة للمنظمة طلب استقالة جماعية، فإن الإدارة بالطبع تسعى لمعرفة السبب لتحدد ما إذا كان من الممكن تجنبه في المستقبل، فالأفراد قد يتركون العمل لأسباب عديدة، ولكن عندما يفسر معدل ترك العمل العالي كنتيجة لانخفاض الأجر، أو الروتين في العمل، فإن المديرين غالبًا ما يستطيعون اتخاذ الإجراءات التصحيحية المناسبة في المستقبل، فعلى سبيل المثال، إذا كان الروتين يعتبر عاملاً رئيسياً في قرار العاملين بتقديم الاستقالة، يمكن للإدارة اتخاذ إجراءات لتنويع وتحسين الأنشطة والمهام لتجنب الروتين وتحفيز العاملين بشكل أكبر.
2- التنبؤ بالسلوك التنظيمي:
هدف "التنبؤ بالسلوك التنظيمي" يهدف إلى تحديد السلوك المتوقع للأفراد والمجموعات في المستقبل، بناءً على المعلومات والمعرفة المتاحة حول سلوكهم السابق والعوامل المؤثرة فيه، هذا الهدف يسمح للإدارة بتوقع كيفية استجابة الأفراد للتغييرات والتحديات المستقبلية، وبالتالي التخطيط لتحقيق أهداف المنظمة بطريقة فعالة.
عند تحقيق هدف "التنبؤ بالسلوك التنظيمي، يقوم المديرون بتحليل السلوكيات السابقة للأفراد والمجموعات ومعرفة كيفية تفاعلهم مع مواقف وتحديات معينة، ومن خلال دراسة هذه النماذج الماضية، يمكن للإدارة تحديد الأنماط المتكررة والعوامل التي تؤثر في تكوين هذه الأنماط. وباستخدام هذا التحليل يمكن للمديرين توقع كيفية استجابة الأفراد لتغييرات معينة في المنظمة، مثل تطبيق نظام جديد أو تغييرات في هيكل التنظيم، فعلى سبيل المثال إذا كانت هناك تاريخية لعدم التجاوب الإيجابي مع تغييرات سابقة، ويمكن للإدارة تنبؤ بأن الأفراد قد يكونون أقل عرضة للتغيير وقد يحتاجون إلى مزيد من الدعم والتوجيه.
من خلال التنبؤ بالسلوك التنظيمي، يمكن للمديرين تحديد النقاط القوية والضعف في التفاعل مع التغييرات، وبناء على ذلك يمكنهم اتخاذ الإجراءات المناسبة لتحقيق تغييرات ناجحة، هذا الهدف يسهم في تحقيق تنسيق أفضل بين العاملين والتغييرات المستقبلية، ويقوي قدرة المنظمة على التكيف والتطور.
3- السيطرة والتحكم في السلوك:
هدف "السيطرة والتحكم في السلوك التنظيمي" يعبر عن الجهود التي يبذلها الإداريون لتوجيه وتوجيه سلوك الأفراد والمجموعات في المنظمة نحو تحقيق أهدافها وتحسين أدائها، ويعد هذا الهدف من أهم وأصعب الأهداف ويهدف إلى تحقيق الكفاءة والفعالية في أداء المهام والأنشطة التنظيمية.
عندما يسعى المديرون لتحقيق هدف "السيطرة والتحكم في السلوك"، يهدفون إلى ضبط وتوجيه سلوك الأفراد بطرق تساهم في تحقيق الأهداف المحددة للمنظمة، يتضمن ذلك تحديد المعايير والتوقعات المرتبطة بأداء الأفراد، وضبط نمط العمل والإجراءات المتبعة في المنظمة، ويعتمد هذا الهدف على استخدام مجموعة من الأدوات والممارسات التي تساهم في تحقيق السيطرة والتحكم، تشمل هذه الأدوات مراجعات الأداء والتقييمات الدورية للأفراد، وتحديد الأهداف والمعايير القياسية للأداء، وتوفير التوجيه والتوجيه للعاملين لتحقيق تلك الأهداف.
ومما تجدر الإشارة إليه أنه على الرغم من أن السلوك التنظيمي ليس وظيفة محددة يتم تنفيذها يوميًا كما هو الحال في التخصصات مثل المحاسبة أو التسويق أو التمويل، إلا أنه يمثل عنصرًا أساسيًا ومؤثرًا في كل جوانب المنظمات والأعمال. ويمتد تأثير السلوك التنظيمي ليتجاوز حدود الوظائف الفردية ويمتد إلى جميع جوانب العمل والتفاعلات بين الأفراد داخل المنظمة، فعلى سبيل المثال، في إطار التخطيط الاستراتيجي، يعتبر فهم السلوك التنظيمي ضروريًا لضمان توجيه أهداف المنظمة واستراتيجياتها بطريقة تتوافق مع سلوك الأفراد وتفاعلاتهم. وفي مجال الإدارة العامة، يساهم فهم السلوك التنظيمي في تطوير أساليب القيادة والتوجيه التي تحقق الإلهام والتفاعل الإيجابي بين الفرق العاملة.
على مستوى العلاقات البينية، يساهم السلوك التنظيمي في تحسين التواصل وبناء علاقات فعالة بين الأفراد داخل المنظمة، مما يعزز من التعاون والفهم المشترك ويقوي بيئة العمل الإيجابية. وعلى مستوى التخصصات المختلفة، يعمل الفهم الجيد للسلوك التنظيمي على تحقيق التوافق والتناغم بين مختلف الأقسام والوظائف داخل المنظمة، وتتجلى أهمية فهم السلوك التنظيمي في القدرة على التفاعل الفعال مع الزملاء، وفهم دوافعهم وتحفيزاتهم، وبناء بيئة عمل مثمرة تعزز من الإنتاجية والابتكار، ولذلك فإن فهم السلوك التنظيمي يصبح أمرًا ضروريًا لكل فرد يطمح للعمل في أي منظمة سواء كانت صغيرة أو كبيرة، حيث يساهم في تعزيز فرص النجاح والتأثير الإيجابي على البيئة التنظيمية