للسلوك التنظيمي عدة سمات وخصائص تتبعها المنظمات والمجموعات وتصل بها إلى مكانة مرموقة (مزدهرة) اجتماعياً، وأهم تلك الخصائص ما يلي:
1- التكافل والتعاون:
التكافل والتعاون هما جوانب أساسية من السلوك التنظيمي تهدفان إلى تعزيز العمل الجماعي وتحقيق الأهداف المشتركة في المنظمة. دعونا نقوم بتوضيح هذه الخصائص بشكل أكثر تفصيلًا:
<!--التكافل: التكافل يشير إلى الروح الإيجابية والإرادة القوية للتعاون والتفاعل البنّاء بين أفراد المنظمة، فعندما يتبنى الأفراد توجهًا تكافليًا يكونون مستعدين لمساعدة بعضهم البعض وتقديم الدعم عند الحاجة، وهذا يساهم في تحسين العمل الجماعي وزيادة فعالية الفريق.
<!--التعاون: التعاون يعبر عن توجه الأفراد نحو العمل المشترك وتبادل الأفكار والمعرفة لتحقيق أهداف مشتركة، فعندما يكون هناك تعاون فعّال بين أفراد المنظمة يمكنهم تجاوز الصعوبات بشكل أفضل والعمل معًا للتغلب على التحديات.
من خلال تقسيم المهام والأعمال بشكل منظم، يمكن للفريق أن يستفيد من تخصصات ومهارات الأفراد لتحقيق أقصى إمكاناتهم. عندما يعمل الأفراد معًا بروح التعاون، يمكنهم مشاركة الأفكار وتبادل الخبرات، مما يسهم في تطوير حلول مبتكرة للمشكلات وتحقيق أداء متميز.
هذا التفاعل الإيجابي يؤدي إلى تحسين العلاقات الاجتماعية بين الأفراد في المنظمة، فعندما يشعر الأفراد بأن هناك تكافل وتعاون يصبحون أكثر راحة في التفاعل مع بعضهم البعض وفي مشاركة الأفكار والمعلومات، وهذا يساهم في بناء بيئة عمل إيجابية ومحفزة تعزز من فرص التعلم المشترك والنجاح الجماعي.
2- التقييم الإداري:
التقييم الإداري هو العملية التي تهدف إلى تقدير وتحليل أداء الأفراد والفرق داخل المنظمة، من خلال هذه العملية يقوم الإداريون بتقديم تقييم موضوعي وشامل للأداء الفردي والجماعي، مع التركيز على تقديم معلومات محددة حول تحقيق الأهداف المحددة والمساهمة في تحقيق رؤية وأهداف المنظمة.
إن الهدف الرئيسي للتقييم الإداري هو تقديم صورة واضحة وموضوعية عن أداء العاملين، مما يمكن الإدارة من اتخاذ قرارات استراتيجية وتحسينية بناءً على البيانات والمعلومات المجمعة. ويتضمن التقييم الإداري تحليل مستوى تحقيق الأهداف، تقديم تقارير ملمة بالتطورات والتحسينات، وتحديد نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات في أداء العاملين.
عن طريق توجيه عملية التقييم، يتم تعزيز التفاعل بين الإدارة والعاملين، حيث يمكن للعاملين التعبير عن أفكارهم وملاحظاتهم حول أدائهم والتحديات التي يواجهونها، كما يساهم التقييم في تحفيز العاملين لتطوير مهاراتهم والعمل على تحسين أدائهم من خلال تحديد النقاط التي يحتاجون للتطوير فيها. ويمثل التقييم الإداري أداة هامة لتحسين أداء المنظمة بأكملها، حيث يوفر نظرة عميقة ومستنيرة عن أداء الفرق والأفراد، مما يمكن الإدارة من اتخاذ قرارات مستنيرة وتطوير استراتيجيات لتحقيق الأهداف المنظمة.
3- الضبط والتحكم:
الضبط والتحكم هما خصائص أساسية في السلوك التنظيمي تهدفان إلى ضمان تنظيم وتوجيه السلوك والأداء بشكل يتوافق مع أهداف ومتطلبات المنظمة، هذه الخصائص تعززان من قدرة المنظمة على التحكم في العمليات وضمان تحقيق النتائج المرجوة.
الضبط: يشير إلى تحديد القواعد والمعايير والإجراءات التي يجب أن يتبعها العاملون في المنظمة أثناء أداء مهامهم ومسؤولياتهم، يهدف الضبط إلى تحقيق التنظيم والتنسيق بين الأفراد والأقسام المختلفة، وضمان أن العمل يتم بطريقة منتظمة وفعالة، فمن خلال وضع القواعد والإجراءات والتوجيهات يمكن للمنظمة ضبط العمليات ومراقبتها لضمان تحقيق الأهداف بشكل منظم ومنتج.
التحكم: يتعلق بمراقبة وقياس الأداء ومقارنته بالمعايير والأهداف المحددة، ويهدف التحكم إلى التأكد من أن الأداء يتوافق مع توقعات المنظمة وأن أي انحرافات تم تصحيحها بسرعة، ويتضمن التحكم استخدام مؤشرات ومعايير لقياس الأداء، وتحليل البيانات المجمعة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين الأداء إذا كانت هناك انحرافات.
الضبط والتحكم يساعدان المنظمة في تحقيق الكفاءة والفعالية في أداء الأعمال، حيث يسهمان في توجيه الجهود نحو تحقيق الأهداف المحددة وضمان تنفيذ العمليات بشكل منظم ومنسق، كما يمكن لهذه الخصائص تقليل الانحرافات والأخطاء وتحسين الجودة والإنتاجية.
4- التوجيه والإدارة:
التوجيه والإدارة هما خصائص أساسية في السلوك التنظيمي تعكسان دور القيادة والإدارة في توجيه وتنسيق جهود الأفراد نحو تحقيق أهداف المنظمة، تلك الخصائص تعمل على توجيه الجهود وتوجيه الأفراد نحو تحقيق الرؤية والأهداف الاستراتيجية للمنظمة.
التوجيه: يشمل تحديد الاتجاه والهدف الذي يجب أن يسعى إليه الأفراد.، فمن خلال توجيههم نحو أهداف محددة ومعروفة، يتم تحفيزهم لتحقيق أقصى إمكاناتهم والعمل بشكل منظم. يشمل التوجيه أيضًا تحديد الأدوار والمسؤوليات وتوزيع المهام بشكل مناسب بين الأفراد.
الإدارة: تشمل العمليات الإدارية المختلفة التي تهدف إلى تحقيق الأهداف المنظمية، وتشمل الإدارة التخطيط والتنظيم والتنسيق والرصد والتقييم، من خلال تلك العمليات يتم ضبط العمليات وتنسيقها بطريقة تضمن تحقيق الأهداف بأفضل طريقة ممكنة.
يساهمان التوجيه والإدارة في تحقيق التنظيم والتواصل الفعّال داخل المنظمة، حيث يساهمان في تحفيز وتوجيه الأفراد نحو تحقيق الأهداف بشكل منتج وفعّال، وضمان تحقيق النجاح المستدام والتميز في أداء المنظمة.
5- اعتماد المنهج العلمي:
اعتماد المنهج العلمي في سياق السلوك التنظيمي يمثل مبدأً أساسيًا لتحقيق النجاح والتقدم في بيئة المنظمة، حيث يتعلق الأمر بالاستناد إلى المعرفة القائمة على الأدلة والبيانات الموثوقة في اتخاذ القرارات وتوجيه السلوك داخل المنظمة، فعندما يتم اعتماد المنهج العلمي يتم تجنب الاعتماد على التخمينات أو القرارات العشوائية، وبدلاً من ذلك يتم تجميع المعلومات والبيانات من مصادر موثوقة وتحليلها بشكل دقيق ومنهجي، هذا يساعد على تطبيق منهجية مبنية على الحقائق والمعرفة في تطوير السلوك التنظيمي.
اعتماد المنهج العلمي يسهم في تحقيق الاستدامة والتحسين المستمر في سلوك المنظمة وأداء أفرادها، ومن خلال تحليل البيانات واستخدام الأدلة الموثوقة، يمكن تحديد أفضل السبل لتحسين الأداء وتحقيق الأهداف، كما يساهم في تقديم تفسيرات دقيقة للتحديات والمشكلات التي يمكن أن تواجه المنظمة، وبالتالي يمكن اتخاذ قرارات أكثر فاعلية ومستندة إلى الحقائق.