الكولونـــــيا
أن كنت لا تدري فتلك مصيبة           وأن كنت تدري فالمصيبة أعظم
لقد كرم الله الإنسان ، وخلقه في أحسن تقويم وحمله الأمانة وميزه بنعمة العقل على غيره من المخلوقات. ليدرك به حقائق الأشياء وعلى الرغم من ذلك فإنه لا يبالي بهذه النعمة التي تستوجب الشكر، فتراه يتمرد على نفسه ويهلك صحته بتعاطيه المخدرات ليهدم هذا العقل. فلقد شق على أنفسنا ما تناقلته وسائل الإعلام من الإحصائيات التي أحتظنتها المستشفيات من حالات تسمم نتيجة لتعاطيهم مادة الكولونيا السامة. علماً بأن مجلة المكافحة وقبل ثلاث سنوات في عددها الرابع والثلاثون. سبق وأن حذرت عن مايحدث الآن !! فقد تطرق لهذه المشكلة الأستاذ /عبدا لآله بن محمد الشريف ،والذي قد لايعذر لو أغفل ذلك لسببين. 
الأول - قربه من مسرح الجريمة واطلاعه على العديد من القضايا المختلفة من خلال طبيعة عمله كمسئول عن إدارة التوعية الوقائية بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات. 
وثانيا- واجبة الديني والوطني وغيرته على أبناء هذا الوطن المستهدف من كل حاقد. 
ونحن نقول : لقد أسمعت لو ناديت حيا. ......ولأن لاحياه لمن تنادي. ونخص بهذا البيت من الشعر لمن أقدم على تعاطي هذه المادة وغيرها من أنواع المخدرات الأخرى. وهو يدرك مدى خطورتها وغم التحذيرات التوعية التي تقوم بها الإدارة عبر الصحف المحلية والمعارض والندوات والمؤتمرات والتي يتم فيها توزيع الوسائل التوعويه من مطويات ونشرات وملصقات ، فهي مركبة كيميائيا بمادة الميثانول. القاتلة والتي أودت بحياة الكثير من متعاطيها. فيعد الكحول الميثيلي "الميثانول" من المركبات الكحولية الكيميائية والتي يحضر بالتقطير ألإتلافي للخشب ، لذا يسمى كحول الخشب وهو واسع الاستخدام كوقود وكمذيب عضوي، كما يدخل في عملية غش الخمور نظرا لرخص ثمنه بالمقارنة بالكحوليات المقطرة الأخرى. وتدخل الإحصائيات الكبرى من حالات التسمم بالميثانول إلى تعاطيه كبديل للمشروبات الكحولية من قبل المدمنين أومن خلال استهلاك خمور جرى غشها بإضافة الميثانول إليها عند تركيبها. ويرجع الأثر السام للميثانول إلى تحويله جسم المتعاطي إلى فورمالدهيد وحمض فورميك بواسطة إنزيم نازع هيدروجين الكحول بالكبد. كما أن لمادة الميثانول أعراض وعلامات تدل على التسمم نتيجة لتراكم النواتج الاستقلابية (metabolic produsts_) السامة للميثانول وهي المسئولة عن أعراض وعلامات التسمم به. وأهم هذه النواتج الفورمالدهيد الذي له تأثير إتلافي على العديد من خلايا الجسم وبخاصة شبكية العين والعصبي البصري بالإضافة إلى حدوث الأحماض acidosis"" بسبب تكوين حمض الفورميك. وعلى ذلك فأعراض التسمم بالميثان ولتبدأ في الظهور بعد فترة تتراوح بين 12إلى 14 ساعة من تعاطيه على شكل صداع ودوار وغثيان وقيء والآم شديدة في البطن والظهر والتهاب البنكرياس كما تظهر أعراض تثبيط الجهاز العصبي المركزي والفشل التنفسي. ومن العلامات الثابتة للتسمم بالميثانول الاضطراب البصري الذي يتراوح ما بين ضعف مؤقت وبسيط بالرؤية وبين حالة العمى التام المصاحب للتعافي من حالات التسمم الحادة حيث تكون الحدقتان متسعتان دون استجابة للضوء.وحول هذه القضية استطلعنا آراء بعض المختصين فقد روى المشرف على مستشفى الأمل والصحة النفسية بمحافظة جدة الدكتور/ محمد شاوش الغامدي قائلا أنه محتوى الكولونيا من أخطر الكحوليات لاحتوائها على مادة الميثانول : والذي يمكن أن تسبب غالبا لمتعاطيها فقدان البصر. والإصابة بالتليف الكبدي و إصابة العصب البصري، كما أن لهذه المادة أو التركيبة أن جاز التعبير تأثيرا على جدار المعدة والجهاز العصبي كما استطرق إلى أن المشكلة تكمن في توفر مادة الكولونيا في المحلات التجارية بثمن بخس. والملاحظ أن أغلب متعاطي هذه المادة هم أبناء الأسر التي تمر باضطرابات اقتصادية ومشاكل أسرية ونتيجة لهذه الضغوط الحياتية يلجئون لشربها والإدمان عليها. مضيفا أن من خطورة كحوليات الكولونيا عند التوقف عن تناولها أو تناول الكحول بشكل عام حدوث الأعراض الانسحابية والتي منها على سبيل المثال رعشه في الجسم وقصور يمكن أن يؤدي إلى توقف القلب ، إذ ا لم يكن توقفه عن هذه الكحوليات تحت إشرافطبي حتى يتخلص جسم المدمن من السموم. مؤكدا أن الكولونيا عبارة عن مواد كيميائية مركبه وتشمل على مادتين هما الأخطر الإيثانول و الميثانول. وقال الدكتور صلاح نصر أخصائي السموم بمركز السموم بجدة أنه إلى جانب الإيثانول والميثانول، وتزيد مركزات الرائحة التي تستخدم في العطور والمواد الكيميائية الأخرى من نسبة الخط الشمى وهناك أنواع تجارية من هذه المادة »رخيصة تستخدم كمواد كحولية ولاحتواء الكولونيا على هذه الكحوليات يلجا لها الكثير من ضعاف النفوس من مدمني الخمور ويتعاطونها كبديل لها لسهوله الحصول عليها في الأسواق والمحلات التجارية أدى إلى تعرض الكثير من المتعاطين إلى التسمم وفقدان البصر والوفاة مؤكدا أن التسمم يحدث حسب الكمية المتناولة ومدى تركيزها في الدم معرض متعاطيها إلى أعمال مخزيه ومخجلة لايفعلها عاقل وتتدرج إلى الترنح وحدوث هبوط ية مستوى السكر الدم فأن هناك ثمة حالات مزمنة لإدمان الكحوليات التي تعرض المتعاطي لتغيرات أخلاقية يفقد من خلالها عنصر الحياء، ويكون متقلب المزاج مهملا أسرته وعمله ومظهرة ، ويميل إلى اقتراف الجرائم وتحدت له تغيرات عقليه مثل نسيان الحوادث والأحداث القريبة بسبب حدوث فجوات بالذاكرة ، وخطورة هذه الفجوات أنها تمتلئ بتخيلات لوقائع لم تحدث وترسخ ية الذاكرة بعد ذلك مثل اعتقاده بأن زوجته تخونه أو أمور أخرى قد تؤدي إلى كراهية الناس لاعتقاده أنهم أعداء له ، رغم أن كل هذه التخيلات التي خزنتها في فجوات الذاكرة غير صحيحة وإنما هي أوهام جراء تعاطيه لهذه الكحوليات. مشيرا إلى أن الاستمرار ية تناول الكولونيا يتسبب ية قلة التركيز والاختلال العقلي وزغللة النظر والغيبوبة والتهاب في المعدة وإصابة في عضلة القلب والبنكرياس والتليف الكبدي. وعند التوقف عن التعاطي يمكن أن تحدث للمتعاطي حاله من الهيجان خلال فترة انسحاب الكحوليات من الجسم قد تؤدي إلى الوفاة. لذا يجب أن يكون التوقف تحت إشراف طبيب ، ومن الغريب جدا أنه ية حالة التسمم بمادة "الميثانول" يمكن معالجة المدمن بالمادة نفسها بعد تخفيفها بالتدريج حتى الشفاء من الإدمان ويضيف الدكتور محمد شاوش في أن الكمية القاتلة لهذه المادة لاتتعدى إل 120 ملليلتراً هي زهيدة الثمن. وقال إنه لإسعاف شارب الكولونيا في البيت أو الشارع تظهر عليه أعراض التسمم يوصى بمساعدته على التقيؤ فورا بإعطائه الحليب مثلا مشددا على خطورة إعطاء شيء عن طريق الفم إذ ا ما وصل الشخص على مرحله الإغماء. وذكر شاوس أنه ففي بلداننا يقوم بعض الشباب وللأسف على شرب الميثانول رأسا عن طريق الكولونيا ومن الطريف أيضا أن بعض أنواع الكولونيا المصدرة إلينا تحمل ماركة addiction بمعنى إدمان ويبدو أن الشباب لن يجدوا الوقت الكافي للإدمان على هذه المادة باعتبار أنها تؤدي إلى الموت من أول جرعة. وللصحيفة نفسها تحدث الدكتور/ منير السوسى  استشاري الطب النفسي بمستشفى الأمل بجدة عن النشأة الأولى لهذا المستحضر القاتل والذي أنطلق في عام1709م من مدينه كولونيا الألمانية عن طريق صانع العطورات الإيطالي جيوفاني ماريا فارينا وأن المواد ألكحولية التي تحتوي عليها الكولونيا فتمثل في الميثايل كحول أو الميثانول وهو عبارة عن سائل بدون لون يمتزج بسهولة مع الماء وله رائحة شذية ومذاق مثير إلا أنه سام جدا وينتج عنه مواد قاتله تسبب العمى أو الموت. وأشار إلى أنه في الآونة الأخيرة تفشت بين أوساط الشباب وغيرهم من الفئات العمرية ظاهرة استخدام الكولونيا كمادة مسكرة. وخلال الأيام الماضية تم تنويم عشرات الحالات في عدد من المستشفيات كان مصير بعضها الموت أو العمى. كما تحدثت الدكتورة منى الصواف ، استشارية الإمراض النفسية بمستشفى الملك فهد بجدة مؤكدة أن الفئات التي تدمن على تعاطي الكلولونيا هي في الأساس مدمنة خمور، وتعد نسبة الرجال الذين يتعاطون الكولونيا أكثر من النساء ،حيث هناك (3) نساء من أصل عشرة أشخاص يتعاطون الكولونيا وذلك حسب آخر إحصائية عالمية. أما فيما يتعلق بالأسباب الرئيسية لتعاطي الكولونيا فتعود بالدرجة الأولى إلى الاستعداد الجيني لدى الشخص المتعاطي ، عدم القدرة على التكيف وحل المشكلات التي تواجهه ، إضافة لسهولة الحصول على الكلونيا. ولا علاقة للتعاطي بالمشاكل الأسرية أو الضغوط النفسية التي يتعرض لها الشخص. ونعن نعلق آمالنا على الجهات المعنية لوضع الإجراءات الوقائية اللازمة للحد من انتشار ظاهرة شرب الكولونيا ونشر الوعي بين الشباب وتشديد الرقابة ومتابعة المحلات التجارية. فللكحوليات التأثيرات المرضية على الجهاز جسم متعاطيها ويمكن حصرها في النقاط التالية :
ا. ضمور خلايا قشرة المخ. 
2. ضمور خلايا المخيخ. 
3. انحلال نخاع القنطرة الوسطى.
4. النوبات الدماغية الكبدية. 
5. اعتلال العضلات الكحولي.
6. الهذيان ألارتعاشي.
7. التهاب الأعصاب المتعدد. 
8. فقر الدم الناتج عن النزيف. 
9. الالتهابات الرئوية. 
10. التهابات الغدة الدرقية. 
11. تأثيره المباشر على الحمل والولادة والرضاعة.

عن مجلة المكافحة العدد (47) ربيع الثاني 1427هـ مايو 2006م تصدر عن اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 497 مشاهدة
نشرت فى 30 يناير 2014 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

902,458

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.