1- رغم ظاهراتية  Phenomenology هذا الديوان ، كحدث فى أفقنا الثقافى المدنى المعاصر(حيث جاء مجترئا على نشر محاورات شعرية متغازلة بين ناشطين أدبيين : أديب وأديبة) فإنه يصعب علينا أن نصنفه فى مدرسة معروفة ، ولا نستطيع – حتى-  أن نعده فى فن إبداعى أو تقليدى محدد : غزل – مدح -  نقائض أو معارضات (بدرت منى تسميته محاورات) . ويبدو لنا پرناسيا Parnassist  أبعد عن تمثيل شعور ذاتى أو ذاتى جمعىّ  لبعده عن تمثيل الأمة والعالم اليوم بمعانياتهما وواقعهما المفرط فى الحساسية والمأساوية وجدية الخطر الداهم ؛ وإن لم يعدم ديواننا هنا عينات كانت حرية بأن تعد فى الفن للفن 
Art For Art’s Sake  والرومنسية طبق أصلها القيِّم Typical Romanticism    بما فيها من هادفية لم نعدمها فى أبرز مثال عند أوسكار وايلد نفسه Oscar Wilde  . وهى قضية ينبغى أن يكون مفروغا منها الآن  
 
وسنعود لتلمس جذور لهذا الحَراك الثقافى المهذب الذى شارك فيه شاعرانا : تلمسِه فى تراثنا العربى التليد عند الجاحظ الذى استخدم فيما استخدم (وبمعنى من المعانى) منهجا تفسيريا دينيا Hermeneutic   كما استخدم نحوا من منهج تنويري تحذيري ميتافكشنست Metafictionist  ؛ وبتعريبنا "...مُصحصِح" ؛ مجترئا - هو الأول - على إخراج المرأة للمجتمع المثقف ؛ ومحذرا - فى - آن معا - من مخاطر التعامل فى العلاقة تجارة أو عشقا   .

2- كانت دعوة وَيِلْد للفن والفن فى انجلترا تتمة لدعوة چوستاف فلوبير فى فرنسا لمذهب الفن للفن على أساس فصل الفن عن الأخلاق (ظاهرا فى تدخلنا ؛ لأن أخلاقيتها غير مقحمة أو مفتعلة بقدر ما هى جمالية تماما) ؛ وقد وجدت الرأى نفسه عند بيتر فى عرض E.M. Forster  الذى مثل لدعوى الفن للفن برواية ماكبث - مع ما فيها من أوجه عديدة تعليمية وتاريخة ونفسية -  وانظر تطبيقات لنا فى ذلك على أبى العلاء   . والأهم ما بينه "روسو" من مناقضة "كانط" لنفسه فى قضية فصل الفن عن القيمة الأخلاقية  ، مما لعله يكون مفروغا منه الآن  .