موقع الدكتور عبد الحكيم العبد على كنانة أون لاين

صفحات لنشر المؤلفات ومخاطبة القارئ والتعبير عن مكنون النفس

<!--

<!--<!--

نحو إعلام مؤدب بأدب الطفل

مما هو أدخل فى الأخلاق والتدين والسياسة حين تكون كما قال أرسطو "حارسة العفاف" ، أو كما قال بوزانكت للخير الإنسانى لا للكلب المادى والأثرة التى هى موحشة وخطرة . مما هو أدخل فى هذا الأفق المثالى العالى أن يقوم الإعلام كما "تقوم (التربية) بتحويل القارئ إلى مشارك واع وليس زبونا يمكن التلاعب به بسهولة".

 

لم تجد مجاهدات الدكتور أحمد المغازى بأكاديمية الفنون من أجل خلق إعلام قيمى إسلامى ، أو نموذجية إبداعية روائية أصيلة كما فى روايته أولاد الفرن – لم تجد مجاهدات شهيد علم إعلام مثله وعيا أو استعدادا للقبول حتى فى فردوسنا المفقود الموءود فى أكاديمية ثروت عكاشة التى نكاد نرثيها الآن .

 

على أنه إذا كنا لا نصغى حتى الآن للإصلاح إلا إذا جاء خوجاتيا مصداقا للمثل "لا كرامة لنبى فى قومه" ، فقد طلعت شمس ذات الفكر من الغرب ، متمثلا فى ما استجد حادثا من نقد معاصر لأدب الطفل  ، متضمنا إرشادات ، نحتاجها نحن الكبار قبل الصغار ، لكيفية القراءة "حتى لا يكون الطفل (كبيرا مثلنا فى مصر ، أو صغيرا كأبنائنا وأحفادنا - تحت رحمة ما يقرأ" [1] أو نسمع ونشاهد فى إعلامنا القاتل إياه  . هذا المستجد الغربى المعلم فيه  حماية للجميع من إغراءات البروباجندا وسوء استغلال الأيديولوجيا ، حين تخدرنا وتحقننا بداء فتور النظرة الفاحصة أو النقدية للمقروء أو المسموع فى التربية والإعلام وغيرهما .

 

- ذلك أنه لما كان ما نطلق عليه أيديولوجية ...هو كائن حى وشىء نحتاج إلى أن نتعرف عليه كحاجتنا إلى معرفة أنفسنا .. لأنه جزء منا" [2]  ؛ فإنهم (أصحاب دراسات التربية والإعلام الذين أومأنا إليهم بين ظهرانينا وفى الخارج)  لم يقصدوا بالتنبيه إلى البعد الأيديولوجى فى العمل "تقليص واختصار القدر الإنسانى الكامن فى أى أيديولوجية" ؛ ولا "أن نكبح أو نكبت تفرد القصص الفردية أو تحويلها إلى جثث للتشريح التربوى" ؛ بل قصدوا التنبه (فقط) إلى الحيل التى قد يحتال بها المؤلف (أو الدعائى التجارى أو السياسى أو المانوى المعمم أو المقلنس) بأساليب وغدة من قبيل "الحذف والحجب" بأشكالهما العديدة [3] ، أو من قبيل التَّكرار و التجميل لجوانب على حساب جوانب أو وجهات نظر أخرى الخ ؛ كما قصدوا التنبيه إلى ما يجب على مؤلف مؤتمن من "توضيح التقنية والبنية التى يستخدمها حتى يمكن توصيل الرسالة التى يحويها النص من خلال وسيلة محايدة وشفافة بوضوح ، والتى تسمح بأقصى حالة توحد مع هدف المؤلف ، مما يضمن أن تتم قراءة النص بعناية" ، باعتبار ، أو حيث "نفترض .. هذه النصوص (أن تكون) شكلا بريئا ، خاصة فيما يتعلق بوسيلة اللغة  نيابة عن القارئ" [4] .

 

- هذه البراءة المفترضة من المؤلف لا مجال فيها للاقتصار على المنظور الرومنسى أو التسلوى ؛ بعد أن "قدمت النظرية الأدبية الحديثة رؤية للذات ليست ككيان واحد وجِدّى ومتكامل ، لكن ككيان إشكالى ، كرواية تخرج من تعدد أصوات أنواع الخطاب المختلفة [5] ؛

" ومن ثـَم ينظر إلى الأصوات داخل القصة وكأنها نسبية حتى لا يتم إعطاء شكل واحد وضعا مميزا" [6] .

 

- معنى هذا أنها  تقتضى – كما فى  الميتافكشن - أن "تقوم بتحويل القارئ إلى مشارك واع وليس زبونا يمكن التلاعب به بسهولة" [7] ، على طريقة جوبلز هتلر أو قنوات الأولويز والبامبرز الانقلابية .



]  أدب الطفل : نقد معاصر ، تحرير بيتر هنت ، ترجمة د. إيمان حجازى ، مركز اللغات والترجمة ، أكاديمية الفنون ، 2013م ، نسخة حاسوبية لمراجعه عربيا ،د. عبد الحكيم العبد ، ص 59

+ عبد الحكيم العبد/ الميول والتربية القرائية فى الوطن العربى : محاولات تنظير وتطبي، إخراج مطور عن ط ق وتخطيط على المستويات الوطنية والقومية ، نشرة المؤلف 2012م ، ص 22    :

[2]  أدب الطفل : نقد معاصر.. ص 94 + الميول والتربية.ز ص22

[3]  / أدب الطفل : نقد معاصر.. ص 94+ الميول والتربية.ز ص22

[4]  / أدب الطفل : نقد معاصر.. ص 72+ الميول والتربية.ز ص22

[5]  / أدب الطفل : نقد معاصر.. ص 76 ؛+ الميول والتربية.ز ص22

[6]  أدب الطفل : نقد معاصر.. ص 77+ الميول والتربية.ز ص22

[7]  أدب الطفل : نقد معاصر.. ص 76+ الميول والتربية.ز ص22

 

المصدر: مؤلفات الدكتور عبد الحكيم العبد
HAKIM

موقع dr,hakimعلى كنانة أون لاين

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 187 مشاهدة

ساحة النقاش

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

348,046

الدكتور عبد الحكيم عبد السلام العبد

HAKIM
◘ خريج قسم اللغة العربية واللغات الشرقية ، جامعة الإسكندرية 1964م. ◘ أستاذ مشارك متفرغ بمركز اللغات والترجمة، أكاديمية الفنون، الجيزة، مصر. ◘ خبير للغة العربية ، وخلال الإنجليزية. ◘ استشارى ثقافى. ◘ الخبرات: ▪ أستاذ وخبير أبحاث ومحاضر ومعلم فى مستويات التعليم : العالى والمتوسط والعام. ▪ مؤلف للعديد »