التنبؤ بإنتاج وإستهلاك اللحوم فى مصر بإستخدام نماذج التنعيم الأسى

الملخص
يحتل الغذاء قائمة الصدارة فى الحاجات الانسانية، حيث ترتبط اوضاع الامن الغذائى فى مصر بجانبين اساسيين : اولهما حالة انتاج الغذاء على الصعيد المحلى ومدى اقترابه من مستويات محققة للاكتفاء الذاتى. وثانيهما مدى توافر القدرة لدى افراد المجتمع للحصول على معدلات مقبولة صحيا من السعرات الحرارية من ذلك الغذاء .
ويعتبر تقدير جملة الانتاج والاستهلاك من الغذاء بصفة عامة ومن اللحوم بصفة خاصة والتنبؤ المستقبلى بحجم الفجوة الغذائية منها من اهم المؤشرات الضرورية لقياس مدى تطور الوضع الغذائى واتخاذ السياسات اللازمة للامن الغذائى. حيث يعتبر التنبؤ بالفجوة الغذائية ذات اهمية بالغة فى خطط التنمية داخل المجتمع حيث يعتمد عليها فى رسم سياسات الانتاج والاستيراد والتصدير .
وتتمثل مشكلة البحث فى زيادة الاستهلاك المحلى من اللحوم وعدم كفاية الانتاج المحلى لملاحقة الزيادة فى الاستهلاك منها، لذلك فان الاستيراد والاعتماد على السوق الخارجى لسد الفجوة الغذائية من اللحوم فى ظل المتغيرات الاقتصادية المحلية والعالمية التى ظهرت فى الفترة الاخيرة يعد من المخاطر التى تواجه الاقتصاد المصرى. ومن ثم فان التنبؤ المستقبلى بحجم تلك الفجوة يعتبر ذات اهمية لوضع السياسات الزراعية اللازمة للحد من تلك الفجوة .
ويهدف البحث الى القاء الضوء على تطور حجم الانتاج والاستهلاك من مختلف انواع اللحوم فى مصر ومايترتب عليها من تطور حجم الواردات، بالاضافة الى التنبؤ المستقبلى بكل من الانتاج والاستهلاك والفجوة ومعدل الاكتفاء الذاتى المتوقع واثر ذلك على التوقعات المستقبلية لكمية الواردات من كل منها .
إعتمدت الدراسة في تحقيق أهدافها على إستخدام أسلوب التحليل الإقتصادى الوصفى والتحليل الإقتصادى القياسى، بإستخدام بعض الأساليب الإحصائية والنماذج الرياضية ومن أهمها نماذج التنعيم الأسى (Smoothing models).
اوضحت نتائج التنبؤ بإنتاج وإستهلاك اللحوم الحمراء فى مصر أنه بلغ نحو 998.8، 1188.2 الف طن خلال عام 2011 ثم تزايد إلى حوالى 1029.4، 1299.04 الف طن عام 2017 لإنتاج وإستهلاك اللحوم الحمراء على الترتيب .
واشارت نتائج التنبؤ بإنتاج وإستهلاك اللحوم البيضاء فى مصر أنه بلغ نحو 959.3، 1003.8الف طن خلال عام 2011 ثم تزايدة إلى حوالى 1100.5، 1192.6 الف طن عام 2017 لإنتاج وإستهلاك اللحوم البيضاء على الترتيب .
كما اوضحت نتائج التنبؤ بإنتاج وإستهلاك الأسماك فى مصر أنه بلغ نحو 1332.4، 1471.5الف طن خلال عام 2011 ثم تزايدة إلى حوالى 1596، 1790.1الف طن عام 2017 لإنتاج وإستهلاك الأسماك على الترتيب .
واوضحت نتائج التنبؤ بمتوسط نصيب الفرد من اللحوم فى مصر أنه بلغ نحو10.25، 9.59، 12.78 كجم من اللحوم الحمراء، البيضاء، الأسماك عام 2011 ، حيث تناقص متوسط نصيب الفرد من اللحوم الحمراء واللحوم البيضاء والأسماك إلى حوالى 9.4، 8.69،7.31 كيلو جرام عام 2017على الترتيب.
كما أشارت نتائج التنبؤ بالفجوة الغذائية الظاهرية من للحوم فى مصر أنها تقدر بنحو 188.8ألف طن من اللحوم الحمراء عام 2011ومن المتوقع ان تصل الى 199 ألف طن فى عام 2017 . فى حين يتوقع تزايد الفجوة الموضوعية من اللحوم الحمراء من حوالى 1377.7 ألف طن فى عام 2011 إلى حوالى 1646.9 ألف طن فى عام 2017 .
بينما بلغت الفجوة الغذائية الموضوعية نحو 180.8الف طن من لحوم الدواجن عام 2011 ويتوقع أن تنخفض إلى حوالى 142.9ألف عام 2017 .
بينما بلغت الفجوة الغذائية الظاهرية نحو 180.4ألف طن من الأسماك عام 2011 ومن المتوقع أن تتناقص إلى حوالى 174.9ألف عام 2017 , وتناقصت ايضا الفجوة الموضوعية من الاسماك إلى حوالى 320.5 الف طن فى عام 2011 ومن المتوقع أن تتناقص إلى حوالى 230.6 ألف طن فى عام 2017 .
كما اوضحت نتائج التنبؤ بنسب الاكتفاء الذاتى من اللحوم فى مصر أنها بلغت نحو81.71%، 98.4 % من اللحوم الحمراء ولحوم الدواجن عام 2011 ، ومن المتوقع ان تتناقص إلى حوالى81.41 %، 95.4 % عام 2017 على الترتيب ، فى حين تزايدت نسبة الاكتفاء الذاتى من الاسماك من حوالى 90.4 % عام 2011 ومن المتوقع أن تتزايد الى حوالى 96.4% عام2017
واوضحت نتائج التنبؤ بالواردات من اللحوم الحمراء فى مصر أنها بلغت نحو226.1 ألف طن فى عام 2011 ومن المتوقع أن تتزايد إلى حوالى 237.46 ألف طن فى عام 2017, فى حين بلغت الواردات من الأسماك 186.11 ألف طن عام 2011 ومن المتوقع أن تتناقص إلى حوالى 183.4 ألف طن فى عام 2017 .
وإستنادا الى ماتبين من وجود فجوة غذائية فى مصر فى كلا من اللحوم الحمراء ولحوم الاسماك فى الوقت الذى حقق فيه الانتاج المحلى من لحوم الدواجن الاكتفاء الذاتى فى غالبية سنوات الدراسة، واستنادا الى ان كل من انواع اللحوم سالفة الذكر تعتبر بدائل استهلاكية لبعضها البعض، كما ان وضع سياسات للحد من تلك الفجوة يقتضى التعرف اولا على اهم اسبابها والتى تبين ان اهمها هو التزايد المستمر فى اعداد السكان مقارنة بالانتاج المحلى من المنتجات الحيوانية، وعدم وجود ميزة نسبية لمصر فى انتاج اللحوم الحمراء وذلك استنادا الى مقارنة سعر الكيلو جرام من اللحوم الحمراء المنتجة محليا بسعر الكيلو جرام من اللحوم المستوردة، وتراجع المساحة المزروعة من القطن فى مصر من حوالى 1.5 مليون فدان سنويا خلال الستنيات والسبعنيات من القرن الماضى الى اقل من نصف مليون فدان فى السنوات الاخيرة مما ترتب عليه تناقص مساحة البرسيم التحريش بنفس المقدار، وكذلك انخفاض الكميات المنتجة من اعلاف الكسب الخام بنسبة الثلثين وقد ترتب على ذلك توقف مشروع تسمين البتلو وانصراف معظم المنتجين عن تسمين العجول، هذا الى جانب ارتفاع اسعار الاعلاف وعدم مطابقتها للمواصفات الفنية، وقد كانت محصلة ذلك هة انخفاض معدل نمو الانتاج من اللحوم الحمراء وارتفاع اسعارها . هذا بالاضافة الى انخفاض كفاءة الرعاية البيطرية وما ترتب عليها من خسائر انتاجية فى الماشية والدواجن نتيجة تكرار حدوث الامراض والاوبئة والمتمثلة فى مرض الحمى القلاعية فى الماشية وانفلونزا الطيور فى الدواجن، وكذلك تدهور مستويات الانتاج من المصايد الطبيعية للاسماك لتعرضها للعديد من المشاكل والمعوقات .