الملخص:
تعتبر دراسة كفاءة استخدام الموارد المائية في نظام الري السطحي بجمهورية مصر العربية من الأهمية بمكان للوقوف على أسباب حدوث الفواقد المائية والتي تتسبب في خفض كفاءة استخدام مياه الري ولرسم السياسات الخاصة بإعادة النظر في نمط التركيب المحصولي السائد وخاصةً بالنسبة للمحاصيل المُستهلِكة للمياه. ومن ثَمَّ فإن مشكلة الدراسة الراهنة تتمَثَّل في أنه على الرغم من محدودية عرض الموارد المائية، إلا أن كفاءة استخدامها متدنية بسبب زيادة حجم الفواقد المائية خلال منظومة الري السطحي, فضلاً عن تدني كفاءة نظام الري السطحي نتيجة الإسراف في استخدام مياه الري. وبالتالي فإن الدراسة تستهدف التعرف على حجم الفواقد من الموارد المائية في نظام الري السطحي، وقياس كفاءة استخدام هذه الموارد، وتحديد أهم المحاصيل الأدنى والأعلى كفاءةً في استخدام هذه الموارد. وقد استندت الدراسة إلى استخدام أساليب التحليل الوصفي والإحصائي في تفسير ووصف المتغيرات الاقتصادية موضوع القياس وفي تقدير بعض المعايير والمؤشرات الفنية والاقتصادية لقياس كفاءة استخدام الموارد المائية في نظام الري السطحي.
ولقد أظهرت نتائج الدراسة تعدد صور الفواقد المائية في نظام الري السطحي، حيث يحدث فقد بالبخر من بحيرة السد العالي، كما يُفقد جزء من المياه أثناء سريانها في قنوات الري نتيجة البخر أو التسرب أو الرشح العميق في الحقول والقنوات والمجاري المائية المكشوفة، ويُفقد جزء آخر من المياه بسبب انتشار الحشائش في قنوات الري، كما يتم فقد جزء من المياه إلى البحر (فاقد التوازنات المائية). وتبين كذلك أن محاصيل الدراسة غزيرة الاستهلاك لمياه الري مثل محاصيل الأرز، قصب السكر والبرسيم المستديم تحقق أدنى كفاءة في استخدام المياه، في حين أن محاصيل الدراسة الأقل استهلاكاً لمياه الري هي التي تحقق أعلى كفاءة اقتصادية لاستخدام مياه الري، مما يلفت الانتباه إلى أهمية إعادة النظر في التركيب المحصولي السائد، فعلى الرغم من أن محصول البرسيم التحريش يحقق أعلى كفاءة لنقل وتوزيع مياه الري على مستوى الجمهورية، إلا أنه يحقق نسبة متدنية لكفاءة الري الحقلي، مما يشير إلى إسراف الزراع في استخدام مياه الري على مستوى الحقل، كما أنه يحقق أعلى كفاءة للاستفادة المائية وأكبر صافي عائد للوحدة المائية وأعلى عائد للجنيه من تكاليف ريه، مما يعكس الكفاءة الاقتصادية لزراعته. ورغم أن محصول الأرز يحقق أعلى كفاءة للري الحقلي بين محاصيل الدراسة بالعروة الصيفية، إلا أنه يحقق أدنى كفاءة نقل وتوزيع مياه الري بين خزان أسوان والحقل، مما يعني زيادة الفواقد المائية بالتسرب أو الرشح العميق والفاقد السطحي بالبخر لزيادة البخر في فصل الصيف نظراً لارتفاع درجات الحرارة، كما أن محصول الأرز يحقق نسبة متدنية لكفاءة الاستفادة المائية من مياه الري، وذلك نظراً لأن الأرز من أكثر المحاصيل استهلاكاً للمياه، فضلاً عن أنه يحقق أقل صافي عائد للوحدة المائية، مما يعكس تدني الكفاءة الاقتصادية لهذا المحصول.
ومن ثَمَّ فإن الدراسة توصي بما يلي:
إعادة النظر في نمط التركيب المحصولي السائد وخاصةً بالنسبة للمحاصيل المُستهلِكة للمياه كالأرز، قصب السكر والبرسيم المستديم.
إرشاد المزارعين إلى التوصيات الفنية الحديثة التي من شأنها رفع كفاءة استخدام مياه الري وتقليل الفاقد منها مثل التوسع في زراعة أصناف الأرز المبكرة (110-120 يوماً)، توحيد ميعاد زراعة محصول الأرز خلال النصف الأول من شهر مايو مما يوفر 15 يوماً مشاتل و15 يوماً مياه أرض مستديمة، الزارعة على مصاطب من الريشتين، مقاومة الحشائش المائية وضمان وصول المياه الى نهايات الترع، الزراعة الجافة لمحصول البرسيم المستديم، استخدام الري المطور واستخدام التسوية بالليزر في حقول قصب السكر.
تنمية الموارد المائية غير التقليدية مثل مياه الصرف الصحي المعالجة ومياه الأمطار بإتباع تقنية حصد المياه، لتخزين مياه الأمطار لأغراض الري أو لتغذية الخزانات الجوفية.
المصدر: إيناس محمد عباس محمد صالح
باحث - معهد بحوث الاقتصاد الزراعي - مركز البحوث الزراعية
نشرت فى 26 أكتوبر 2017
بواسطة EAAEco
الجمعية المصرية للاقتصاد الزراعى
جمعية علمية متخصصة في مجالات الاقتصاد الزراعي والتنمية الزراعية »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
28,493