التقييم الإقتصادى لمشروعات تربية ماشية اللبن في الأراضي الجديدة في مصر
ا.د. إبراهيم سليمان ا.د. محمد جابر عامر بشير السيد بهجات
قسم الإقتصاد الزراعى ـ كلية الزراعة ـ جامعة الزقازيق
الملخص
تعد مشروعات تربية ماشية اللبن من أهم ركائز الإستثمار الزراعى فى مصر، وهى ليست فقط المصدر الرئيسى لتوفير الألبان ومنتجاتها لغذاء الإنسان، بل والإمداد بعجلات التربية وعجول التسمين والسماد العضوى، وتتمثل مشكلة الدراسة فى العجز فى إنتاج الألبان لسد الإستهلاك منه، والعجز فى العجول المعدة للتسمين وإرتفاع تكلفتها فى إنتاج اللحوم الحمراء، وتهدف الدراسة إلى دراسة مشروعات تربية ماشية اللبن فى الأراضى الجديدة بغرض التوسع فى إنتاج الألبان وعجلات التربية وعجول التسمين فى تلك المناطق، وإعتمدت الدراسة على مصدرين من البيانات أولاها بيانات ثانوية منشورة من وزارة الزراعة والجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء، وثانيها بيانات ميدانية من خلال إستمارة إستبيان لعينة حجمها 17 مزرعة تربية ماشية اللبن، وقامت الدراسه بتحليل الأداء الفنى والاقتصادى لتلك المزارع وإستخدمت القوائم الماليه وهى هيكل التكاليف، وقائمة الدخل المزرعى، وقائمة تحليل كفاءة الاستثمار، وتوصلت الدراسة إلى أنه في نظام تربية أبقار خليط لإنتاج عجول مفطومة لتسويقها تعتبر نسبة الولادات في القطيع أعلى من متوسط القطعان المرباة في الوادي، حيث بلغت حوالي 84%، وبلغ متوسط طول موسم الحليب 236 يوم بمعدل إدرار يومي 8 كيلوجرام، ومن ثم تعتبر إنتاجية اللبن غير مرتفعة لعدم حرص المزارعين على تربية الماشيه الأعلى إنتاجية لإرتفاع سعرها مع عدم توافر حوافز سوقيه لتسويق فائض إنتاج اللبن إذا ارتفعت إنتاجية الرأس الحلوب، وبلغ متوسط لأهمية النسبية للتكاليف المتغيرة حوالي61.6% منها، 60% متغيرة مباشرة وأهم بنودها تكاليف شراء العجول الرضيعة المكملة، وبلغ متوسط نسبة الإيرادات النقدية حوالي 65% من الجملة، وأهم البنود إيراد بيع العجول الذكور المفطومة، بينما لم تتعدى نسبة الإيرادات الغير نقدية أكثر من 35% وتشمل قيمة استهلاك جزء من اللبن المنتج منزليا وقيمة السماد العضوي والتغير في قيمة المخزون من القطيع، وقدر هامش الربح للمنتج من بيع العجول المغذاة على لبن الأبقار في مزارع الأراضي الجديدة حوالي 13.35% كدليل على ارتفاع ربحية هذا النمط من المشروعات ويحقق قيمة مضافة لاستخدام الألبان قدّر بحوالي 3.16 جنية لكل كيلو جرام لبن منتج مقارنة ببيعه سائلا، حيث أن سعر الكيلوجرام لبن سائل مباع على باب المزرعة بلغ حوالي 160 قرشا بينما تقديمه لرضاعة العجول وبيعها مفطومة في عمر 3 شهر يرفع قيمة الكيلوجرام لبن إلى 4.76 جنية، وهذا يدل على رشد وكفاءة المزارعين في الأراضي الجديدة للتغلب على الافتقار لنظام تسويقي كفء وعادل للبن ومنتجاته في هذه المناطق، وقدر العائد على الإستثمار بحوالي 18% وهو معدّل يفوق متوسط سعر الخصم المعلن من قبل البنك المركزي في عام 2010/2011وهو (8%) مما يشير إلى أن هذا النمط من المشروعات ذي جدوى اقتصادية وحتى مع زيادة أسعار العجول المشتراة بنسبة 10% يبقى هذا المعدّل مجزيا أي حوالي 17%، ويجب على الحكومة تقديم دعم فنى ومالى من خلال المؤسسات المعنية لبناء نظام مؤسسي كفء قادر على تسويق الألبان ومنتجاتها التي يتم تجهيزها في مناطق الأراضي الجديدة، ومن ذلك السعي لإيجاد تركيب مؤسسي ملائم للمنتجين في هيئة تعاونيات تسويقية أو منشآت مساهمة في مناطق الأراضي الجديدة لتحقيق ميزة السعة الاقتصادية الكبيرة وتبني تقنيات متطورة مثل تربية سلالات أعلى إنتاجية.
