حتى اراك
،،
الهندسة الاجتماعية ( حفلات التنكر ام مزيد من المهارات )
،،،
عوامل اساسية تحدد وتيسر عمليات التتبع لما تقوم بمشاركته من معلومات وبيانات عبر شبكات التواصل الاجتماعي، خاصة اننا عند التسجيل مجبرون على الاجابة على عدة أسئلة ، فينبغي ان تعرف عند تسجيلك في اي شبكة من شبكات التواصل الاجتماعي ، ما قمت فعلاً بوضعه من معلومات ، وما قمت بالموافقة عليه للظهور على حسابك الشخصي من هذه المعلومات مع وضع في الاعتبار ان بعض المعلومات اجبارية عند التسجيل للحصول على حسابات عبر هذه الخدمات ، فانتبه واتخذ قرارك اما الاستمرار او الرفض ( غالبا نستمر ، فكثير منا لم يعد يحتمل الآن العزلة الرقمية ،، ولابد من الاعتراف ان هذه المواقع و هذا الاعلام غيّر شكل التواصل بين الناس بل وبين المنظمات ومؤسسات العمل ايضا ، حيث يتواصل الناس ، ويعملون ، ويحصلون على الاخبار والترفيه والافلام ، وغيرها عبر الانترنت ،
-تستطيع شبكات ومواقع التواصل :-
-تحديد نوع العلاقات بين الناس ، ومدى العلاقة وعمقها ، ودرجة القرابة ، و المجال المشترك بين المتواصلين ،
-كذلك التعرف على عمر العلاقات ، حيث تظهر المدة الزمنية للعلاقة هل مر على العلاقة عام ام خمسة أعوام ام شهر وهكذا،
-معدل تكرار التفاعل بين الأشخاص ،
-تحليل مضمون المحتوى الذي تم من خلاله التواصل هل هو تبادل مشاعر ام معلومات ام بيانات أولية ، هل هي علاقة الكترونية مبنية على حقيقية واقعية ام علاقة افتراضية فقط ،
-تستطيع ايضا استنباط اهداف الشخص من التواصل ،
ويتم دائماً تطوير مقاييس لزيادة المعرفة ، ولمساعدة المتواصلين على معرفة الكثير عن ذواتهم وعن بعضهم البعض معتمدين على ما تقدمه الشبكات من قراءات ، وفي نفس الوقت يتم تطوير ادوات جمع البيانات عن المتواصلين لاهداف متنوعة ( كما ذُكر سابقاً)
يصنفك المهندسون الاجتماعيون كواحد من ثلاثة انواع المتواصلين :-
- اما ان تكون من المستهلكين الذين يقرأون ويشاهدون ويتصفحون ويتبادلون التعليقات والإعجابات ،
- او من المحررين الذين يعملون على هذا المحتوى سواء بالنشر او المشاركة أوإعادة الكتابة ، وصياغة نفس المحتوى بأساليب اخرى تناسب أعمالهم وأنشطتهم ،
- او من المبدعين الذين يضيفون محتواهم الخاص سواء الابداع الأدبي او الابداع المعلوماتي ، ونشر البيانات ،والمعارف،
وهكذا تعمل الهندسة الاجتماعية ومهندسوها الأكفاء ،
،،
أسئلة كثيرة تلقيتها لشرح المصطلح ولماذا استعار لفظ الهندسة على ادارة هذه العملية الاجتماعية المعقدة ، وكيف يمكن ان نقطع على المتتبعين المهرة خيوط التتبع ، وهل تجوز افكار الأفلام القديمة من محاولاتنا للتنكر في حسابات وهمية ؟
قبل الحديث عن المصطلح ، لم يعد التنكر في حسابات وهمية امرا مقبولا خاصة وأننا نحتاج حساباتنا الحقيقية التي تربط بين ظهورنا الواقعي وعالمنا الافتراضي لما بينهما من تداخل و قد يصل الامر الى عمل ومصالح ( اخبرني احد المسئولين في شركة متخصصة في التوظيف ان تتبع حسابات المتقدمين للوظائف على شبكات التواصل الاجتماعي عملية مهمة جدا الان ، وتقوم بدور ولها درجات في اختيار الموظفين الجدد في المؤسسات ) ، وما يتجدد من تشريعات واساليب تتيح التتبع في حالات محددة ، لكن الاستخدام الآمن وتعلم مهارات الخصوصية وتعلم مهارات جودة الاستخدام باتجاهات محددة كلها اصبحت ضرورات عصرية ،
اما تفاصيل المصطلح الهندسة الاجتماعية والمهندس الاجتماعي ، كما أراها ، هي طبيعة عمل المهندس وطبيعة علوم الهندسة ،،
فبين الاكتشافات والابحاث العلمية ،والتطبيقات العملية التي تسد حاجات المجتمع يكون عمل المهندس ، يطبق المهندس المعرفة والعلم والرياضيات لحل المشكلات التقنية ، يصمم الاَلات و يضع النظم ، ويسعى لابتكار نظم ادارية جديدة ، و اساليب للتحكم في الاَلات واستخدام البشر لها ،
اما الهندسة فإنها تطبيقات ابتكارية للتصميم و تطوير الاَلات والمنشآت والاجهزة ، مع قدرة على التنبؤ بما قد يحدث في اداء الاجهزة وسلوكيات المستخدمين ، تحت اي ظرف من الظروف المُحتملة والمتوقع حدوثها ، والتحكم قدر الإمكان في عملها والسيطرة عليه ،
وبالتالي فالمهندس هو الذي يتمكن من المعرفة العلمية والقدرات التطبيقية وان يربط الابتكارات والآلات بالاحتياجات المجتمعية والإنسانية مراعيا الظروف الاقتصادية والثقافية والحضارية والنفسية ، ولديه من المهارات العلمية والتطبيقية و الإدارية ، والتقنية ، وهكذا حال للهندسة الاجتماعية ومحترفيها ،
و لكل مصطلح سمعة يكتسبها بالممارسة ، وقد اكتسب مصطلح الهندسة الاجتماعية سمعة سيئة ، لاستخدامه القديم من اهل الاقتصاد والتسويق بترويج ممنهج لسلع مرفوضة وسلوكيات كانت تحظى برفض شعبي لكنها بذكاء ودهاء الدعاية والإعلان والاعلام والهندسة الاجتماعية ، انتشرت ووجدت أرضا خصبة بل وارتبطت السلوكيات السيئة مع الوقت بالوجاهة الاجتماعية ، ! ( اذكركم بمثال انتشار التدخين بين نساء المجتمع الامريكي في المقال السابق ) ،،،
وارتبط المصطلح كذلك بأهل السياسة و استخدموه في الدعاية لسياسات وأيديولوجيات غاشمة ، واستخدمته الدول والشركات عابرة القارات في التدخل في شئون البلدان الأضعف والأفقر والأكثر جهلا ( اذكركم بمثال جمهورية الموز ، في المقال السابق )
ورغم كل الجهود التي بذلتها بعض الشركات والحكومات ومؤسسات التنمية مثل نشر افكار جديدة تتعلق بالمسئولية الاجتماعية للشركات ودور القطاع الخاص في التنمية ، وحملات التوعية ضد التحرش ، وحقوق الطفل ، و مكافحة بعض الأمراض ، الا ان المصطلح ظل يشوبه ما يشوبه من ظلال سلبية ، ودعم ذلك الاستخدام الحديث للهندسة الاجتماعية في اختراق المعلومات على اجهزة الاتصال الحديثة ، وشبكة الانترنت ،،،
لقد كانت الاستعارة في بناء المصطلح والتزاوج بين الهندسة والاجتماع مفيدة ومخلة في ذات الوقت ، فهي مفيدة لاعتماد طريقة العمل على آلية العمل الهندسي ، تصميم ، اختبار ، تصحيح ، تصنيع ، اختبار ، حتى نصل للاستخدام النهائي ، ثم للتوجيه والتحكم ، والتنبؤ بالاحتمالات ، وهي كذلك تتفق مع الهندسة في الاستراتيجية الكبرى ، مادة خام ، تصميم ، نموذج ، تجربة ، اعتماد وتنفيذ التجربة وتكرارها ، فبدت العلاقات الاجتماعية وتتبع المحتوى كأنه نظام آلي يصلح دائماً للتحليل الإحصائي والتوجيه والمتابعة والتحكم ، ، و الاختبارات ، حتى تلك التي تقترحها علينا شبكات التواصل الاجتماعي ،،
وكذلك تحتاج عمليات التواصل الاجتماعي الى بنية تحتية من تطبيقات الهندسة والاتصالات وبنية فوقية من المحتوى سواء الكلام والصور و الفيديوهات والتسجيلات الصوتية والرسومات البيانية وكافة اشكال المحتوى ،،،،
اعتمد توليد مصطلح الهندسة الاجتماعية على طرق التفكير الهندسية فالمنهج الهندسي و التحليلي الجبري يمنح عادات في التفكير تنمي الدقة الرياضية ، كذلك تنمي الهندسة القدرات الاستدلالية و الوصول الى نتائج دقيقة ، وتنمي القدرة على ادارة التوقعات عن طريق تنمية التفكير الحدسي فتحليل البيانات المتشابكة والمعقدة يؤدي الى استنباطات وتوقعات تسير غالبا في اتجاهات صحيحة ،
،،،
المهم هنا ،
-لا تصدق ان احدا يستطيع قراءة طالعك او معرفة اقرب المقربين او من تحبه و يحبك ، وصفاتك وطباعك ومهاراتك ، الا بناء على ما أعطيته انت لجهازك وأصدقائك والمهندسين الاجتماعيين من بيانات،،
-وتأكد ان اسلوب ادارة الذات باتجاهات اساسية تشمل جوانب الحياة كلها ،، الجانب المادى ، الاجتماعى ، الصحى ، و الروحى النفسي ، نفس هذا الاسلوب يمكن ان ينطبق على حساباتنا الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي ، بمهارات التواصل عبر حساباتنا على مواقع التواصل الاجتماعي لها قواعدها ،
-اعد تحديد كلمة المرور الخاصة بك كل ستة اشهر على الاقل خاصة اذا كنت من مشاهير شبكات التواصل ،
-تجنب ان تكون كلمة السر بسيطة او تحتوي على رقم هاتفك او عيد ميلادك او اية طريقة يسهل تخمينها ،
-اذا كانت لديك بيانات خاصة لا ينبغي ان يعرفها احد ، فلا تفتح حسابك من اجهزة كمبيوتر في اماكن عامة كمقاهي الانترنت او جهاز احد زملائك مثلا ، فقد تحتوي الاجهزة على برامج لتسجيل ضربات المفاتيح Keylogger او برامج مراقبة متنوعة كبعض الاجهزة التي تقوم تلقائياً بأخذ لقطات للشاشة ،
-انت تعلم ان لكل جهاز يتصل بشبكة المعلومات له رقم ، هو كعنوان يمكن الوصول اليه ، وتتبع صاحبه لأغراض متنوعة ، iP address و هوالمعرّفة الرقمي لأي جهاز متصل بشبكة المعلومات ( كمبيوتر ، محمول، آلة طابعة ) حتى هذا الرقم يمكن اخفاؤه بحلول برمجية لحجب او لتغيير هذا العنوان.
-تأكد من المواقع التي تزورها ، والمعلومات التي تتبادلها ، خاصة اذا كنت تتصل بالإنترنت من خلال خدمة عامة كالمنتشرة في المقاهي والأسواق ، والفنادق ، وغيرها ،
-يمكننا مشاركة الكثير من اساليب الحماية والخصوصية لنقل الخبرات والتجارب ونشرها دائماً ،
صحيح ان هذه الافكار تحد من حرية التواصل لكن هكذا تكون التوازنات ، ونحن مازلنا على اعتاب عالم كبير يتسع كل لحظة ، والمعرفة المبكرة ضرورة للاستمرار .