ماسبيرو دائن ام مدين ؟؟

،،

أخفي داخل شاشة رأسي ( مشهد عادل امام في مسرحية شاهد ما شافش  حاجة ، علامة مميزة يا استاذ )  

وصوت غليظ يصرخ بالمثل الشعبي( المشرحة مش ناقصة قتله) ،، 

لأبدأ الكتابة ،،

ضيوفنا في ماسبيرو نوعان؛  ضيف نطلبه ، وضيف يطلبنا ، اما الذي نطلبه ، فغالبا ، غالبا ،  يحاول إرضاءنا بأسهل  السبل ، فيمدح الحكومة، ويسب المعارضة ، يوجه التهم لافراد وجهات ، و يغسل أيدي غيرهم ، يشعل نيران ويطفيء اخرى ، وفق اتجاه الريح ، حتى يضمن استمرار ضيافته ، وبقاء صوته ، ظنا منه انه هنا في اعلام الدولة ، ولا صوت يعلو ، ( مش احنا الحكومة !!! )

 وأما الذي يطلبنا فغالبا ، يبدي غضبه او شكواه ، واذا فاض به الكيل يسب ويلعن ، و يلقي بالتهم فوق رؤوس  المسئولين و  الاعلاميين ، ويعبر عن حقه المستحق لانه مواطن يدفع رواتبنا بضرائبه ومواطنته   ( احنا الحكومة والوزراء والبرلمان )

المهم ان لضيوفنا حقا علينا بشرط الا يتعارض هذا الحق مع ما يطالبون به من تطوير ، وتعبير عن الجميع ، وتغيير ، لماسبيرو ، اتحاد الاذاعة والتليفزيون ، الذي يتوجه برسالته لكل المواطنين ، ليقدم الخبر والشرح والتفسير والترفيه والتوعية ، ، المفترض ان يتم ذلك بمهنية وأداء ومطالبة بحقنا في الحصول على معلومات ، ؟

وحين سب  ضيفي المعارضة  على عمومها ، قاطعته  ، ورفضت سبه ، وطالبته بكلام موضوعي في اتجاه رفضه لأداء المعارضة ، وكذلك حين سب مستمعي احد المسئولين قاطعته ، وطالبته بعرض أمره ومشكلته بأسلوب يليق باعلام يدخل كل مكان ،  ولكل ضيوفنا طالبين او مطلوبين ، قولوا ما شئتم لكن في اطار يحكم الجميع ،  المعارضة مشروطة ، والتأييد كذلك مشروط ، فلا مطلق ابدا الا ما يتعلق بثوابت  محدودة ،، فنحن في ماسبيرو  نمثل كل المواطنين مؤيدين ومعارضين ، ما دامنا جميعا  مواطنين  ، نتمنى ، ونتكلم ونعبر ، ولا يخرج  احدنا عن الإطار المهني ، والاداء الاعلامي ، 

 نعم نحن الحكومة لكننا ، معظمنا ، نحاول ان نجدد العلاقة في اتجاهات افضل ، نحاول بعد التجارب المريرة التي مررنا بها كوطن ان ننهي زمن البوق الواحد ، ونطرح بموضوعية كافة الاّراء ، وفق سياسات اعلامية لا يحكمها الا مصلحة وطن ، و احتياجات مواطن ، ومن يفعلها غيرنا ،  وهكذا تحديدا ينبغي ان تكون مصلحة الحكومة المنشودة ،،،

قد لا تسر أحوال ماسبيرو  عدوا ولا حبيبا ، مديونيات وخسائر وأرقام مرتبات وتفاوت في الاجور والمرتبات والمكافات ، مديونية يدفعها ماسبيرو من سمعته وسمعة ابنائه ، دون تفرقة بين صالح وطالح ، واصل المديونية إنشاءات و مشروعات بمبالغ طائلة ، وميزانيات انتاج بلا حساب ، يحدثوننا عن ديون ماسبيرو ، ولا احد يتحدث عن ارصدة ماسبيرو ، ومبالغ مستحقة لم يحصلها ماسبيرو من المستفيدين منه ومن خدماته ، وزارات لها مالها عند ماسبيرو ، الذي نقل أخبارها ، ووضح إنجازها ، وعملها ، وأعطاها الفرصة لشرح وجهة نظرها امام المواطن لفض الاشتباك ، ماسبيرو الذي تقرب من كل الأنظمة ، على مر عقود ،  ودفع ثمنا باهظا ومازال رغم زوال الأنظمة،

اتحاد الاذاعة والتليفزيون ، ماسبيرو ، المبنى العريق ، الحلم ،، رمانة ميزان الاعلام ، منبع الكفاءات ، اقوى ثروة بشرية ، اعلام الوطن والمواطن ، دائن  ام مدين ؟؟

قريبا ستحل الهيئة الوطنية للإعلام  محل ماسبيرو لتكون البديل لاتحاد الإذاعة والتلفزيون (ماسبيرو)، ستكون الهيئة الوطنية للإعلام هيئة مستقلة تقوم على إدارة المؤسسات الإعلامية المرئية والإذاعية والرقمية المملوكة للدولة وتطويرها و تنمية  أصولها وضمان استقلالها وحيادها والتزامها بأداء مهني وإداري واقتصادي رشيد. وسط مخاوف شعبية و اعلامية من كلام دون تفاصيل موثقة ،  هكذا قرأنا ،  قريبا تتغير اوضاع ، وتتبدل احوال ، المهم هل نحن جميعا مستعدون  ، ؟ 

المصدر: د نادية النشار
DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 84 مشاهدة
نشرت فى 17 يوليو 2015 بواسطة DrNadiaElnashar

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

650,808