تشير بعض الدراسات الى انه 

: "كلما زاد التوافق والتجانس بين الناس، أصبح من السهل تقبل الصمت والاعتياد عليه. فإن الجلوس في صمت مع الأصدقاء المقربين وأفراد العائلة أيسر من الجلوس في صمت مع الغرباء".

فاذا طال صمتك و لم يصبك الغضب او لم يقلق من حولك فاعلم إنكم على موجة واحدة متجانسة متوافقة و ان الصمت لديكم كلام و تواصل و استمرار لحديث لا تكفيه الكلمات فلا تقلق ،

 الصمت مهارة ، احاديث لا تقال ، أصعب من  مهارة الكلام لانه يخالف طبيعة الانسان و رغبته في التواصل ، فنحن  نملأ الفراغات و نميل لذلك و لا نطيق طول الصمت

بعض الشعوب لا تحتمل الصمت و بعضها يتخذه فرصة للتأمل ،،

الصمت انواع ، قوة و ضعف ، صمت اهتمام او لا مبالاة ، صمت العارف و صمت الجاهل ، صمت التفكير و صمت الانصراف عنه

كلنا يدخل في حالات صمت ،، 

 ،،

لا تتكلم ، لا تصمت ، 🤔 و الحيرة بينهما ، بعض الصمت ذهب ، و بعض الكلام ماس ، فكيف يمكن ان تحقق المعادلة بين الصمت و الكلام ، ؟ 

،،

الصمت مهارة ، لكن اذا طالت وخاصمت الكلام فأنت في خطر ، خاصة اصحاب مهن الكلام ،

ان تحترف مغازلة السقف ، ولا تصطدم ، وتسير فوق الحبل ولا تقع ، وعلى الحافة ولا تهتز ، مهارات ، تبدو صعبة ، لكن الاصعب منها فعلا ، الا تسير ، ان تقف ، ان تصمت ، او تسير بعيدا ، بعيداً ، آمناً ، او هكذا تتصور ، منفصلاً ، عن واقع اليم ، خشية ان تصطدم او تقع ، غازل سقف الحرية ، و حافظ على رأسك من الصدمات ، فبعضها فتاك

،،

الكلام شهوة ، و التحلي بمظاهر العارفين وجاهة ، والانتصار للرأي نجاح ، هل تستطيع ان تقاوم كل ذلك في تدريب شاق على الصمت ؟ 

 لا نتحدث عن الصمت المطلق الدائم ، لكن ست ثوان من الصمت تصنع اثرا عظيما

فاحيانا الم الصمت ، و كبت رغبتك في التعبير عن الاذى ، و الغضب الذي سببه لك احد المقربين يكون تكراريا ، فهل تستمر صامتا صامدا و يستمر الامر على ما هو عليه ، ؟ هنا لا يمكن ان تستمر لكن اختيار وقت الكلام و نوعه و مدته ، و حدته ، و مرونته ، كلها امور تلقي عليك بالتأني لتحقيق الهدف ، 

من شدة الاختلاف تصمت ، و من فوارق العقليات تصمت ، و من مسافات الاّراء ، و شجار الاختلاف تصمت ، لكن الى متى ؟ 

حسن الصمت ، و اختيار وقته ، و توقيته ، و موعد إنهائه مهارة ،

 بعض السكوت رضا و بعضه قوة  ، و بعضه قهر ،  لكن لم يكن موفقا دائما من قال ان الصمت رضا ، فقد تستمع لما يخالف مفاهيمك و تصمت و قد ترفض و تصمت و قد ترغب فقط في تمرير الوقت ، ووجدوا ان 

الصمت اضعف انواع التوافق اذا وصلت لحالة اكبر من التوافق تحدثت ،،

، بعض الكلام مجاملة لملء فراغ الصمت او كسر الملل و الرتابة ، او انخراط في الحياة الاجتماعية ، يدخل الناس في كثير من العادات السيئة  ، و احيانا ينجرون لها لأسباب تتعلق بإظهار التوافق الاجتماعي ، 

 تحدثوا في الغرب عن قوة الصمت وألفوا الكتب ، وأصبحت جزءا من مهارات التواصل ، نتحدث عن الانصات ، و الانصات النشط ، لكن الصمت مختلف ، لا احد يتكلم ، لا ترد ، لكنك تصمت بقوة تفوق الكلام ، س، كروسكي صاحب كتاب "قوة الصمت" The power of Silence

هل سمعت عن مهارة اختيار توقيت الكلام ، والإدلاء بما لديك من معلومات ،  ، هل قرأت عن  ثلاثة أشخاص ابرياء ، حكم عليهم بالإعدام بالمقصلة ،  وهم (عالم دين- محامي-  عالم فيزياء ) ، وعند لحظة الإعدام تقدّم ( عالم الدين ) ووضعوا رأسه تحت المقصلة ، وسألوه : (هل هناك كلمة أخيرة توّد قولها؟ )  فقال ( عالم الدين ) : الله ...الله.. الله... هو من سينقذني  ، وعند ذلك أنزلوا المقصلة ، فنزلت المقصلة وعندما وصلت لرأس عالم الدين توقفت . فتعجّب النّاس ، وقالوا : أطلقوا سراح عالم الدين فقد قال الله كلمته . ونجا عالم الدين  ، وجاء دور المحامي إلى المقصلة .. فسألوه : هل هناك كلمة أخيرة تودّ قولها ؟فقال : أنا لا أعرف الله كعالم الدين ، ولكن أعرف أكثر عن العدالة ، العدالة .. العدالة .. العدالة هي من سينقذني .

ونزلت المقصلة على رأس المحامي ، وعندما وصلت لرأسه توقفت .. فتعجّب النّاس ، وقالوا : أطلقوا سراح المحامي ، فقد قالت العدالة كلمتها ، ونجا المحامي  ، وأخيرا جاء دور الفيزيائي ..فسألوه : هل هناك كلمة أخيرة تودّ قولها ؟ ، فقال : أنا لا أعرف الله كعالم الدين ، ولا أعرف العدالة كالمحامي ، ولكنّي أعرف أنّ هناك ، عقدة في حبل المقصلة تمنع المقصلة من النزول ... فنظروا للمقصلة ووجدوا فعلا عقدة تمنع المقصلة من النزول ، فأصلحوا العقدة وانزلوا المقصلة على رأس الفيزيائي وقطع رأسه .

هذا ثمن انتصار المعلومة ، و صحة الرأي ،

صمت يقول اعترض ، صمت يقول أوافق ، صمت يقول مقهور ، وصمت يقول ادخر طاقتي لعمل اهم ، انت تختار ، ماذا يعني صمتك ؟ الصمت قرار يتبعه او يصاحبه او قد يسبقه فعل ما  ،

هناك نظرية في الاعلام تسمى  دوامة الصمت تؤمن بمدى تأثير وسائل الاعلام ، وكذلك تعكس قوة وسائل  الاعلام ،  فوسائل الاعلام لها  قدرة على الحد من الاختلاف في المجتمعات لتجنب الاحساس بالعزلة  ، وتفرض وسائل الاعلام وجهة نظر سائدة داخل المجتمع ، تضبط المجتمع في اتجاه عام متجانس ، 

هذه النظرية تحتاج  مراجعات و تجديدات  بعد انتشار شبكات الاعلام الاجتماعي ، وحصانة الفرد بآراء من يشبهونه ، فيشعر بأمان في صحبتهم ، و يعبر عن كل اختلافاته  بمنتهى الحرية ، و التحدي ، بل احيانا ببطولة وإحساس بالفخر ،

 

المصدر: د نادية النشار
DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 464 مشاهدة
نشرت فى 11 يوليو 2015 بواسطة DrNadiaElnashar

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

650,738