عاش الراديو بالفكرة و الهدف، 

،،، 

في فيلم ( حياة او موت ) الذي انتج عام ١٩٥٤ ظهر الراديو بطلا، كوسيلة للانقاذ من الموت للمواطن احمد إبراهيم القاطن في دير النحاس حتى لا يشرب الدواء ، فالدواء به سم قاتل،،

و في الفيلم تضافرت الجهود ، و تمت ادارة الموقف بتقدير وانسانية جادة تعكس قيمة المواطن، فظهر التنسيق بكفاءة ،  والتواصل مع كافة الجهات وصولاً لاستخدام  جهاز الراديو صاحب السمعة الطيبة شديدة النقاء ، فقد انقذت موجات الراديو في القرن الماضي مع بداية استخدامها المئات  من الركاب على متن سفينة ريببلك ، وكان اول استخدام لموجات الراديو التي انتصر بها لفكرته ، الايطالي ماركوني ، مؤكدا قدرات هذه الموجات على حمل  الأصوات لمسافات بعيدة ، وبعدها أنقذ استخدام موجات الراديو المئات من ركاب السفينة الأشهر تيتانيك عام ١٩١٢ ،،

و بعدها حمل الراديو  كوسيلة رسالة الحياة و انتصر للحياة و الونس، 

و تترسخ الفكرة و يتجلى الهدف من استخدام الراديو و تطوراته و تأثيراته ليؤكد انه وسيلة مهمة و مؤثرة منذ استخدام موجات الراديو، و بعدها اصبح الراديو واحدة من اهم و اكثر وسائل الاعلام الهاما و قربا، و بعدها تطور من الراديو التقليدي إلى الراديو الرقمي الذي يستفيد من المبتكرات سواء  للحفاظ على الارشيف و التراث او للمساهمة في انتاج و بث الجديد بدقة في انجاز العمل و قلة تكلفته  و سرعته ، كما تفضل المتحدثون الكرام في كلماتهم،

 

و كذلك افرزت بعض التطورات راديو الانترنت، ويبدو ان محاولات الإذاعات الأهلية تعود في ثوب جديد بفضل التكنولوجيا الحديثة ، 

فقد ظهرت العديد من التجارب في مجال محطات راديو الانترنت  ،،

مبادرات قد لا نستطيع حصرها ، الا من خلال دراسة متخصصة ممتدة ، محددة ، حيث تظهر محطات وتختفي محطات ، و تنجح محطات وتخفق اخرى لكنها جميعا تؤكد الرغبة والمهارة المتجددة للدخول الى عالم صناعة وإنتاج المواد الصوتية ، 

 

-و بالمقارنة بالراديو التقليدي، لا يقتصر راديو الإنترنت على الصوت، حيث يمكن مصاحبة البث الإذاعي عبر الإنترنت بالصور أو الرسومات والنصوص أو الروابط بالإضافة إلى التفاعلية مثل غرف الدردشة ولوحات الرسائل، ويتيح هذا التطور للمستمع أن يفعل أكثر من مجرد الاستماع، فمن الممكن أن يقوم المستمع الذي يستمع لإعلان عن طابعة أن يطلب شراء هذه الطابعة من خلال رابط على موقع هذه المحطة، وبذلك تصبح العلاقة بين المعلنين والمستهلكين أكثر تفاعلية وحميمية في محطات راديو الإنترنت، ويوسع ذلك من إمكانيات الوسائط بعدة طرق، فمن خلال راديو الإنترنت يمكنك إجراء التدريب أو التعليم وتقديم روابط للمستندات وخيارات الدفع والسداد، ويمكنك كذلك التفاعل مع المتدرب أو المعلم وغيرها من المعلومات من موقع محطة راديو الإنترنت.

 

-توفر برامج راديو الإنترنت عددا كبيرا من أشكال البث، وخاصة في الموسيقى، فإذا كانت هناك بعض محطات الإذاعة التي احتكرت بث الأغاني وتحاول الوصول إلى أكبر قدر من الجمهور لفرض أعلى رسوم ممكنة على المعلنين، فإن راديو الإنترنت يتيح الفرصة لتوسيع أنواع البرامج المتاحة. فتكلفة البث الإذاعي عبر الإنترنت أقل بكثير من البث عبر الأثير، ويمكن لمحطات راديو الإنترنت أن تروق لمجتمعات أصغر من المستمعين الذين تستهويهم أنواع معينة من الموسيقى، فمن الممكن مثلا إنشاء محطة إذاعية لهواة عبد الحليم حافظ لا تبث سوى أغاني العندليب الأسمر، ومن الممكن لجمعيات محبي الفنانين إنشاء محطات إذاعية لا تبث سوى الأغاني التي لحنها رياض السنباطي أو محمد عبد الوهاب أو مراد منير أو فريد الأطرش وهكذا، ونوجه دعوة للمطربين المعاصرين مثل عمرو دياب وهيفاء ونانسي إنشاء محطات إذاعية لهم عبر الإنترنت لا تبث سوى أغانيهم فقط لكسب أكبر قاعدة من المعجبين!!

 

-يتيح راديو الانترنت المشاركة والتواصل  مع العديد من المواقع والشبكات ،، ويمنح مستمعيه إحساسا اكبر بالتفاعل والدخول مع فريق العمل في علاقات شراكة ،،

 

 --يتيح راديو الانترنت جمع الناس حول العالم لنوع محدد من المحتوى قد لا يجد هذا النوع  جمهورا كبيرا في مكان واحد ،، فمثلا يصعب انشاء محطة راديو بتكلفة الإنشاء العادية لتغطي منطقة محددة ويوجد بها جمهور غير كاف  ،، كالبرامج المتخصصة في انواع من الموسيقى او برامج النباتيين مثلا ،،كما ان التواصل الهائل الذي تحدثه شبكة الانترنت يصنع أعدادا من راديو الانترنت في موضوعات متقاربة وتتواصل هذه المحطات حول العالم ،،

 

-أنهت شبكة الانترنت حارس البوابة الإعلامية بشكله التقليدي وأصبح كل إنسان حر في نشر واستقبال كل الرسائل ،، وبالتالي يستطيع المواطن ان يشارك في صناعة المحتوى الاذاعي ،كيفما شاء ، الا انه لا ينبغي ان نغفل وجود حراس بوابة من نوع اخر حيث تحاول بعض الشركات الكبرى اعادة تشكيل المنح والمنع في استخدام الانترنت مما قد يثير قضايا كثيرة مستقبلا ، و يمكننا أن نناقشها الان لنضع تصورات للحفاظ على مسيرة المحتوى الصوتي الذي كان و مازال ملهما عبر السنين، التي اكدت عاش الراديو و يعيش. 

دكتورة نادية النشار 

من كتابي #عاش_الراديو

المصدر: دكتورة نادية النشار
DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 159 مشاهدة
نشرت فى 10 يونيو 2023 بواسطة DrNadiaElnashar

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

592,493