واقع افتراضي مواز ، نغرق فيه و لا نلتفت حتى لاحتياجاتنا الاساسية و دوائرنا المقربة 

و أصبح البعيد اكثر إثارة،  و لا نفرق بين الاثارة و الاستقرار .، بين الومضة و النور ، بين الشغف و الحماس،  و لانضباط الإلتزام ،

لا يستطيع الإنسان أن يعيش حياته مثارا،  متحفزا طوال الوقت،  لا يستطيع أن يكون كالوتر المشدود دائما دون عزف نغمة واحدة حقيقية، 

مأساة ، إجهاد في لا شيء 

حياة الآخرين و اخبارهم و صورهم و انشطتهم المصدرة عبر شاشة أخرى تصبح  الاهم ، 

 الفضول و الإفراط و التتبع دون هدف غير الجري وراء  علم لا ينفع و مقارنات سطحية،  مخلة ، تقارن فيها ظاهر الناس بباطنك الذي لا يراه احد، 

هذه الحالة تعبر عن مشقة السعي في اتجاه اللاهدف،  لدرجة انها اضيفت لقائمة المخاوف الانسانية،  و يطلق عليها الفومو ، FOMO وهي اختصار لـ: Fear Of Missing Out وتعني "الخوف من أن يفوتنا شيء"، خاصة على منصات التواصل الاجتماعي،   و هذا المصطلح تم تسجيله في قاموس أكسفورد عام 2006م.

 و قبلها بعشر سنوات و بالتحديد في مجال التسويق تحدث الباحثون عن المعنى ذاته ، وأول من كتب عنه هو الدكتور "دان هيرمان" في مجال التسويق الاستراتيجي 

ففي عام  1996،  لاحظ دان هيرمان المتخصص في التسويق الاستراتيجي ان المستهلكين يخافون من تفويت فرصة شراء منتج جديد،  و يذكرنا هذا بالحديث عن نظرية المبتكرات و نشر الأفكار المستحدثة التي توضح ظهور المبتكر او الفكرة لاصحابها من المبتكرين ثم يتبناها الاقلية المبكرة ، المبادرون.  ثم الاغلببة المقلدة  التي تتبنى الفكرة بعد ان تثبت صلاحيتها ، ليقلدوا المبادرين و الأوائل،  

و يقوم عامل تسويق المبتكر او الفكرة بدور كبير في تشجيع الناس على التبني ،

و قد دفع الواقع الافتراضي الجماهير لادمان التعرض حتى لو كان الهدف مجرد التتبع ،

في عام ٢٠٠٤  كتب رجل الأعمال "باتريك ماكجينيس Patrick J. McGinnis "  المصطلح FOMO بشكل صريح في مقال نشره في مجلة  لكلية هارفارد للأعمال، وانتشر المصطلح  مع تطور استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ، و كأنها دولة لها مواطنون بلا هوية ،

و تظهر محاولات في كل المجتمعات لمناهضة السيطرة التامة لهذه المنصات الرقمية على حياتنا و منافستها بل و ازاحتها لحياتنا احيانا،  

ظهرت حركات من متخصصين تلفت الانتباه لخطورة ان تضيع طاقتك جهدك قوتك في علم لا ينفع ،

فماذا لو فاتك شيء 

ماذا لو استطعت ان يفوتك شيء ، و نجحت بل و استمتعت بالتنظيف من السموم الالكترونية، 

لو استطعت ان تاخذ الفائدة،  و مؤكد لها فائدة كبيرة نستطيع أن نجني ثمارها ، دون ان نغرق فيها ، أو ندمنها،  اتذكر مقطعا من فيديو شاهدته قريبا على إحدي المنصات لمجموعة هواة، كل منهم يصور الاخر، ليقول أحدهم في الختام ( اصورك و اشيرك و اعورك ) في إشارة لتصيد كل منهم للآخر في لقطة لصناعة تريند جديد، 

مبادرة يوم بلا شاشات بلا سوشيال ميديا،  اطلقتها استاذتي الحبيبة دكتور منى الحديدي مغ مجموعة من الخبراء و المتخصصين في مجالات عدة ، في هذه المبادرة دعوة لوقت ما ، ساعة ، يوم ، قدر ما تستطيع من الضبر على فراق هاتفك و النظر في حياتك الواقعية، و شارك الإجابة على أسئلة استمارة خاصة بالمبادرة ، سوف اريحها هنا على موقعي لاحقا ،

انطلقت المبادرة في ٢٥ سبتمبر ٢٠٢٥ ، تستطيع أن تجرب اي وقت و تنضم معنا في يوم او ساعات بلا شاشات السوشيال ميديا،  

اسأل نفسك، 

هل أثرت السوشيال ميديا سلبيا علي الحياة الاسرية؟

نعم ، لا  

ما هي من وجهة نظرك فائدة مبادرة يوم بلا شاشات بلا سوشيال ميديا ؟

- زيادة الوعي بمخاطر السوشيال ميديا .

- التركيز على فوائد الاستخدام الرشيد للسوشيال ميديا. 

- التشجيع على ممارسة الأنشطة الاجتماعية و الرياضية و الفنية 

- إبراز أهمية التفكير النقدي في كم المعلومات المتداولة على السوشيال ميديا. 

- دفع المواقع الإلكترونية و الصفحات الشخصية إلى  جودة المحتوى .

و ربما تستطيع أن تستمتع بالمصطلح القوي جومو ، 

"Joy of missing out" (JOMO) أو "متعة ما فاتك"  دون قلق و تتبع  ما يفعله الآخرون ، الاستمتاع بالأنشطة ،  القراءة ، الكتابة ، الرياضة،  قضاء الوقت مع العائلة ، ممارسة الهوايات ، 

 فرصة للبعد عن ضغوط وسائل التواصل الاجتماعي و تعزيز  صحتك النفسية ،

جرب( الجومو ) و لا تخف .

المصدر: دكتورة نادية النشار
DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 108 مشاهدة

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية . محاضر الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

718,811