لحظة حقيفية تندمج فيها مع ذاتك و تنسجم مع كون الله العظيم، و تتجه نحو الله بصدق و قوة و يقين، هل يمكن أن تتحقق، و متى تتحقق،؟ و رغم اني مقصر، هل اطمع في دعاء مستجاب و عمل متقبل، 

في اللغة العربية  قصر في الأمر تعني  تهاون فيه و لكن قصر الثوب قصه و جعله قصيرا، 

التقصير احيانا ضرورة و اضطرار فالتقصير في الصلاة هو صلاة الاربع ركعات في ركعتين في حالة السفر على غير المقيم، 

و أحيانا التقصير، اختيار و سوء ترتيب الأولويات، 

لكنه أحياناً حل و مخرج،

المهم أن نستثمر القليل المتاح بدلا من ضياع مزيد من الفرص في الندم على التقصير، 

المهم ان لا تجعل مشاعر التقصير تحبط عملك و توقف محاولانك، ان تنوي و تفعل افضل من ان تقف، المدهش ان العمل يبدأ بالنية، و النبة أجر، و السعي متاح حتى لو المدة المتبقية من الفرصة الأخيرة دقيقة واحدة، لم يفت الوقت، استثمر، 

التقصير الذكي؛ 

المهم أن اختيار التقصير الذكي للضرورة، حين تتراكم علينا المهام، نختار بذكاء و قوة، قوة اداء العبادة خاصة الفروض بيقين و خشوع مع ضيق الوقت، فهذا الوقت الضيق قد يمنحه الله قبولا عجيبا،

و لنا في مختصر الدعاء كنوز، اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا، 

اسألك من خير ما سألك به عبدك و نبيك محمد صلى الله عليه وسلم 

اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار 

اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين

اني مغلوب فانتصر 

رَبِّ انصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ، 

المهم هنا ضرورة اداء الفرض بإتقان حتى لو في زمن قصير، 

لكن التقصير بالانسحاب. و عدم الفعل و الإحباط باستشعار القلة اخطر عمل و اخطر استسلام، 

الوعي و الانتباه، حين ننتبه لافكارنا و افعالنا ندرك الصواب و الخطأ، الخير و الشر، نستمر طائعين او نعود تائبين، نعدل المسار اولا بأول، حتى نصل إلى التقدير، رغم التقصير، 

قاعدة ٢٠ /٨٠ 

حين ندرك هذه القاعدة المهمة نتأكد اننا يمكننا القيام بالكثير من المهام في القليل من الوقت، 

حيث تخبرنا قاعدة قول مبدأ باريتو (و هو من خبراء الاقتصاد الايطاليين الذي لاحظ ان ٨٠ بالمائة من الثروة في يد ٢٠ بالمائة من الناس)  و بالملاحظة العلمية وجد الباحثون ان هذه القاعدة تنطبق على عدة مجالات، ففي مجال الدراسة ينجز الطلاب ٨٠ بالمائة من الواجبات الدراسية في ٢٠ بالمائة من الوقت المخسص للمذاكرة، 

و في العمل يقوم ٢٠ بالمائة من الموظفين  بعمل ال  ٨٠ في المائة الآخرين،  

كذلك في المبيعات، ٨٠ في المائة من الأرباح تأتي من ٢٠ في المائة من الزبائن.

حتى في الاتصال ٨٠ في المائة من عمليات الاتصال تتركز في ٢٠ في المائة من شبكة العلاقات 

و ٢٠ في  المائة من الموضوعات تسبطر على ٨٠ في المائة من الوقت، 

و هكذا يمكن الاستثمار و الاطمئنان مهما كان الوقت ضيقا، و الجهد محدود، بالتركيز و التعديل في تسكين المهام على الوقت بوعي، 

ركز و استحضر هدفك و حاجتك ،حدد طلبك و اطلبه  بوضوح و يقين، 

قد تطمئن و تصل الى اليقين و القبول رغم التقصير لكن مؤكد ان هناك فرقا بين الذنوب و الاثام و التقصير،

في العبادة ترك الفرض ذنب و ليس تقصيرا، عدم اداء المهام المطلوبة في العمل اثم، و ليس تقصيرا، 

علينا دائما ادراك الفروق، لاننا احيانا نطمئن لفكرة التقصير بسبب الضغوط و الوقت و تخدعنا هذه الفكرة باطمئنان كاذب، كمسكن يؤذينا اكثر ما يفيدنا، 

الوعي يفيدنا في فهم الموقف، فكلما عرف الإنسان واجباته و مسئولياته استطاع ترتيب اولوياته حتى رغم التقصير، و الاضطرار له، لان المضطر ليس له حلول أخرى غير ان يؤدي حتى لو ببعض التقصير، عمل مذاكرة، خدمة مريض ، تطوع،

حتى المضطر تكون له معاملة خاصة، و نجد في دعاء المضطر الذي لم يعد له اي ملجأ او سند غير الله،، طرق كل الأبواب و انغلقت في وجهه، حاول كل المحاولات الممكنة، سعى و اجتهد و لم يجد مخرجا الا الله، فيعامله الله معاملة المضطرين، بالإجابة، سبحانه وتعالى ﴿ أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون ﴾سورة النمل، 

 قد يقصر المضطر، و حين يتعامل مع اضطراره و تقصيره، يرتب اوقاته و يركز، قد يصل إلى ما لا يصل اليه احد غيره،

الوعي بالتقصير، هو وعي بالمطلوب كاملا، فلن  يشعر بالتقصير الا الذي اجتهد و عرف الاجادة و ادرك انه ابتعد عنها، فيراقب ذاته و يحاسبها، و اذا التمس لها عذرا، ادار تقصيره، بما يسمح له بالاختصارات المفيدة و شرطها الوعي ايضا و الحضور، 

وعي الاتصال بالله، بالدعاء الجميل، يسبقه وعي الاتصال الذاتي حتى نفهم الحاجة التي نطلبها، فاذا فهمنا حاجتنا عرفنا اهدافنا، و قيمنا مواقفنا و اجدنا طلبها، و سألنا الله الحاجة التي نريد،

اذا استحضرنا هذا الوعي مهما قصر الزمن، او اختصرنا الكلام، سيزداد حضور القلب و العقل و يحسن التوجه إلى الله و اليقين به،

الدعاء بيقين الموقنين و توجه المضطرين إلى الله، الدعاء و حسن السعي و العمل، و كلام القلب، الدعاء باطمئنان و تسليم و قبول، الدعاء بذكر الله و هل نجد أعظم من ذكره سبحانه وتعالى، اللهم اجعلنا منهم (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) سورة الرعد 

المصدر: دكتورة نادية النشار
DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 640 مشاهدة

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

646,611