( ١٠)

الحسم و السرعة 

تحسم نيرفانا امرها بعد اتصالها بأخت هشام التي حرصت على الا تكون مصدر معلومات عن اخيها، لم تكن نيرفانا تريد المعلومات بقدر ما كانت تريد تحديد اتجاه لمشاعرها،  ثم قابلت آمال، و قد  رأت في آمال جزءا منها، في علاقتها مع خطيبها السابق، علاقة متناقضة ظاهرها يخالف باطنها و يتصارع معه، ، لا نقاش و لا وضوح، اخبرتها آمال انها تتلقى علاجا نفسيا بعد تجربة زواجها القاسية، و ان معالجتها النفسية ترى هشام مريضا خفيا، و ان ضحايا هذا النوع من المرضى هم الذين يذهبون للعلاج، بعد صدمات قاسية تبدأ مع انتهاء مرحلة الحب الجارف ، بينما المريض نفسه  يرفض،  تحدثت باستفاضة عن انتهاء مظاهر الحب فجأة، بعد ان حاصرها بقوة و اختفى ببرود حتى و هي معه في بيت واحد  ، تحول إلى شخص آخر يرفض النقاش و يحتكر القرارات، و يتعالى بذكورية فجة، و هي لا تقاوم، بل تخلت عن ذاتها و ذابت في واقع مرير، كيف سرق منها اربع سنوات كانت خلالها شخصية أخرى غيرها، كانت تحت تأثيره و ضعفها و استسلامها، تنفذ فقط قراراته و تحاول ارضاءه فلا يرضى، كيف ندمت و جلدت نفسها في الليالي الطويلة انها تركته، خاصة حين تزوجت سهيلة من تامر، لكنها بدأت تفيق، حين ابلغتها مي بميله الجديد ، و كيف كانت مي تدفعها لمحاولة استرداده، لكنها ادركت انها اصبحت مثل دمية يحركها الاخرون، فحاولت ان تستيقظ، اعترفت  انها لم تكن زوجة مثالية له، لم تستطع الانغماس في حياته، و تتقبله و تهتم بنفسها، كان المصدر لكل شيء، تحدثت عن احلامها و مستقبلها و خططها مع نفسها و مع ابنتها، 

ايضا لم تكن نيرفانا تبحث عن معلومات، تعلم انها تستمع لامال فقط التي تتحدث بشكل مباشر من طرف واحد، يعاني جروحا عميقة، و يسعى للتشافي، لكن رسائل قلبها و اشاراته توجهها، استمعت لها بتفاعل و اظهرت تفاؤلها بشأن مستقبلها هي و ابنتها، 

حين عرف هشام انها قابلت آمال دخل في حالة صمت  إلى درجة لم تكن تتوقعها، ثم  اختفى تماما،

كيف استطاع هذا العاشق المطارد  ان يختفي فورا، هكذا دون كلام، تبخر كأن لم يكن، تعجبت كيف ان تصرفاً صغيرا واضحا يؤدي لنتائج حاسمة، 

ارتاحت روحها لهذه النتيجة، لن تتورط في علاقات جديدة تدعم رسائل علاقات قديمة بالية، ركزت في عملها و مع اسرتها و اصدقائها، لكنها بين الحين و الاخر تشاهد وجوه هؤلاء المتورطين في علاقات مبهمة،

و تتعجب من أمر شهير، هو دائما في حالة هدوء ، لا يبادلهم هذا الاشتباك المريب ، يبدو بعيدا رغم قبضة مي المسيطرة، 

اتصلت بها مي تسألها عن احوالها، و تحاول توطيد العلاقة معها، لتستشف مسار علاقتها مع هشام، لكن جدار صد سميك قررت نيرفانا ان تضعه بينهما، فعدم التورط في علاقات مع مثل هذه النوعية المؤذية افضل، و قد تأكدت ان الله أنار لها طريقا لمعرفة كيف تختار من  تقرب و من تبعد  و من تخرجه اساسا من حياتها ،و هي قد وضعت مي في دائرة علاقاتها العملية و لا شيء غير ذلك، ردت باختصار على كل اسئلتها الشخصية، و بذكائها احترمت مي رغبة نيرفانا في وضع الحدود، ، و اخبرتها ان سهيلة ستتصل بها قريبا، في مناسبة جديدة، و انهت الاتصال، 

بعد أسبوعين اتصلت سهيلة تطلب منها تصميم حفل زواج اخت سهيلة و هشام!! ،هشام و اخت سهيلة، متى عادت من الولايات المتحدة الأمريكية، متى التقيا، كيف اتخذا قرار الارتباط، بصعوبة بالغة اخفت دهشتها، بتقبل و استيعاب ان جزءا كبيرا من  عبقرية رحلة الحياة يكمن في هذا التنوع في أنماط البشر، 

 كم تحمل لنا العلاقات اسرارا، و مفاجآت، هل تطور اعجابها، هل أحبت هشام، ربما تعلقت بحلمها  كفتاة تبحث عن حب حقيقي، لكنه لم يكن،

قررت ان تمارس عملها باحتراف، لأول مرة ستصمم حفلا و تصوره و هي تشارك افراده غموضهم و نظراتهم و اوقاتهم الغريبة ، 

بذلت جهدا كبيرا لتصميم الحفل بجودة و تميز كهدية خاصة لقرارها الحاسم، لكنها لم تذهب للتصوير، تعللت بتعب مفاجئ نتيجة الاجهاد، و ارسلت فريق العمل الخاص بها لانجاز المهمة ، 

جاءتها كروت تصوير الحفل من مساعديها،

 

وقبل ان تكمل المشاهدة كانت مي  تتصل بها لتصميم حفل طلاقها من شهير  .

 

المصدر: دكتورة نادية النشار
DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 92 مشاهدة
نشرت فى 30 أكتوبر 2021 بواسطة DrNadiaElnashar

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

650,709