الميتافبرس؛ بين الواقع و الخيال
،،،،،
جدل كبير منذ ان اعلن مارك زوكرببرج ابو الفيسبوك ( الذي يعد أولى منصات التواصل الاجتماعي) عن تغيير اسم شركته التي تشمل انستجرام و واتساب ايضا الى ميتافيرس، حيث يحمل الاسم الجديد دلالات استباقية نحو شكل مستقبل التواصل الاجتماعي، ليتحول من مجرد تواصل إلى اسلوب للحياة، سيخطفنا الفبسبوك و باقي المنصات إلى عالم جديد، نعيش فيه خيالنا و احلامنا، حتى يبقينا هناك، و البعض قد يذهب و لا يعود، خاصة اذا لم تكن لديه حياة واقعية حافلة بالاهداف و الطموحات و الأصدقاء و الدراسة و العمل،
يدرك مبتكرو منصات التواصل الاجتماعي المختلفة اهمية اوقاتهم، فلا يضيعون ثانية من حياتهم، يستخدمون العالم و سكانه لتحقيق مزيد من الارباح و السيطرة و النفوذ،
بالاطلاع تأتينا الاخبار عن وقت محدد، قصير جدا يقضيه مؤسسو شبكات التواصل على مبتكراتهم،
فمارك زوكربيرج نفسه لا يقضي كل الوقت على منصاته، بل لديه فريق عمل يدير و يعلق و يحذف و يرد، ليتفرغ هو للتفكير و الدراسة و التشابك مع العالم للاستفادة و التطور، في اتجاه تحقيق ما يريد،
عرف اصحاب منصات التواصل الاجتماعي الكثير من المعلومات عن النفس الانسانية فخاطبوها ، عرفوا ان التفاعل و ابداء الرأي و الحصول على الاعجابات و غيره (اللايك و الشير ) يشعر المستخدم بالسعادة ، هذا التفاعل مع أحداثنا و صورنا يضخ الدوبامين و هو ناقل عصبي ينقل مشاعر مطلوبة للدماغ ، ليمنحنا الرغبة في البقاء و الاستمرار و الزبادة، للحصول على مزيد من الدوبامين، هذا الذي يعطينا الاحساس بالسعادة و المكافأة التي نحصل عليها بالتفاعل و حصولنا على رضا مجتمعنا او اثارة الجدل فيه، ليجرجرنا نحو المزيد من التفاعل ، فهل يحقق لنا هذا التفاعل المزيد من الإنجاز ⁉️‼️
اذا وجدنا ان انجازنا و سعادتنا تنحصر في ذلك فنحن في خطر حقيقي و عمر ضائع،
ان الحكَم على منصات التواصل الاجتماعي ليس مطلقا ، هي ليست خيرا مطلقا و لا شرا مطلقا، انما هي انعكاس لطريقة الاستخدام،
التفاعل ضرورة و التطور مسار اجباري للحياة ، تملك عواصم صناعة التكنولوجيا مفاتيحه الاساسية ، و لا تبالي بنسخة المفتاح الفرعية التي توزعها على المستخدمين ، الماستر كي (master key) المفتاح الأصلي في يد صناعه و هم يبقون على كثير من أسراره لديهم،
و لان الرؤية الكلية لا تتضح ابدا فعلينا دائما اليقظة و معرفة الهدف و نحن نقضي اوقاتنا على هذه المنصات.