( ٤)
مأدبة غداء
يجتمع الأصدقاء في بيت شهير على غداء رائع، اصناف فندقية، مي مبدعة و جميلة، تعمل و تدرس، و تهتم بزوجها اهتماما كبيرا ، والدتها معها تساندها، هي ابنتها الوحيدة المقربة منها ،، لها ثلاثة ابناء ذكور، اخوة مي يعتبرها الجميع مستشارهم الامين و امهم الثانية،
على الغداء يتبادلون الضحكات و الحكايات، هشام مختلف تماما معهم، شخص آخر امام الناس متفتح و مرن و متعاون، مثالي جدا، مظهرا و طباعا،
تطلب مي من شهير ان يتحدث مع سائق اوبر لان صديقتها سهيلة عالقة في الطريق حيث تم إغلاق الشارع للاصلاحات و لا تعرف طريقا بديلا،
تفاجأت آمال بحضور سهيلة التي وصلت قبل ان ينهون طعامهم، جاءت مشرقة و مبهجة، جلست معهم تتبادل عبارات الود، و تخص آمال بالكثير منها،
ترفع ام عزيزة الخادمة بقايا الطعام و ينتقلون لمكان اخر لتناول الحلوى، عبرت سهيلة ان هذه هي الحلوى المفضلة لها، أخبرها شهير انها اختيار هشام ، دائما اختياراته تبهرهم،
على صوت بكاء الطفلة تفيق امال من افكارها، و تستأذن مي ان تحدد لها مكانا لرعاية البنت، فتذهب معها مي لغرفتها الأنيقة، و بينما تغير الحفاضة لابنتها، فتحت مي لها دولاب ملابسها تستعرضها ، و تتابع انبهارها بثقة و انتشاء، ظلت تعطيها الوصايا الالف للعناية بنفسها من اجل الرجل، لكنها لم تعطها وصية واحدة للعناية من اجلها، طال وقتهما و هي تحدثها حديث النساء، بينما يجلس الباقون ام مي و سهيلة و شهير و تامر و هشام يتناولون الحلوى مع الشاي و القهوة، يضحكون و يتحدثون في امورهم و تطورات قضية سهيلة،
خرجت أمال مع ابنتها و دخلت مي المطبخ لتطلب المزيد من المشروبات و المسليات من ام عزيزة،
يبدو هشام كناصح امين، خبير في المعاملات و الشئون القانونية و الجميع ينصت له، تقترب منه سهيلة لتسره بشيء يخص قضيتها و تبكي، و هو يربت بتعاطف على كتفها، و يحاول ان يبتعد، و يبدي الجميع انشغالا بحوارات جانبية، و آمال تنظر في صمت و تعجب، كأنها مؤامرة في حلم طويل،
لا تريد الاستمرار هنا، جميعهم متفاهمون جدا و يظهرون انسجاما في سيناريوهات مكملة لتوريطها في مشاعر مؤذية، علاقاتهم متشابكة و موصولة،
يلاحظ تامر شرودها يسألها عن مشروبها المفضل، ليحضره لها، يصنع طبقا مميزا من الحلوى مع كوب من الشاي بالنعناع و يقدمه لها، يحاول ان ينبادل معها اطراف الحديث تشكره باختصار، فيكف عن المحاولة،
يدق جرس الباب تطلب مي من ام عزيزة ان تفتح الباب لنبرفانا الني أحضرت البوم الصور فقط، و اخبرتهم انها جاءت بنفسها للسلام و الاعتذار عن التأخير في فيديو الفرح لانه يحتاج الكثير من العمل و البحث و المونتاج، و هم يعرفون اسلوب نيرفانا جيدا، تتابع تفاصيل الوجوه و المواقف، تدخل على حسابات بعض الضيوف على شبكات التواصل الاجتماعي لتكمل مشهدا برؤيتها، تتنقل بين حكايات الحفل بانسانية بارعة و مدهشة، تستثمر دراستها في الهندسة و كورسات التصميم و التصوير و الذكاء الاصطناعي لصناعة الافلام الوثائقية لأبطال حقيقيين في كل المناسبات،
تخبرها مي انها تنتظر الفيلم بكل تفاصيله، تضحك نيرفانا ضحكة معبرة موحية بفيلم كبير،
تتابع آمال كلام نيرفانا عن اللقطات التي تتابعها و اللقطات التي تحذفها، و تتمنى ان تطلب منها رؤية كل شيء قبل الحذف، بينما هشام ينظر إلى نيرفانا بتطلع يلفت نظر سهيلة و يقلقها، هي التي لم تقلق من زوجته، اشتعلت نار بداخلها من نظرته للمصورة المحترفة، و تتابعهم جميعا مي في لقطات خاصة داخل عقلها،
يستأذن هشام للرحيل مع زوجته و ابنته، يودعونه بينما تطلب سهيلة من امال بشكل مباشر الا يضايقها اتصالها المتكرر بهشام لأنه نعم الاخ و المستشار، تبتسم محاولة اخفاء غضبها الشديد،
في السيارة لا ينطق هشام بكلمة ، و امال تبدي انشغالا بابنتها، حتى تستجمع قواها لتسأله عن الحديث الخاص الذي دار بينه و بين سهيلة، فيجيب ببساطة استشارة مالية قانونية بخصوص حقوقها بعد الطلاق، تعجبت هل الاستشارة سرية، فيعبر لها عن رأية بترك الحرية لكل إنسان في تحديد ما هو سري بالنسبة له،
تعبر عن اعجابها بشخصية مي و توازناتها بين عملها و دراستها و بيتها، و هشام لا يرد.