الانتقال نحو الاتصال الاعظم

الالم الكبير لا تنفع معه  حيل الدفاع الايجوية المعروفة ، الخبرات ، الاختبارات ، كل النجاحات القديمة ، لا تنفع ، كل هذا يخونك ، انت الان في الم كبير ، و انت الكبير فمن تلوم  ؟  تجلد نفسك ،  تلك التي  اؤتمنت عليها  فخذلت ،  

تمر بالليالي  المظلمة المجتمعة عليك في عتمة صحراء موحشة ، تصل لقاع الألم انت الذي جربت ، خبرت و اختبرت و نجحت ، انت الذي رجحت و تذاكيت و تصبرت و أبصرت و تبصرت  ، 

تتعامل بجودة  عالية و قبول ظاهر ،  تعرف السارق و الزاني و الفاسد و المرائي ، بل ربما تطلب من نفسك المرونة  و القبول و التطبيع ، تفيق انك عالق في ليلة الظلام الحالكة فهل من عبور ، و هل لديك وقت للعبور ؟!  

تظل  تكابر  حتى ينهار  كيانك ، تنهار  المشاعر  ،  تتسلم زمام القيادة من مشاعرك التي فشلت ، و انهكت ، تسلم القيادة  لأفكارك و تدبرك و تفكيرك  ،  يتسلمك  جسد الفكر ، و تنقل مشاعرك لمخزن غامض في مكان  بعيد ، بعيد ، مشاعرك المخزونة طاقات سامة ، تشوه و تعربد و تنهك جسدك المادي تتألم اكثر ،  ، تتخزن  العواطف ،  ، ينغلق القلب  تسلم القيادة العاطفية لكيان  جديد عاقل ، يتطور الفكر ،  لكنك تنغلق على الم عظيم   ، تستفيق على شعاع  اخر فرص النجاة ،   ،

،،

تستدعي خبايا الذاكرة ، تواجه نظام الحماية الداخلي ، تعرف الامك  لا يحميك الايجو الدفاعي المستميت في تغليفك لحمايتك ، الخوف و الغضب و الإهانة و ردود الأفعال الدفاعية الضخمة ، تخرج الامك على سطح عقلك و فكرك ، جسدك الفكري يستدعي الام الماضي ليتشافى  ، تتعافى المشاعر 

، لتنطلق الروح حتى تصل  الى سلام عميق  نحو آخر فرص النجاة ،  

  هل تتذكر مشاعر وعي الآلام الاولى في الدرجات الأولى في سلم هاوكنز ،  العار ، اللوم ، التأنيب  ، الخوف ، الغضب ،  لا تعلق هنا ، اعبر ، اعبر ، تقبل كل شيء ، دع كل شيء يعبر ، اعف عنهم ، و تسامح ، انت الان امام  طريقك الجديد ، نعم اخر فرص النجاة ،

تصعد على درجات   سلم هاوكنز ، تصل إلى  الشجاعة و لا تقف عندها ،

مراحل طويلة  من الآلام  لا تقف ، تصعد   لتصل إلى   الحب و البهجة ، و الحكمة ، و الاستنارة ، هل تريد الان القمة ، تشعر بالتدفق ، الامان التام ، اليقين  ، هل تستطيع عبور الآلام الان  ، هل ستصل ؟  بعضهم وصل دون الليالي الحالكة ، بعضهم وصل باليسر و الحب ، لكنك تصل الى القمة عابرا بالالم ، الى اخر فرص النجاة، اركب سفينتك ، و انج  ، اذا لم تدركها  الان و فورا ، ستغيب عنك حتى  سكرات الموت  ، حيث يسقط الزيف و القناع و تدرك ، لكن السعي وقتها لم يعد ممكنا ، 

أدركها الان ، تطهير الروح يبدو ممكنا ، مساحة الوعي يتجلى فيها النور و الظلام ، نعرف  و نعترف ، و نقبل ، و نمرر ، و نمر ، لنعبر نحو  الاتصال الأعظم

 

المصدر: د نادية النشار
DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 48 مشاهدة
نشرت فى 14 يوليو 2020 بواسطة DrNadiaElnashar

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

650,712