العالقون و الاتصال الأعظم 

بين الحقيقة المطلقة و الإدراك النسبي  ، مسافة ، زمان و مكان ، من بقطعهما يقترب ، من هذا الاتصال العظيم ، بل هو الاتصال الأعظم ،  

نحاول ان تنصله منذ لحظة الروح بالجسد ، حتى الرحيل ، 

يتشكل الجسد في  رحم رحب ، الام ، يبدأ الاستعداد لرحلة حياته على كوكب الارض السابح في كوّن الله العظيم ، يتكون ، تبث فيه الروح ، ينمو ، يترك الرحم ، و يبكي ،

رحلة تبدو غامضة ملغمة ، حتى يتعلم لعبة التعامل مع الألغاز ، 

يستشعر احتياجاته و لا يعرف كيف يعبر ، يستخدم أدواته البسيطة المحدودة في الاتصال ، نعم هو يعرف البكاء ، صوته يألفه ، استمع اليه من قبل بل يستطيع تكرار تجربة البكاء إراديا ، و هي السبيل الوحيد الان للاتصال فلنجرب ،

يبكي ،

تبدأ سلسلة من التخمينات لدى المجتمع المحيط في المشفى ، في البيت ، الاسرة ، تخمينات ، حران جعان مغص الم زهق استكشاف ، يلبون الاحتياجات بتأمينات عشوائية حتى يختبر طريقة اخرى 

يضحك 

يلقى ردود افعال متفاوتة اكثر تنوعا ، يغلب عليها البهجة و الانجازات المفاجئة ، اكبر من التخمينات البسيطة ، مكافأت اخرى 

يلمس ، 

تفعل لمساته الكثير من السحر ، لمساته التي لم يكن يقصدها تحرك مشاعر اكثر من البكاء و الضحك 

يلمس

انفك ، وجهك ، يدك 

سيل من المفاجآت في ردود الأفعال تجاه لمسات غير موجهة ، حتى يتعلمها  ينطق 

اصوات تعني الكثير من المعلومات المختزلة في لغة خاصة يضع شفراتها و اكوادها ، فيحبون اللغز و يفكون الشفرات ويفهمون 

نتواصل 

خبرات ، خبرات ، الكلام و الأصوات و الصمت ، الموسيقى و المؤثرات ، الرساثل  و الصور ، المسافات ، الحدود ، القرب ،اللمس ،القبلة الاحضان  التصاق و احتواء تمام الحب و نشوة حضور الروح و السلام في الجسد

 

احداث و مواقف 

ينمو الجسد ، التفكير ، المشاعر ، تكتشف  الروح نفسها وسط خبرات قد لا تسير بنفس السرعة على كل المسارات 

احيانا ينمو الجسد ، و يعلق التفكير في منطقة اخرى ، او تعلق المشاعر في مرحلة و مواقف تتجاوزها الذاكرة و لا يتجاوزها الانسان ، ينساها لكن معالم اثارها العميقة تشكل الحياة ،،

مسارات متعددة ، متقاطعات ، متوازيات ، نمر برحلة عابرة ، محطاتها كثيرة ، بعضنا ينجح في مساراته ، و بعضنا يبقى في محطة عالقا ينتظر العبور ،، ينتظر وسيلة تنقله ، ينتظر احدا يأخذ بيده  ، ينتظر احساسا يمنحه قوة لإكمال المسير ،

  و هنا قد يجتمع العالقون ،  

انتشر  مصطلح ( العالقون ) مع مطلع عام ٢٠٢٠ متزامنا  مع جائحة  كورونا ، و حرصت الحكومات على استعادة العالقين ، و التعريف بهم ، انهم العالقون في بلاد ليست بلادهم ، ، مع واقع صعب ، انتهت صلاحية الوقت لأوراقهم ،  لا مأوى ، لا دراسة ، لا عمل ، عالقون في مكان و زمان ليس لهم

 

العالقون احوج الناس للعودة 

العالقون قبل تحقيق الهدف 

العالقون في قلق و ترقب و خوف و غموض ،

و كما يعلق الانسان في مكان غير الوطن  بأمنه و طمأنينته ،  ، قد يعلق في احساس  ، لا طمأنينة و لا امان ، احساس يجعلك مكتوف اليدين ، لا تستطيع الحركة ، تنتظر الدعم و المدد ، كما ينتظر العالقون مساندة اوطانهم  ، 

لكن بعض العالقين في أحاسيسهم و مشاعرهم السلبية ، خوف ، قلق ، خجل ، توتر ، لا احد سيساعدهم الا انفسهم ، 

هل جربت ان تكون عالقا ؟ 

هل عدت ؟ ام ظللت عالقا حتى الان 

لن يرسل لك احد طائرة ، و لا يوجد مصعد كهربائي للاستخدام السريع ، لكنه سلم ، له سبع عشرة درجة ستحدد اين تقف على درجاته لتبدأ في الصعود ، حتى تجد طريق الاتصال الأعظم ، 

، 

المصدر: د نادية النشار
DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 52 مشاهدة
نشرت فى 14 يوليو 2020 بواسطة DrNadiaElnashar

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

650,602