الاحكام عوائق الاتصال و السلام
،،
داخلنا ميكروسكوب يكبر الأفكار و المشاعر ، و يضحي برؤية حقيقية واقعية للاحداث ، تتضاءل الاحداث و تتضخم مشاعرنا تجاهها ، و حين تكبر الافكار و المشاعر تضيق عليها ارواحنا فلا تمر ، تبقى عالقة فينا ، و تبقى حواجز الاتصال و فلاتره تمنحنا ما يتفق مع حجم المشاعر و الافكار حتى لو لم تكن صائبة ،
احيانا نفضل ان نشعر بالانتصار على أن نشعر بالسعادة ، أن نكون على صواب منتصرين بافكارنا متحيزين لمشاعرنا اكثر من أن نكون في سلام مع انفسنا ، و ندفع الثمن غاليا من أعمارنا و سلامنا و بهجة حياتنا ، نضحي بدرجة رائعة من درجات سلم الوعي ، مقابل مزيد من الاذى و الالم لانفسنا ، فكيف ننتصر للسلام كيف نصل به لحالة اجمل من عمليات الاتصال المستمرة مع انفسنا و مع الاخرين و مع الكون الكبير ،
السلام ان نرى الواقع كما هو دون افتراضات مبنية على توقعاتنا و خبراتنا ، دون اضافات عاطفية ، و مبالغات ،
السلام تناغم مع الذات من غير حرب و لا فقدان الامان ، السلام طبيعة اصلية لانسان، فاسمح لنفسك ان تكون ذاتك بلا صراع وابدأ بالاشياء الصغيرة ، ثم تاتي التجليات من اماكن السكون و الهدوء ، فلا نربط اوقات السعادة و البهجة و الفرح بشرط حدوث الاشياء ، بل ان السلام ان ترى الواقع باحساس اللحظة و هو اهم احساس ، هو ما نملكه ، الان ، و أن ننقي هذا الاحساس من الاحكام التي نصدرها طوال الوقت و تنشغل عقولنا و قلوبنا بتقييم الاخرين و مواقفهم ، في حين ان الاستمرار في مشاركة الناس أفراحهم و أحزانهم اهم من التقييم ، اهم من تقييم وزن سبب الفرحة بالنسبة لنا ، الاحكام تشغلنا ببرامجنا الموروثة و معتقداتنا الشخصية و الاجتماعية ، فنبتعد تدريجيا عن متعة سلام الاتصال
ان ردود افعالنا ما هي الا تفعيل و ترجيح لأي الاحتمالات و النتائج التي سنحصل عليها، و حين جربت قاعدة ٢=٣ وجدتها تعمل عملا داخليا عظيما ، القاعدة تؤكد ان
١- الحدث
٢- رد الفعل و الاستقبال
٣- النتيجة
فرد الفعل يساوي النتيجة بغض النظر عن ١ - الحدث ، جربوها ،
حتى يأتي السلام ، حالة الوعي بمشاعرنا و افكارنا تحدد استقبالنا لواقعنا ، و ما دمنا عرفنا هذه العلاقة المفتاحية بين ردة الفعل و النتيجة لنضبط ردود افعالنا نحو ما نريد من نتائج ،