الاتصال الأعظم ، و الوعي (كنز هاو كنز )

،،

نتحدث كثيرا عن دور وسائل الإعلام و الاتصال في رفع درجات  الوعي الذاتي و المجتمعي  ، لكن كثيرا ما نحبط من توقعاتنا  عن الأثر الايجابي لوسائل الاعلام و الاتصال حين لا تؤدي هذا الدور  ، 

فهل ادركنا كيف يمكن للوعي ان يؤثر في التدخل في صناعة الرسالة الاعلامية و استقبالها ، كيف تتم صناعة الوعي لدى خبراء علوم الإعلام و الاتصال و لدى ممارسي العمل الاعلامي العام و هواة الاعلام ايضا ، هل ارتفعت مستويات الوعي و واكبها ارتفاع  في مهارات  الاتصال و علومه ، 

 إن مستويات الوعي  وكيفية  التواصل من خلالها مع انفسنا و مع الاخرين  تهدينا مفتاحا ميسرا للحياة

و هنا يمكننا ان نبني عددا من الروابط المؤثرة بين مقياس الوعي و بين تطوير اساليب الاتصال لدى الناس  ، 

مقياس الوعي Hawkins Consciousness Scale هو وحدة قياس لدرجات الوعي الخاص بالمشاعر  عند الانسان إبتكرها العالم و الباحث في علم النفس  ديفيد هاوكينزDavid Hawkins في منتصف القرن الماضى (القرن العشرين) ، حيث وضع هاوكينز مقياساً تقديريا  قسم من خلاله  مراحل الوعي لدى الإنسان  الى درجات من 0 إلى 1,000 بحيث أن مرحلة الصفر تمثل اللا  وعي و مرحلة الالف تمثل  أعلى درجات الوعي و كأننا نقف على درجات سلم كل درجة تشير الى مستوى معين له سماته من الوعي  . 

معرفة درجات السلم و سمات الواقفين او العالقين على درجاته تشكل طريقا للتعامل و التواصل و  للتطور ،و تحسين مسار الحياة  و العلاقات ،  بل تصنع حالة مجتمعية عامة اكثر رفقا و نضجا ، و ربما تفعل ما لم تستطع وسائل الاتصال فعله من اثر ،

 يرى هاوكينز أن لكل إنسان  درجة معينة من الوعي تختلف عن الأخر ,  ..    فالناس  الذين تكون درجة وعيهم من ٢٠ الى اقل من ٢٠٠ هم أناس يقفون على درجات سلم من  السلبية والمعاناة وهم يشكلون نسبة ٧٨ % من  للناس ..

و نحن نتواصل معهم ، و يتواصلون معنا ، و قد نكون نحن في هذه الدرجات ، 

و الناس  من درجة ٢٠٠  إلى أقل من ٥٠٠، يشكلون حوالي  ١٨٪‏ تقريبا ، و هم في الحدود الدنيا من درجات الوعي ،  هم العاديون  و الإيجابيون العاديون ، 

 و سواء كنا ضمن هذه المجموعة او نتواصل مع من يقفون على درجاتها فنحن في حاجة الى مهارات خاصة لنتواصل مع انفسنا و مع الاخرين لتجاوز هذه المرحلة التي ما زالت تدخلنا في قدر من المعاناة ، 

اما هؤلاء  الذين يقفون على الدرجات من ٥٠٠ الى ٧٠٠    هم في مساحة اكبر من  الايجابية و المحبة و السلام ، و لكنهم يشكلون فقط  حوالي  ٤٪‏ او ٣٪‏  تقريبا ،

و أما الواصلون    الى الدرجات من ٧٠٠ الى ١٠٠٠  فهم على درجات قمة التنوير نعم هم الواصلون المتصلون ، يعيشون  بسر الحياة و المعرفة و الوعي و الحب ، الحكمة و السعادة ، هم اقل من ١٪‏ من الناس لكن تأثيرهم عظيم  ، كلما ارتقى الانسان على درجات  سلم الوعي كلما زاد اثره و تضاعف ، 

فهل تريد ان تصعد و ان تصل ؟

قبل ان تحدد ، عليك ان تقرأ سمات المشاعر عند كل درجة ، و اسلوب الحياة فيها ، ثم تتقبل وضعك و تقيمه و تتعامل معه لتستطيع الانتقال الى درجة اعلى ، بعض المتخصصين في قياس درجات سلم هاوكينز يعتمدون   تقنية الداوزنج وهي تقنية تعتمد على  قياس ذبذبات الهالة الكهرومغناطيسية المحيطة بالانسان  ، وهي طريقة  لم اجربها ، لكنني جربت الثانية ، التي يراقب الانسان فيها نفسه ليعرف  الشعور الذي يملؤه ، و يحركه ، و يسيطر عليه ، 

هل هو سلبي ، محايد ، ايجابي ، منطلق  ؟  

يحمل هذا المقياس أليات تطبيقية يستطيع الانسان من خلال معرفتها و تجريبها ان يصعد صعودا تدريجيا او قافزا ليصل الى مستويات اعلى ، يمكن التعامل مع هذا المقياس بمرونة يضيفها كل منا وفق معتقداته و  رؤيته و قناعاته  ، و هنا تأتي اهمية الروابط بين العلوم الانسانية ، فمعرفة درجات الوعي و اثرها على سلوك الانسان و اتصاله مع ذاته و مع الاخرين تمنحنا معلومات تزيد من تفعيل  أليات مهارات الاتصال ، فنحن دائما في علاقات  مع أشخاص ، سواء اخترناهم او وجدناهم في حياتنا ، سواء علاقات عابرة او دائمة ، كلنا في علاقات اما مجهدة او مسالمة ، او مزدهرة ،و كلما وجدنا الروابط بين الوعي و  اساليب الاتصال المناسبة لدرجاته كلما حققنا نجاحا اكبر في عمليات الاتصال في كل مستوياتها ،

 تبدأ درجات هذا السلم برصد المشاعر السلبية التي تشكل ثمانية مشاعر :

العار والذنب، التأنيب، و اللامبالاة، و والخمول والأسى والخوف والشهوة والغضب والكبرياء . وتسمى هذه المستويات بالمرحلة الخطرة في الوعي ،لأنها تؤثر على  صحة الإنسان العقلية والنفسية ، و تؤثر على علاقاته و نجاحه في الحياة ، . 

الواقفون على درجة  مستوى ( 20 ) عالقون في  مستوى مؤلم من العار shame  :

يخجلون من كل شيء  و يضخمونه ،  مستواهم ، شكلهم ، اهلهم ، تعليمهم ، ، يرون كل الذي يخجلهم  من أنفسهم  بميكروسكوب ، و قد يخفونه امام الناس لكنه داخلهم  يلاحظونه  بتركيز عند أنفسهم  و عند الاخرين ، هم  ،يوجهون النصح للاخرين  بسلبية كبيرة  محبطة و قد يدفعون من حولهم للتوقف عن كل انجاز  لأسباب متنوعة تتعلق اما  بالشكل غير المناسب ، او بتعليم غير لائق ، او وزن غير مثالي  ، المهم احباط عمل الاخر ، حتى حين ينصحون فهم يدسون السم في العسل ،

العار و الشعور بالإهانة   يدفع صاحبه الى الهروب و يدمر  الصحة النفسیة والعاطفیة ، بل و الجسدية ايضا ،

احيانا تجد في نفسك هذا الاحساس فكيف تتواصل ؟

العار ينمو  داخل الانسان من كتالوج مجتمعي او اسري يضع نموذجا ثابتا للحياة ، يضخم نقاط الضعف دون حل ، يسير وراء قيم عامة  غير مناسبة لكل الناس  ، شكل الانف  ، الوزن ، الطول ، المكانة الاجتماعية ، مستوى التعليم ، فاذا لم تتحقق فيك مواصفات النموذج الذي يتقبله المجتمع فأنت فريسة للعار مهما كان وضعك و دورك في الامر ، 

تبدأ خطوات التخلص من العار و الانتقال من هذه الدرجة بالتقبل  ، تقبل نقاط الضعف ، مع تطور ما يمكن  تطويره ،

تقبل ان الكمال لله ، و ان لا احد يقرر وضع احد ، خلقنا الله لتأدية رسالة و في بيئة معينة و قالب محدد ،

نحن لا نتحمّل المسئولية وحدنا عن كل شيء ، فلدينا  بيئة و اسرة و مدرسة و ظروف متكاملة ، 

لابد ان نتخلص من مسئولياتنا  وحدنا عن هذا العار المكتسب  ، نتقبل و نعترف بكل ما يخجلنا ،   

و اذا تواصلت مع احد على هذه الدرجة من السلم لا تجعله يوقف أنشطتك او يصدر لك عارا عن نفسك ، سر في طريق انجازك ، 

لكن يمكنك ان  تساعده  على تقبل ما يخجله ، فكلما اخفى خجلا من شيء ظهر له خجل جديد حتى يتقبل ، حتى يرتقي الى درجة اعلى ، يمكنك  ان توضح له ان الميكروسكوب الذي يرى من خلاله الحياة هو وحده الذي يضيف به وصفا  خياليا لنقاط الضعف ، و ان الحياة بسيطة و الانجازات ممكنة ،

يعيق هذا المستوى صاحبه عن متعة و نعيم الاحساس بالاتصال ، ابعد ما يكون عن الراحة بالاتصال الاعظم ، هم يشعرون ان الله يصطفي غيرهم ، و انهم اذلاء في حياة غير منصفة ،

 

 مستوى درجة  ( 30 ) التأنيب  Guilt : 

درجة حافلة  بالندم، و  اللوم ، يغرق الانسان هنا في احساس  الضحیه، .يلوم نفسه  و يلوم الاخرين ، يرى ان كل شيء حدث له نتيجة تقصير الاخرين او تجاهلهم او أذاهم ، اذا لم ينجح ،  فالآخرون هم سبب ذلك ،  اذا لم يجد عملا مناسبا فالآخرون هم السبب ، يتحملون الذنب دائما ،  و الاخرون يتنوعون بين الاسرة و الاصدقاء و المجتمع و الزملاء ، 

اذا كنت انت على هذه الدرجة انتبه لذلك  و تواصل مع ذاتك  لانها درجة مؤذية لك و لمن حولك ، و لا تحمل نفسك فوق طاقتها ، توقف عن لوم نفسك ، لا تدمر نفسك ، تحمل المسئولية و لا تنظر للوم بمبالغة ، هناك دائما طرق لتعويض الخطأ ، و اذا لم تتدارك بعض الأخطاء فهي كانت ضرورة لتلقي دروس الحياة ،  

حين تتواصل مع انسان على هذه الدرجة تجده  يلوم و يتهم الاخرين و يشعر بالراحة ، يتخلص من عبء نفسي كبير ، فهو   يوقع الاخرين في احساس التأنيب ليخلص نفسه منه  ، لا تقع فريسة لتأنيبه المستمر و الا أفقدك الثقة في نفسك و أدائك ، 

حين  يلومك  تحمل المسئولية عما فعلت فقط و ببساطة ،  قل له ، نعم فعلت ، و لا تبال باستمرار اللوم ، أوقف لومه في رأسك و أغلق طاقتك و مشاعرك عنه ، 

يمكنك ان تساعده  ان يعترف بمسئوليته و مستوى خبرته و وعيه ليعبر هذه الدرجة ،  الانسان العالق هنا يشعر بأنه في ذنب  دائم و انه سينال العقاب من الله ، يقع اسير التأنيب و لا يسمح بالاتصال الاعظم ان يمنحه الأمان  ، و السعي للإصلاح و التوبة   ،

 

مستوى درجة  ( 50 ) اللامبالاة و الشفقة Apathy  :

الانسان في ھذا المستوى ، يائس  و فاقد للأمل ، عاجز عن التصرف و الفعل ، فاقد الهمة ، لا طاقة له للقيام بأي شيء ، كطالب رسب او تم طرده من مؤسسته التعليمية ، موظف أقالوه من العمل ، زوج او زوجة تعرض لانتهاء حياة اجتماعية مستقرة و لم يعد له أمل في غيرها ، لا حياة له  في الحاضر و لا امل في مستقبل ، 

هنا يحتاج الانسان ان يحاط بالمحبين الداعمين لكنه لن يطلب ذلك ، لا يظهر عليه حزنه العميق ، لكنه يستسلم له دون ان يتحدث عنه ، هو لن  يؤذي احدا لكنه يحتاج للحب ،

اذا عانيت انت هنا او علقت في هذه الدرجة فكن وسط داعمين محبين ،

  ،  و اذا تواصلت مع احد الذين يعلقون هنا فكن محبا فقط ،، لا تستشره في أمر يخصك،  لا تنصحه ، و لا تكلفه بعمل بل تقبله ، و انقل له مشاعر انسانية تطمئنه حتى يخرج من هذه المرحلة المؤذية  ، 

في هذه المرحلة ييأس المشككون و قد يسألون انفسهم  اذا كان الله موجودا فلماذا لا يساعدني ؟ قد تراهم يؤدون مظاهر العبادة لكن الجوهر يائس مستسلم ، 

 

 مستوى درجة  ( 75 ) الأسى و الخمول  :Grief

يسير العالقون في هذه الدرجة  بهدوء و يأس و حزن في طرق تقليدية ، معتادة  ، هم تعلقوا بأهداف لا تناسبهم  ، تختلف درجة  الخمول عن الشفقة انهم هنا افضل قليلا لان امرهم ظاهر ، يحكون و يشتكون من كل شيء ، اصدقاء ، عمل ، أقارب ،  نادمون على قراراتهم  ، ليسوا  في المكان الصحيح ، عالقون  في احساس مؤلم  ، و يتذكرون كل الذين تسببوا في ضررهم ، حتى حين  تمنحهم الحلول  لا ينفذون مقترحاتك   بل يعلقون في الشكوى ،  في حالة أسف مستمر و اكتئاب و ندم ،  و يرون الحياة مجرد رحلة  شقاء و حزن ، 

اذا رأيت نفسك هنا فتواصل مع ذاتك و توقف عن الشكوى و حكايات الالم و الحزن ،  و تذكر ان  الحياة لا تخلو من المعاناة  عند الجميع  ، تذكر انك حققت بعض الاشياء حتى لو كانت بسيطة لكن لها اثرها  في حياتك ، استحضر نية قوية لتدارك المواقف و فكر في مستقبلك ، في نفسك  في عائلتك  التي تحبك رغم كل شيء لتترك هذه الدرجة  ،

اما اذا تواصلت مع العالقين هنا  فلا تجهد  نفسك في إقناعهم لانهم  غالبا سيقتنعون  اكثر بالآخرين من علاقاتهم الابعد ، فهم  مع المقربين يعتمدون الشكوى و ايجاد العقبات لكل الحلول المقترحة ، اما اذا تلقوا الحلول  من برامج الاستشارات أو قراءة الكتب التي يقترحها عليهم احد الغرباء او تقع في أيديهم ،،ربما يستجيبون افضل ،

يمكن ايضا ان توقظ  خوفهم  ليتحركوا من هذه المرحلة الصعبة التي قد تطول ،يستشعرون انهم تعرضوا لظلم في رحلة الحياة و ان الله يمنح و يمنع دون استحقاقات ،

 

مستوى درجة  ( 100 ) الخوف :Fear 

الخوف مشاعر إنسانية طبيعية، و لأننا لا نعرف تماما ماذا يمكن ان يحدث و ما تخبئه الأيام و ما هي تفاصيل المستقبل، و لاننا بشر نخاف، لكن المشكلة في سيطرة مشاعر الخوف، الانسان هنا في خوف دائم  ، يخاف و يخيف ، حتى في العلاقة  مع الله ، يخاف و يفكر في عذاب الله ، ينظر لكل شيء على انه مؤامرة ضده  ، يرى العالم ملئ بالتهديدات و المخاوف لدرجة ان  هذا الخوف يحد  من نموه الشخصي  و يؤدي الى الكبت ، و القلق من كل شيء ، خاصة ما يتعلق بحاضره و مستقبله ، ربما  لا يكمل مشروعا و لا علاقة سوية  يهددون انفسهم و من حولهم  بمخاطر محتملة ، 

الكثيرون يعلقون هنا في الخوف  لفترات طويلة فالمخاوف فعلا موجودة ،   

 و تضخيمها يقبع داخلهم ، و الخروج من هنا صعب ، يحتاج الى طاقة كبيرة ، 

اذا كنت اسيرا لمشاعر الخوف، و لا تستطيع أن تخطو خطوة بسبب الخوف، فتواصل مع ذاتك و حدثها ان رحلتك المليئة بالخوف لم تمنع وقوع ما خفت منه، فلا تضيع القادم ايضا، ، ساعد نفسك و ابحث عن شخص تثق فيه ،ابحث عن علاقات امنة ، ابدأ بفعل  اشياء صغيرة دون خوف  ،

اما اذا تواصلت مع احد من القابعين هنا ، فانهم يخوفون من حولهم ، 

، ولأنهم يحتاجون طاقه أكثر للأنتقال الى مستوى أعلى فإنهم  لا يستطیعون ان يصلوا الى المستوى الاعلى الا بمساعدة  غیرھم ، اشرح لهم  ان اليقين و الثقة في الله تؤمنهم ، ولن  يتم ذلك بسهولة لانهم قد يشككون في نوايا من يساعدهم . فلا تستسلم لهم و لا توقف عجلة حياتك بل  كن شجاعا او حتى ارفض وجودهم ، وضع المسافة المناسبة الامنة منهم ، لانهم  يخافون من الشجاع الذي لا يستسلم ، و يكفون في هذه الحالة فقط عن تصدير خوفهم  له ،

 

مستوى  درجة 125 الرغبة ( الشهوة ) Desire :

الانسان في هذا المستوى تجاوز مخاوفه ، و استيقظت  شهواته   ، يريد ان  يتملك الاشياء  ،و لا يكتفي بما يحصل عليه ، لديهم  خيبة امل في الحياة و الناس ، هم ضعفاء جدا امام ما يريدون الحصول عليه  ، يتمادون في الأخطاء ، بإحساس منخفض بالقيم  ، يؤمنون بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة ، سلاحهم الإغواء ، يقعون فريسة للإدمان ، و ممارسة الرذائل  ، 

من يكونون على هذه الدرجة من   السلم ، لا يعترفون بها  ، هم يدمرون  أنفسهم  ، و من حولهم  ، 

اذا كنت في هذا المستوى انتبه ، لا تبحث عن مبررات لتحقيق الرغبات بل ابحث عن طرق صحيحة لتلبيتها ،

اذا تواصلت مع أشخاص عالقين في هذه الدرجة فانتبه  انت لنفسك  ، و لا تبحث عن مبررات لهؤلاء فبداخلهم وحوش مؤذية ، رغم ان فرصهم قوية للانتقال الى مستويات اعلى اذا انتبهوا فهي مرحلة بها دافعية للانجاز و الحصول على المكافآت لكنها تسعى للحصول على إشباع رغبات مادية باي طرق و يبررون ذلك لأنفسهم لان الله لم يمنحهم ذلك ببساطة ،

 

 مستوى درجة  ( 150 ) الغضب :Anger

 العالقون هنا لديهم طاقة كبيرة لكنها فوضوية ، غير موجهة فتكون مدمرة ، يحتاجون للانتباه  ، عصبيون جدا ، يكبرون  الموضوعات ، مندفعون و لا يخافون ، و هذا امر يساعدهم على تحقيق اهدافهم لكنهم  متقلبون و اذا تعرضوا للاحباط في تحقيق اهدافهم فانهم يعبرون عن الغضب بالسخط و الكراهية ، و الاعتداء والانتقام ،

تجدهم ينخرطون في مجموعات معادية للمجتمع ، او في جماعات ارهابية ، 

اذا كنت انت في هذه الدرجة فتواصل مع ذاتك ، هذه مرحلة يمكن ان يرتكب الانسان فيها  جرائم خطيرة ، فعند الغضب يستيقظ الكبرياء و يسيطر الايجو  بغطرسة و ماديات لا يشبع منها   فأسرع  بتمريرها ،

اما اذا تواصلت مع الذين على هذه الدرجة فانتبه و ألفت انتباههم ،  فالغضب يحيطهم بحماية زائفة ، اخبرهم انهم افضل من ذلك ، و انهم يمكنهم ان يستردوا ما فقدوه بسرعة الانتقال من هذه الدرجة و ليس ترسيخها بمد فترتها الزمنية  ، هذه الدرجة  يمكن تجاوزها اسهل من الخوف  بتقليل  اهمية  الفشل و أثره ، ابتعد عن القسوة و ركز على الاهداف ،

 

درجة 175 الكبرياء ( الكبر أو الفخر ) Pride : 

 الشخص في ھذا المستوى ضعیف،  يعتمد على الظروف الخارجیة للمفاخرة . و دعم الايجو و احساس زائف بالسعادة ، شهادة مميزة ، سلطة وظيفية  ، مكانة اسرية ، او جمال او ذكاء ، تتعدد الاسباب سواء لهم يد فيها او لا يد لهم فيها ، الحياة عندهم تنقسم الى  قمة و قاع ، هم في القمة و الاخرون في القاع ، هم يستحقون الافضل دائما  ، يسيطر عليهم احساس  الغيرة  ، و قد يقاطعون من  ينافسهم  ، قساة ، يقللون من قيمة من حولهم ، يؤذون الناس بالتعالي ، يحاربون الاقل منهم في الخفاء حتى لا يظهر انهم يحاربون ، ھذه الخصائص ستعرقل من نموهم و نضجهم .  

اذا تواصلت مع  هؤلاء فهم  سيقللون من استحقاقك   فضع أمامهم  الحدود الواضحة ، لانهم يظهرون مميزاتهم ، اثبت استحقاقك و لا تعطهم وزنا ، هم في حال المتكبرين المنفصلين غير المتصلين ، 

 

بعد هذه المراحل الخطرة المؤذية تأتي المرحلة العادية في الوعي ، وتُوصف بأنها أبسط مراحل الوعي ، وهي الشجاعة والحِياد ، 

 

 مستوى ( 200 ) الشجاعة :Courage

الاشخاص هنا لديهم جرأة ، قوة  ، يركزون  على أنفسهم ، كل شيء لابد ان يحقق مصالحهم  ، يتحدثون بثقة و وضوح  ، مغامرون ، متسرعون و يعاندون حتى لو افكارهم غير صحيحة ، مرحلة اجهاد ، لا ينتظرون  احدا ، يدعمون انفسهم دائما ،ايجابيون ، لا يستسلمون،  يبثون الطاقة السلبية في الاخرين ، فوضويون قساة  على أنفسهم  و على الاخرين  ، يرى من يعيش في المستوى ان الحياة مثيرة مليئة بالتحدي و التحفيز . و لديهم قدرة فعالة على التعامل و المواجهة مع الحياة  ، يسعون للنمو و التعلم ، يرون العالم مكانا مخيفا حزينا  ملیئ بالإحباطات، لكن من منظور الشجاعة يرون الحیاة على إنھا مثیرة ، فيتعاملون بايجابية مع الفرص المتاحة ، 

اذا كنت هنا فتواصل بصدق مع ذاتك ، انت تجتهد  و تجاهد و تجهد ، لا راحة لك  ،  يسرقك وضعك امام المجتمع عن اهدافك الحقيقية  ، اعلم ان  الناس ينصرفون فور تحقيق اهدافهم ،و لن ينفعك احد ،

اذا تواصلت مع اصحاب هذه المرحلة من الوعي  فهم إيجابيون ، يرون الفرص التي يعطيها لنا الله ، يخبرونك انك تستطيع  ، فهم يعطون العالم طاقة بقدر ما يأخذونها تماماً ، محفزين لكنهم مجهدون و قد يشتتون اهدافك فركز على ما تريد فالشجاعة وحدها لا تكفي لملء احتياجات الروح ،

 

درجة 250 الحياد  Neutrality : 

تكون الطاقة في غاية الايجابیة عندما يصل الانسان الى ھذا المستوى.   أكثر مرونة، واقعيون في التقييم ، لا يصدرون الاحكام على احد ، يسهل التعامل معھم ، لا يصارعون ،  مرتاحون نفسیا ويشعرون بالرضا ،

وصلوا هنا بعدما تغلبوا على الكثير من الآلام و التوتر و كثرة الاهداف و تشتتها ، تخلصوا  من الاحكام على الاشخاص ، كانهم يجلسون  في استراحة تأمل ، مؤهلون للتغيير ، يعرفون الاهداف ، لا يقيسون حياتهم بالنتائج ، أمنون ، لا ينافسون بشراسة ، لا يسعون للسيطرة ، 

اذا كنت هنا فاستمتع بهذه الفترة التأملية ، حتى لو كثرت حولك علامات الاستفهام،

اما اذا تواصلت مع احد الموجودين هنا فانك في امان ، لا تجهده في تساؤلات و لا طلب احكامه على الاخرين لانه لا يحب ذلك ابدا ، هو في امان و تواصل المطمئنين مع الله ، المحسنين الظن به ، فلا تفسد عليه استراحته ،

 

ثم تأتي المرحلة الايجابية وهي تنقسم الى ثلاثة أقسام : الرغبة والتسليم والحكمة . 

 

مستوى ( 310) الرغبة و الاستعداد :willingness

في هذه الدرجة  استعداد للإيجابية ، مع تبقى القليل من سلبيات الماضي ، في الحياد يتأمل و يفهم بعد مراحل شائكة ،  حسم الكثير من الطرق ، ترتيب اكثر للأولويات و الحياة ، و وضوح النوايا ،  مستعدون غير متعجلين ، لديهم شغف المعرفة و الفهم

مستعدون لمساعدة انفسهم و مساعدة الاخرين  ، و قد اقتربوا من اهدافهم ، يصححون اوضاعهم و انفسهم دون مقاومة الكبرياء  يجمعون طاقاتهم و يحسمون امرهم ،

اذا كنت هنا فانت في مرحلة اتصال جميلة مليئة بالعمل و النجاح ، 

و العلاقة مع الله صلة الثقة و الامال  

اذا تواصلت مع احد في هذا المستوى فهو على استعداد  لتقديم المساعدة والمساھمه بما فیه الخیر لمن حوله

 

 درجة 350 القبول او التسليم أو التقبل Acceptance : 

في ھذا المستوى ھناك تطور  كبیر يحدث للانسان ، يتحملون مسيولياتهم عن مسار حياتهم ، يؤمنون انهم هم الذين يسعدون انفسهم ، ينسجمون  مع الحياة ،  يتناغموا ، يفكرون برؤية بعيدة المدى  ، لديھم انضباط ذاتي واتقان .

اذا كنت في هذه الدرجة فانت متواصل مع ذاتك ، متقبِّل لما يحدث  ، 

(الأمل الرضا لا نخاف )

  اذا تواصلت مع احد العالقين هنا  فلا تقلق و فكر و تعلم هم يؤمنون بالمصلحة (العامة ) و يفكرون بالكليات و ليس الجزئيات ، لديهم الرضا في اتصالهم بأنفسهم و رضوا عن الله

 

مستوى ( 400 ) الحكمة و البحث عن الاسباب  :Reason

في هذه الدرجة يقبع المفكرون ، المخترعون ، يبحثون عن الفهم ، قد لا يهتمون بالتفاعل الاجتماعي و لا المشاعر   ، التعلم أهم أهدافهم   ، لا

 لا يخرج العالقون من هنا بسهولة ، يؤدون رسالتهم ،

اذا كنت انت هنا فانت تحتاج لمشاعر اكبر لاتصال اجمل مع ذاتك و مع المحيطين بك  ، 

اذا تواصلت مع احد هنا فاعلم ان مستوى  الذكاء والعقلانیة لديه مرتفع جدا ، لا تتجاهل انت مشاعرك لانهم قد يظلون هنا دون تفاعل ، لكنهم لديهم القدرة الفائقة على التصور و التفهم و اهدافهم واضحة ،

حتى في اتصالهم الاعظم بالله  يستمدون منه الحكمة من اجل المعرفة و الإلهام

 

ثم تأتي مرحلة قِمة الإيجابية و تنقسم الى  ثلاثة مستويات   : الحب والبهجة والسلام ، 

 عند  درجة 500 الحب  Love : 

الحب هنا لا مشروط ، لیس الحب بمفهومه الضيق بين رجال و نساء ، ليس الذي ينتهي بانتهاء العلاقات بغضب و كراهية ، ونتائج الاحباط التي تظھر  مع الكبرياء ، هم رفقاء بأنفسهم و الاخرين ، الحب ھنا ھو حالة الوجود، ھو التسامح والاھتمام من القلب ،  الخیر المطلق في الحیاة  ، حتى انهم يعتبرون  الخطأ خيرا يوقظ الاخرين للحب ، هادئون ، مستقرون  ، لا يضايقهم  احد ، لا يستفزّون  احدا  ، ھذا ھو مستوى السعادة ، فقط من ٣٪‏ الى ٤٪‏  من سكان العالم يعیشون في ھذا المستوى من الوعي.

هنا لا مشكلات في التواصل  لا مع الذات و لا مع الاخرين ، يستمتعون في علاقاتهم ، و  مريحون  في الاتصال ، و يصلون لدرجة عالية من الخشوع ، و الاتصال الاعظم 

بعد الحب تأتي مرحلة البهجة ثم السلام 

ثم يصل الواصلون إلى أبعد من ذلك 

المصدر: د نادية النشار
DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1589 مشاهدة
نشرت فى 12 يوليو 2020 بواسطة DrNadiaElnashar

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

591,959