authentication required

 

 

 

 

التعليم والتدريب المهني

 

 

 

م. جرجس الغضبان

 

 

المحتويات:

أولاً: مقدمة.

ثانياً: تعاريف ومصطلحات.

ثالثاً: واقع التعليم والتدريب المهني.

- التحديات

- الرؤية المستقبلية.

رابعاً: إدارة الجودة في منظومة التعليم والتدريب المهني .

خامساً: المشاكل والحلول.

سادساً: خاتمة.

 

 

 

 

 

أولاً: المقدمة:

يأتي تنفيذ الخطة الخمسية العاشرة في إطار تحضير الاقتصاد والمجتمع السوري لمتطلبات القرن الحادي والعشرين ولمستلزمات دخول سورية في منظمة التجارة العالمية وتوقيعها بالأحرف الأولى على اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوربي واختيارها لاقتصاد
السوق الاجتماعي.

إن الحقبة المقبلة تتميز بحرية انتقال السلع والخدمات والأفراد وبازدياد حدة المنافسة في الأسواق الداخلية والخارجية. وللنجاح في المنافسة لابد من توفير القوة البشرية ذات الكفاءة العالية, القادرة على التعامل مع التقنيات والمعلومات وتحقيق الميزة التنافسية للسلع
والخدمات الوطنية.

يتساءل المرء إذا كان المطلوب إنتاج سلع بمواصفات عالمية وقادرة على المنافسة مع مثيلاتها  من الدول الأخرى, كيف تستطيع ذلك إذا لم تستطع مؤسساتنا التعليمية المنافسة مع مثيلاتها من المؤسسات التعليمية في العالم.

لقد أصبحت العملية التعليمية قضية اقتصادية واجتماعية معا, لذلك أصبح على المؤسسات التعليمية أن تلبي احتياجات المؤسسات الوطنية من القوة البشرية ذات الكفاءة المطلوبة حتى تستطيع الأخيرة أن تحقق الميزة التنافسية والنجاح في الأسواق الداخلية والخارجية حيث لا مكان فيه للضعفاء.

لقد أكدت الخطة الخمسية العاشرة على شعار التنمية البشرية أولا" وأهمية ذلك للوصول بالمنتج السوري إلى مستويات عالمية وتنافسية وينسحب هذا على مؤسساتنا التعليمية التي عليها أن تعد طلاباً قادرين على المنافسة مع أمثالهم من طلاب الدول الأخرى.

ترى ما هو الوضع الحالي لمؤسساتنا التعليمية وعلى وجه الخصوص مؤسسات التعليم والتدريب المهني وما هي قدرتها على تلبية متطلبات مؤسساتنا السلعية والخدمية بالمعايير اللازمة وبما يحقق الانسجام بين الكفاءات المطلوبة والمعروض في سوق العمل وما هي الإصلاحات المطلوبة في سياسات التعليم التقني والمهني؟

 هذا ما سنستعرضه في سياق هذا البحث.

 

 

 

 

ثانياً: المصطلحات والتعاريف:

1- الكفاءة (Competence)

هي القدرة على تطبيق المعرفة والمهارات والتي يمكن إظهارها  لقد تغير مفهوم المهارات والمعرفة إلى الكفاءة لإظهار أهمية القدرة على التطبيق  (ISO 9000:2000).

2- التدريب (Training)

هو عملية لتزويد وتطوير المعرفة والمهارات والسلوك لتلبية  المتطلبات.

3- العملية التعليمية (Educational Process)

هي عملية أو مجموعة عمليات تؤدي إلى الحصول على المنتج التعليمي.

4- المنتج التعليمي (Educational Product)

هو منتج له صلة بالتعليم, ينتج عن العملية التعليمية.

5- الزبون (Customer)

هو المؤسسة أو الشخص الذي يستلم منتجا ما مثل( المتعلم, الأهل).

6- الخلل في العمالة أو الكفاءة (Labour or Skills Mismatch) 

هو عدم الانسجام بين العمالة أو الكفاءة المطلوبة والمعروض في سوق العمل.

7- التعليم المهني:

هو نمط من التعليم النظامي, الذي يتضمن الإعداد التربوي وإكساب المهارات اليدوية والمعرفة المهنية, والذي تقوم به مؤسسات تعليمية نظامية بمستوى الدراسة الثانوية لغرض إعداد عمال ماهرين في مختلف الاختصاصات الصناعية والزراعية والصحية والإدارية وغيرها, بعد فترة أمدها عادة (3) سنوات تعقب مرحلة التعليم الأساسي.

ولخريجي التعليم المهني القدرة على تنفيذ المهام الموكلة إليهم , والمساهمة في الإنتاج الفردي أو الجماعي ضمن تخصصاتهم, كما يشكل هؤلاء حلقة الوصل بين التقنيين وبين العمال غير المهرة في هرم القوى العاملة بالمؤسسة. وينطوي ضمن هذا المفهوم، التدريب المهني الذي يتم في مراكز متخصصة مرتبطة بمؤسسات إنتاجية  أو أي مؤسسات مستفيدة من مخرجات هذه المراكز.

8- التعليم التقني أو الفني:

هو نمط من التعليم العالي النظامي الذي يتضمن الإعداد التربوي وإكساب المهارات والمعرفة التقنية, والذي تقوم به مؤسسات تعليمية نظامية لمدة لا تقل عن سنتين بعد مرحلة الدراسة الثانوية , لإعداد أطر فنية في مختلف الاختصاصات  الصناعية والزراعية والصحية والإدارية وغيرها. وتقع عليها مسؤولية التشغيل والصيانة والخدمات. ويمثل الفنيون في مستواهم حلقة وصل بين الإختصاصيين (خريجي الجامعات) وبين العمال المهرة خريجي الثانويات المهنية

وقد أدت التطورات التكنولوجية والعلمية والثورة المعلوماتية التي تجذرت في وسائل الإنتاج  والخدمات إلى الحاجة لتخريج تقنيين بمستوى متقدم يتمتعون بالكفاءة (معارف ومهارات) أعلى من  تلك التي يتصف بها خريجو المعاهد المتوسطة فتم إنشاء ما يسمى بالكليات التقنية أو التكنولوجية ومدة الدراسة فيها 4-5 سنوات بعد المرحلة الثانوية.

9- التعليم والتدريب المهنيVocational Education & Training (VET)

- هو التعليم والتدريب بغرض تزويد الناس بالمهارات القابلة للتطبيق (بالكفاءة)

- هو نظام يستخدم لتقديم التعليم والتدريب, ما يسمح بتزويد الناس بالكفاءات المطلوبة.

من المتوقع أن يحقق نظام التعليم والتدريب المهني  (VET) الأغراض الآتية:

أ- إعداد الناس لحياة العمل:

وذلك بتزويد الناس المعارف والمهارات الضرورية لدخول المهنة أو العمل.

وهو ما يسمى بالتعليم والتدريب المهني الأولي (initial VET)

يتم هذا النوع من الإعداد في نطاق نظام التعليم

ب- إتاحة المجال للناس لتحديث معارفهم ومهاراتهم أو زيادة حجمها أو رفعها لمستوى أعلى أو تبديلها:

وهو ما يسمى بالتعليم والتدريب المهني المستمر(Continuing VET).

يتم هذا النوع من الإعداد في نطاق المؤسسات التعليمية أو داخل المؤسسات أو لدى الجهات المختصة.

10- التعليم والتدريب المستمر:

هو التعليم والتدريب الذي يحدّث أو يعزز المعارف والمهارات التي تم اكتسابها أثناء التعليم الأساسي, انطلاقا من مفهوم أن التعليم هو عملية تستمر مدى الحياة.

- إن التعليم والتدريب المهني المستمر هو ما يزود به الشخص بعد أن يكون قد اكتسب الحد الأدنى من المتطلبات الأساسية لتعلم العمل أو الدخول في مهنة.

- الكثير من المنظمات والنقابات المهنية تلزم أعضاءها على إتباع دورات التأهيل المستمر تحت طائلة سحب الإجازة بمزاولة المهنة.

11- نظام اعتماد مؤسسات التعليم التقني والمهني(Accreditation)

عملية منهجية رسمية تؤدي إلى اعتماد كفاءة مؤسسة تعليمية أو شخص ضمن إطار نظام التعليم والتدريب المهني الوطني المطبق.

12- نظام إدارة الجودة في مؤسسات التعليم التقني والمهني

هو نظام إدارة لتوجيه المؤسسة التعليمية وضبطها بما يضمن تحقيق أهداف هذه المؤسسة.

13- مواصفات التأهيل (Qualification Standards)

هي متطلبات شغل مهنة أو عمل كما هي محددة في المواصفات الوظيفية (Occupational Standards)

14- الفاعلية (Effectiveness)

هي مدى إنجاز الأنشطة المرسومة وتحقيق النتائج المنتظرة.

إن مدى فاعلية العملية التعليمية / التدريبية هي مدى تحقيقها للنتائج المتوقعة منها . وهذا يتعلق بالدرجة الأولى بكيفية إدارة المؤسسة التعليمية لضمان جودة العملية التعليمية فيها.

إن فاعلية النظام التعليمي هي قدرته على إرضاء الزبائن وتذليل العقبات بما يسمح للمؤسسة التعليمية تحقيق أهدافها.

15- الكفاءة الإنتاجية (Productive Efficiency)

هي بشكل عام العلاقة بين النتائج المحققة والموارد المستثمرة . وتعبر الكفاءة الإنتاجية على مدى النجاح في استخدام عناصر الإنتاج.

 

                                                       قيمة ( السلع والخدمات اللازمة للمجتمع )

الكفاءة الإنتاجية على المستوى الوطني =

                                                        قيمة (العمل + المواد+ رأس المال)

 

لا شك أن الإدارة تلعب دوراً أساسياً في زيادة الإنتاجية الوطنية بتحويلها للموارد الوطنية لخدمة وراحة الإنسان مما يساعد على تحسين مستوى الحياة للمواطن.

ثالثاً- واقع التعليم التقني والمهني في نظام التعليم:

يشمل نظام التعليم المراحل الآتية:

3-1- مرحلة التعليم ما قبل المدرسة من عمر 3-5 سنوات.

3-2- مرحلة التعليم الأساسي من عمر 6-14 سنة.

3-3- مرحلة التعليم الثانوي من عمر 15-17 سنة.

3-4- مرحلة التعليم الثالثي المعروف بالتعليم العالي..

تشتمل كل مرحلة من هذه المراحل الرئيسية الأربع على مراحل فرعية.

فمرحلة التعليم ما قبل المدرسة مدتها ثلاث سنوات وتسمى فترة رياض الأطفال وتسبقها فترة الحضانة حتى بلوغ الثلاث سنوات.

ومرحلة التعليم الأساسي ومدتها تسع سنوات وهي تضم ما كان يسمى المرحلة الابتدائية           (6 سنوات) والمرحلة الإعدادية (3 سنوات) والمرحلة الثانوية ومدتها ثلاث سنوات تلي مرحلة التعليم الأساسي.

أما مرحلة التعليم الثالثي فتضم مرحلة التعليم العالي المتوسط دون درجة البكالوريوس، ومرحلة (درجة البكالوريوس) ومرحلة الدراسات العليا الماجستير والدكتوراه.

وتعتبر مرحلة ما قبل المدرسة مرحلة اختيارية أما مرحلة التعليم الأساسي فهي إلزامية.

3-1- التعليم المهني في مرحلة التعليم ما قبل المدرسة:

تتناول هذه المرحلة نشاطات لغوية ورياضية وعلمية وتدريبات سلوكية وتعبيرات موسيقية وتشكيلية تتم من خلال اللعب والتطبيق العملي بهدف تنمية شاملة لشخصية الطفل للتعليم اللاحق والتطبيق العملي . تشكل هذه المرحلة أهمية كبرى في تنمية ميول الأطفال وقدراتهم وحسهم المهني إذا ما شملت جميع الأطفال ونفذت برامجها بنجاح.

3-2- التعليم المهني في مرحلة التعليم الأساسي:

تعتبر مرحلة التعليم الأساسي بداية التعليم النظامي الذي يهدف إلى اكتساب الطلبة بالمعارف النظرية والمهارات العملية، ومساعدتهم على النمو الفكري والجسمي والوجداني وتزويدهم بالقاعدة الأساسية للتعليم اللاحق في مراحل التعليم الأعلى أو سوق العمل. تشكل هذه المرحلة نهاية افتراق رئيسة يتحول الطالب بعدها إما إلى التعليم الثانوي أو الالتحاق بسوق العمل على مستوى العمالة غير الماهرة أو محدودة المهارة، ولكنه يكون مؤهلاً للتدريب على أعمال ومهام محددة وهو على رأس العمل أو من خلال مراكز التدريب والتلمذة المهنية وهناك توجه بدأت ملامحه تتبلور في أنظمة التعليم العربية يجعل مرحلة التعليم الأساسي مرحلة تعليم مشترك ومرحلة تأسيس قاعدة علمية وثقافية عامة يبني عليها الطالب مستقبله المهني ويدخل التعليم المهني في هذه المرحلة كجزء من التعليم العام، يساعد الطالب على اكتشاف ميوله وقدراته وبناء إعداده المهني الأولي.

3-3- التعليم المهني والتقني في مرحلة التعليم الثانوي:

يعاني التعليم الثانوي من مشكلة الفصل القسري بين التعليم الأكاديمي والتعليم المهني والمفاضلة بينهما:

فطلبة التعليم الأكاديمي يطمحون في الالتحاق بالتعليم الجامعي إلا أنه لا يحقق هذا الطموح أكثر من 17% أما الباقون فيدخلون سوق العمل وهم غير مؤهلين له ويتعرض كثر منهم للبطالة. أما بالنسبة للتعليم المهني فإنه لا يمثل الخيار الأول لمن يلتحقون به (حوالي 45%) وإنما هم اضطروا إليه لأنهم لم يوفقوا في التعليم الأكاديمي، ولذلك فإنهم بالإضافة إلى حسهم بالدونية عن أقرانهم يتلقون تعليماً غير متلائم مع متطلبات سوق العمل، بسبب الخلل في التنسيق بين مؤسسات التعليم ومؤسسات الاستخدام أو بسبب عدم توفر البنى التحتية والبرامج التدريبية الملائمة لمتطلبات سوق العمل.

وتكون النتيجة أن نسبة كبيرة من خريجي التعليم المهني لا يجدون أعمالاً مناسبة فينتهون إلى البطالة كما انتهى أقرانهم من خريجي التعليم الأكاديمي .

3-4- التعليم التقني في التعليم العالي:

والمقصود به التعليم العالي المتوسط بعد الثانوية لمدة سنتين أو ثلاث سنوات، ووظيفة هذا النوع من التعليم إعداد تقنيين لحفظ التوازن في سلم العمالة بين الإختصاصيين والعمال المهرة ويتم هذا الإعداد في المعاهد المتوسطة وأحياناً في الجامعات.

غير أن المشكلة التي تعانيها المعاهد هو الفصل بين التعليم العالي الجامعي والتعليم العالي المتوسط وانعدام التنسيق والتعاون بينهما.

لقد انعكس هذا سلباً على كل منهما وتسبب في ضعف كفاءة التعليم الجامعي من جهة وفتور إقبال الشباب على التعليم التقني دون الجامعي من جهة أخرى لذلك تتطلب العملية جعل التعليم الجامعي تعليماً شاملاً وتخصصياً في آن واحد وإعادة هيكلية الخطط الدراسية الجامعية والعمل على تجسير وفتح قنوات بين برامج التعليم العالي المتوسط وبرامج التعليم الجامعي، حتى يتاح للتقنيين متابعة دراساتهم للدرجات الجامعية في تخصصاتهم.

3-5- التعليم التقني والمهني كعملية مستمرة:

هناك مفهومان للتعليم، المفهوم التقليدي للتعلم والمفهوم الحديث للتعلم.

وحسب المفهوم التقليدي للتعلم فإن الناس تتعلم قبل أن تصبح متقدمة بالسن فكلما بقي المتعلم الفني لمدة أطول بعيداً عن العمل ، كلما تعلم أكثر لذلك يتطلب الأمر – حسب هذا المفهوم – زيادة فترة التعلم لتحقيق الآثار الناجمة عن تقادم المعلومات والخبرة (تقني، هندسة، دبلوم، دكتوراه).

غير أن هذا المفهوم قد يكون صحيحاً، ولو كان حجم المعارف ثابتاً أو يتغير بنسبة قليلة وبذلك ليس هناك حاجة لتعلم لاحق.

أما حسب المفهوم الحديث للتعلم، فإن حجم المعارف والمهارات يزداد بسرعة مذهلة مع التطور التقاني والمعلومات. ونتيجة لذلك تصبح المعلومات المكتسبة سابقاً غير ذات جدوى بسبب ما (Obsolescence) يسمى تقادم المعلومات. 

وبذلك تزداد الفجوة بين معارف الإنسان وحجم المعارف اللازمة لأداء عمله. لذلك لجأت المؤسسات السلعية والخدمية إلى تنظيم ما يسمى بالتعليم والتدريب المهني المستمر (التدريب مدى الحياة).

مراحل التعليم والتدريب المهني المستمر طيلة فترة الاستخدام:

 

دورات تدريب قصيرة متقدمة

 

دورات تدريب قصيرة أساسية

 

دورة تدريب أولي عند التعيين

 
 

 


 

 

 

 

يبين الشكل أعلاه بأن (آ) تمثل المدخلات (المعلومات والمهارات والسلوك التي حصل عليها الطالب في مرحلة التعليم الأساسي) و(ب) تمثل المخرجات (المعلومات والمهارات والسلوك التي حصل عليها بعد إنهائه الدراسة في المعهد أو الثانوية).


وهذه المعلومات تعتمد على البرامج ومستوى التعليم في المعهد أو الثانوية ومدى انسجامها مع متطلبات سوق العمل.

يمكن تقسيم مراحل التعليم والتدريب المهني المستمر خلال فترة الاستخدام إلى ما يلي:

آ- مرحلة التعليم والتدريب المهني الأولي:

يلتحق المعين الجديد في المؤسسة في دورة التعليم الأولي عند تعيينه بهدف تزويده بالمعلومات والمهارات العامة التي لها علاقة بطبيعة العمل بالمؤسسة ولم تعط له خلال الدراسة وتكون الدورة نظرية وعملية ويعتبر الرسوب فيها مسبباً لعدم متابعة العمل بالمؤسسة بسبب عدم الكفاءة.

ب- مرحلة التعليم والتدريب المهني الأساسي:

في هذه المرحلة يعطى العامل عدة وحدات تعليمية صغيرة عن طريق دورات قصيرة وندوات تمكنه من التمرس بالعمل المناط به في القسم بهدف إنجازه بالكفاءة المطلوبة .

ج- مرحلة التعليم والتدريب المهني المتقدمة:

بعد انتهاء العامل من المرحلة السابقة، يصبح قادراً على التمييز بطبيعة وأهمية المشاكل التي تواجهه وعلى تحديد احتياجاته إلى دورات قصيرة وندوات ومحاضرات متقدمة تؤهله لمواكبة التغيرات الحاصلة وتنوع المسؤوليات التي يكلف بها أفقياً وعمودياً.

التحديات التي تواجهها سوريا في مجال التعليم والتدريب المهني:

1- التحديات الداخلية:

-    الخلل الموجود بين مخرجات العملية التعليمية وسوق العمل بسبب انخفاض جودة التعليم وعدم القدرة على توفير الاحتياجات التدريبية.

-          ضعف التمويل.

-          ارتفاع نسب التسرب بين الطلاب (35-45%).

-    التغيير في تركيب الوظائف ومواصفاتها وتصنبفها نتيجة للتطور المتسارع في التكنولوجيا والنمو الهائل في كم المعلومات العلمية وتنوعها وتطورها.

-          التدفق في اتجاه  المراحل التعليمية الأعلى( نسبة الالتحاق في التعليم الأساسي  87%  والثانوي76%)

-          عدم وجود معايير وطنية للمؤهلات

2- التحديات الخارجية والاقتصادية:

- العولمة وحريات انتقال الخدمات

-  نمو الاقتصاد المعرفي.

- ضعف مستوى القدرة على المنافسة.

- انخفاض معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي لاسيما في الصناعة.

معدل النمو الإجمالي  3.7 %.

الصناعة  -4.9 %.

الزراعة 3.4 %.

- تراجع الكفاءة الإنتاجية للعامل في الزراعة والنقل والصناعة والبناء والخدمات.

الزراعة من  3.5 إلى 0,7 %.

النقل من 7 % إلى 0.3- %.

الصناعة من 4-إلى 7.8- %.

البناء من 16 إلى 7.7- %.

الخدمات من 10.6 إلى 8.1 %.

الرؤية المستقبلية: سوريا 2025   (vision)

تتطلع الرؤية المستقبلية خلال العقدين القادمين إلى توفير مقومات البيئة المساندة للمجتمع السوري  بأن يزدهر اقتصاديا واجتماعيا وتقنياً.

لقد تضمنت عناصر الرؤية ذات الصلة بالتحديات التي تواجها سورية. والمذكورة أنفا, ما يلي:

-          تحقيق اقتصاد وطني متنوع المصادر ذو قدرة تنافسية عالية.

-          تحقيق خدمات اجتماعية واقتصادية وبين تحتية مناسبة.

-          تحقيق التنمية القائمة على التقنية الحديثة والمعرفة.

-          الاعتماد على الرأسمال البشري والفكري , القائم على ثقافة الكفاءة والجودة.

-    الارتكاز على منظومة مؤسسية فاعلة وبيئة تمكنيه  صلبة جديرة بتحقيق نمو اقتصادي وتنمية مستدامة. ومع أن إعلان الرؤية يجب أن يتضمن

-          التوجه (Direction)(تحسين,خفض,...)

-          والمؤشر(Indicator) (الجودة, ارضاء الزبون...).

-          وقيمة الهدف () (target valueالمقدار, النسبة...).

-          وزمن الإنجاز ) time limit) (متى؟).

-    إلا أنها قد أشارت إلى أن تحقيق هذه الرؤية يتم من خلال تحديد الأنشطة  اللازمة، أي الرسالة )   ( missionبما يضمن الوصول إلى الرؤية المنشودة.

وهذا يتطلب بدوره تشخيص الوضع الحالي وتحديد نقاط القوة والضعف  والإجراءات المطلوب اتخاذها لمعالجة نقاط الضعف بما يضمن تحقيق الرؤية  التي لحظتها الخطة. إن ما يهمنا في هذا المجال هو التركيز على موضوع التعليم والتدريب المهني وعلاقته بتحقيق مكونات الرؤية المستقبلية وكيف يمكننا معالجة  مشاكل التعليم والتدريب المهني من  أجل أن تصبح مؤسساتنا التعليمية  قادرة على المنافسة مع مثيلاتها في الدول الأخرى لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية.

لتحقيق جودة الخدمة التعليمية لابد من تحقيق الخدمة التعليمية الملائمة للغرض وهذا يتطلب من منظومة التعليم والتدريب المهني أن تقوم  بتحليل الفجوة الموجودة بين متطلبات منظومة التعليم والتدريب المهني الحديثة والوضع القائم حاليا.

العلاقة بين الرؤية والتعليم والتدريب المهني:

يساعد التعليم والتدريب المهني على ما يلي:

-          الاستثمار الأمثل للرأسمال البشري.

-          تحسين الكفاءة الإنتاجية والاستغلال الأفضل للعمليات والموارد.

-          تحسين مستوى الأداء.

-          تحسين جودة السلع والخدمات.

-          تطوير عملية التحسين المستمر في المؤسسة.

-          تخفيف نسبة المرفوضات والهدر.

-          خفض عمليات التعطل والتوقف في الآلات.

-          تحسين الجاهزية.

-          تنظيم مكان العمل.

 

رابعاً: إدارة الجودة في منظومة التعليم والتدريب المهني:

لم تعد إدارة الجودة مقتصرة على ضمان جودة السلع في المؤسسات الصناعية بل تعدتها إلى قطاع الخدمات بما في ذلك قطاع التعليم.

تطبق اليوم المؤسسات التعليمية في الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وغيرها إدارة الجودة وضمانها بشكل واسع. وتبرز أهمية الجودة في مناهجها للتأكيد على ضرورة تحقيق مخرجات كل منهاج للغرض المقصود منه. وتتصدر عبارة "الملائمة للغرض" كل صفحة من صفحات برامجها التعليمية ونذكر على سبيل المثال دليل اعتماد الطرق التحليلية (Eurachem Guide)

بأن كل صفحة من صفحات الدليل تشير إلى ما يلي:

" الطرق التحليلية في الدليل الملائمة للغرض "

“ The Fitness for Purpose of Analytical Methods “

وكله للتذكير بأن الطرق التحليلية المستخدمة في أوروبا لا تزال ملائمة للغرض أو للتذكير بالمحافظة على جودة الدليل كوثيقة مضبوطة تتطور مع قبول المتطلبات.

إن المشكلة الرئيسية التي تعاني منها مؤسساتنا التعليمية والتدريبية هي ضعف إدارة الجودة لديها بسبب عدم وجود نظام فعال قادر على ضبط العملية التعليمية وينسحب هذا الكلام على مستوى الهيئة العليا التعليمية الممثلة حالياً بالوزارات أو المؤسسات التعليمية.

نظام إدارة الجودة:

هو نظام لإدارة وضمان الجودة في المؤسسات بغض النظر عن نوعها وحجمها.

لو نظرنا إلى العمل على أنه مجموعة من العمليات ، فإن هذا النظام يحدد العمليات الأساسية في المؤسسة التي يجب التركيز عليها لضمان فاعلية نظام إدارة الجودة فيها بما يساعد على تحقيق النتائج المنتظرة والأهداف التي وضعتها المؤسسة لها.

لكي يكون النظام فعالاً يجب تأسيسه بناء على وثيقة مرجعية تسمى المواصفة القياسية لأنظمة إدارة الجودة ISO 9001:2000 .


نظام إدارة الجودة:

 

 

ولكي يستطيع هذا النظام تحسين المردود وبالتالي زيادة القدرة على المنافسة بخفضه

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 210 مشاهدة
نشرت فى 8 سبتمبر 2013 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,733,983