دراسة تطالب بإنشاء قسم لتحقيق التراث الإسلامي
كشفت دراسة علمية أجراها الباحث أحمد شحاتة لنيل درجة الماجستير أن علم الجغرافيا كان من أبرز العلوم التي وجدت اهتمامًا كبيرًا في العصر العباسي، إذ ظهر فيه عدد كبير من الجغرافيين الذين خلَّفوا تراثًا ضخمًا في ذلك العلم، فوضعوا كتباً متخصصة، ووجهوا نشاطهم نحو وصف الأقطار الإسلامية.
وتوصلت الدراسة إلى أن الجغرافيين المسلمين في العصر العباسي استخدموا المنهج التجريبي الذي كان له أثر كبير في تقدم العلوم في شتى المجالات وفي مختلف التخصصات. وكان لهذا المنهج العلمي فضل كبير في دحض كثير من الفروض والنظريات القديمة التي أقيمت على أسس نظرية بحتة ، حيث اعتمد الجغرافيون المسلمون على أسس علمية سليمة تقوم على المشاهدة، والقياس، فلم يكتفوا بالسماع بل شدوا رحالهم يجوبون العالم الذي سمعوا عنه ووصلت إليهم أخباره،فلم يكن الرحالة يملك سوى قدميه ليقطع آلاف الأميال لتحقيق رسالة علمية، أو الاطلاع على نسخة خطية من كتاب أو مقابلة عالم من العلماء.
وأوصت الدراسة ضرورة العناية بدراسة التراث التربوي الإسلامي والاستفادة من إيجابياته ونبذ سلبياته مشددة على ضرورة أن تكون هناك نظرة نقدية لهذا التراث التربوي، وأن ينظر إلى اجتهادات المربين المسلمين في حدود عصرهم وأن نبتعد في دراستنا للتراث عن الإسراف في المقارنة بين اجتهادات المربين المسلمين على اختلاف مشاربهم وعصورنا الحالية وضرورة إنشاء قسم للتراث التربوي الإسلامي ضمن أقسام كليات التربية يكون من أهدافه القيام بمهمة تحقيق التراث الإسلامى واستخراج الجوانب التربوية الكامنة فيه، ابتغاء تحليلها ونشرها؛ حتى يتم للشباب معرفة أعلام العرب والإسلام الذين كان لهم دور كبير ومهم في تاريخ الأمة العربية والإسلامية. الأمر الذى يعود بنا إلى أصالتنا، بما لا يحرمنا ثمرات الفكر المعاصر، وأخذ ما يتناسب مع تراثنا منه والذي يساير الثقافة الإسلامية ،
وحثت الدراسة خبراء التربية والتعليم على تطوير المناهج وتطوير التدريس الذي يسهم في تنمية حب الجغرافيا لدى الطلاب في المراحل التعليمية قبل الجامعية وضرورة أن تسترشد الدولة بالمأمون الذي كان يكافئ المترجم بوزن ترجماته ذهبًا، وأن تكفل له راحة البال وطمأنينة النفس وحرية التعبير، وتدفع عنهم عدوان الجهل وضرورة التركيز على التراث العلمي للرعيل الأول من المسلمين في مجال العلوم الطبيعية كالجغرافيا والفلك والطب، وعلى جهودهم البناءة في إرساء قواعد هذه العلوم التجريبية، وذلك لوصل الماضي التراثي بالحاضر التقني.
وأشار الباحث أن أهمية الدراسة تكمن فى ندرة الدراسات في مجال التربية العلمية عند المسلمين بصفة خاصة، تتضح أهمية وجود دراسة علمية بقصد دراسة هذا الجانب المهم من الحضارة الإسلامية وأن الأسلاف من الجغرافيين المسلمين في العصر العباسي كان لهم أدوار بارزة وجهود علمية ملموسة في بناء الحضارة الإسلامية، فوضعوا مؤلفات قيمة في علم الجغرافيا، زينوها بالخرائط، وأوضحوها بالأشكال التي أثروا بها المكتبة العربية الإسلامية، الأمر الذى يشير إلى ضرورة دراسة تربية الجغرافيين المسلمين، والاستفادة من ذلك في تربية طلاب أقسام الجغرافيا بكليات التربية والكليات الأخرى التي بها أقسام للجغرافيا، وتخريج أجيال من الجغرافيين القادرين على البحث والتجربة.
وفى نهاية الدراسة التى أشرف عليها وناقشها كل من الأساتذة بكلية التربية بجامعة الأزهر عبدالرحمن الغنام وعبدالفتاح الشيخ وعبدالقوى عبدالغنى ومحمود يوسف قرروا اعتماد الرسالة ومنح الباحث تقدير امتياز .
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - دراسة تطالب بإنشاء قسم لتحقيق التراث الإسلامي
ساحة النقاش