أول نوبة صرع لاتحتاج علاج‏
كتب - حاتم صدقي‏:‏ 67 

متي يبدأ مريض الصرع تناول العلاج ومتي يوقفه؟ وماهي الشروط الواجب توافرها حتي يقرر الطبيب سحب علاج الصرع؟ وماهي الأجيال الجديدة من العلاج للتحكم في نوبات الصرع؟

 

وهل هناك علاجات يوصي بها للأطفال وأخري للكبارخاصة النساء اللاتي يخططن للحمل؟.. كلها تساؤلات تدور في ذهن مريض الصرع, تناولتها بالتوضيح الندوة العلمية التي نظمتها بالقاهرة الجمعية المصرية للصرع يوم الجمعة الماضي...وفي البداية, أوضح الدكتور طارق توفيق أستاذ المخ والأعصاب بجامعة القاهرة ورئيس الجمعية المصرية للصرع أن هناك إتفاقا عاما بين الأطباء الآن علي عدم علاج المريض الذي يصاب بأول نوبة صرعية بأي دواء, سواء كان طفلا أم بالغا, وألا يعد من يصاب بأول نوبة مريضا بالصرع, ولكنه فقط يعاني نوبة تشنجية, كما اتفق الأطباء علي أن هناك مؤشرات قد تساعد الإخصائي في التنبؤ باحتمال تعرض مثل هذا المريض للنوبة الثانية, وثبت أن النوبات التي تحدث بسبب وجود خلل مسبق بخلايا المخ تكون أكثر عرضة للتكرار, وأن وجود تغيرات في رسام المخ الكهربي يعد مؤشرا لحدوث نوبة ثانية, كما ثبت أن تكرار النوبة أكثر من مرة وطول مدتها لا ينبئ بتكرار حدوثها من عدمه. أما إذا حدثت نوبة ثانية عند الأطفال, فيجب التأني والتأكد من أن الصرع في هذه الحالة ليس حميدا, حيث من المعروف أن بعض أنواع الصرع قد تختفي تلقائيا في سن مبكرة دون حاجة للعلاج, أما عند البالغين فينبغي البدء فورا في العلاج.
وعن السبب في عدم المبادرة بالعلاج بعد النوبة الأولي مباشرة, أوضح الدكتور طارق توفيق أن معدل تكرار النوبات التالية بعد النوبة الأولي يصل إلي50% خلال الأشهر الستة الأولي, ويرتفع إلي60% بنهاية العام الأول, وتبلغ هذه النسبة85% في السنوات الخمس التالية للنوبة الأولي, ويعني ذلك أن هناك نسبة لا تصاب بالنوبة الثانية, كما أن لأدوية الصرع أعراض جانبية شديدة, ولا ينبغي البدء بعلاج له أعراضا جانبية ويستمر لمدة لا تقل عن عامين إلا بعد التأكد من حدوث النوبة الثانية, ولذلك ننصح بمراعاة التوازن بين أضرار العلاج المبكر والفائدة المنتظرة منه, حيث يستمر العلاج عامين ولا يمكن سحبه قبل هذه المدة, ولذلك ينبغي التأكد من عدة أمور قبل إتخاذ قرار بسحب العقار, أولها عدم حدوث نوبات أثناء العلاج, وعدم ظهور أعراض جانبية للدواء, وأن مستوي الدواء في الدم في الحدود المناسبة, فلا يقل ويكون سببا في حدوث النوبات, أو يزيد ويكون سببا في حدوث أعراض جانبية للمريض, كما يجب أن يكون رسم المخ الكهربي طبيعيا, وأخيرا التأكد من أن وظائف الكبد طبيعية. وفي الماضي كان سحب العقار يتم خلال فترة طويلة تصل إلي عام, ولكن الأبحاث أكدت بالدليل القاطع عدم وجود فرق في معدل حدوث النوبات إذا تم سحب العقار خلال6 أسابيع أو6 أشهر. ولذلك يوصي الدكتور توفيق بإمكانية سحب العلاج خلال6 أسابيع, طالما توافرت الشروط اللازمة لذلك والمذكورة سابقا. وقد وجد أن معدل تكرار النوبات بعد إيقاف العلاج عند الأطفال يتراوح بين25 و40%, وتتراوح هذه النسبة في البالغين بين28 و66%. أما عند السيدات اللاتي يخططن للحمل, فيجب محاولة سحب العقار في ظل الشرطين السابقين بسبب آثاره السلبية علي الأجنة.
ووفقا لما يقوله الدكتور عادل حسنين أستاذ المخ والأعصاب بقصر العيني, فإن الصرع يصيب4% من السكان في المتوسط, ويأتي في أي مرحلة عمرية بداية من اليوم الأول للولادة وحتي سن التسعين, ويجب إخضاع أي مريض يصاب بالصرع للفحص بالرنين المغناطيسي لاستبعاد وجود أي سبب عضوي وراء النوبة, وعلاج المرض يتم بأربعة طرق هي العلاج بالعقاقير, والعلاج بالغذاء, ثم التدخل الجراحي لإستئصال البؤرة الصرعية, وأخيرا العلاج بتنبيه العصبين الخامس والعاشر. أما عن العلاج الدوائي فيتم إختيار أي عقار بناء علي الوصف الإكلينيكي للنوبة ونوع التغيرات الحادثة برسم المخ الكهربي, وكذلك عمر المريض, وهناك أدوية يفضل تجنبها للأطفال وكبار السن والسيدات اللاتي يخططن للحمل, وفي كل الأحوال ينصح ببدء العلاج باستخدام عقار واحد, علي أن يتم إدخال عقار ثان في حالة عدم إمكانية السيطرة علي النوبات بعقار وحيد, شريطة التأكد من انتظام المريض في تعاطي الدواء, وأن مستوي الدواء في الدم وصل إلي الحد المطلوب, كما يجب التأكد من أن عمل العقار الثاني يتكامل مع العقار الأول ولا يتعارض معه.

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 82 مشاهدة
نشرت فى 6 مارس 2012 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,687,868