الحمي الروماتيزمية السبب الأول لتلف صمامات القلب
كتبت - هالة أبو زيد‏:‏ 66 

في الوقت الذي تراجعت‏,‏ بل اختفت فيه أي مؤشرات للإصابة بالحمي الروماتيزمية في الدول الغربية‏,‏ مازالت تمثل أهم أسباب تلف صمامات القلب بين الأطفال في مصر

 

 خاصة في المناطق الفقيرة ذات التغذية السيئة, والتي تعيش في أماكن سكنية مكتظة وغير صحية. فما هي أسباب الحمي الروماتيزمية وكيفية تشخيصها وطرق الوقاية منها وعلاجها؟
توضح الدكتورة هالة منير أستاذ قلب الأطفال بمستشفي الأطفال التخصصي بجامعة القاهرة, أنها تحدث نتيجة خلل في جهاز المناعة, يحدث بعد التهاب البلعوم واللوزتين بالميكروب السبحي, مما يؤدي إلي استثارة جهاز المناعة, ويعد تلف صمامات القلب إحدي المضاعفات الرئيسية للحمي الروماتيزمية إذا لم تعالج بشكل سليم, ومن المعروف أن معظم حالات ألم البلعوم يسببها أحد الفيروسات, إلا أن نحو20% من الحالات يسببها الميكروب السبحي, ويصعب التفريق بين التهاب البلعوم الفيروسي وبين النوع الجرثومي, ولكن هناك بعض الأعراض لوجود سبب جرثومي لالتهاب البلعوم, وتشمل ألما مفاجئا في البلعوم وصداعا وارتفاع الحرارة, وقد يكون مصحوبا بألم في البطن وغثيان وقيء, ووجود عقد بلغمية أمامية في الرقبة, وصديد علي اللوزتين والبلعوم, ويمكن التأكد من وجود سبب جرثومي لالتهاب البلعوم بأخذ مسحة من الحلق وعمل مزرعة لها, كما أن هناك فحص دم يمكن من خلاله التعرف علي حدوث إصابة بالمكورات السبحية, وإذا كان اختبار الدم أو الزرع الجرثومي إيجابيا, فينبغي الاستمرار بالمضاد الحيوي لمدة10 أيام.
وأعراض الحمي الروماتيزمية تصيب الأطفال ما بين5 إلي15 عاما تبدأ بعد أسبوعين إلي ثلاثة أسابيع من التهاب البلعوم أو اللوزتين, وتسبب ارتفاعا في الحرارة وآلاما والتهابا وانتفاخا في المفاصل, وعادة ما تختفي علامات الالتهاب في بعض المفاصل بعد نحو48 ساعة, ولكن إذا لم تعالج الحالة تصاب مفاصل أخري بالالتهاب, وأكثر المفاصل إصابة الركبتان والرسغين, وإذا كانت هجمة الحمي خفيفة قد لا تبدو أي أعراض تشير إلي إصابة عضلة القلب وتمر الحالة دون تشخيص, أما إذا كانت الهجمة شديدة فتكون الأعراض أكثر وضوحا, ويشكو المريض من ضيق النفس عند القيام بالجهد, وحتي حينما يكون مستلقيا علي السرير. ويتم تشخيص الحمي الروماتيزمية, كما يوضح الدكتور مجدي بدران استشاري طب الأطفال حسب ظهور علامات الأعراض الكبري والأعراض الصغري, أما العلامات الصغري فهي ارتفاع درجة الحرارة وألم المفاصل, ومن الأعراض الكبري التهاب عضلة القلب وتشوهات صماماته, حيث يتأثر الصمام الميترالي بنسبه80% يليه الصمام الأورطي بنسبه30%, ثم الصمام ثلاثي الشرفات بنسبه5%, كما يحدث في75% من الحالات التهاب في المفاصل الكبيرة مثل الركبة والكاحل والكوع والفخذ والرسغ والكتف.
ويعتمد العلاج, كما تؤكد الدكتورة هالة أغا علي تناول جرعة واحدة من البنسلين طويل المفعول للأطفال الذين يشكون من التهاب البلعوم عندما يكون الزرع الجرثومي لمسحة الحلق إيجابيا, ويمكن استخدام البنسلين بطريق الفم, أو الايرثرومايسين لمن لديهم حساسية من البنسلين لمدة10 أيام, وينبغي الالتزام بهذه المدة حتي ولو اختفت الأعراض التي يشكو منها المريض, وإذا تمكنا من منع تكرر هجمات الحمي الروماتيزمية فإن70% من الترسبات في صمامات القلب تختفي خلال10 سنين, ولا يحدث ضيق في الصمامات, وتتحدد الجرعة الأمثل للعلاج في حال وجود إصابة قلبية بأخذ البنسلين طويل المفعول بالعضل كل3 أسابيع حتي يصل المريض إلي سن30 أو35 عاما, وقد يمتد مدي الحياة, أما إذا لم تكن هناك إصابة قلبية فينبغي إعطاء البنسلين كل3 أسابيع لمدة5 سنوات أو حتي أوائل العشرينيات من العمر. وفي دراسة استمرت لأكثر من35 عاما علي نحو2800 طفل وطفلة من المصريين الذين تم تشخيصهم علي أنهم مصابون بالحمي الروماتيزمية, أوضح الدكتور محمد حامد أستاذ طب قلب الأطفال بالأكاديمية الطبية العسكرية أن أعداد المرضي الذين تم تشخيصهم تشخيصا سليما بحالات الحمي الروماتزمية بلغ650 حالة فقط بنسبة تقل عن25%, في حين وصلت الأعداد التي تم تشخيصها خطأ من جانب إخصائيي طب الأطفال إلي نحو2350 بنسبة تتجاوز75% من مجموع الحالات التي تم تشخيصها كحمي روماتيزمية.
وترجع بداية هذه الدراسة الي السبعينات من القرن الماضي ويوضح الدكتور محمد حامد أن نتائج الفحوص لمعظم الحالات التي تم تشخيصها بطريق الخطأ أظهرت إصابتهم بأمراض أخري كان من أهمها لين العظام, والارتخاء الخلقي في شرفة الصمام الميترالي, وآلام الوصول لسن الحيض, ولذلك ينصح أطباء الأطفال الشبان بضرورة الالتزام بالأعراض الأساسية عند تشخيص الحمي الروماتزمية, ونظرا للإلتباس الذي يحدث في الأعراض الهامشية, يجب إجراء عدد من الدراسات متعددة المراكز لتغيير أو تأكيد هذه الأعراض الهامشية مرة أخري.
كما يجب إعادة منهج تدريس الحمي الروماتزمية وعلاجها وتوحيده بجميع كليات الطب, حيث لا يوجد منهج واحد فقط لتدريس هذا المرض الخطير. كذلك لابد من أخذ العلاج الشافي بالكامل عند تشخيص المرض وعدم الإكتفاء بجزء منه كمسكن, كما ينبغي عند تعاطي البنسلين الإلتزام بتعاطي العلاج لمدة10 أيام كاملة لإزالة الميكروب السبحي, ثم تعاطي البنسلين طويل المفعول بمعدل حقنة كل15 يوما, لأن مستوي البنسلين في الدم يبدأ في التناقص بعد اليوم السابع عشر.

azazystudy

مع أطيب الأمنيات بالتوفيق الدكتورة/سلوى عزازي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 226 مشاهدة
نشرت فى 6 مارس 2012 بواسطة azazystudy

ساحة النقاش

الدكتورة/سلوى محمد أحمد عزازي

azazystudy
دكتوراة مناهج وطرق تدريس لغة عربية محاضر بالأكاديمية المهنية للمعلمين، وعضوالجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,687,926