مضاعفات هبوط السكر ولاتؤدي لزيادة الوزن
دبي من: حسن فتحي
كل10 ثوان تحدث3 إصابات جديدة بالسكر في العالم, بمعدل مليون إصابة سنويا, تضاف إلي366 مليون شخص يعانون السكر حاليا, وسيقفز هذا الرقم إلي552 مليون عام2030.
وفق إحصاءات الاتحاد الدولي للسكر التي أعلنها الأسبوع الماضي من دبي في خلال مؤتمره السنوي, والمشكلة لاتتوقف عند هذا الحد, بل إن6 من كل10 أشخاص مصابين بالسكر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمعدل32.6 مليون مريض يشكلون9.1% من مجموع السكان, وسيتضاعف معدل الإصابة في دول المنطقة خلال الـ20 عاما المقبلة ليبلغ59.7 مليون عام2030, حيث يندرج6 منها ضمن قائمة أكثر10 دول موبوءة بالسكرفي العالم وهي السعودية والإمارات والكويت ولبنان والبحرين وقطر, وحاليا هناك19.2 مليون مازالوا يجهلون إصابتهم بالمرض ضمن183 مليون شخص علي مستوي العالم, كما أنه في كل7 ثوان تحدث وفاة في العالم بسبب مضاعفات السكر, بإجمالي4.6 مليون وفاة حدثت عام.2011 وحذر الاتحاد الدولي للسكر من تزايد معدلات الإصابة بالسكر من النوع الثانيسكرالكبار بين الأطفال, حيث يصاب78 ألف طفل سنويا بالمرض.
رسالة المؤتمر الأساسية كانت الدعوة لإطلاق حملات الاكتشاف المبكر للسكر لمواجهة الانتشار السريع للمرض, حتي لانخسر المعركة في مواجهته, كما حذر الدكتور جان كلود مبانيا رئيس الاتحاد الدولي للسكر. ولم تكن هناك أنواع جديدة من الأنسولين, وجاء التركيز علي منع الإصابات بالاعتدال في كل شئ وتجنب الوجبات السريعة لثبوت علاقة السمنة الوثيقة بالمرض, مع منح أولوية خاصة لدول الخليج لارتفاع معدلات الإصابة بها, حيث تشير التقديرات إلي أن شخصا من بين كل5 أشخاص في الشرق الأوسط مصاب بالسكر, وهذا الرقم مرشح للازدياد ليصبح شخصا بين كل3 أشخاص بحلول عام2030, كما أعلن المؤتمر عن مجموعة علاجية جديدة للنوع الثاني من السكر.
وأوضحت الدكتورة نانسي ثورنبيري رئيس فريق الأبحاث الإكلينيكية الذي ابتكر مثبطاتDPP-4 سيتاجلبتين وهو مركب يتم تناوله في جرعة واحدة يوميا, ويخفض سكرالدم إلي المستوي الآمن أو في حدود المعدل الطبيعي ولايسبب زيادة في الوزن, ويتم تناوله منفردا أو مع مركب ميتفورمين, حيث يعمل الأول علي البنكرياس لإفراز الأنسولين بطريقة منتظمة من خلال تكسيرالإنزيم الذي يكسر الهرمون المفيد جلوكاجون, والثاني يعمل علي منع مقاومة الأنسولين وتقليل إفراز السكرفي الكبد, وأضافت أن هناك أبحاثا ستدخل في2013 المرحلة الثالثة تهدف إلي معالجة السكر وخفض الكوليسترول الضارLDL من خلال جرعة واحدة أسبوعيا.
ووفقا للدكتور نضال فاخوري فإن رعاية وعلاج مرضي السكر تستحوذ علي20% من إجمالي الإنفاق علي الرعاية الصحية في دول المنطقة, والتي تبلغ5.5 مليار دولار سنويا, وأن خفض نسبة الهيموجلوبين السكري بمقدار1% يقلل احتمالات الوفاة بنسبة21% وحدوث الجلطات بنسبة74% واحتمالات البتر بنسبة43%, وتتضاعف تكلفة العلاج2.2% في حال وجود مشكلات في العين وإلي6.4% في حال وجود مشكلات في القلب وإلي9 أضعاف في حال وجود مشكلات في العين والقلب معا.
والعلاجات الجديدة, كما يقول الدكتور صلاح شلباية أستاذ الباطنة والسكر بطب عين شمس, تؤدي دورا مميزا في العلاج, خصوصا لحديثي التشخيص, حيث تتفادي مضاعفات هبوط السكر, ولاتؤدي إلي زيادة الوزن مع استمرار تناولها.
ويوضح الدكتور شريف حافظ أستاذ الباطنة والسكر بطب القاهرة أن الأدوية الحديثة تعتمد علي هرمونات الجهاز الهضمي, حيث تفرز الأمعاء الدقيقة نوعا من الهرمونات مع تناول الطعام تؤثر علي خلايا بيتا للبنكرياس المفرزة للأنسولين لتهضم الطعام وتمنع في الوقت نفسه إفراز هرمون الجلوكاجون من خلايا ألفا في البنكرياس, ووظيفة هذا الهرمون أنه ينشط الكبد لإفراز السكر في الدم, لكن يتم تكسيره بواسطة إنزيمDPP-4 وهناك مثبطات لهذا الإنزيم تمنع تكسير هذا الهرمون بما يؤدي إلي زيادة معدله بالجسم, وهذا العلاج يعد إضافة لمريض السكر, حيث تيصبح لديه بدائل كثيرة للعلاج, لاختيار كل حالة مايناسبها.
وأضاف الدكتور شريف حافظ أن الرابطة الدولية للسكر وضعت في توصياتها في علاج السكر البدء بالميتفورمين بالإضافة إلي نظام غذائي وحياتي ورياضي للمريض كمرحلة أولي, وفي المرحلة الثانية يمكن إضافة مثبطاتDPP-4والهرمون نفسه أو مشتقات السلفانويل يوريا المنشطة لخلايا البنكرياس لإفراز الإنسولين أو جليتازونبايوجليتازون أو الأنسولين.
وتؤكد الرسالة الأساسية للمؤتمر, برأي الدكتور خليفة محمود أستاذ ورئيس قسم السكر بطب الإسكندرية, أهمية الاكتشاف المبكر للسكر والتدخل السريع قبل حدوث المضاعفات, لأنه إن حدثت المضاعفات تكون هناك صعوبة في التعامل معها, ودعا المؤتمر كل دول العالم, وتحديدا دول المنطقة العربية إلي وضع برنامج قومي للاكتشاف المبكر, وخاصة بين الأشخاص الأكثر عرضة للسكر في مراحله الأولي, بعدما كشفت الدراسات أن عددا كبيرا من مرضي السكر ينتظرون عدة سنوات قبل أن يكتشفون إصابتهم بالمرض, وعن السمنة وعلاقتها بالسكر, دعا المؤتمر إلي مقاومة الوجبات السريعة بعدما ثبت أن هناك علاقة طردية بين السمنة والسكر, وعن أساليب العلاج الجديدة ثبت أن نسبة استخدامها في ازدياد لأنها, وإن كان لديها نفس تأثير الأدوية المتاحة, إلا أنها تحقق الهدف من العلاج دون تعريض المريض لنوبات نقص السكر, وهذه المجموعة العلاجية تؤدي إلي زيادة أحد الهرمونات الطبيعية التي تفرزها الأمعاء, وهو منشط طبيعي للبنكرياس لإفراز الأنسولين, وتؤخذ إما أقراص أو بالحقن.
وتحدث الدكتور خليفة محمود في جلسة بالمؤتمر عن مرضي السكر في رمضان, لمناقشة نتائج دراسة دولية, ثبت منها, وفقا لقوله, إن الغالبية العظمي يمكنهم الصيام مع ضبط السكر قبل شهر رمضان ببدائل علاجية جديدة, وتنصح الجمعية الأمريكية لأمراض السكر, كما يقول الدكتور هارفي كاتزيف الأستاذ المساعد في كلية ألبرت اينشتاين للطب, بخضوع مريض السكر لتقييم طبي شامل قبل الصيام بشهرين.
وننتهي كما بدأنا, إن كانت هناك3 إصابات بالسكر كل10 ثواني, فبادر بالكشف المبكر حتي لاتكون إحداها, وإن كنت مصابا فلم يعد كافيا مراقبة مستوي السكر في الدم يوميا, بل مراقبة مستوي الهيموجلوبين السكري في الدم كل3 أشهر ومتابعة أية مضاعفات علي العين والكلي والأوعية الدموية.
ساحة النقاش