كتبت:هالة أبو زيد 86
سرطان الغشاء البلوري هو ورم يصيب الغشاء المحيط بالرئة, وتشير الدراسات الحديثة إلي تزايد معدلات انتشاره بمصر إلي الضعف خلال السنوات العشر الأخيرة,
وبسبب استنشاق غبار الإسبستوس الذي ينتشر بالمناطق الصناعية خاصة في حلوان والمعصرة وشبرا الخيمة. برغم التحذيرات المستمرة من جانب وزارتي البيئة والصحة, حيث يدخل استخدامه في صناعات متعددة مثل مواسير المياه المعزولة والطوب العازل وعوازل الحرارة والصوت والأسمنت والسيراميك والكيماويات وكذلك صناعة السفن, ويتعرض للمرض عمال المصانع وسكان البيئة المحيطة, و أكد الأطباء وجود علاقة مباشرة بين سرطان الغشاء البلوري واستنشاق غبار الإسبستوس, لكن التأثير التراكمي لهذه المادة تظهر آثاره الضارة بعد عشرين سنة علي الأقل من التعرض له. ويصيب سرطان الغشاء البللوري, كما يقول الدكتورحسين خالد أستاذ طب الأورام بقصر العيني الرجال والسيدات, لكنه أكثر حدوثا بين الرجال في الأعمار من50 إلي70 عاما, حيث يحتاج المرض لحدوثه إلي فترة حضانة تتراوح بين20 إلي40 عاما من التعرض لمادة الإسبستوس, ويعد من أكثر انواع الأورام شراسة رغم ندرة حدوثه, موضحا أن الغشاء البللوري هو طبقة رقيقة من الأنسجة تشكل تجويفا دقيقا بين الرئتين والقفص الصدري وبه كمية قليلة من السائل البللوري تسهل عملية انزلاق وحركة الرئتين أثناء التنفس بسهولة, وهذا الغشاء يعتبر عائقا طبيعيا ومناعيا يحمي أنسجة الرئتين من أي عوامل خارجية تؤثر علي وظيفة الجهاز التنفسي. ووفقا للدكتور خالد فإن حدوث سرطان الغشاء البللوري يرتبط بتعرض المريض لألياف مادة الإسبستوس بصورة مستمرة ولسنوات طويلة, وهناك6 أنواع من هذه المادة تختلف في تركيبها الكيميائي, ويعد النوع الأزرق هو الأخطر علي الصحة., كما يرتبط المرض بفيروس يسميsv40 وهو فيروس متوطن في بعض أنواع القرود, ويعتقد أن انتشاره في الإنسان حدث بصورة كبيرة في الفترة ما بين1954 إلي1963 من خلال استعمال مصل شلل الأطفال ملوث بهذا الفيروس, كما يزيد من فرص حدوث المرض وجود استعداد وراثي فطري لدي المصاب مما يسبب حدوث خلل في بعض الجينات المرتبطة بالمرض مثل الجينات المسماةP16,P53,Wt1,NF2.
ويؤكد الدكتورصلاح الدين المسيدي أستاذ ورئيس قسم علاج الاورام والطب النووي بقصر العيني أن سرطان الغشاء البللوري الميزوثليوما من الأمراض التي تشهد انتشارا متصاعدا في الفترة الأخيرة, وينبع هذا الورم من الخلايا الرقيقة التي تحيط بالرئتين والقلب وكذلك البطن والخصيتين. ويعد الرجال أكثر عرضة5 مرات للإصابة من السيدات, ويبلغ متوسط العمر عند الاصابة60 عاما, وتظهر أعراضه في صورة ضيق في التنفس وألم في الصدر وهزال, ويتم التشخيص عن طريق عمل الأشعة العادية والمقطعية علي الصدر, ولكن لا يمكن تشخيص المرض بصورة نهائية إلا بعد سحب السائل المتجمع في الغشاء البلوري وتحليله أو أخذ عينة بواسطة الإبرة أو الفتح الجراح, ويجب التفرقة بين مرض الميزوثليوما والسرطان المنتشر إلي الغشاء البلوري أو البريتوني عن طريق الاختبارات المناعية.
والعلاج الاساسي لسرطان الغشاء البللوري, كما يقول الدكتور المسيدي هو الجراحة والتي تتطلب إزالة الغشاء البلوري وربما الرئة الملاصقة, ولكن هذا نادرا ما يمكن عمله, حيث إن المريض غالبا يبحث عن العلاج بعد تأخر المرض, وفي هذه الحالة يكون العلاج بالعقاقير الكيميائية أساسيا وكذلك العلاج بالإشعاع, مشيرا إلي أنه تم التوصل أخيرا إلي عقار جديد عرضه الباحثون في اجتماع الجمعية الامريكية للأورام في شيكاغو2011 وهو يفتح باب أمل في تحسن نسب العلاج ويعتمد علي التوجه المباشر للخلايا السرطانية وتدميرها.
و للوقاية من سرطان الغشاء البللوري طالب برنامج الوقاية والاكتشاف المبكر للأورام بالمعهد القومي للأورام بضرورة التوقف تماما عن استعمال الإسبستوس في الصناعات المختلفة واستخدام البدائل الأكثر أمانا أسوة بكل دول العالم التي حظرته, والكشف الدوري علي عمال المصانع للتشخيص المبكر للأمراض ذات الصلة بالإسبستوس ومعالجتها مبكرا, مع أهمية وضع طبقة عازلة أو تغطية الحوائط التي تستخدم الإسبستوس في تشييدها لمنع انتشار ألياف الإسبستوس
ساحة النقاش